إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

مامعنى قول ابراهيم عليه السلام ( ومن ذريتي)

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • العائد
    عضو جديد
    • 15-11-2008
    • 24

    مامعنى قول ابراهيم عليه السلام ( ومن ذريتي)

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الأئمة والمهديين
    ادناه سؤال من شخص للسيد احمد الحسن عليه السلام وجابة السيد على السؤال:

    س/ ما معنى قول إبراهيم (ع) (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) في قوله تعالى (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124) ؟ .
    وهل صحيح أن إبراهيم (ع) قالها لأنه كان يحمل هم ذريته ، كما يقول بعض العلماء ؟ .

    ج/
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين

    عندما حمل إبراهيم (ع) وهو شاب الفأس ، وكسر الأصنام . وألقاه النمرود وعلماء الضلالة في النار ، كافئه الله سبحانه وتعالى بدون أن يطلب هو (ع) ، بان جعل الأنبياء اللاحقين بعده من ذريته ، ثم إن إبراهيم (ع) استمر بدعوته الإلهية ، فلما امتحنه الله سبحانه وتعالى بالكلمات ، ونجح إبراهيم (ع) بالامتحان والابتلاء ، خاطبه تعالى فقال له : (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) .
    و(مرتبة الإمامة الإلهية) مرتبة عالية ، لم ينلها كل الأنبياء والمرسلين (ع) ، وهنا سال إبراهيم (ع) الله سبحانه وتعالى هذا السؤال( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) - أي وهل ان الأنبياء الذين بشرتني بهم فيما مضى هم (أئمة) أيضاً . فقال تعالى : (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) - أي الظالمين من الأنبياء (ع) ، وظلم الأنبياء ليس كظلم غيرهم ، وإنما هو من نوع (حسنات الأبرار سيئات المقربين) - أي إتيانهم بالعمل: ليس على الوجه الأمثل ، بسبب : (التمايز بالمعرفة بينهم) (ع) ، فكل منهم (ع) يعبده سبحانه بحسب معرفته ، ولذا تتفاوت عبادتهم . فتكون (سجدة من محمد - ص - ) أفضل من (عبادة الثقلين) ، و(ضربة من علي –ع-) بـ (عبادة الثقلين) .
    وهذا التمايز بيـِّن بينهم (ع) ، وذكره تعالى : (تلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة:253) فنفس العمل لو كلف به يونس النبي (ع) ، وكلف به محمد (ص) ، لم يكن إتيان يونس به في نفس مستوى إتيان محمد (ص) ، فهذا التقصير من يونس (ع) في الإتيان بالعمل نسبة إلى ما يأتي به محمد (ص) هو ظلم من يونس (ع) ، لان هذا التقصير منعه من نيل رتبة عظيمة فُطِرَ كإنسان لينالها ، وبالتالي فان هناك مرتبة من هذا النوع من الظلم يجب أن يتجاوزها الأنبياء والمرسلين من ذرية إبراهيم (ع) لينالوا مرتبة الإمامة ، ولهذا قال تعالى (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) أي لا ينال الإمامة كل الأنبياء من ذريتك يا إبراهيم ، إنما ينالها الأنبياء والمرسلين من ذريتك الذين يتجاوزون هذا الظلم ، فيرتقون إلى هذه المرتبة ( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونََ * إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النمل:10-11) . وقد أشار تعالى في القرآن لبعض الأئمة من ذرية إبراهيم (ع) .
    ومنهم موسى (ع) :- قال تعالى (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى) (طـه:22) ، أي خالية من الظلم ، فالإنسان يأخذ ويعطي باليد ، واليد البيضاء تشير إلى عدالة الإنسان التامة مع الناس ومع الله سبحانه وتعالى ، فموسى (ع) طهر نفسه من الظلم بمرتبة عالية كما في الآية ( إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
    ومنهم عيسى (ع) :- قال تعالى مخبراً عن عيسى (ع)(وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً) (مريم:33) أي إن عيسى (ع) نال مرتبة الإمامة ، فهو يعطي الأمان لنفسه وللناس ، وأشار تعالى إلى من لم ينل مرتبة الإمامة ، منهم كيحيى (ع) قال تعالى : (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً) (مريم:15) أي انه لم يصل إلى مرتبة الإمامة لكي يعطي للناس ولنفسه الأمان وإنما هو مهد الطريق لعيسى (ع) ، ووجه الناس إليه (ع) .
    أما قول بعضهم إن إبراهيم (ع) كان يحمل هم ذريته ، فإذا كانوا يقصدون انه (ع) أراد لهم الإمامة (ع) فهذا لا ، لان إبراهيم (ع) لم يكن حريصاً على دنيا ، ولا على آخرة ، إنما كان حريصاً على رضا الله سبحانه وتعالى . ودعاء الأنبياء وإبراهيم (ع) لذريتهم إنما هو للصالحين منهم ، بعد علم الأنبياء (ع) بصلاحهم ، ومن قبل إبراهيم (ع) نوح (ع) فانه لعن ابنه بعد أن لعنه الله سبحانه ، وبعد أن علم انه ضال عن الصراط المستقيم ، ومن أهل الجحيم .
    فلم يكن إبراهيم (ع) أو الأنبياء يحملون هم ذريتهم لأنهم أولادهم ، وإلا لكانوا بذلك على درجة كبيرة من حب الأنا والانحراف عن الصراط المستقيم (حاشاهم من ذلك) ، وهم خيرة الله من خلقه ، إنما كان إبراهيم والأنبياء (ع) يحملون هم الصالحين من ذريتهم ، لأنهم علموا بصلاحهم ، ولأنهم علموا أن هؤلاء الأبناء الصالحين سوف يخلفونهم بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، وتحمل العناء والمشقة والأذى من الناس في سبيل : نشر التوحيد وكلمة الله سبحانه وتعالى في أرضه .
    فكان إبراهيم (ع) والأنبياء (ع) يحملون هم الصالحين من ذريتهم ، لأنهم أولياء الله سبحانه ، لا لأنهم أولادهم . والفرق شاسع بين الأمرين ، كالفرق بين حب الله سبحانه ، وحب الدنيا في قلب الصالح والطالح .
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