إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

القرى الظاهرة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السادن
    عضو نشيط
    • 18-02-2009
    • 389

    القرى الظاهرة




    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال تعالى في كتابه العزيز في سورة سبأ ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ 15 فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ16 ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ 17 وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ 18فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ 19 )>>
    > >
    جاء في كتاب البرهان في تفسير القرآن>>
    [1]- عن محمد بن يعقوب: عن محمد، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن سدير، قال سأل رجل أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ. فقال: «هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، و أنهار جارية، و أموال ظاهرة، فكفروا بأنعم الله، و غيروا ما بأنفسهم، فأرسل الله عز و جل عليهم سيل العرم، فغرق قراهم، و خرب ديارهم، و أذهب أموالهم، و أبدلهم مكان جناتهمجنتين ذواتي أكل خمط «1» و أثل، و شي‏ء من سدر قليل، ثم قال الله عز و جل: ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَ هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ».>>

    [1]- الكافي 8: 395/ 5996.>>

    «1»الخمط: كلّ نبت قد أخذ طعما من مرارة حتّى لا يمكن أكله. «لسان العرب- خمط- 7: 296».

    [2 ]- وعنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن سدير، قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ الآية. فقال: «هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، و أنهار جارية، و أموال ظاهرة، فكفروا بأنعم الله، و غيروا ما بأنفسهم من عافية الله، فغير الله ما بهم من نعمة و إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فأرسل الله عليهم سيل العرم، فغرق قراهم، و خرب ديارهم، و أذهب أموالهم، و أبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي أكل خمط، و أثل، و شي‏ء من سدر قليل، ثم قال: ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَ هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ».>>
    > >
    [3 ]- علي بن إبراهيم، قال: فإن بحرا كان من اليمن، و كان سليمان أمر جنوده أن يجروا له خليجا من البحر العذب إلى بلاد الهند، ففعلوا ذلك، و عقدوا له عقدة عظيمة من الصخر و الكلس حتى يفيض على بلادهم، و جعلوا للخليج مجاري، فكانوا إذا أرادوا أن يرسلوا منه الماء أرسلوه بقدر ما يحتاجون إليه، و كان لهم جنتان عن يمين و شمال، عن مسيرة عشرة أيام، فيها يمر المار لا تقع عليه الشمس من التفافهما «1»، فلما عملوا بالمعاصي، و عتوا عن أمر ربهم، و نهاهم الصالحون فلم ينتهوا، بعث الله على ذلك السد الجرذ- و هي الفأرة الكبيرة- فكانت تقتلع الصخرة التي لا يستقلعها «2» الرجل، و ترمي بها، فلما رأى ذلك قوم منهم هربوا و تركوا البلاد، فما زال الجرذ يقلع الحجر حتى خربوا ذلك السد، فلم يشعروا حتى غشيهم السيل، و خرب بلادهم، و قلع أشجارهم، و هو قوله:>>
    [2 ] الكافي 2: 210/ 23.>>
    [3 ] تفسير القمّي 2: 200.>>
    «1»في «ط، ي»: فيها ثمر لا يقع عليها الشمس من التفافها. [.....]>>
    «2»في المصدر: يستقيلها.>>

    لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَ شِمالٍ إلى قوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ يعني العظيم الشديد وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ و هو ام غيلان وَ أَثْلٍقال: هو نوع من الطرفاءوَ شَيْ‏ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا إلى قوله تعالى: بارَكْنا فِيهاقال: مكة.>>
    >>
    [4]- محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زيد الشحام، قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر (عليه السلام)، فقال: «يا قتادة، أنت فقيه أهل البصرة؟» فقال: هكذا يزعمون. فقال أبو جعفر (عليه السلام): «بلغني أنك تفسر القرآن؟» قال له قتادة: نعم. فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «بعلم تفسره، أم بجهل؟». قال: لا، بعلم، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت، و أنا أسألك». قال قتادة: سل.>>
    >>
    قال: «أخبرني عن قول الله عز و جل في سبأ: وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ». فقال قتادة: ذلك من خرج من بيته بزاد، و راحلة، و كراء حلال يريد هذا البيت، كان آمنا حتى يرجع إلى أهله. فقال أبو جعفر (عليه السلام): «أنشدك بالله- يا قتادة- هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال، [و راحلة] و كراء حلال، يريد هذا البيت، فيقطع عليه الطريق، فتذهب نفقته، و يضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟» قال قتادة: اللهم نعم. فقال أبو جعفر (عليه السلام): «ويحك- يا قتادة- إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت و أهلكت، و إن كنت أخذته من الرجال فقد هلكت و أهلكت. ويحك- يا قتادة- ذلك من خرج من بيته بزاد، و راحلة، و كراء حلال يروم هذا البيت، عارفا بحقنا، يهوانا قلبه، >>
    > >
    [4]- الكافي 8: 311/ 485.>>

