درس من دارون
عبد الرزاق هاشم
الثلاثاء، 25 آذار، 2014
نظرية التطور الداروينية، خاصة في نسختها المعاصرة، أثبتت بما يدعو لمزيد من القلق بأن أكثر سلوكاتنا التي نصفها بالأخلاقية ليست سوى برامج صممتها مسبقاً جيناتنا لإنجاز أهداف تتعلق بوجودها، واستمراريتها.
نظرية التطور الداروينية، خاصة في نسختها المعاصرة، أثبتت بما يدعو لمزيد من القلق بأن أكثر سلوكاتنا التي نصفها بالأخلاقية ليست سوى برامج صممتها مسبقاً جيناتنا لإنجاز أهداف تتعلق بوجودها، واستمراريتها.
لحسن الحظ هنالك أفق في سلوكنا عجزت الداروينية عن نسبته إلى تأثير جيناتنا الأنانية، هو الإيثار الحقيقي، أي الإيثار غير المرتبط بتوقع مردود عاجلٍ، أو آجل، الذي يقف بالنتيجة بالضد من جيناتنا الأنانية.
هذا السلوك السامي (الإيثار الحقيقي المحايد) هو الوحيد الذي يميزنا عن كائنات المملكة الحيوانية، ويمنحنا هويتنا الإنسانية.
ولكن كم منا يتحلى بمثل هذا السلوك السامي، كم منا من يستحق صفة إنسان؟
هذا هو السؤال المقلق.
إن معنى التحلي بخصلة الإيثار الحقيقي المحايد هو أن تدوس على أناك، وتنطلق في علاقتك مع الآخرين من نقطة لا مساحة فيها البتة لغير ما يُمليه الضمير الأخلاقي، فلا مصلحة ولو بعيدة المدى، ولا رغبة في جاهٍ، أو سمعة.
بطبيعة الحال هناك دائماً من يحملون هذا الشرف الإنساني الرفيع، وإن بأعداد قليلة، وبنسبٍ متفاوتة، ويقف على رأس هؤلاء محمد وعلي وفاطمة والحسنان، وكفى بسورة الإنسان دليلاً على الدرجة الإنسانية الرفيعة التي نالها هؤلاء المقدسون عليهم السلام.
ولكن المؤسف حقاً أن نرى الكثير جداً ممن ينتسب لهم، ويزعم أنه يتخذ منهم قدوة له، وبعضهم، وهنا الطامة الكبرى، ممن يصنف نفسه في خانة رجال الكهنوت ويتزيا بزيهم، ولكنه يمارس سلوكاً تزدريه الكثير من الحيوانات، فلا شيء أيسر لديه من الكذب، أو الافتراء على الآخرين من أجل تسقيطهم لتصفو له ساحة الدنيا الدنية.
لو نظرنا الآن إلى الحرب الإعلامية التي يباشرها ضد بعضهم البعض حزب المجلس الأعلى وحزب الدعوة وحزب الفضيلة، وسواهم من الأحزاب التي تدعي الانتساب لمنهج علي وفاطمة وابناهما زوراً ودجلاً وبهتاناً، فسنجد حتماً سلوكاً تخجل منه أكثر الكواسر انحطاطاً.
فهؤلاء، البعيدين كل البعد عن الفضيلة، يصرفون أموالاً طائلة على حملاتهم الانتخابية التي يشكل تسقيط الآخرين الجزء الأكبر، والأهم فيها، خاصة وهم لا يملكون ما يقدمونه لجمهورهم المفترض. بطبيعة الحال أخلاقهم هذه ستُورّث للأجيال اللاحقة، فاللاحقون سيرون ما كان يمارسه السابقون على أنه أمر مشروع وطبيعي، وهكذا حتى تُنتج أجيال ستنظر لأخلاق علي وفاطمة والحسنين على أنها سلوك سيء، أو حتى سلوك لا يتسم بالذكاء، وفي أحسن الأحوال خيالي!
إذن هذه هي النتيجة التي ستوصلنا لها الأحزاب التي تدعي الإسلام، والتي تتبجح زوراً وكذباً بأن همها المحافظة على شرع، وقانونه الأخلاقي المقدس، تشاركها في هذا بطبيعة الحال المؤسسة الدينية الفاسدة.
