إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ya fatema
    مدير متابعة وتنشيط
    • 24-04-2010
    • 1738

    #16
    رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

    التسجيل الصوتي للدرس الثاني عشر (ان شاء الله يتم دمجه مع الدرس الكتابي )
    عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
    : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

    Comment

    • ya fatema
      مدير متابعة وتنشيط
      • 24-04-2010
      • 1738

      #17
      رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

      التسجيل الصوتي للدرس 13 ( ان شاء الله يتم دمجه مع الدرس الكتابي )
      عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
      : ( إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب )

      Comment

      • الشيخ ناظم العقيلي
        عضو جديد
        • 13-02-2012
        • 11

        #18
        رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

        الدليل الخامس:
        الغيبة للنعماني ص 289 – 290:
        عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): (... والقائم يومئذ بمكة ، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به ، فينادي : يا أيها الناس ، إنا نستنصر الله فمن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد (صلى الله عليه وآله) ، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد (صلى الله عليه وآله) ، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم ، ومن حاجني في محمد (صلى الله عليه وآله) فأنا أولى الناس بمحمد (صلى الله عليه وآله) ، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين ، أليس الله يقول في محكم كتابه : (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) ؟ فأنا بقية من آدم ، وذخيرة من نوح ، ومصطفى من إبراهيم ، وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين . ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله ، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما أبلغ الشاهد منكم الغائب ، وأسألكم بحق الله وبحق رسوله وبحقي ، فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا ودفعنا عن حقنا وافترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله تعالى ...).
        وقد تقدم شرح هذه الرواية والاستدلال بها.
        الدليل السادس:
        ما اخرجه النعماني في الغيبة ص 308، بسنده عن أبان بن تغلب ، قال: ( سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق وأهل المغرب، أتدري لم ذلك ؟ قلت: لا. قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه).
        أيضا تقدم بيان الاستدلال بهذه الرواية.
        الدليل السابع:
        عن أبي الحسن (ع)، قال: (كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات، حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات)( ).
        فالأئمة عندهم علم الوصايا، وهم المستحفظون والخزان لها، وقد جاء في دعاء الندبة –المروي عن الإمام المهدي (ع) - في وصف الأنبياء والرسل (ع) قوله (ع): (وكل شرعت له شريعة ، ونهجت له منهاجا وتخيرت له أوصياء مستحفظا بعد مستحفظ ، من مدة إلى مدة ، إقامة لدينك ، وحجة على عبادك) بحار الأنوار ج 99 ص 105.
        ولذلك نجد الرسول محمد قد وصف الإمام المهدي في وصيته السابقة الذكر بـ (المستحفظ من آل محمد): (... فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد ...).
        وأيضاً وصفه الإمام الصادق  بـ (الحافظ لما استودع): (... الحافظ لما استودع، يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً) ( ).

