هل الإنسان أصله قرد؟!
نصوص مختارة من كتاب وهــــم الإلحــــــاد
للمؤلــــــــــــف :: احمــــــــــد الحســـــــــــــــــــن ::
رابط كتاب وهم الالحاد /http://www.almahdyoon.org/arabic/documents/live/wahmilhad
رابط صفحة مؤلف الكتاب www.facebook.com/Ahmed.Alhasan.10313
--------------------
هل الإنسان أصله قرد ؟!!
نحن سماويون، أصلنا سماوي، وخلقنا في السماء الأولى وكان امتحاننا الأول فيها وهو امتحان الذر الذي ذكر في القرآن، فنحن أنفس وليس أجساداً أرضية فقط، أبونا آدم (عليه السلام) خلق من طينة رفعت إلى السماء الأولى ووضعت في باب الجنة، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: [كانت الملائكة تمر بآدم (عليه السلام) أي بصورته وهو ملقى في الجنة من طين فتقول لأمر ما خلقت] المصدر: (الراوندي – قصص الأنبياء / ص41)، ومن ثم نفخت الروح في هذه الطينة المرفوعة وخلق آدم وخلقت منه حواء، وسكن آدم وحواء في الجنة الدنيوية التي في السماء الأولى (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ )القرآن الكريم – سورة البقرة – الآية: 35. (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ )القرآن الكريم – سورة طه – الآية: 117.
ثم نحن بنو آدم خلقنا الله في السماء الأولى في عالم الذر وامتحنا الامتحان الأول (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ )القرآن الكريم – سورة الأعراف – الآية: 172 . ووجودنا الأرضي وجود طارئ ومؤقت وليس دائماً ولا أبدياً ولا حتى ستكون لنا عودة لنفس هذه الأرض للعيش بعد الموت إذا كنا ممن يختار إنسانيته وينبذ الحيوانية الأرضية التي اتصلنا بها ليمتحننا الله سبحانه، فكيف يمكن والحال هذه أن ينسب الإنسان السماوي إلى الحيوانية الأرضية التي اتصلنا بها نفسه لإجراء الامتحان الثاني، فمسألة أصل أجسامنا وتطورها عن كائن آخر في الأرض لا تغير شيئاً في حقيقة أن أصلنا سماوي، هذا إضافة إلى أن نسبة جسم الإنسان في التطور إلى قرد الحالي مباشرة أمر خاطئ ومن يقوله مخطئ، فإذا كان جسم الإنسان متطوراً كغيره من الكائنات الحية فلا يمكن أن ينسب إلا إلى البذرة الأولى كما قال تعالى: (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا )، ولا صح أن ينسب إلى الحالات الوسطية في تطوره مع بقية الكائنات.
نعم، يمكن أن ينسب للحالة الأخيرة التي سبقت انتقاله إلى إنسانيته، وهذه الحالة جسمانياً لا فرق بينها وبيننا، فهي حالة جسمانية إنسانية تامة فعلى مستوى (الهومو سابينس) فهم يمتلكون أجساماً مكتملة وأشكالهم بشرية، بل (الهومو إركتس) الذين ظهروا قبل مليوني عام تقريباً أشكالهم قريبة جداً منا، بل أن الآرديبيثيكوس (آردي) الذي يعود لما قبل (4.4) مليون سنة كان يمشي على قدمين وله أنياب صغيرة مثلنا تماماً ومنه تطور الإنسان علمياً، فبحسب علماء الأحياء بما أننا الوحيدون من الثديات الذين نمشي على قدمين منتصبين فيكون آردي سلفنا بالخصوص، وبهذا فلا يمكن والحال هذه أن يقال: إن جسم الإنسان تطور عن قرد يشبه هذه التي تدور حولنا الآن، وهو قول غير صحيح ولا ملازمة بينه وبين نظرية التطور، فلماذا قرد مثلاً بالتحديد؟! إذا كان الأمر هو الارجاع إلى الحالات الوسطية لماذا لا يقال: إن الإنسان تطور من سمكة على اعتبار أنها حالة وسطية واقعة في طريق التطور، ولماذا لا يقال تطور عن (الهومو إركتس) وهم حالة وسطية أيضاً في طريق تطور الإنسان، وهي أقرب بكثير من الحالة الشبيهة بالقرد؟ لماذا القرد بالتحديد هل هي محاولة للتنفير والإزعاج فقط؟!! وهل هي محاولة لإبعاد الناس عن العلم والمعرفة ومحاولة إبقائهم أبعد فترة ممكنة في غياهب الجهل؟!! في حين أن الأبحاث العلمية في التطور الآن تنفي مسألة تطور الإنسان عن الشمبانزي بل تقول إن الإنسان وبقية القردة العليا تعود إلى أصول مشتركة.