    كما قال الله عز و جل:فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ«1»و لم يعن البيت، فيقول: إليه، فنحن و الله دعوة إبراهيم (صلى الله عليه و آله) التي من هوانا قلبه قبلت حجته، و إلا فلا. يا قتادة، فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة». قال قتادة: لا جرم، و الله لا فسرتها إلا هكذا. فقال أبو جعفر (عليه السلام): «إنما يعرف القرآن من خوطب به».>>
    >>
    [5]- الشيخ في (غيبته)، قال: روى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن صالح الهمداني، قال: كتبت إلى صاحب الزمان (عليه السلام): أن أهل بيتي يؤذونني، و يقرعونني «2» بالحديث الذي روي عن ءابائك (عليهم السلام)، أنهم قالوا: «خدامنا و قوامنا شرار خلق الله» فكتب: «ويحكم، ما تقرءون ما قال الله تعالى:وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةًفنحن و الله القرى التي بارك الله فيها، و أنتم القرى الظاهرة».>>
    و رواه ابن بابويه: في (غيبته)، قال: حدثنا أبي، و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قالا: حدثنا عبد الله ابن جعفر الحميري، عن محمد بن صالح الهمداني، عن صاحب الزمان (عليه السلام)، الحديث إلى آخره «3».>>
    >>
    [6]- ابن بابويه: بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام)- في حديث في معنى الآية- قال: «يا أبا بكر،سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ- فقال- مع قائمنا أهل البيت».>>
    [5] الغيبة: 345/ 295.>>
    [6] علل الشرائع: 91/ ذ ح 5.>>
    «1» إبراهيم 14: 37.>>
    «2»التقريع: التأنيب: و التعنيف. «لسان العرب- قرع- 8: 266». في «ي، ط»: و يفزعوني.>>
    «3»كمال الدين و تمام النعمة: 483/ 2.>>

    [7]- محمد بن العباس: عن الحسين بن علي بن زكريا البصري، عن الهيثم بن عبد الله الرماني، قال:حدثني علي بن موسى، قال: «حدثني أبي موسى، عن أبيه جعفر (عليهم السلام)،قال: دخل على أبي بعض من يفسر القرآن، فقال له: أنت فلان؟ و سماه باسمه، قال: نعم. قال: أنت الذي تفسر القرآن؟ قال: نعم. قال: فكيف تفسر هذه الآية:وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ؟ قال: هذه بين مكة و منى. فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): أ يكون في هذا الموضع خوف و قطع؟ قال: نعم، قال: فموضع يقول الله عز و جل: آمن، يكون فيه خوف و قطع؟! قال: فما هو؟ قال: ذاك نحن أهل البيت، قد سماكم الله أناسا، و سمانا قرى. قال: جعلت فداك، أوجدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال؟ قال أبو عبد الله (عليه السلام): أليس الله تعالى يقول: وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَ الْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها«1»، فللجدران و الحيطان السؤال، أم للناس؟ و قال تعالى:وَ إِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً«2»فلمن العذاب: للرجال، أم للجدران و الحيطان؟».>>
    > >
    [8 ]- وعنه: عن أحمد بن هوذة الباهلي، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «دخل الحسن البصري على محمد بن علي (عليه السلام)، فقال له: يا أخا أهل البصرة، بلغني أنك فسرت آية من كتاب الله على غير ما أنزلت، فإن كنت فعلت فقد هلكت و استهلكت«3». قال: و ما هي، جعلت فداك؟ قال: قول الله عز و جل: >>
    [7]- تأويل الآيات 2: 471/ 1. >>
    [8]- تأويل الآيات 2: 472/ 2.>>
    «1» يوسف 12: 82. «2» الاسراء 17: 58. «3» استهلكه: بمعنى أهلكه.>>

    وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ.ويحك، كيف يجعل الله لقوم أمانا و متاعهم يسرق بمكة و المدينة و ما بينهما، و ربما أخذ عبدا، و قتل، و فاتت نفسه- ثم مكث مليا، ثم أومأ بيده إلى صدره، و قال- نحن القرى التي بارك الله فيها. قال: جعلت فداك، أوجدت هذا في كتاب الله: أن القرى رجال؟ قال: نعم، قوله عز و جل:وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَ عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً«1»، فمن العاتي على الله عز و جل: الحيطان، أم البيوت، أم الرجال؟ فقال: الرجال ثم قال: جعلت فداك، زدني. قال: قوله عز و جل في سورة يوسف (عليه السلام):وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَ الْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها«2»، لمن أمروه أن يسأل، عن القرية و العير، أم الرجال؟ فقال: جعلت فداك، فأخبرني عن القرى الظاهرة. قال: هم شيعتنا- يعني العلماء منهم».>>
    > >
    [9 ]- و في قوله تعالى: سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ‏ روي عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام)، أنه قال: «آمنين من الزيغ»أي فيما يقتبسون منهم من العلم في الدنيا و الدين.>>
    > >
    [10]- الطبرسي في (الاحتجاج): عن أبي حمزة الثمالي، قال: دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين (عليهما السلام)، فقال له: جعلني الله فداك، أخبرني عن قول الله عز و جل: وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ.>>
    [9]- تأويل الآيات 2: 473/ 3. [.....]>>
    [10]- الاحتجاج: 313.>>
    «1» الطلاق 65: 8.>>
    «2» يوسف 12: 82.>>

    قال له: «ما تقول الناس فيها قبلكم بالعراق؟». فقال: يقولون إنها مكة. فقال: «و هل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة؟». قال: فما هو؟ قال: «إنما عنى الرجال». قال: و أين ذلك في كتاب الله؟ فقال: «أ و ما تسمع إلى قوله عز و جل: وَ كَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَ رُسُلِهِ«1»، و قال: وَ تِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ«2»، و قال: وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَ الْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها«3»، أ فيسأل القرية، و العير، أو الرجال؟». قال: و تلا عليه آيات في هذا المعنى. قال: جعلنا فداك، فمن هم؟ قال: «نحن هم». و قوله: سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ، قال: «آمنين من الزيغ».>>
    >>
    [11]- وعنه، في (الاحتجاج): عن أبي حمزة الثمالي، قال: أتى الحسن البصري أبا جعفر (عليه السلام)، قال: يا أبا جعفر، ألا أسألك عن أشياء من كتاب الله؟ فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «أ لست فقيه أهل البصرة؟» قال: قد يقال ذلك. فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «هل بالبصرة أحد تأخذ عنه؟» قال: لا. قال: «فجميع أهل البصرة يأخذون عنك؟» قال: نعم. فقال أبو جعفر (عليه السلام): «سبحان الله! لقد تقلدت عظيما من الأمر، بلغني عنك أمر فما أدري أ كذلك أنت، أم يكذب عليك؟». قال: ما هو؟ قال: «زعموا أنك تقول: إن الله خلق العباد و فوض إليهم أمورهم». قال: فسكت الحسن، فقال: «أ رأيت من قال الله له في كتابه: إنك آمن، هل عليه خوف بعد هذا القول؟» فقال الحسن: لا. فقال أبو جعفر (عليه السلام): «إني أعرض عليك آية، و أنهي إليك خطابا، و لا أحسبك إلا و قد فسرته على غير وجهه، فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت و أهلكت» فقال له: ما هو؟ فقال: «أ رأيت الله حيث يقول: >>
    [11]- الاحتجاج: 327.>>
    «1»الطلاق 65: 8.>>
    «2» الكهف 18: 59.>>
    «3» يوسف 12: 82.>>

    وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَيا حسن، بلغني أنك أفتيت الناس، فقلت: هي مكة؟».>>
    و قال أبو جعفر (عليه السلام): «فهل يقطع على من حج مكة، و هل يخاف أهل مكة، و هل تذهب أموالهم؟». قال: بلى. قال: «فمتى يكونون آمنين؟ بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن، فنحن القرى التي بارك الله فيها، و ذلك قول الله عز و جل. فمن أقر بفضلنا حيث أمرهم الله أن يأتونا،فقال: وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيهاأي جعلنا بينهم و بين شيعتهم القرى التي باركنا فيهاقُرىً ظاهِرَةً، و القرى الظاهرة: الرسل، و النقلة عنا إلى شيعتنا، و فقهاء شيعتنا إلى شيعتنا.>>
    >>
    و قوله تعالى:وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ، فالسير مثل للعلم سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً،مثل لما يسير من العلم في الليالي و الأيام عنا إليهم في الحلال، و الحرام، و الفرائض، و الأحكامآمِنِينَ فيها إذا أخذوا من معدنها الذي أمروا أن يأخذوا منه، آمنين من الشك و الضلال، و النقلة من الحرام إلى الحلال لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم أخذهم إياه عنهم بالمعرفة«1»،لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا، ذرية مصطفاة بعضها من بعض، فلم ينته الأمر«2» إليكم، بل إلينا انتهى، و نحن تلك الذرية المصطفاة، لا أنت، و لا أشباهك، يا حسن. فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك، و ليس إليك: يا جاهل أهل البصرة، لم أقل فيك إلا ما علمته منك، و ظهر لي عنك، و إياك أن تقول بالتفويض، فإن الله عز و جل لم يفوض الأمر إلى خلقه و هنا منه و ضعفا، و لا أجبرهم على معاصيه ظلما».>>
    > >
    «1» في «ج»: ممن وجب لهم بأخذهم إيّاهم عنهم المغفرة.>>
    «2» في «ج» و المصدر: الاصطفاء>>

