إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

قالها السيستاني على لسان الفياض

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • محمد الانصاري
    MyHumanity First
    • 22-11-2008
    • 5048

    قالها السيستاني على لسان الفياض

    قالها السيستاني على لسان الفياض
    أبو محمد الأنصاري
    تعاظم الحديث في الأيام القليلة الماضية حول استخدام الصور في الحملات الإنتخابية ( تعبير الرموز الدينية خطأ فاحش فمن يرى صورة السيستاني رمزاً دينياً يمكنه أن يتصور صور المغنيين والممثلين كذلك ، إذ ما الفرق ) ، والملفت إن الجميع تقريباً لم ينظر الى الظاهرة في عمقها البعيد الذي لا أجد تعبيراً عنه أفضل مما ورد عن الصادق (ع) حيث قال : { إياكم والتقليد فانه من قلد في دينه هلك أن الله تعالى يقول { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ } (التوبة :31) . فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ولكنهم احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا وقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون } ، هي إذن عبادة الأشخاص ، أو الوثنية الجديدة .
    والحق إن أوثان النجف ومن لف لفهم يدركون جيداً ويدرك معهم دهاقنة السياسة والإعلام أن العراقيين تشربوا هذه الثقافة الوثنية ، ثقافة الصور الصامتة ، ومن هنا فهم يعلمون عدم حاجتهم الى ما يحركون به الشعب أو يبقونه تحت عبوديتهم أكثر من التلويح برضا الصنم عنهم ، فالصنم هو البرنامج وهو المبدأ وهو الغاز والكهرباء والماء وكل شئ .
    في الثقافة الوثنية – حيث الوثن الصامت الغامض الذي لا تُعلم إرادته ، بل تخضع دائماً لتفسير الكهنة – تموت الإرادة والوعي ليُحل بدلاً منها الجهل والخوف من المجهول والخرافة ، وهذه الآليات الثلاثة هي في الحقيقة ما تحرك الشعب العراقي ، وهي التي تدفعه ليقف بطوابير طويلة على عتبات صناديق الإقتراع ليقدم كرامته ودينه ومستقبله قرابين رخيصة للفراغ الرابض في قعر الصندوق ، ولكنه أيضاً الشعور المدغدغ المنبعث من أفواه المعممين .
    غير مهم في الثقافة الوثنية أن ترتكب أشنع الأخطاء أو تناقض نفسك أشد التناقض ، لأنك ببساطة تملك المفتاح السحري الذي يسمح بتمرير فيل من خرم الإبرة ، وليس هذا المفتاح السحري سوى أنك كاهن أو رجل دين ( كما يسمونه في وقتنا ) ، وليست هذه الفكرة من باب السخرية الماكرة أو حتى التحليل العقلي ، وإنما هي بالأحرى واقع يتحرك في الطرقات والأسواق ويجد له مكاناً رحيباً بين جدران المنازل ، بل إنك لن تعدم له وجوداً في المزابل والخلاءات ( أ لم يقرأ أحدكم يوماً في الخلاءات العمومية عبارة : يعيش السيستاني ! ) .
    يكفي أن تقول قال المرجع فلان ، أو هذا رأي السيستاني ( باعتبار أن أحداً لا يمكنه الزعم أنه ضبط السيستاني متلبساً بجريمة الكلام ) ، يكفي هذا ليُظهر الكفر الصراح بصورة الدين القراح ( لاشك إنكم لم تسمعوا بمثل هذا الوصف ، ولكن ضرورات التعبير الغاضب تستدعي أحياناً السخرية والإعتداد بالجانب الصوتي على حساب المعنى الواضح ) .
    يمكنكم التحقق من هذه النتيجة من ملاحظة الإنسياب الهادئ لطوفان الكفر الذي قذفنا به الفياض حين قال : (( وليعلم الناس ان الحوزة لا تريد مرجعاً دينياً سياسياً لأن الدين لا يجتمع مع السياسة المتبعة بين دول العالم في الوقت الحاضر لأنها تدور حيث ما دارت مصلحة الدولة سواء أكانت موافقة للدين أم مخالفة له. فلا موضوعية حينئذ للدين بينما الدين بما له من السياسة لا يتغير ولا يدور حيث ما دارت مصلحة الدولة هذا اضافة الي ان السياسة غالباً ما تكون مبنية علي الخداع والكذب والمصالح الذاتية الضيقة ... كيف يمكن أن يكون المرجع دينياً وسياسياً معاً؟ فإما أن يتبع الدين أو السياسة، والجمع بينهما لا يمكن )) .
    هذه الكلمة لم ينطق بها رجل دين مسيحي ، أو رجل علماني ، بل رجل يزعم أنه مسلم ، وأنه مرجع إسلامي ! ولعلكم تتذكرون أن كلمة أقل من هذه نطق بها مصطفى عبدالرازق فتحت عليه باب حرب لم تنته الى يومنا هذا ، ولكن تجديف الفياض هذا الذي يفصل الدين عن السياسة سيمر مثل كل الجرائم التي مرت دون مساءلة ودون اعتراض من أحد ( طبعاً ) . أما لماذا فلأنها إرادة الوثن السيستاني نفسه .. ولكنها ليست إرادته بالضبط – لنكن واقعيين – بل إرادة الثعلبان الأمريكي ( أرب يبول الثعلبان برأسه / لقد ذل من بالت عليه الثعالب ) ، ولعل التدرج في بلوغ هذه النتيجة الذي بدأ بالإشارة الى عدم رضا الوثن الأكبر عن رفع صوره القبيحة كدعاية انتخابية ، وأنه إله شريعته بين الناس تسمح بتجاور كل المتناقضات ، فالكل أبناؤه وعبيده ، الى أن نطق بها الفياض بالنيابة ، وهي بالتأكيد ليست المرحلة الأخيرة من مراحل التنصل من الإسلام .


    ---


    ---


    ---

Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