        الدليل الثامن:
        سليم بن قيس: عن سلمان المحمدي، عن رسول الله (ص) في حديث طويل: (... ثم ضرب بيده على الحسين (ع) فقال: يا سلمان، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً من ولد هذا. إمام بن إمام، عالم بن عالم، وصي بن وصي، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم. قال: قلت: يا نبي الله، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال: أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم؛ لأن الله هداهم به ...) ( ).
        فقوله (ص): [أبوه الذي يليه إمام وصي عالم]، الضمير في [أبوه] عائد على [مهدي أمتي] المذكور في أول الكلام، وأيضاً الضمير في [يليه] عائد على المهدي (ع)، فيكون تقدير الكلام: [أبو المهدي يلي المهدي]، أي أبو المهدي يأتي بعد المهدي، وهذا لا يمكن أن ينطبق على محمد بن الحسن العسكري (ع)، لأن من البديهي أن الابن يلي أباه لا العكس، لأن الابن فرع الأب ومولود منه، وهذا أمر بديهي، فسواء قلنا أن معنى [يليه] هو أن يأتي بعده في الولادة أو يلي أمر وفاته وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، فكلا الأمرين لا ينطبق على الإمام المهدي (ع)، لأن أباه الحسن العسكري سبقه في الولادة والإمامة وأيضاً لم يتولَ تجهيزه عند الوفاة لأن الإمام المهدي (ع) حي يرزق الى يومنا هذا.
        اذن لا يمكن أن يفسر هذا الحديث إلا بالمهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع)، ويكون أبوه يليه بالظهور، بمعنى أن المهدي الأول يظهر قبل أبيه ممهداً له، وبعد ذلك يظهر ابوه الحجة بن الحسن من غيبته.
        وقد احتار اعداء الدعوة اليمانية في الرد على هذا الحديث، فاضطروا الى ان يسلكوا شتى السبل وإن كانت مؤصدة وتنم عن جهل صاحبها، فقال بعضهم معنى [أبوه الذي يليه] أي الحسن العسكري (ع) يلي أبنه المهدي (ع) بمعنى يأتي قبله، فيكون معنى [يليه]: الذي يسبقه !!!
        وهذا من المضحكات المبكيات ! ويتبين منه مدى الحرج الذي وقع فيه اصحاب هذا التفسير الاعوج، فكون الحسن العسكري هو والد المهدي (ع)، فيقيناً هو سابق له، وهذا لا يحتاج الى بيان بل الاشارة اليه تحصيل حاصل، فهل تجد حكيماً يخبر عن أن الوالد يسبق ابنه أو يليه أي يباشره من آبائه، أي أنه أو واحد من سلسلة آبائه ؟!!
        ثم قولنا فلان يلي فلاناً يعني أنه يأتي بعده لا قبله، لأن التوالي هو مجيء الشيء واحداً تلو الآخر، وهذا من الواضحات المستغنية عن البيان، وخصوصا في موضوعنا.
        فيتحصل أن الظاهر من قوله (ص): [يليه] أي يأتي أو يظهر بعده، ومن زعم خلاف ذلك عليه أن يأتي بالقرينة أو الدليل الواضح، وهو مفقود.
        ومما يؤكد أن الكلام لا ينطبق على الحجة بن الحسن (ع)، هو قول النبي (ص) في نفس الحديث: [أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم؛ لأن الله هداهم به].
        لأن الثابت في الروايات أن الإمام المهدي (ع) أفضل من أبيه الحسن العسكري وأفضل من جميع آبائه من ذرية الحسين (ع):
        الشيخ النعماني بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن آبائه ، قال: قال رسول الله : (إن الله  اختار من كل شيء شيئاً، اختار من الأرض مكة، واختار من مكة المسجد، واختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة، واختار من الأنعام إناثها، ومن الغنم الضأن، واختار من الأيام يوم الجمعة، واختار من الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختار من الناس بني هاشم، واختارني وعلياً من بني هاشم، واختار مني ومن علي الحسن والحسين، وتكملة اثني عشر إماماً من ولد الحسين تاسعهم باطنهم، وهو ظاهرهم، وهو أفضلهم، وهو قائمهم) ( ).
        وعن أبي بصير، عن أبي جعفر ، قال: (يكون منا تسعة بعد الحسين بن علي، تاسعهم قائمهم، وهو أفضلهم) ( ).
        وعن سلمان الفارسي، قال: كنا مع رسول الله والحسين بن علي (عليهما السلام) على فخذه، إذ تفرس في وجهه وقال: (يا أبا عبد الله، أنت سيد من سادة، وأنت إمام بن إمام، أخو إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم، إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم) ( ).
        إذن فقول الرسول (ص): [أبوه أفضل منه]، لا ينطبق على الحجة بن الحسن (ع) لأنه أفضل من جميع آبائه الثمانية بما فيهم الحسن العسكري (ع).
        وحاول بعض المخالفين التملص من ذلك، فقال: معنى [أبوه أفضل منه]، لأن أبوه إمامه والحجة عليه، فهو من هذا الجانب أفضل منه، وإن كان هو أفضل من أبيه من جانب أو جوانب أخرى !
        مستدلاً بالحديث الآتي:
        سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي في حديث طويل، عن رسول الله : (... فقال رسول الله : أخي علي أفضل أمتي، وحمزة وجعفر هذان أفضل أمتي بعد علي وبعدك وبعد ابني وسبطي الحسن والحسين وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا - وأشار رسول الله بيده إلى الحسين  - منهم المهدي. والذي قبله أفضل منه، الأول خير من الآخر؛ لأنه إمامه والآخر وصي الأول. إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا...)( ).
        ويرد عليه:
        إن هذا تحكم محض، فلا دليل في الرواية على أن والد المهدي هنا أفضل من المهدي من جانب واحد وهو أنه إمامه، بل الحديث أعطى العلة من أفضلية أب المهدي على ابنه، فادعاء أن هذا التفضيل من جانب واحد يفتقر الى الدليل، فكون أب المهدي أفضل منه يعني أن مقامه أعلى وأفضل من مقام المهدي فلا يمكن أن يكون مقام المهدي أفضل من مقام أبيه حتى لو كان يمتاز عنه بميزات أخرى، لأنه حييئذ سيكون مقام المهدي افضل وادنى من مقام أبيه وهذا لا يصح، فإما أن يكون أفضل وإما أن يكون أدنى، وذكر العلة وهي أنه إمامه لا يعني أن الأفضلية محصورة بهذه الجهة فقط.
        إذن فحتى الرواية التي تقول: [ ... منهم المهدي. والذي قبله أفضل منه، الأول خير من الآخر؛ لأنه إمامه والآخر وصي الأول]، لا تنطبق على محمد بن الحسن العسكري (ع)، بل تنطبق على ابنه المهدي الأول أحمد، لأن أباه إمامه وأفضل منه في مقام الإمامة. هذا أولاً.
        وثانياً: أحد الروايات السابقة صرحت بأن محمد بن الحسن العسكري (ع) إمام آبائه الثمانية من ذرية الحسين (ع):
        وعن سلمان الفارسي، قال: كنا مع رسول الله والحسين بن علي (عليهما السلام) على فخذه، إذ تفرس في وجهه وقال: (يا أبا عبد الله، أنت سيد من سادة، وأنت إمام بن إمام، أخو إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم، إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم) ( ).
        فلاحظ قوله (ص): [تاسعهم قائمهم، إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم]، إذن فمحمد بن الحسن (ع) أفضل من أبيه حتى من جانب الإمامة، بل الرواية تصرح أنه إمام آبائه من ذرية الحسين (ع) بما فيهم الحسن العسكري (ع)، وأقل ما يقال أن مقام إمامة الإمام المهدي (ع) أعلى وأفضل من مقام أبيه فكيف يكون أبيه أفضل منه.
        فلا ينطبق الحديث إلا على المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع)، الذي يصح أن يوصف بأن أباه أفضل منه.
        وقال بعض المخالفين إن معنى قوله (ص): [أبوه الذي يليه] أي الإمام الحسين (ع) يلي الإمام المهدي (ع) في الرجعة، لأن الحسين هو أب للإمام المهدي (ع) أيضاً.

        الدليل التاسع:
        عن علي بن أبي طالب (ع)، قال: (يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت [فلا يقتله أحد حتى يموت] ( ))( ).
        تقدم بيان الاستدلال بهذه الرواية.
        الدليل العاشر:
        جاء في رواية المفضل بن عمر عن الصادق  في أمر القائم : (... قال المفضل: فما يصنع بأهل مكة ؟ قال: يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فيطيعونه ويستخلف فيهم رجلاً من أهل بيته، ويخرج يريد المدينة ...) ( ).
        وما يؤيد رواية المفضل بن عمر ما جاء في خبر طويل عن علي بن الحسين (ع) في ذكر القائم، قال فيه:
        (فيجلس تحت شجرة سمرة، فيجيئه جبرئيل في صورة رجل من كلب، فيقول: يا عبد الله ما يجلسك ههنا ؟ فيقول: يا عبد الله إني أنتظر أن يأتيني العشاء فأخرج في دبره إلى مكة وأكره أن أخرج في هذا الحر قال: فيضحك فإذا ضحك عرفه أنه جبرئيل قال: فيأخذ بيده ويصافحه، ويسلم عليه، ويقول له: قم ويجيئه بفرس يقال له البراق فيركبه ثم يأتي إلى جبل رضوى، فيأتي محمد وعلي فيكتبان له عهداً منشوراً يقرؤه على الناس ثم يخرج إلى مكة والناس يجتمعون بها. قال: فيقوم رجل منه فينادي أيها الناس هذا طلبتكم قد جاءكم، يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله ، قال: فيقومون، قال: فيقوم هو بنفسه، فيقول: أيها الناس أنا فلان بن فلان أنا ابن نبي الله ، أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله ...) ( ).
        الدليل الحادي عشر:
        قصة الجزيرة الخضراء.
        برواية المازندراني. ذكرها العلامة المجلسي في البحار ج52 ص159 وما بعدها.وكانت هذه القصة في القرن السابع الهجري.
        وهذه الجزيرة يحكمها السيد محمد شمس الدين من ذرية الإمام المهدي (ع).
        الدليل الثاني عشر:
        قصة تشبه قصة الجزيرة الخضراء، برواية الأنباري. ذكرها العلامة المجلسي في البحار ج53 ص213 وما بعدها. وكانت هذه القصة في القرن السادس الهجري، (522 هـ).
        وتنص القصة على ان هناك عدة جزر يحكمها أولاد الإمام المهدي (ع) – من ذريته - ، الزاهرة ويحكمها طاهر، والرائقة ويحكمها قاسم، والصافية ويحكمها ابراهيم، بلدة عناطيس ويحكمها هاشم.
        وهذه الجزر واقعة في البحر الأبيض المتوسط كما تنص القصة، على ما حكاه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (ره) في موسوعة الإمام المهدي (ع) ج2 ص77.

