إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

إضاءات من دعوة موسى(ع)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • حزن احمد
    عضو نشيط
    • 18-06-2013
    • 244

    إضاءات من دعوة موسى(ع)

    إضاءات من دعوة موسى(ع)
    ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾([26]).
    ها نحن ندخل مع موسى (ع) - بعد أن آتاه الله الحكمة والعلم - المدينة، عاصمة فرعون التي ملأها بالفساد والطغيان وقتل المؤمنين والاعتداء على الأعراض وتسخير المستضعفين لخدمة آلته الإجرامية الضخمة، وها هو موسى يقترب من رجلين أحدهما مؤمن إسرائيلي، والآخر رجس من جنود فرعون يريد تسخيره وإذلاله، والإسرائيلي يأبى الذل والمهانة التي ضاق بها ذرعاً معظم بني إسرائيل، ويبادر موسى (ع) فيقتل اللعين ويصفه من عمل الشيطان وصنيعته، وكما أن الشيطان عدو لله مضد لعباد الله، بيّن لكل صاحب فطرة سليمة،كذلك هذا اللعين الفرعوني، وتبدأ معركة موسى (ع) مع فرعون وحزبه الشيطاني اللعين، معركة غير متكافئة بالقياسات المادية.
    فيخرج موسى (ع) من المدينة خائفاً يترقب، متوسلاً بالله أن ينجيه من القوم الظالمين، لا طلباً للحياة المادية التي هي سجن لأمثال موسى(ع) ، بل ليتسنى له حمل راية (لا إله إلا الله).
    وموسى هنا لم يحمل فأساً ليكسر صنماً يمثل عقائد القوم الضالين، بل حمل عليهم مباشرة وقتل أحدهم وحاول قتل الآخر، وهذه الخطوة أكثر تقدماً من سابقتها، وبعد غيبة عشر سنوات قضاها موسى (ع) في أحضان نبي عظيم هو شعيب (ع) ،عاد موسى (ع) إلى مصر وهذه المرة يحمل رسالة إلى الطاغية فرعون، رسالة حملها وهو في طريق العودة وحمل معها (لا قوة إلا بالله)، قال له جبار السماوات والأرض: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾([27])، وسبحانه وتعالى أعلم بما في يمين موسى، عصا بحسب قياسات المحجوبين بالمادة، لا يمكن أن تكون سلاحاً يقاتل به موسى (ع) قوات فرعون المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة في حينها، ولكن الله سبحانه وتعالى جعلها حية تسعى بقوته التي قامت بها السماوات والأرض، وجعل يد موسى بيضاء من غير سوء آية أخرى.
    ومع أن هذه الآيات عظيمة، ولكن سلاح موسى لم يكن العصا أو اليد البيضاء المعجزة، بل إن سلاح موسى القوي الذي لا يقهر هو: (لا قوة إلا بالله)، ولم تكن هذه الآيات بالنسبة لموسى إلا ليرى من آيات ربه الكبرى. ودخل موسى على الطاغية فرعون وهو يحمل في صدره ذلك المعنى العظيم: (لا قوة إلا بالله)، ذلك المعنى الذي صيَّر فرعون وهامان وجنودهما في عين موسى (ع) أخس من الذباب، بل لم يكونوا في الحقيقة شيئاً مذكوراً، وهتف موسى وهارون (ع) في مجلس فرعون: ﴿جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾([28])، وأخذ الطاغية يكابر ويجادل، من ربكما ؟ … ما بال القرون الأولى؟ … ثم أعرض اللعين: ﴿قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوَىً﴾([29]).
    وتكبر فرعون وجنوده وحق عليهم العذاب، فأُغرِقوا في بحر آثامهم ليكونوا عبرة لفراعنة هذا الزمان وجنودهم، فهل من معتبر قبل أن تحق الكلمة.
  • Saqi Alatasha
    عضو مميز
    • 09-07-2009
    • 2487

    #2
    رد: إضاءات من دعوة موسى(ع)


    :: من كتاب اضاءات من دعوات المرسلين ج1::
    للامام أحمد الحسن(ع) وصي ورسول الامام المهدي(ع) واليماني الموعود

