بسم الله الرحمان الرحيم
إن فقهاء آخر الزمان شيعة وسنة إذا تناقشوا فى تطبيق الشريعةاو في أمر اختلفوا فيه إلى درجة السباب واما في العقائد فيتبادلون الاتهامات بالكفر .
والسؤال هنا لماذا يختلفون دائما ولماذا إذا اختلفوا كفَّر بعضهم بعضاً
والجواب لأن الفقه والأحاديث قامت على أساس الاختلاف والتناقض فهناك مذاهب في الفقه ، وفي داخل المذهب الواحد اختلافات فآراء أبي حنيفة يخالفه فيها تلميذاه أبو يوسف ومحمد الشيبانى والمزني يخالف شيخه الشافعي وهكذا بل إن مالك فى الموطأ مثلاً يورد أحاديث في أن من مس عورته انتقض وضوؤه ويورد في نفس الصفحة أحاديث أخرى في أنه لا ينتقض وضوؤه وفي البخاري مئات الأحاديث المتناقضة منها مثلاً حديث يجيز الاختصاء للرجل وأحاديث تنهى عن ذلك وكذلك فقهاء الشيعة ودروسهم المعتمدة على الفلسفة اليونانية ذات النكهة السفسطية
وكان ذلك الخلاف هو السمة البارزة في الاجتهاد إلى درجة أن عبارة اختلف فيها الفقهاء من أهم العبارات التي تتكرر في أمهات الفقه ومن يقرأ تفسير القرطبي او دروس الحوزة الذي كليهما يركزان على الأحكام الفقهية للآيات القرآنية يتأكد أنه ما من حكم فقهي اتفق عليه الفقهاء
وكل ذلك الاجتهاد فانه يتصف بالتقليد والجمود والانغلاق فتحول الاختلاف الذي كان بين الفقهاء إلى اختلاف أعتى وأشد بين صغار الفقهاء الذين لهم سطوة هائلة مع قلة علمهم وضعف مستواهم العقلي والخلقي أيضا ولذلك كان من السهل أن تتحول خلافاتهم إلى صياح وتكفير يؤدي الى نقل هذه الصفات السيئة الى تلاميذهم ممن يرتادون المنتديات
ونأتي إلى السؤال الموجع هو أين موقع هؤلاء الآن من ذلك أهم ينتمون إلى عصر الاجتهاد والاختلاف المؤدب أم ينتمون إلى عصر الجمود والاختلاف الذي يفضي إلى الاتهامات والسباب
أظن الإجابة سهلة واقرأوا ما يحدث بين الفقهاء حين يختلفون في موضوع شرعي فما أسهل أن يختلفوا وما أسهل أن يتبادلوا الاتهامات ثم بعد ذلك يطالبون بتطبيق الشريعة اما اذا كان الموضع عقائدياً فحدث ولا حرج
ومن حقنا أن نتساءل ألا تتفقون أولاً هل يصلح مستواهم العلمي للاتفاق على قضية محددة تتفق مع القرآن وسنة الرسول ص هذا هو التحدي فهل هم على مستوى هذا التحدي لااعتقد لانهم عقيموا المستوى لا بل ان احوالهم تتدهور فهم لا يجتمعون كشيوخ رسميين إلا عندما يأمرهم سيدهم الحاكم المستبد ثم هم لا يتفقون على حكم إلا نزولا على رغبة سيدهم الحاكم وهذا بدوره يفقدهم احترام الناس لهم بحيث تكون الاسئلة الواردة اليهم نوعية حكم الشذوذ مع الزوجة كمثال وبعد أن انتهت كل الأسئلة و الفتاوى البذيئة بدأ الشيوخ أنفسهم يثيرون قضايا تعبر عن مستواهم العقلى والخلقى والاجتماعى من نوعية هل يصح التبرك ببول النبى و رضاعة الكبير ولا ندرى ماذا ستتفتق عنه عقلية هذه النوعية من الشيوخ
ان ذلك يعود الى عقليتهم المتحجرة ودراساتهم التي ابتدعوها كالفقه والحديث والتفسير ونسوا التوحيد وقد انحدر الفقه وعقليات الفقهاء الى افتراض أسئلة منحطة والرد عليها بأجوبة أكثر انحطاطا مثل من زنا بأمه فى جوف الكعبة وهو صائم فى نهار رمضان فماذا عليه من الاثم او من جاع ولم يجد سوى جسد أحد الأنبياء هل يجوز له الأكل منه او كان نائما على سطح منزله فانهار المنزل وسقط من على السطح فوقع على أمه ففعل بها وهو يظن انها زوجته فهل يكون زانيا او ماذا عليه من الاثم اي تركوا المهم واهتموا بالثانويات والتي بدورها نادرة الحدوث وهذا يمكن تسميته فقه النصف الأسفل
هذا الاسفاف الذى يتميزون به ويختلفون فيه فى نفس الوقت يزداد مع نفوذهم المتزايد داخل النظم المستبدة لأنهم السند الأخير للاستبداد وهم ورقة التوت التى يستر بها الاستبداد عورته متذرعا بوجودهم كرجال الدين ضمن أدواته فى السيطرة و الحكم