        Comment

        • الشيخ ناظم العقيلي
          عضو جديد
          • 13-02-2012
          • 11

          #19
          رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

          الدليل الخامس:
          الغيبة للنعماني ص 289 – 290:
          عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): (... والقائم يومئذ بمكة ، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به ، فينادي : يا أيها الناس ، إنا نستنصر الله فمن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد (صلى الله عليه وآله) ، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد (صلى الله عليه وآله) ، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم ، ومن حاجني في محمد (صلى الله عليه وآله) فأنا أولى الناس بمحمد (صلى الله عليه وآله) ، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين ، أليس الله يقول في محكم كتابه : (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) ؟ فأنا بقية من آدم ، وذخيرة من نوح ، ومصطفى من إبراهيم ، وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين . ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله ، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما أبلغ الشاهد منكم الغائب ، وأسألكم بحق الله وبحق رسوله وبحقي ، فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا فقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وأبنائنا وبغي علينا ودفعنا عن حقنا وافترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا لا تخذلونا وانصرونا ينصركم الله تعالى ...).
          وقد تقدم شرح هذه الرواية والاستدلال بها.
          الدليل السادس:
          ما اخرجه النعماني في الغيبة ص 308، بسنده عن أبان بن تغلب ، قال: ( سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق وأهل المغرب، أتدري لم ذلك ؟ قلت: لا. قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل خروجه).
          أيضا تقدم بيان الاستدلال بهذه الرواية.
          الدليل السابع:
          عن أبي الحسن (ع)، قال: (كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات، حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات)( ).
          فالأئمة عندهم علم الوصايا، وهم المستحفظون والخزان لها، وقد جاء في دعاء الندبة –المروي عن الإمام المهدي (ع) - في وصف الأنبياء والرسل (ع) قوله (ع): (وكل شرعت له شريعة ، ونهجت له منهاجا وتخيرت له أوصياء مستحفظا بعد مستحفظ ، من مدة إلى مدة ، إقامة لدينك ، وحجة على عبادك) بحار الأنوار ج 99 ص 105.
          ولذلك نجد الرسول محمد قد وصف الإمام المهدي في وصيته السابقة الذكر بـ (المستحفظ من آل محمد): (... فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد ...).
          وأيضاً وصفه الإمام الصادق  بـ (الحافظ لما استودع): (... الحافظ لما استودع، يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً) ( ).

