س/الشاعر ميثم الطفيلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مولاي هناك سؤال من بعض الاخوة الملحدين الذين يشكلون على أحكام الإسلام في الحرب ومنها هذا الاشكال.
حيث يقولون لماذا في الفتوحات الإسلامية حتى في زمن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله يقوم الجيش الإسلامي الفاتح يأخذ النساء وبيعهن كسبايا ويتقاسمهن المسلمون فيما بينهم ويكون بيع وشراء ؟
علما ان الجيش الإسلامي قتل ابأهن أو ازواجهن اثناء المعركة وبهذا فكيف تتقبل هذه المراءة ان يتقرب لها اليس هذا الذل بعينه؟
وما الفرق بين هكذا أفعال وما يفعله داعش اليوم؟
علما هذا السؤال من احد الملحدين
وشكرا لك سيدي.
جواب السيد احمد الحسن :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله حبيبي
قبل الجواب لابد من معرفة مسألة مهمة متعلقة بهذا الموضوع وهي ان مسألة الاستعباد والاستغلال الجنسي واستغلال الايدي العاملة تعتبر أحدى الاستراتيجيات الجينية للأنتشار والبقاء والعبور الى الأجيال اللاحقة وهذا واضح من وجودها وبقاءها عبر التاريخ التطوري والى اليوم في أكثر من مملكة حيوانية وخير مثال لهذا الاستغلال هو طائر الوقواق الذي يستغل الطيور الأخرى لتحضن بيضه وصغاره وتخدمهم والنمل الذي باستعباد بعض الحشرات وأنواع نمل أخرى.
و{الهومو سابينس }(وباعتباره كجسد يمثل مستعمرة جينية) مارس عملية الاستغلال عبر تاريخه، والى وقت قريب نسبيا كانت ابشع طرق الاستعباد تمارس في أمريكا فلم يكن الاكتفاء باستغلال عمل العبيد بل ممارسة التعذيب والامتهان بحقهم
ولايزال الى اليوم افراد {الهوموسابينس } يمارسون الاستغلال متى سنحت لهم الفرصة للفرار بفعلتهم دون عقاب وقصص الاستغلال الجنسي بالاغتصاب او بالخداع او بأي وسيلة أخرى كثيرة ومستمرة الحدوث.
وبالنسبة لي أرى أن الاستعباد موجود اليوم باقبح صورة يمكن تخيلها ولكنه ليس استعباد فردي للحصول على قوة عمل ذلك الفرد واستغلاله بل استغلال واستعباد أمم ودول وشعوب وماحصل في ليبيا وسوريا واليمن يمكن أن نقرأه بصورة أخرى فقد كانت في أحدى جنباتها عملية قذرة لجني رؤوس الأموال التي فرت من تلك الدول الى دولة عربية أخرى كان اقتصادها يترنح في عام 2008 أو الاستفادة من تجميد اقتصاد تلك الدول لمصلحة دول اخرى وهكذا تم حلب اقتصاد الشعبين السوري واليمني - الذين أصلا يعاني الكثير منهم الفقر والعوز - لصالح دولة عربية غنية مثلت دور الضبع الذي يستغل الفرص لينقض على الجثة أو الحيوان الجريح فالاستعباد اليوم أكبر بكثير منه قبل الف او الفي عام، اليوم تُستغل شعوب بأكلِمها متى ما سنحت الفرصة لاستغلالها فالافراد صحيح انهم احرار وليسوا عبيد بحسب المفهوم السائد عن العبودية ولا يوجد من يستغل جهدهم وعملهم الفردي بصورة مباشرة وفردية ولكن في الواقع ان عملهم وجهدهم الشخصي بل وربما جهد اباءهم وأجدادهم كله يتم استغلاله والاستحواذ عليه عليه بخلطة اقتصادية–عسكرية–سياسية.
يبدو ان العبودية بصيغتها القديمة غير مجدية اليوم بل المجدي الذهاب مباشرة الى الفائدة التي ترجى من وراء العبودية وهي الاقتصاد والاستحواذ على الإنتاج والعمل والمقدرات متى ما سنحت الفرصة لبعض الدول والحكومات أو قل الضباع البشرية.