    أهم ما يلاحظ من دعوة موسى (ع) أمور منها:
    1- بدأ موسى (ع) بقتل أحد زبانية فرعون، وهذا الموقف في غاية الشدة، فالقتل والقتال عادة يكون آخر وسيلة للدعوة ولنشر كلمة لا إله إلا الله، فما الذي جعله هنا أول خطوة ؟! والحقيقة هناك عدة أسباب، منها:
    أ- إن موسى كان في مواجهة طاغية متسلط على رقاب الناس، يقتل ويسلب وينهب ويستضعف أهل الأرض دونما رادع، فكان عمل موسى المبارك بقتل هذا الجندي الشيطاني، طعنة نجلاء لفرعون وحزبه وجنوده ورادعاً عظيماً لهم.
    ب- كان لهذا العمل أثر عظيم في تشجيع بني إسرائيل وتثويرهم على فرعون وجنوده وتهيئتهم للثورة المستقبلية التي قام بها موسى (ع) بعد عودته.
    ج- كان لهذه العملية أهمية في إظهار شخصية موسى (ع) كثائر على ظلم فرعون وجنوده، وتعريف بني إسرائيل أهمية هذا القائد العظيم الذي سيقوم بتخليصهم من فرعون وجنوده فيما بعد.
    د- كان لهذه العملية أهمية في دفع تهمة موالاة فرعون لعنه الله عن موسى (ع) والتي تلبس بها (ع)، لأنه كان ربيباً لفرعون ويعيش في قصره.

    2- بعد عودة موسى من مدين اتخذت الدعوة إلى الحق شكلاً آخر، هذه المرة باللين لعل فرعون أو أحد أعوانه أو جنوده يتذكر أو يخشى الله سبحانه، ويدين بدين يعقوب (ع) ويوسف (ع) الذي كان عزيزاً ووزيراً لملكهم السابق، وإلى هذه الفترة لم يأتِ موسى بالشريعة الناسخة لشريعة يعقوب (ع) وإسحاق وإبراهيم (ع)، وهي الحنفية، مع أنها كانت محرفة ولا يعمل بها إلا بحسب أهواء وتخرصات علماء دين إسرائيل الشيطانية.
    3- كانت هناك عقوبات إلهية وآيات ربانية، رافقت دعوة موسى (ع) في مصر، لعل فرعون وجنوده أو المتكبرين من بني إسرائيل مثل قارون يؤمن، ومن هذه العقوبات هي إن ماءهم صار دماً، وامتلأت أرضهم بالضفادع، وكانوا يتوسلون بموسى (ع) ليدعو الله فيرفع عنهم العذاب، ومع ذلك لم يؤمن لموسى إلا ذرية من قومه، ويا للأسف ويا للحسرة على العباد.
    4- في نهاية الدعوة كانت هناك هجرة موسى (ع) والذين آمنوا معه، وخروجهم من مصر خائفين من فرعون وملئه وحزبه وجنوده أن يتسلطوا عليهم ويؤذوهم ويقتلوهم، فلما تراءت الفئتان ظهر هذا الخوف المستشري في جماعة بني إسرائيل المؤمنة إيماناً ضعيفاً متزلزلاً. فقالوا إنا لمدركون من فرعون وجنوده. ولكن موسى (ع) زجرهم ونبههم أنهم مهاجرون إلى الله الواحد القهار، قال: كلا إن معي ربي سيهدين، فنجا جماعة إسرائيل إكراماً لموسى (ع)، وألف عين لأجل عين تكرمُ، وأغرق فرعون وجنوده فبعداً لهم.
    الملفات المرفقة
    هل يصعب عليك أن تسجد ولا ترفع رأسك حتى تسمع جواب ربك لتنجو في الآخرة والدنيا ؟
    وهل يصعب عليك أن تصوم ثلاثة أيام وتتضرع في لياليها إلى الله أن يجيبك ويعرفك الحق ؟

    الامام احمد الحسن (ع) ـ كتاب الجواب المنير

    Comment

    Working...
    X
    😀
    🥰
    🤢
    😎
    😡
    👍
    👎