          الدليل الثامن:
          سليم بن قيس: عن سلمان المحمدي، عن رسول الله (ص) في حديث طويل: (... ثم ضرب بيده على الحسين (ع) فقال: يا سلمان، مهدي أمتي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً من ولد هذا. إمام بن إمام، عالم بن عالم، وصي بن وصي، أبوه الذي يليه إمام وصي عالم. قال: قلت: يا نبي الله، المهدي أفضل أم أبوه ؟ قال: أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم؛ لأن الله هداهم به ...) ( ).
          فقوله (ص): [أبوه الذي يليه إمام وصي عالم]، الضمير في [أبوه] عائد على [مهدي أمتي] المذكور في أول الكلام، وأيضاً الضمير في [يليه] عائد على المهدي (ع)، فيكون تقدير الكلام: [أبو المهدي يلي المهدي]، أي أبو المهدي يأتي بعد المهدي، وهذا لا يمكن أن ينطبق على محمد بن الحسن العسكري (ع)، لأن من البديهي أن الابن يلي أباه لا العكس، لأن الابن فرع الأب ومولود منه، وهذا أمر بديهي، فسواء قلنا أن معنى [يليه] هو أن يأتي بعده في الولادة أو يلي أمر وفاته وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، فكلا الأمرين لا ينطبق على الإمام المهدي (ع)، لأن أباه الحسن العسكري سبقه في الولادة والإمامة وأيضاً لم يتولَ تجهيزه عند الوفاة لأن الإمام المهدي (ع) حي يرزق الى يومنا هذا.
          اذن لا يمكن أن يفسر هذا الحديث إلا بالمهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع)، ويكون أبوه يليه بالظهور، بمعنى أن المهدي الأول يظهر قبل أبيه ممهداً له، وبعد ذلك يظهر ابوه الحجة بن الحسن من غيبته.
          وقد احتار اعداء الدعوة اليمانية في الرد على هذا الحديث، فاضطروا الى ان يسلكوا شتى السبل وإن كانت مؤصدة وتنم عن جهل صاحبها، فقال بعضهم معنى [أبوه الذي يليه] أي الحسن العسكري (ع) يلي أبنه المهدي (ع) بمعنى يأتي قبله، فيكون معنى [يليه]: الذي يسبقه !!!
          وهذا من المضحكات المبكيات ! ويتبين منه مدى الحرج الذي وقع فيه اصحاب هذا التفسير الاعوج، فكون الحسن العسكري هو والد المهدي (ع)، فيقيناً هو سابق له، وهذا لا يحتاج الى بيان بل الاشارة اليه تحصيل حاصل، فهل تجد حكيماً يخبر عن أن الوالد يسبق ابنه أو يليه أي يباشره من آبائه، أي أنه أو واحد من سلسلة آبائه ؟!!
          ثم قولنا فلان يلي فلاناً يعني أنه يأتي بعده لا قبله، لأن التوالي هو مجيء الشيء واحداً تلو الآخر، وهذا من الواضحات المستغنية عن البيان، وخصوصا في موضوعنا.
          فيتحصل أن الظاهر من قوله (ص): [يليه] أي يأتي أو يظهر بعده، ومن زعم خلاف ذلك عليه أن يأتي بالقرينة أو الدليل الواضح، وهو مفقود.
          ومما يؤكد أن الكلام لا ينطبق على الحجة بن الحسن (ع)، هو قول النبي (ص) في نفس الحديث: [أبوه أفضل منه. للأول مثل أجورهم كلهم؛ لأن الله هداهم به].
          لأن الثابت في الروايات أن الإمام المهدي (ع) أفضل من أبيه الحسن العسكري وأفضل من جميع آبائه من ذرية الحسين (ع):
          الشيخ النعماني بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن آبائه ، قال: قال رسول الله : (إن الله  اختار من كل شيء شيئاً، اختار من الأرض مكة، واختار من مكة المسجد، واختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة، واختار من الأنعام إناثها، ومن الغنم الضأن، واختار من الأيام يوم الجمعة، واختار من الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختار من الناس بني هاشم، واختارني وعلياً من بني هاشم، واختار مني ومن علي الحسن والحسين، وتكملة اثني عشر إماماً من ولد الحسين تاسعهم باطنهم، وهو ظاهرهم، وهو أفضلهم، وهو قائمهم) ( ).
          وعن أبي بصير، عن أبي جعفر ، قال: (يكون منا تسعة بعد الحسين بن علي، تاسعهم قائمهم، وهو أفضلهم) ( ).
          وعن سلمان الفارسي، قال: كنا مع رسول الله والحسين بن علي (عليهما السلام) على فخذه، إذ تفرس في وجهه وقال: (يا أبا عبد الله، أنت سيد من سادة، وأنت إمام بن إمام، أخو إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم، إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم) ( ).
          إذن فقول الرسول (ص): [أبوه أفضل منه]، لا ينطبق على الحجة بن الحسن (ع) لأنه أفضل من جميع آبائه الثمانية بما فيهم الحسن العسكري (ع).
          وحاول بعض المخالفين التملص من ذلك، فقال: معنى [أبوه أفضل منه]، لأن أبوه إمامه والحجة عليه، فهو من هذا الجانب أفضل منه، وإن كان هو أفضل من أبيه من جانب أو جوانب أخرى !
          مستدلاً بالحديث الآتي:
          سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي في حديث طويل، عن رسول الله : (... فقال رسول الله : أخي علي أفضل أمتي، وحمزة وجعفر هذان أفضل أمتي بعد علي وبعدك وبعد ابني وسبطي الحسن والحسين وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا - وأشار رسول الله بيده إلى الحسين  - منهم المهدي. والذي قبله أفضل منه، الأول خير من الآخر؛ لأنه إمامه والآخر وصي الأول. إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا...)( ).
          ويرد عليه:
          إن هذا تحكم محض، فلا دليل في الرواية على أن والد المهدي هنا أفضل من المهدي من جانب واحد وهو أنه إمامه، بل الحديث أعطى العلة من أفضلية أب المهدي على ابنه، فادعاء أن هذا التفضيل من جانب واحد يفتقر الى الدليل، فكون أب المهدي أفضل منه يعني أن مقامه أعلى وأفضل من مقام المهدي فلا يمكن أن يكون مقام المهدي أفضل من مقام أبيه حتى لو كان يمتاز عنه بميزات أخرى، لأنه حييئذ سيكون مقام المهدي افضل وادنى من مقام أبيه وهذا لا يصح، فإما أن يكون أفضل وإما أن يكون أدنى، وذكر العلة وهي أنه إمامه لا يعني أن الأفضلية محصورة بهذه الجهة فقط.
          إذن فحتى الرواية التي تقول: [ ... منهم المهدي. والذي قبله أفضل منه، الأول خير من الآخر؛ لأنه إمامه والآخر وصي الأول]، لا تنطبق على محمد بن الحسن العسكري (ع)، بل تنطبق على ابنه المهدي الأول أحمد، لأن أباه إمامه وأفضل منه في مقام الإمامة. هذا أولاً.
          وثانياً: أحد الروايات السابقة صرحت بأن محمد بن الحسن العسكري (ع) إمام آبائه الثمانية من ذرية الحسين (ع):
          وعن سلمان الفارسي، قال: كنا مع رسول الله والحسين بن علي (عليهما السلام) على فخذه، إذ تفرس في وجهه وقال: (يا أبا عبد الله، أنت سيد من سادة، وأنت إمام بن إمام، أخو إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم، إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم) ( ).
          فلاحظ قوله (ص): [تاسعهم قائمهم، إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم]، إذن فمحمد بن الحسن (ع) أفضل من أبيه حتى من جانب الإمامة، بل الرواية تصرح أنه إمام آبائه من ذرية الحسين (ع) بما فيهم الحسن العسكري (ع)، وأقل ما يقال أن مقام إمامة الإمام المهدي (ع) أعلى وأفضل من مقام أبيه فكيف يكون أبيه أفضل منه.
          فلا ينطبق الحديث إلا على المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع)، الذي يصح أن يوصف بأن أباه أفضل منه.
          وقال بعض المخالفين إن معنى قوله (ص): [أبوه الذي يليه] أي الإمام الحسين (ع) يلي الإمام المهدي (ع) في الرجعة، لأن الحسين هو أب للإمام المهدي (ع) أيضاً.

          الدليل التاسع:
          عن علي بن أبي طالب (ع)، قال: (يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت [فلا يقتله أحد حتى يموت] ( ))( ).
          تقدم بيان الاستدلال بهذه الرواية.
          الدليل العاشر:
          جاء في رواية المفضل بن عمر عن الصادق  في أمر القائم : (... قال المفضل: فما يصنع بأهل مكة ؟ قال: يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فيطيعونه ويستخلف فيهم رجلاً من أهل بيته، ويخرج يريد المدينة ...) ( ).
          وما يؤيد رواية المفضل بن عمر ما جاء في خبر طويل عن علي بن الحسين (ع) في ذكر القائم، قال فيه:
          (فيجلس تحت شجرة سمرة، فيجيئه جبرئيل في صورة رجل من كلب، فيقول: يا عبد الله ما يجلسك ههنا ؟ فيقول: يا عبد الله إني أنتظر أن يأتيني العشاء فأخرج في دبره إلى مكة وأكره أن أخرج في هذا الحر قال: فيضحك فإذا ضحك عرفه أنه جبرئيل قال: فيأخذ بيده ويصافحه، ويسلم عليه، ويقول له: قم ويجيئه بفرس يقال له البراق فيركبه ثم يأتي إلى جبل رضوى، فيأتي محمد وعلي فيكتبان له عهداً منشوراً يقرؤه على الناس ثم يخرج إلى مكة والناس يجتمعون بها. قال: فيقوم رجل منه فينادي أيها الناس هذا طلبتكم قد جاءكم، يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله ، قال: فيقومون، قال: فيقوم هو بنفسه، فيقول: أيها الناس أنا فلان بن فلان أنا ابن نبي الله ، أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله ...) ( ).
          الدليل الحادي عشر:
          قصة الجزيرة الخضراء.
          برواية المازندراني. ذكرها العلامة المجلسي في البحار ج52 ص159 وما بعدها.وكانت هذه القصة في القرن السابع الهجري.
          وهذه الجزيرة يحكمها السيد محمد شمس الدين من ذرية الإمام المهدي (ع).
          الدليل الثاني عشر:
          قصة تشبه قصة الجزيرة الخضراء، برواية الأنباري. ذكرها العلامة المجلسي في البحار ج53 ص213 وما بعدها. وكانت هذه القصة في القرن السادس الهجري، (522 هـ).
          وتنص القصة على ان هناك عدة جزر يحكمها أولاد الإمام المهدي (ع) – من ذريته - ، الزاهرة ويحكمها طاهر، والرائقة ويحكمها قاسم، والصافية ويحكمها ابراهيم، بلدة عناطيس ويحكمها هاشم.
          وهذه الجزر واقعة في البحر الأبيض المتوسط كما تنص القصة، على ما حكاه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (ره) في موسوعة الإمام المهدي (ع) ج2 ص77.

          Comment

          • الشيخ ناظم العقيلي
            عضو جديد
            • 13-02-2012
            • 11

            #20
            رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

            المحور الثالث :

            عصمة وإمامة المهديين من ذرية القائم (ع):


            قبل ذكر الأدلة النقلية على عصمة وإمامة المهديين من ذرية القائم (ع)، لا بأس بالتطرق لمسألة حصر الإمامة باثني عشر إماماً هل هي عقيدة ثابتة جزماً عن كل علماء الشيعة أم لا ؟ وبعبارة أبسط هل كل علماء الشيعة يعتقدون بحصر الإمامة بعد النبي (ص) باثني عشر فقط أم لا ؟
            وأنبه على أن الاعتقاد بإمامة اثني عشر إماماً بعد النبي (ص) شيء، والاعتقاد بحصر الإمامة بهذا العدد شيء آخر، فاثبات العقيدة باثني عشر إماماً لا يعني نفي ما عداهم.
            ونأتي الآن على ذكر أقوال كبار علماء الشيعة المتقدمين، ثم نتبع ذلك بذكر أقوال بعض العلماء المعاصرين:

            1- الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة ص77، قال: (إن عدد الأئمة اثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة ولسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثني عشر إماماً اعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر  بعده).

            وكلام الشيخ الصدوق (رحمه الله) صريح في أنه لا يعتقد بانحصار الإمامة بالأئمة الإثني عشر ، بدليل قوله: (ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة)، أي إن الأمر عند الشيخ الصدوق بعد صاحب الزمان  مردد بين تنصيب إمام أو قيام القيامة، إذن هو يُجوِّز تعدي الإمامة عدد الإثني عشر، ولا قطع عنده على انحصار الإمامة بالإثني عشر ، وإذا لم يوجد قطع فلا توجد عقيدة بهذا الانحصار بالذات.

            2- الشيخ المفيد في الإرشاد ج2 ص387، قال: (وليس بعد دولة القائم  لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك، ولم ترد به على القطع والثبات، وأكثر الروايات أنه لن يمضي مهدي هذه الأمة  إلا قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات، وقيام الساعة للحساب والجزاء، والله أعلم بما يكون، وهو ولي التوفيق للصواب، وإياه نسأل العصمة من الضلال، ونستهدي به إلى سبيل الرشاد...).
            ولا يخفى أن الشيخ المفيد رحمه الله في كلامه هذا يبين أنه لا يقطع بأن الإمامة ستنتهي بموت صاحب الزمان  بل يمكن أن يقوم بالأمر ولده من بعده كما جاءت به الرواية، وكذلك لا يجزم بذلك، إذن فلا توجد عقيدة عند الشيخ المفيد بانحصار الإمامة بالإثني عشر ، لعدم وجود الجزم والقطع بذلك، والأمر مردد عنده بين أمرين؛ قيام ولد الإمام المهدي  بعده، أو قيام القيامة بعد مضي صاحب الزمان  بأربعين يوماً.
            ثم إن قول الرسول : (... ولا يكون انتهاء دولته إلا قبل القيامة بأربعين يوماً) ( )، لا يعارض حكم المهديين من ذرية الإمام المهدي ، لأن الرواية قالت (انتهاء دولته)، ولم تقل انتهاء عمره أو حياته، ودولة الإمام المهدي  غير مقتصرة على حياته ، بل تستمر بقيادة ولده المهديين دهراً طويلاً، فحكم المهديين هو حكم أبيهم الإمام المهدي ، كما أن حكم الأئمة الاثني عشر هو حكم رسول الله ، فهم جميعاً يصدرون عن مشكاة واحدة، فالمراد هو أن لا تكون دولة لغير آل محمد  بعد قيام الإمام المهدي  والى يوم القيامة، ولا يخفى أن المهديين هم من آل محمد ، وهم عترة القائم ، ويدل على ذلك الحديث الآتي:
            عن رسول الله : (... فإن الدنيا لم تبق لأحد قبلنا ولا تبقى لأحد بعدنا. دولتنا آخر الدول، يكون مكان كل يوم يومين ومكان كل سنة سنتين. ومنا من ولدي من يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) ( ).
            فقوله : (فإن الدنيا لم تبق لأحد قبلنا ولا تبقى لأحد بعدنا دولتنا آخر الدول)، يعني أن جميع الدول التي قبل قيام القائم  ستزول وتنتهي، ثم لا يكون بعد دولة القائم دولة لغير أهل البيت ، بل دولة أهل البيت  التي يؤسسها القائم ، هي آخر الدول، وتبقى الى قيام القيامة.
            وعن أبي جعفر عليه السلام قال: (دولتنا آخر الدول، ولن يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عز وجل: (والعاقبة للمتقين) ) ( ).

            3- الشيخ الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى ج2 ص295، قال: (وجاءت الرواية الصحيحة: بأنه ليس بعد دولة القائم  دولة لأحد، إلا ما روي من قيام ولده إن شاء الله تعالى ذلك، ولم ترد به الرواية على القطع والثبات، وأكثر الروايات أنه لن يمضى  من الدنيا إلا قبل القيامة بأربعين يوماً، يكون فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات، وقيام الساعة، والله أعلم).
            وهو قريب من كلام الشيخ المفيد، وهو واضح في تردد الشيخ الطبرسي وعدم جزمه بانتهاء الإمامة عند موت صاحب العصر والزمان .

            4- ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة ج3 ص266، قال: (وليس بعد دولة القائم  لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك فلم يرد على القطع والبتات وأكثر الروايات أنه لن يمضي مهدي الأئمة  إلا قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الهرج والمرج وعلامة خروج الأموات وقيام الساعة للحساب والجزاء والله أعلم بما يكون وهو ولي التوفيق للصواب وإياه نسأل العصمة من الضلال ونستهدي به إلى سبيل الرشاد).
            وهو نفس كلام الشيخ المفيد تقريباً، ويجري عليه ما قلته هناك.

            5- الشريف المرتضى في رسائله ج3 ص145 – 146، قال: (إنا لا نقطع على مصادفة خروج صاحب الزمان محمد بن الحسن (عليهما السلام) زوال التكليف، بل يجوز أن يبقى العالم بعده زماناً كثيراً، ولا يجوز خلو الزمان بعده من الأئمة. ويجوز أن يكون بعده عدة أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله، وليس يضرنا ذلك فيما سلكناه من طرق الإمامة؛ لأن الذي كلفنا إياه وتعبدنا منه أن نعلم إمامة هؤلاء الإثني عشر، ونبينه بياناً شافياً، إذ هو موضع الخلاف والحاجة. ولا يخرجنا هذا القول عن التسمي بالاثني عشرية؛ لأن هذا الاسم عندنا يطلق على من يثبت إمامة اثني عشر إماماً. وقد أثبتنا نحن ولا موافق لنا في هذا المذهب، فانفردنا نحن بهذا الاسم دون غيرنا).
            وكلام الشريف المرتضي غني عن البيان، في كونه لا يقطع ولا يعتقد بانتهاء الإمامة بموت صاحب الزمان ، بل ميله إلى ترجيح كون أئمة بعده واضح من كلامه (رحمه الله).

            6- الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدرك سفينة البحار ج10 ص516 – 517، قال: (... إكمال الدين: عن أبي بصير، قال: "قلت للصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه: يا بن رسول الله، سمعت من أبيك أنه قال: يكون بعد القائم اثني عشر مهدياً، فقال: إنما قال: اثني عشر مهدياً ولم يقل اثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا".
            أقول: هذا مبين للمراد من رواية أبي حمزة ورواية منتخب البصائر ولا إشكال فيه وغيرهما مما دل على أن بعد الإمام القائم  اثني عشر مهدياً، وأنهم المهديون من أوصياء القائم والقوام بأمره كي لا يخلو الزمان من الحجة).
            والشيخ النمازي هنا ليس فقط يُجوِّز تعدي الإمامة عدد الاثني عشر، بل يقول إن هذا لا إشكال فيه، كي لا يخلو الزمان من حجة.

            7- الميرزا النوري في النجم الثاقب ج2 ص73، قال بعد أن ساق اثني عشر دليلاً على ذرية الإمام المهدي : (... ولم يصل خبر يعارض هذه الأخبار إلّا حديث رواه الشيخ الثقة الجليل الفضل بن شاذان النيسابوري في غيبته بسند صحيح عن الحسن بن علي الخراز، قال: "دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا ، فقال له: أنت إمام ؟ قال: نعم. فقال له: إني سمعت جدّك جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: لا يكون الإمام إلا وله عقب. فقال: أنسيت يا شيخ أو تناسيت ؟! ليس هكذا قال جعفر ، إنما قال جعفر: لا يكون الإمام إلا وله عقب إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) فإنّه لا عقب له. فقال له: صدقت جعلت فداك هكذا سمعت جدّك يقول".
            ... وقد نقل هذا الخبر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة إن مقصود الإمام  من أنه لا ولد له، أي أن لا يكون له ولد يكون إماماً يعني أنّه  خاتم الأوصياء وليس له ولد إمام. أو إن الذي يرجع عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) ليس له ولد. فلا يعارض الأخبار المذكورة والله العالم).
            وأقل ما يقال في كلام الميرزا النوري، إنه يقول بجواز تعدي الإمامة عدد الاثني عشر، بل من اطلع على كل كلامه في النجم الثاقب، يجزم بأن الميرزا النوري يعتقد بإمامة المهديين من ذرية الإمام المهدي ، وإنما التجأ هنا إلى الترديد؛ لأنه في مقام الرد على الاستدلال بهذا الحديث على أن الإمام المهدي  لا ذرية له، ومع ذلك قال: (... أو إن الذي يرجع عليه الحسين بن علي (عليهما السلام) ليس له ولد)، أي إن الإمام الحسين  يرجع على أحد المهديين من ذرية الإمام المهدي ، وهذا المهدي ليس له ولد.