اما الاسلام كدين فهو لم يأتي بالاستعباد بل هو موجود قبل الإسلام وكل دول العالم أو تجمعات {الهوموسابينس} كانت تمارسه في حروبها ولم يكن بمقدور الجيش الإسلامي في زمن الرسول ص التنازل عنه لأن التنازل عنه يعني الخسارة والاندثار الفوري وحتى قبل أن يبدأ الإسلام بالانتشار في الجزيرة العربية فإذا لم يعلم منافسوك أنك ستعاقبهم من نفس نوع عقوبتهم لك لن يرتدعوا عنك ولن يتركوك بسلام ولهذا قال تعالى (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ) فتجد الرسول حاول تقديم بديل الصبر على الأذى فأطلق أسارى بدر ولم يستعبدهم وهذه بادرة واضحة مناقضة تماما لما كان يمارس بحق أمثالهم في ذلك الوقت ولكن هل سيقابلك الطرف الاخر بهكذا تصرف وإذا كان الجواب لا كما هو الواقع في ذلك الوقت فإلى أي مدى يمكنك أن تسير بهذا الاتجاه وتضمن البقاء والاستمرار؟!!!.
حقيقةً الامر محصور بحل وحيد وهو العمل بالممكن وضمن المتاح في تلك الظروف والبيئةالحيوانية القاسية التي كانت تسيطر على عقول {ألهوموسابينس} في ذلك الوقت فلم يكن أمام الإسلام غير تنظيم هذا الاستعباد بطريقة ستؤدي مع الوقت الى الغاءه والاشمئزاز منه فساوى الإسلام بين الحر والعبد امام الله سبحانه وفي قيمتهم الإنسانية وجعل الإسلام الاحسان للعبد وأطلاقه من أفضل القربات الى الله .... الخ من تشريعات المفروض ان تكون نتيجتها ان النفوس مع الوقت ستشمئز وتأنف من الاستغلال البدني أو الجنسي وتعتبره أمر مرفوض وغير مقبول ولاشك أن هذه التشريعات الإسلامية والتي انتشرت عبر العالم وبين الشعوب كان لها قدم سبق في تقبل {الهوموسابينس }على هذه الأرض لتحريم الاستعباد ومنعه شيئا فشيئا.
إذا كان هذا الجواب كاف لك فبها وإذا كان لديك ملاحظة او مناقشة سأكون بخدمتك إن شاء الله في بيان مايحتاج البيان وفقط للتنبيه فأنا قد تقصدت استعمال لفظ {الهوموسابينس }وليس الانسان حتى أشير لجنبته الجينية والحيوانية والتي تدفعه الى الاستعباد أو الاستغلال بشقيه (الجنسي والعمل).
السيد احمد الحسن (ع)
الردود على التعليقات / 2017 /December 6
منشورات السيد احمد الحسن ع في الفيسبوك لعام 2017
https://vb.almahdyoon.com/showthread...846#post129846
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مولاي هناك سؤال من بعض الاخوة الملحدين الذين يشكلون على أحكام الإسلام في الحرب ومنها هذا الاشكال.
حيث يقولون لماذا في الفتوحات الإسلامية حتى في زمن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله يقوم الجيش الإسلامي الفاتح يأخذ النساء وبيعهن كسبايا ويتقاسمهن المسلمون فيما بينهم ويكون بيع وشراء ؟
علما ان الجيش الإسلامي قتل ابأهن أو ازواجهن اثناء المعركة وبهذا فكيف تتقبل هذه المراءة ان يتقرب لها اليس هذا الذل بعينه؟
وما الفرق بين هكذا أفعال وما يفعله داعش اليوم؟
علما هذا السؤال من احد الملحدين
وشكرا لك سيدي.
جواب السيد احمد الحسن :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله حبيبي
قبل الجواب لابد من معرفة مسألة مهمة متعلقة بهذا الموضوع وهي ان مسألة الاستعباد والاستغلال الجنسي واستغلال الايدي العاملة تعتبر أحدى الاستراتيجيات الجينية للأنتشار والبقاء والعبور الى الأجيال اللاحقة وهذا واضح من وجودها وبقاءها عبر التاريخ التطوري والى اليوم في أكثر من مملكة حيوانية وخير مثال لهذا الاستغلال هو طائر الوقواق الذي يستغل الطيور الأخرى لتحضن بيضه وصغاره وتخدمهم والنمل الذي باستعباد بعض الحشرات وأنواع نمل أخرى.
و{الهومو سابينس }(وباعتباره كجسد يمثل مستعمرة جينية) مارس عملية الاستغلال عبر تاريخه، والى وقت قريب نسبيا كانت ابشع طرق الاستعباد تمارس في أمريكا فلم يكن الاكتفاء باستغلال عمل العبيد بل ممارسة التعذيب والامتهان بحقهم
ولايزال الى اليوم افراد {الهوموسابينس } يمارسون الاستغلال متى سنحت لهم الفرصة للفرار بفعلتهم دون عقاب وقصص الاستغلال الجنسي بالاغتصاب او بالخداع او بأي وسيلة أخرى كثيرة ومستمرة الحدوث.
