ما هو كهف شاندر ؟
كهف شاندر هو كهف قديم من عصور ما قبل التاريخ يقع في شمال العراق في منطقة إقليم كردستان.
موقعه
يوجد هذا الكهف على جانب جبل برادوست ضمن جبال زاكروس ضمن إقليم كردستان بشمال العراق وقد تمّ التنقيب عن الكهف بين عامي 1957-1961 من قبل رالف سوليكي Ralph Solecki وفريقه من جامعة كولومبيا وأثمر عملهم عن الهياكل العظمية النياندرتالية البالغة الأولى في العراق العائدة إلى 80,000 سنة قبل الميلاد.
نتج التنقيب في هذه المنطقة عن تسع هياكل عظمية نياندرتالية لأعمار مختلفة وفي حالات مختلفة من الحفظ و الكمال وحُفظت وصنفت حسب الأرقام من شاندر1 - شاندر 9. الفرد العاشر أُكتُشِفَ مؤخراً وقد كان هذا النياندرتال العاشر مدفوناً وفق مراسم جنائزية.
هيكل عظمي واحد مع قوالب لبقية الهياكل هي كل ما تبقى في المعهد من النتائج حيث أن الهياكل العظمية الأخرى تشتت وتفرقت في العراق
كهف شاندر مهد حضارة انسان النياندرتال
يقع كهف شاندر (بالكوردية: شانه ده ر) في جبل برادوست الكائن في قضاء ميركه سور أقصى الشمال الشرقي لمحافظة اربيل ويبعد 145 كم عن مدينة اربيل، وهو من اقدم المستوطنات البشرية وعاش فيه الانسان المعروف بأسم الـ(نياندرتال) قبل مائة ألف عام. هنالك أراء تقول بان الحياة أنتشرت بدءا من شاندر نحو العالم اجمع، اجرت فرقة تنقيب آثارية خلال الأعوام 1951-1960 عمليات بحث وتنقيب فيه على أربع مراحل وقد عثرت على عشرة هياكل عظمية نقلت الى المتحف العراقي في بغداد والمتاحف الامريكية، احدها كان معروض في صالة ما قبل التاريخ وكانت تعود الى (45) ألف عام قبل الميلاد، والان فان كهف شاندر فيه عدد من الخدمات السياحية.
طبيعة الكهف
يبعد كهف شاندر مسافة 3كم عن نهر الزاب الكبير، ويقع في منطقة شبه واد حيث يقع الكهف في اعلاه، واجهة الكهف مثلثة الشكل ويبلغ ارتفاعها 8 امتار وعرضها 25 متراً، باتجاه الجنوب الشرقي، وتدخل اليه اشعة الشمس بسهولة، وكلما سرت باتجاه الداخل يضيق الكهف، وعند المدخل الثاني للكهف الكائن داخله، يدخل الانسان وهو ممدد، وتوجد عند بوابة الكهف العديد من الاشجار والشجيرات والحشائش والادغال، ويقع بالقرب منه العديد من الغابات والانهر، وانواع الاشجار الطبيعية واشجار الفاكهة في المناطق المحيطة بالكهف، ويقابل الكهف بيرس وقرى نزاري التابعة لمنطقة بارزان.
تأريخ الكهف
زار الاثاري رالف سوليكي من جامعة مشيكان الامريكية كهف شاندر، وبدأ في ذات العام التنقيب فيه، وبعد عثوره على بعض الادوات والعدد على عمق مترين، توصل الى ان الكهف يحوي مخلفات حضارية، وبعدها تلقى التمويل من مديرية الآثار العراقية وجامعة امريكية، واصل الاثاري سوليكي عام 1954 البحث والتنقيب، وتواصل الحفر حتى عمق 13 متراً وقد عثر جراء ذلك على عدد من الادوات وهيكل عظمي لطفل من النياندرتال في عمق 8 امتار تحت ارض الكهف.
وفي المرحلة الثالثة من التنقيب التي جرت عام 1956، عثر على ثلاثة هياكل عظمية لانسان النياندرتال وقد رفع هذا الكشف من أهمية الموقع، وبدأت المرحلة الرابعة من التنقيب عام 1960، وتألف الفريق الاثاري من رالف سوليكي والاثاري جاكوز بورداز وعالم الهياكل العظمية ديل ستيوارت وعالم النباتات ديكستر بيرسكينس، وعلى عمق 6 امتار عثر الفريق على 5 هاكيل عظمية اخرى والعديد من العدد والادوات وعظام حيوانات العصر الحجري.
قدر تاريخ هذه العظام والعدد التي تم العثور عليها في كهف شاندر بمائة الف عام قبل الميلاد، هذه العدد والهياكل العظمية محفوظة في المتاحف العراقية والامريكية وقد واصل عالم الاثار سوليكي في اعوام 1979 و1993 و2005 ابحاثه تلك وقد توصل الى ان نسبة التنقيب في الكهف لم تتخط الـ10%.
عام 1960 بالتزامن مع المرحلة الرابعة من التنقيب في شاندر، قامت الاثارية روز سوليكي بالبحث والتنقيب في قرية زاوي جمي الكائنة على بعد (5)كم شرق شاندر، وقد عثرت في زاوي جمي على عدد زراعية وحبوب يعود تاريخها الى 10 الاف عام قبل الميلاد، وتعتبر اقدم قرية في الشرق الاوسط، وبسبب الاهمية التاريخية والحضارية لهذين الموقعين التاريخيين، فان شهرة شاندر وزاوي جمي قد عمت جميع جامعات العالم وخصوصاً الجامعات الامريكية، وتعتبران من اهم المواقع التاريخية في العالم، وليس بعيداً بأن يتم العثور على لقى وقطع آثارية جديدة تعود لعصور موغلة في اعماق التاريخ فيما لو جرت اعمال تنقيب جديدة... الاثاري سوليكي اراد ان يجري تنقيبات اخرى في شاندر عام 1963، الا ان الاوضاع السياسية في العراق حالت دون ذلك.
كيف الوصول الى شاندر
لو انطلق المصطاف من اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق، فانه سيمر بالبلدات التالية تباعاً: صلاح الدين، شقلاوة وحرير، وعند بلوغه جبل سبيلك، هنالك طريق يتفرع من طريق هاملتون الشهير باتجاه اليسار وبعد اجتيازه عدة قرى في طبيعة غناء باتجاه بلدة بلي ومنطقة بارزان، فانه يصل الى قرية شاندر، وفي نهاية القرية يسير بك طريق فرعي نحو كهف شاندر.
وهنالك طريق ثان يبدأ من مدينة سوران بالقرب من منطقة (زار كلي) نحو ميركه سور وكوره تو وصولاً الى الكهف، والطريق معبد بدءاً من اربيل حتى شاندر، وعلى بعد (500) متر عن الكهف هنالك مكان استقبال السياح وموقف السيارات، وللصعود الى الكهف يمكنك اعتلاء درج حجري وهنالك العديد من اماكن الراحة والمكوث من كبرات ومصطبات يستطيع المصطافون امضاء بعض الاوقات فيها، وهنالك سياج حديد مشبك لمنع دخول الحيوانات والدواب الى داخل الكهف، خصوصاً وان المنطقة ريفية.