بسم الله الرحمن الرحيم
(لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) .
ومن الضروري أن يكون الحال كذلك في الإرسال من الرُسُل (ع) ، فلابد أن يكون المُرسِل الذي مثَّل الله محيطاً بالمُرسَل وبأعدائه ، ويسمع ويرى وقادرا عالما بقدرة الله وعلمه ، وإلا فلا يكون هذا الإرسال من الله حقيقة . وتماما كما عبر عنه سبحانه (إِذْ أَرْسَلْنَا ) .
وإذا كان الأمر كذلك أصبح المُرسِل لاهوت بالنسبة للمُرسَل ، ثم إن هذا المُرسِل أرسل رسوله بإذن الله سبحانه وتعالى فكيف يأذن له الله دون أن يجهزه بالقدرة الكاملة لهذا الإرسال الذي هو أيضا إرسال منه سبحانه .
لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك ، وكان هناك نقص فان هذا النقص ينسب إلى ساحة الله سبحانه وتعالى .
ثم إن الهدف من خلق بني آدم هو الوصول إلى هذه النتيجة ، لأنها تمثل خلافة الله الحقيقية الكاملة التامة ، وقد ذكرها سبحانه في محضر من الملائكة عندما أراد خلق آدم (ع) :-
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ)
والخليفة الكامل لابد أن يكون صورة كاملة لمن استخلفه ، فلابد أن يكون هذا الخليفة الكامل هو : (الله في الخلق) أو (أسماء الله الحسنى) أو (وجه الله) .
من علوم السيد احمد الحسن وصي ورسول الامام المهدي(ع)