    [12]- وعنه في (الاحتجاج): أن الصادق (عليه السلام) قال لأبي حنيفة لما دخل عليه، قال: «من أنت؟» قال: أبو حنيفة. قال (عليه السلام): «مفتي أهل العراق؟» قال: نعم. قال: «بم تفتيهم؟». قال: بكتاب الله، قال (عليه السلام): «و إنك لعالم بكتاب الله: ناسخه، و منسوخه، و محكمه، و متشابهه؟». قال: نعم. قال: «فأخبرني عن قول الله عز و جل:وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَأي موضع هو؟» قال: أبو حنيفة: هو ما بين مكة و المدينة. فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) إلى جلسائه، و قال: «نشدتكم بالله، هل تسيرون بين مكة و المدينة و لا تأمنون على دمائكم من القتل، و لا على أموالكم من السرق؟». فقالوا: اللهم نعم.>>
    >>
    فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «ويحك- يا أبا حنيفة- إن الله لا يقول إلا حقا، أخبرني عن قول الله عز و جل: وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً «1»،أي موضع هو؟» قال: ذلك بيت الله الحرام. فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) إلى جلسائه قال: «نشدتكم بالله، هل تعلمون أن عبد الله بن الزبير، و سعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل؟». قالوا: اللهم نعم.فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «ويحك- يا أبا حنيفة- إن الله لا يقول إلا حقا». فقال أبو حنيفة: ليس لي علم بكتاب الله، إنما أنا صاحب قياس- و ساق حديثا طويلا-.>>
    >>
    [13]- محمد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت، عن القاسم بن إسماعيل، عن محمد ابن سنان، عن سماعة بن مهران، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قول الله عز و جل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.قال: «صبار على مودتنا، و على ما نزل به من شدة أو رخاء، صبور على الأذى فينا، شكور الله تعالى على ولايتنا أهل البيت».>>
    [11]- الاحتجاج: 360..>>
    «1» آل عمران 3: 97.>>
    ويشير سيدي ومولاي قائم آل محمد احمد الحسن ع الى الآية 18 من سورة سبأ(وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ) عند تفسيره للمتشابهات وهي الآية 97 من سورة آل عمران(فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)وكذلك الآية 56 من سورة الأحزاب (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)>>
    > >
    اي ان يطلب المؤمنون من الله سبحانه وتعالى ان يصلي على محمد فيقولوا الله صل على محمد وآل محمد وسلم تسليما ومعنى سلم تسليما اي اعطهم الامن والامان والامن هو بيعة القائم (ع) والامان يكون في دولة القائم (ع) قال تعالى (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ)>>
    الصلاة معناه الدعاء والتضرع والتوسل الى الله بطلب شيء منه سبحانه وتعالى او التقرب اليه وهو ايضاً طلب فعندما نقول اللهم صلي على محمد يعني نطلب من الله سبحانه وتعالى ان يرفع شأن محمد (ص) ويعلي مقامه ومن المؤكد ان مقام محمد (ص) هو المقام الاقرب الذي ما بعده مقام فمقامه ثابت وهو صاحب مقام القاب قوسين صلوات الله عليه وآله فيكون الطلب من الله بالصلاة على محمد هو ان يرفع شأن محمد (ص) ويعلي مقام محمد (ص) عند الناس اي ان يعرف الناس بعظيم شأن محمد (ص) وهذا يحصل عند ظهور الامام المهدي (ع) لانه ينشر خمسة وعشرين حرفاً من العلم فيعرف الناس بالتوحيد ويعرفهم بالرسل ويعرفهم بمحمد (ص) فعندما نقول اللهم صل على محمد وآل محمد اي اننا نقول يا الله اظهر حق محمد وآل محمد واظهر عظيم مقام محمد وآل محمد اي كأننا نقول يا الله عجل فرج محمد وآل محمد وكأننا نقول يا الله اظهر العدل والحق والقسط وامت الجور والفساد والظلم ولهذا كان هذا الذكر اي: اللهم صل على محمد وآل محمد هو افضل الذكر وثوابه عظيم وما علمته من الامام المهدي (ع) ان افضل الذكر هو قول : بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اللهم صل على محمد وآل محمد وسلم تسليما ومن قالها خمسين مرة لم يكتب من الغافلين في ذلك اليوم وان قالها مئة مرة كتب من الذاكرين في ذلك اليوم وان قالها الف مرة كان من الفائزين عند الله وعند الامام المهدي (ع).>>
    > >
    ورب سؤال يتبادر الى الذهن وهو من المعلوم ان محمد وآل محمد افضل من ابراهيم وآل ابراهيم ومع ذلك نقول عند الصلاة على محمد وآل محمد (اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم) فكيف يكون الطلب من الله ان يصل على محمد وآل محمد كما صلى على ابراهيم وآل ابراهيم (ع) اليس من المفروض ان تكون افضل مما صلى على ابراهيم وآل ابراهيم؟ والجواب هو ان الصلاة على محمد وآل محمد تعني الطلب من الله سبحانه وتعالى ان يفرج عن محمد وآل محمد ويظهر قائمهم ولذلك قرنت بالصلاة على ابراهيم وآل ابراهيم لان الله سبحانه وتعالى عجل فرج ابراهيم وآل ابراهيم (ع) واظهر قائمهم وهو نبي الله موسى (ع) فالطلب من الله الصلاة على محمد وآل محمد كما صلى على ابراهيم وآل ابراهيم يعني يا الله اظهر قائم آل محمد (ع) كما اظهرت قائم آل ابراهيم (ع) وهو موسى (ع) وكان بني اسرائيل ينتظرون موسى (ع) كما ينتظر المسلمون الامام المهدي (ع) الآن >>
    > >
    اللهم صل وبارك على سيدي ومولاي قائم آل محمد ع وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين الأئمة والمهديين وسلم تسليما>>
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