عبد الرزاق هاشم
الثلاثاء، 25 آذار، 2014
نظرية التطور الداروينية، خاصة في نسختها المعاصرة، أثبتت بما يدعو لمزيد من القلق بأن أكثر سلوكاتنا التي نصفها بالأخلاقية ليست سوى برامج صممتها مسبقاً جيناتنا لإنجاز أهداف تتعلق بوجودها، واستمراريتها.
نظرية التطور الداروينية، خاصة في نسختها المعاصرة، أثبتت بما يدعو لمزيد من القلق بأن أكثر سلوكاتنا التي نصفها بالأخلاقية ليست سوى برامج صممتها مسبقاً جيناتنا لإنجاز أهداف تتعلق بوجودها، واستمراريتها.
لحسن الحظ هنالك أفق في سلوكنا عجزت الداروينية عن نسبته إلى تأثير جيناتنا الأنانية، هو الإيثار الحقيقي، أي الإيثار غير المرتبط بتوقع مردود عاجلٍ، أو آجل، الذي يقف بالنتيجة بالضد من جيناتنا الأنانية.
هذا السلوك السامي (الإيثار الحقيقي المحايد) هو الوحيد الذي يميزنا عن كائنات المملكة الحيوانية، ويمنحنا هويتنا الإنسانية.
ولكن كم منا يتحلى بمثل هذا السلوك السامي، كم منا من يستحق صفة إنسان؟
هذا هو السؤال المقلق.
إن معنى التحلي بخصلة الإيثار الحقيقي المحايد هو أن تدوس على أناك، وتنطلق في علاقتك مع الآخرين من نقطة لا مساحة فيها البتة لغير ما يُمليه الضمير الأخلاقي، فلا مصلحة ولو بعيدة المدى، ولا رغبة في جاهٍ، أو سمعة.
بطبيعة الحال هناك دائماً من يحملون هذا الشرف الإنساني الرفيع، وإن بأعداد قليلة، وبنسبٍ متفاوتة، ويقف على رأس هؤلاء محمد وعلي وفاطمة والحسنان، وكفى بسورة الإنسان دليلاً على الدرجة الإنسانية الرفيعة التي نالها هؤلاء المقدسون عليهم السلام.
ولكن المؤسف حقاً أن نرى الكثير جداً ممن ينتسب لهم، ويزعم أنه يتخذ منهم قدوة له، وبعضهم، وهنا الطامة الكبرى، ممن يصنف نفسه في خانة رجال الكهنوت ويتزيا بزيهم، ولكنه يمارس سلوكاً تزدريه الكثير من الحيوانات، فلا شيء أيسر لديه من الكذب، أو الافتراء على الآخرين من أجل تسقيطهم لتصفو له ساحة الدنيا الدنية.
لو نظرنا الآن إلى الحرب الإعلامية التي يباشرها ضد بعضهم البعض حزب المجلس الأعلى وحزب الدعوة وحزب الفضيلة، وسواهم من الأحزاب التي تدعي الانتساب لمنهج علي وفاطمة وابناهما زوراً ودجلاً وبهتاناً، فسنجد حتماً سلوكاً تخجل منه أكثر الكواسر انحطاطاً.
فهؤلاء، البعيدين كل البعد عن الفضيلة، يصرفون أموالاً طائلة على حملاتهم الانتخابية التي يشكل تسقيط الآخرين الجزء الأكبر، والأهم فيها، خاصة وهم لا يملكون ما يقدمونه لجمهورهم المفترض. بطبيعة الحال أخلاقهم هذه ستُورّث للأجيال اللاحقة، فاللاحقون سيرون ما كان يمارسه السابقون على أنه أمر مشروع وطبيعي، وهكذا حتى تُنتج أجيال ستنظر لأخلاق علي وفاطمة والحسنين على أنها سلوك سيء، أو حتى سلوك لا يتسم بالذكاء، وفي أحسن الأحوال خيالي!
إذن هذه هي النتيجة التي ستوصلنا لها الأحزاب التي تدعي الإسلام، والتي تتبجح زوراً وكذباً بأن همها المحافظة على شرع، وقانونه الأخلاقي المقدس، تشاركها في هذا بطبيعة الحال المؤسسة الدينية الفاسدة.