بالاضافة الى دورهم فى تسويغ الاستبداد و الفساد فانهم يقومون بوظيفة أخرى أخطر وهى التعتيم على القضايا الهامة وشغل الراى العام بفتاوى مضحكة ومثيرة للنقاش والاختلاف والدليل على ذلك أنه كلما تعالت صيحات الاحتجاج على هذا العبث ظهرت فتوى مضحكة مفجعة تستأثر باهتمام الرأى العام فتتلقفها القنوات الفضائية وتعقد حولها الندوات وتقيم عليها الصحف الدنيا ولا تقعدها ما بين تأييد و اعتراض وينسى الناس ويضيع فى الزحام المصطنع تقربهم من الله عز وجل
تلك فقط هى المهمة التى ينجح فيها شيوخ رضاعة الكبير وعلماء السلطة أما إذا طلب السلطان رأيهم فى مشكلة فقهية شرعية او عقائدية فلا يمكن أن يصلوا الى حل لأنهم غير مؤهلين للاجتهاد فى أى عمل سوى الرقص فى موكب سيدهم السلطان والدعاء له بطول العمر وأن ينصر جنده وان يهزم الكفار المشركين ويجعل اموالهم وأولادهم ونساءهم غنيمة للمسلمين
قال رسول الله (ص) فقهاء آخر الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود) وهل هؤلاء من الذين وصفهم اهل البيت (ع) بأنهم اول من يحارب الامام المهدي (ع) ويقولون له( ارجع يابن فاطمة فالدين بخير) فما زلنا نستلم الحقوق (اموال الامام) فلا حاجة لقدومك، او من جملة مصاديق قوله تعالى (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)سورة الفرقان:30 هؤلاء الذين قالوا ان القرآن والاستدلال به ليس بحجة ام من الذين طعنوا في حديث اهل البيت (ع) وقالوا ان حديثهم ليس بحجة وغير ذلك الكثير الكثير من الذي يفضحه الواقع المعاش.
ويفسر سيدي ومولاي أحمد الحسن (ع) قوله تعالى( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فأتبعها ولاتتبع اهواء الذين لايعلمون) سورة الجاثية الآية 18يقولون اصحاب العلم ان القائم (ع) اذا خرج سوف يحتج على الحوزة بالاصول والفقه والمقصود هنا الشريعة (الشريعة) وليس بالعقائد فكيف اذا سياتي الامام المهدي بالسيف لا بالمحاججة؟
والجواب ان اصول الفقه وضعه الناس لتحصيل الاحكام الفقهية الظنية في حال غياب الامام المعصوم (ع) او من يمثله كنائبه الخاص انتفت الحاجة لهذا العلم وهذا هو قولهم الذي لا يختلف فيه اي من فقهاء السنة والشيعة فحتى فقهاء السنة لا يقولون بجواز الاجتهاد مع وجود النبي (ص) وحضورهم بين يديه الا شاذ منهم مع اشتراط بعض الشروط ولا يعول على قوله احد اما فقهاء الشيعة فهم مطبقين على عدم جواز الاجتهاد مع حضور الامام المعصوم (ع) او من يمثله كنائبه الخاص. فاذا كان الامر كذلك فاي معنى يبقى لاحتجاج الامام (ع) اومن يرسله الامام (ع) باصول الفقه. ثم ان العقيدة هي الاصل والاساس الذي تبنى عليه الشريعة وكل الانبياء والمرسلين (ع) ابتدءوا بالعقيدة قبل التشريع فموسى (ع) في القرآن الذي لا يختلف المسلمون في صحة صدوره عن الله سبحانه وتعالى جاء بالتشريع بعد مرحلة عبور البحر بمدة ليست بقصيرة. اي انه قضى مدة طويلة في اصلاح اعتقاد القوم قبل ان يبدأ باصلاح شريعتهم اذاً فالعقيدة اصل والتشريع فرع. وهم يقولون اصول الدين وفروع الدين فأيهما اولى ان يحتج به الاصل ام الفرع
والحل هو بقيام القائم (ع) ليؤسس حكم الله عز وجل على ارضه ويرعى الحقوق والعدل وفق مواثيق الله وكما اراد الله عز وجل بنشر التوحيد وتطبيق الشريعة السمحاء التي نص عليها القرآن الكريم
ولكن ماذا سيفعل القائم ع بأولئك الشيوخ وكيف سيتصرف مع مئات الألوف من صغارهم الذين لا حاجة لهم بعد أن ينتهى عهدهم ودورهم هل عليهم العثور على عمل مهنى شريف ليأكلوا بعرق جبينهم بعد ان اقتاتوا على اموال ودماء العباد
اللهم عجل لوليك الفرج سيدي الحجة بن الحسن ع وولده السيد احمد الحسن ع ليملأ ا لارض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما