وَإِذا بَدَّلْنَا ءَايَةً مَّكَانَ ءَايَة وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَر بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ(101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ(102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيهِ أَعْجَمِىٌّ وَهَـذا لِسَانٌ عَرَبِىٌّ مُّبِينٌ(103) إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِأَيـتِ اللَّهِ لاَيَهْدِيِهمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(104) إِنَّمَا يَفْتَرِى الكَذِبَ الَّذِينَ لاَيؤْمِنُونَ بِأَيـتِ اللَّهِ وَأُولـَئِكَ هُمُ الْكـذِبُونَ(105)
لا انسجام بين الكذب والإِيمان:
وإِضافة إِلى الآية المباركة فثمة أحاديث كثيرة تعكس لنا هذه الحقيقة الجليّة...
فقد روي أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) سُئل: يكون المؤمن جباناً؟ قال: «نعم»، قيل: ويكون بخيلا؟ قال: «نعم»، قيل: يكون كذّاباً؟ قال: «لا».
ذلك لأنّ الكذب من علائم النفاق، وهو لا يتفق مع الإِيمان.
وبهذا المعنى نقل عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه أشار لهذا المعنى واستدل عليه بالآية مورد البحث.
الكذب يرفع الإِطمئنان:
إِنّ وجود الثقة والإِطمئنان المتبادل من أهم ما يربط الناس فيما بينهم، والكذب من الأُمور المؤثرة في تفكيك هذه الرابطة لما يشيعه من خيانة وتقلب،
ولذلك كان تأكيد الإِسلام على أهمية الإِلتزام بالصدق وترك الكذب.
ومن خلال الأحاديث الشريفة نلمس بكل جلاء نهي الأئمّة(عليهم السلام) عن مصاحبة مجموعة معينة من الناس، منهم الكذّابون لعدم الثقة بهم.
فعن علي(عليه السلام) أنّه قال: «إِيّاك ومصادقة الكذّاب، فإِنّه كالسراب يقرّب عليك البعيد ويبعد عليك القريب».
والحديث عن قبح الكذب وفلسفته، والأسباب الداعية إِليه من الناحية النفسية، وطرق مكافحته، كل ذلك يحتاج إِلى تفصيل طويل لا يمكن لبحثنا استيعابه، ولمزيد من الإِطلاع راجع كتب الأخلاق.