وبالنسبة لي أرى أن الاستعباد موجود اليوم باقبح صورة يمكن تخيلها ولكنه ليس استعباد فردي للحصول على قوة عمل ذلك الفرد واستغلاله بل استغلال واستعباد أمم ودول وشعوب وماحصل في ليبيا وسوريا واليمن يمكن أن نقرأه بصورة أخرى فقد كانت في أحدى جنباتها عملية قذرة لجني رؤوس الأموال التي فرت من تلك الدول الى دولة عربية أخرى كان اقتصادها يترنح في عام 2008 أو الاستفادة من تجميد اقتصاد تلك الدول لمصلحة دول اخرى وهكذا تم حلب اقتصاد الشعبين السوري واليمني - الذين أصلا يعاني الكثير منهم الفقر والعوز - لصالح دولة عربية غنية مثلت دور الضبع الذي يستغل الفرص لينقض على الجثة أو الحيوان الجريح فالاستعباد اليوم أكبر بكثير منه قبل الف او الفي عام، اليوم تُستغل شعوب بأكلِمها متى ما سنحت الفرصة لاستغلالها فالافراد صحيح انهم احرار وليسوا عبيد بحسب المفهوم السائد عن العبودية ولا يوجد من يستغل جهدهم وعملهم الفردي بصورة مباشرة وفردية ولكن في الواقع ان عملهم وجهدهم الشخصي بل وربما جهد اباءهم وأجدادهم كله يتم استغلاله والاستحواذ عليه عليه بخلطة اقتصادية–عسكرية–سياسية.
يبدو ان العبودية بصيغتها القديمة غير مجدية اليوم بل المجدي الذهاب مباشرة الى الفائدة التي ترجى من وراء العبودية وهي الاقتصاد والاستحواذ على الإنتاج والعمل والمقدرات متى ما سنحت الفرصة لبعض الدول والحكومات أو قل الضباع البشرية.
اما الاسلام كدين فهو لم يأتي بالاستعباد بل هو موجود قبل الإسلام وكل دول العالم أو تجمعات {الهوموسابينس} كانت تمارسه في حروبها ولم يكن بمقدور الجيش الإسلامي في زمن الرسول ص التنازل عنه لأن التنازل عنه يعني الخسارة والاندثار الفوري وحتى قبل أن يبدأ الإسلام بالانتشار في الجزيرة العربية فإذا لم يعلم منافسوك أنك ستعاقبهم من نفس نوع عقوبتهم لك لن يرتدعوا عنك ولن يتركوك بسلام ولهذا قال تعالى (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ) فتجد الرسول حاول تقديم بديل الصبر على الأذى فأطلق أسارى بدر ولم يستعبدهم وهذه بادرة واضحة مناقضة تماما لما كان يمارس بحق أمثالهم في ذلك الوقت ولكن هل سيقابلك الطرف الاخر بهكذا تصرف وإذا كان الجواب لا كما هو الواقع في ذلك الوقت فإلى أي مدى يمكنك أن تسير بهذا الاتجاه وتضمن البقاء والاستمرار؟!!!.
حقيقةً الامر محصور بحل وحيد وهو العمل بالممكن وضمن المتاح في تلك الظروف والبيئةالحيوانية القاسية التي كانت تسيطر على عقول {ألهوموسابينس} في ذلك الوقت فلم يكن أمام الإسلام غير تنظيم هذا الاستعباد بطريقة ستؤدي مع الوقت الى الغاءه والاشمئزاز منه فساوى الإسلام بين الحر والعبد امام الله سبحانه وفي قيمتهم الإنسانية وجعل الإسلام الاحسان للعبد وأطلاقه من أفضل القربات الى الله .... الخ من تشريعات المفروض ان تكون نتيجتها ان النفوس مع الوقت ستشمئز وتأنف من الاستغلال البدني أو الجنسي وتعتبره أمر مرفوض وغير مقبول ولاشك أن هذه التشريعات الإسلامية والتي انتشرت عبر العالم وبين الشعوب كان لها قدم سبق في تقبل {الهوموسابينس }على هذه الأرض لتحريم الاستعباد ومنعه شيئا فشيئا.
إذا كان هذا الجواب كاف لك فبها وإذا كان لديك ملاحظة او مناقشة سأكون بخدمتك إن شاء الله في بيان مايحتاج البيان وفقط للتنبيه فأنا قد تقصدت استعمال لفظ {الهوموسابينس }وليس الانسان حتى أشير لجنبته الجينية والحيوانية والتي تدفعه الى الاستعباد أو الاستغلال بشقيه (الجنسي والعمل).
السيد احمد الحسن (ع)
الردود على التعليقات / 2017 /December 6
منشورات السيد احمد الحسن ع في الفيسبوك لعام 2017
https://vb.almahdyoon.com/showthread...846#post129846