            8- السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) فقد نُقل عنه في كتاب (المجتمع الفرعوني) والذي هو عبارة عن تقرير محاضرات ألقاها الشهيد الصدر، قال: (... فالمهدي  سوف يدمر كل أسباب الفساد والانحراف وعلى رأسها الظلم الفرعوني والجور ويؤسس مجتمع القسط والعدل ويرسم له مناهجه في جميع مجالات الحياة الإنسانية، ثم يأتي بعده أثني عشر خليفة يسيرون في الناس وفق تلك المناهج التي وضعت تحت إشراف الحجة المهدي ، وخلال فترة ولاية الاثني عشر خليفة يكون المجتمع في سير حثيث نحو التكامل والرقي ويكون الإنسان بمستوى من العلم والأخلاق ما لا يحتاج إلى رقيب غير الله تعالى، وعند ذلك يتحقق البلاغ بوراثة الصالحين الأرض. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾) ( ).

            9- الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر في تاريخ ما بعد الظهور ص779 ج3 من موسوعة الإمام المهدي  قال: (وأما قوله - يقصد الطبرسي -: وأكثر الروايات أنه لن يمضي من الدنيا إلا قبل القيامة بأربعين يوماً ... فهذه الروايات سنسمعها، ومؤداها أن الحجة سيرفع - أي يموت - قبل القيامة بأربعين يوماً. وسنرى أنه ليس المراد بالحجة شخص الإمام المهدي بل شخص آخر، قد يوجد بعد زمان المهدي  بدهر طويل.
            ... وأما من زاوية كفاية روايات الأولياء للإثبات التاريخي، فهو واضح طبقاً لمنهجنا في هذا التاريخ؛ لأنها متكثرة ومتعاضدة وذات مدلول متشابه إلى حد بعيد.
            ... ونحن حين نجد أن أخبار الرجعة غير قابلة للإثبات، كما عرفنا، ونجد أن أخبار الأولياء قابلة للإثبات، كما سمعنا، لا محيص لنا من الأخذ بمدلول أخبار الأولياء بطبيعة الحال).

            10- الشيخ علي الكوراني في المعجم الموضوعي، فصل (يماني كعب يكون بعد المهدي  ويبيد قريش)، قال: (أما أحاديث مصادرنا فتدل على أن الدولة الإلهية الموعودة تمتد قروناً على يد المهدي  ثم على يد المهديين من أبنائه، وأن لله تعالى برنامج في تطوير الحياة على الأرض، ورجعة النبي والأئمة إلى الحياة الدنيا في زيارة أو يحكمون مدداً طويلة. وأن نزول عيسى يكون في زمن المهدي  ويبقى مدة غير طويلة ويتوفى، وأن الدجال يخرج في زمن المهدي  فيعالج ضلالته ويقتله) ( ).

            المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (ع) ص299:
            الشيخ علي الكوراني في المعجم الموضوعي، فصل: يماني كعب يكون بعد المهدي (ع) ويبيد قريش، قال: (أما أحاديث مصادرنا فتدل على أن الدولة الإلهية الموعودة تمتد قروناً على يد المهدي (ع) ثم على يد المهديين من أبنائه، وأن لله تعالى برنامجاً في تطوير الحياة على الأرض، ورجعة النبي (ص) والأئمة (ع) إلى الحياة الدنيا في زيارة أو يحكمون مدداً طويلة. وأن نزول عيسى يكون في زمن المهدي (ع) ويبقى مدة غير طويلة ويتوفى، وأن الدجال يخرج في زمن المهدي (ع) فيعالج ضلالته ويقتله) .
            وقال أيضاً تحت عنوان (يحكم بعد المهدي (ع) اثنا عشر من ولده) ص299 – 304، بعد أن ساق الروايات التي تدل على المهديين(ع):
            ( ...هذا، وقد وقع المرحوم البياضي العاملي رحمه الله في شبهتهم فردَّ حديث الإثني عشر مهدياً بعد الإمام المهدي عليه السلام وناقش الشريف المرتضى في ذلك، قال في الصراط المستقيم:2/152: وفي بعضها: سيكون بعدي اثنا عشر إماماً أولهم أنت، ثم عد أولاده، وأمر أن يسلمها كل إلى ابنه، قال: ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً. قلت: الرواية بالإثني عشر بعد الإثني عشر شاذة ومخالفة للروايات الصحيحة المتواترة الشهيرة بأنه ليس بعد القائم دولة، وأنه لم يمض من الدنيا إلا أربعين يوماً فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات وقيام الساعة. على أن البعدية في قوله من بعدهم، لا تقتضي البعدية الزمانية كما قال تعالى: فمن يهديه من بعد الله، فجاز كونهم في زمان الإمام وهم نوابه عليه السلام. إن قلت: قال في الرواية: فإذا حضرته يعني المهدي الوفاة فليسلمها إلى ابنه، ينفي هذا التأويل؟! قلت: لا يدل هذا على البقاء بعده، ويجوز أن يكون لوظيفة الوصية لئلا يكون ميتة جاهلية، ويجوز أن يبقى بعده من يدعو إلى إمامته، ولا يضر ذلك في حصر الإثني عشر فيه وفي آبائه. قال المرتضى: لايقطع بزوال التكليف عند موته عليه السلام بل يجوز أن يبقى حصر الإثني عشر فيه بعد أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله، ولا يخرجنا هذا القول عن التسمية بالإثني عشرية، لأنا كلفنا بأن نعلم إمامتهم إذ هو موضع الخلاف، وقد بينا ذلك بياناً شافياً فيهم، ولا موافق لنا عليهم فانفردنا بهذا الإسم عن غيرنا من مخالفيهم. وأنا أقول: هذه الرواية آحادية توجب ظناً ومسألة الإمامة علمية، ولأن النبي صلى الله عليه وآله إن لم يبين المتأخرين بجميع أسمائهم، ولا كشف عن صفاتهم مع الحاجة إلى معرفتهم فيلزم تأخير البيان عن الحاجة.وأيضاً فهذه الزيادة شاذة لاتعارض الشائعة الذائعة. إن قلت: لا معارضة بينهما لأن غاية الروايات يكون بعدي اثنا عشر خليفة. الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل ونحوها. قلت: لو أمكن ذلك لزم العبث والتعمية في ذكر الإثني عشر، ولأن في أكثر الروايات وتسعة من ولد الحسين، ويجب حصر المبتدأ في الخبر، ولأنهم لم يذكروا في التوراة وأشعار قِسٍّ وغيرها ولا أخبر النبي صلى الله عليه وآله برؤيتهم ليلة إسرائه إلى حضرة ربه، ولما عد الأئمة الإثني عشر قال للحسن: لا تخلو الأرض منهم ويعني به زمان التكليف، فلو كان بعدهم أئمة لخلت الأرض منهم، ويبعد حمل الخلو على أن المقصود به أولادهم لأنه من المجاز ولا ضرورة تحوج إليه.انتهى.
            ومعنى كلامه رحمه الله: أن الشريف المرتضى رحمه الله دافع عن روايات استمرار التكليف والإمامة العامة بعد الإمام المهدي عليه السلام بأولاده المهديين، وقال إن ذلك لاينافي أن الأئمة عليهم السلام اثنا عشر لا أكثر لأنهم الأصل والباقون من فروعهم وامتدادهم. ولم يردَّ هو كلام المرتضى عليهم السلام بأكثر من الإستبعاد والتكلف في تأويل حديث الإثني عشر مهدياً! أما قوله إنه خبر آحاد، فسببه أنه لم يطلع على الأخبار العديدة التي أوردناها، وقد رأيت في مصادر غيرنا طرفاً منها أيضاً!
            وتصوره رحمه الله أن القيامة قريبة من دولة الإمام المهدي عليه السلام لم يأته من أحاديث أهل البيت عليهم السلام بل من غيرها، وكذا تفسيره الخاطئ لعدم وجود دولة بعد دولتهم، فلا نوافقه على أنه يدل على قصر مدة دولتهم عليهم السلام!) انتهى كلام الكوراني.
            وكلام الكوراني في كون حديث المهديين ليس آحاد يعني انه متواتر، لأن ما يقابل الآحاد هو المتواتر لا غير.

            ويمكننا أن نعتبر أقوال هؤلاء العلماء دليلاً أو مؤيداً على أقل تقدير، ونأتي على ذكر الدليل الثاني.

            Comment

            • الشيخ ناظم العقيلي
              عضو جديد
              • 13-02-2012
              • 11

              #21
              رد: ادلة الدعوة ـ الرد الحاسم ـ المرحلة 1 ـ شيخ ناظم ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات

              الدليل الثاني:

              ثبت في محله أن التكليف لن ينتهي بعد وفاة محمد بن الحسن العسكري (ع)، بل ستبقى الأمة زمناً طويلاً، والمخالف في هذا مخالف للأصل بلا دليل قطعي، لأن الأصل هو بقاء الأمة والتكليف واستمرار الإمامة ومن زعم العكس فعليه أن يأتي بدليل قطعي لا يشوبه وهن، لأن هذه المسألة عقائدية لا يستند فيها الى دليل ظني، بل اثبات العقائد منحصر بالقطع واليقين، وهو مفقود بالنسبة الى انقطاع التكليف وابتداء الرجعة بعد وفاة الإمام المهدي (ع) مباشرة.
              فالمقدمة الأولى هي استمرار التكليف واستمرار الإمامة بعد الإمام المهدي (ع).
              والمقدمة الثانية هي أن الإمامة بعد الحسين بن علي (ع) في الأعقاب وأعقاب الأعقاب لا تنتقل إلى أخ أو عم، كما نصت روايات آل محمد (ع)، وقد انتهت إلى محمد بن الحسن العسكري (ع).
              إذن لابد أن تكون الإمامة بعد محمد بن الحسن العسكري مستمرة في ذريته بالخصوص.

              الدليل الثالث:
              قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} الرعد:7.

              والروايات عند الفريقين تبين أنها في أمة محمد (ص)، وهذا يعني أن كل قوم بعد النبي محمد (ص) لابد أن يكون لهم هادٍ يهديهم الى الحق والصراط المستقيم، والهداة بعد النبي محمد (ص) هم علي والحسن والحسين ثم الأئمة من ذرية الحسين (ع) الى يوم القيامة.
              والأمة لا تفنى بعد وفاة الإمام المهدي (ع)، أي سيبقى قوم ومن بعدهم قوم الى يوم القيامة، ومنطوق الآية أن لكل قوم هاد، إذن لابد أن يكون هناك هادٍ بعد وفاة الإمام المهدي (ع)، وتقدم أن الهداية والإمامة منحصرة في ذرية الإمام المهدي (ع).
              وبهذا يثبت أن المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) أئمة هداة معصومون.

              الدليل الرابع:
              الروايات المتواترة على عدم خلو الأرض من حجة ما دام في الأرض اثنان، وهي كثيرة اقتصر على بعضها:

              عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : [إن الأرض لا تخلو إلا وفيها إمام ، كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم ، وإن نقصوا شيئا أتمه لهم] ( ).

              وعن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : [قلت له : تبقى الأرض بغير إمام ؟ قال : لا] ( ).

              وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : [إن الله أجل و أعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عادل] ( ).

              وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : [اللهم إنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك] ( ).

              وعن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال : [والله ما ترك الله أرضا منذ قبض آدم عليه السلام إلا وفيها إمام يهتدي به إلى الله وهو حجته على عباده ، ولا تبقى الأرض بغير إمام حجة لله على عباده] ( ).
              وعن حمزة بن الطيار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : [لو بقي اثنان لكان أحدهما الحجة على صاحبه] ( ).

              وعن كرام قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : [لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام وقال : إن آخر من يموت الإمام ، لئلا يحتج أحد على الله عز وجل أنه تركه بغير حجة لله عليه] ( ).

              وعن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : [لو لم يكن في الأرض إلا اثنان لكان الإمام أحدهما] ( ).

              وكما تقدم أن هناك مكلفين بعد وفاة الإمام المهدي (ع)، فلابد أن يكون عليهم حجة من الله تعالى.
              والحجج من بعد الحسين (ع) في ذريته، فلابد أن يكون الأئمة بعد الإمام المهدي (ع) من ذريته حصراً.

              Comment

              Working...
              X
              😀
              🥰
              🤢
              😎
              😡
              👍
              👎