بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
لا زال الحديث في أحد مضامين النداء السماوي (.. ولكنه خليفة يماني)، واتضح من خلال استعراض رواية الإمام الباقر (ع) أنّ اليماني خليفة من خلفاء الله في أرضه ومعصوم من آل محمد (ع) الطيبين، وكان طلب النص الذي يحدد الخلفاء الإلهيين المعصومين بعد رسول الله (ص) ملحاً للنظر فيه والتعرف على اليماني من خلاله، إذ لا يخلو النص من ذكره بكل تأكيد.
إنّ أمّ النصوص الشريفة المبينة لذلك هو وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته، كيف وهو الموصوف بالكتاب العاصم من الضلال، وقد ذكرها الشيخ الطوسي بسنده عن الإمام الصادق (ع) عن آبائه الطاهرين (ع): (يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً ..) وبعد أن عدد الأئمة الاثني عشر ووصل إلى الإمام الحسن العسكري (ع) قال (ص): (فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام، فذلك اثنا عشر إماما. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا، (فإذا حضرته الوفاة) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين) غيبة الطوسي: ص149 – 151.
ها نحن نجد في هذا النص المقدس (أحمد) وصياً لأبيه الإمام المهدي (ع)، وأكيد أن أحمد المذكور هنا هو نفسه اليماني الموعود، ذلك أن أحمد (ع) الذي يلي أمر الإمام المهدي (ع) في الوصية هو أول مقرب إلى أبيه (ع) وأول مؤمن به، وهذا كاشف بكل تأكيد عن وجوده مع الإمام المهدي (ع) زمن الظهور المقدس، هذا من جهة. ومن جهة أخرى لا شك في وجود اليماني أيضاً في زمن الظهور بل هو صاحب راية الحق، وبالتالي فأما أن يكون (اليماني = أحمد) فيثبت المطلوب، أو يكون غيره فمن هو المقدم على الآخر ولمن يكون دور التمهيد الأساس ؟!
إن كان المقدم هو اليماني فهذا يعني انضواء وصياً وخليفة الهي تحت راية غيره وهو باطل، كما أنه هذا الفرض يستلزم أن لا يكون الوصي احمد أول مقرب ومؤمن بابيه الإمام (ع). وأما فرض انضواء اليماني تحت أمر أحمد فانه يجعل من دور اليماني ثانوياً، وهو خلاف قول الإمام الباقر (ع) في وصفه لصاحب راية الهدى اليماني.
على أننا قد تبينا من رواية اليماني أنّ اليماني خليفة من خلفاء الله ومعصوم، ولا يوجد في الوصية معصوم من آل محمد (ع) وموجود في زمن ظهور الإمام (ع) غير أول المؤمنين به والمقربين إليه، الوصي أحمد، وبذلك يثبت بكل وضوح أنّ (اليماني = الوصي احمد).
وحيث إنّ اليماني هو الداعي إلى الإمام والآخذ للبيعة من الناس، روى عن حذيفة بن اليمان قال: سمعت رسول الله (ص) يقول – وذكر المهدي- : (إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي فهذه أسماءه ثلاثتها) غيبة الطوسي: ص305. وبمقارنة هذه الرواية بالوصية نجد أنّ صاحب هذه الأسماء هو ابن الإمام وخليفته والداعي إليه، وهي ذاتها وظيفة اليماني.
ولم تقف كلمات أئمة الهدى (ع) عند هذا الحد وهي تتحدث عن المولى الذي يلي أمر الإمام المهدي (ع)، لكن انتشر نورها لتوضح أن هذا المولى هو فقط من يطلع على أمر الإمام (ع) في غيبته، هذا والناس بعدُ لم تراه، فعن المفضل بن عمر قال: (سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره) غيبة الطوسي: ص162 ح120.
وهذا النص إضافة إلى أنه يثبت أنّ للإمام المهدي (ع) ذرية في زمن الغيبة ويبطل تخرصات أهل الأهواء النافين، يثبت كذلك أن لا احد يطلع على موضع الإمام إلا المولى الذي يلي أمره، وهو ابنه احمد بنص وصية رسول الله (ص).
ولأن (أحمد) هو اليماني ومن آل محمد (ع) الأوصياء ويكون له دور عند ظهور أبيه وضحت روايات أهل البيت (ع) أنّ هناك رجلاً منهم يخرج قبل الإمام المهدي (ع)، بل نصت بعض الروايات على أنه من أهل بيت الإمام (ع)، عن أمير المؤمنين (ع) إنه قال: (… يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويقتل ويتوجه إلى بيت المقدس ..) الممهدون للكوراني: ص110.
وهو ذاته الذي عنه قال أمير المؤمنين (ع) من بعد بيان الفتن والتيه في آخر الزمان: (يفرج الله البلاء برجل من بيتي كانفراج الأديم من بيته. ثم يرفعون إلى من يسومهم خسفا ويسقيهم بكأس مصبرة ولا يعطيهم ولا يقبل منهم إلا السيف، هرجا هرجا، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر ..) كتاب سليم بن قيس: ص258، تحقيق محمد باقر الأنصاري.
ومن من أهل البيت (ع)، بل من أهل بيت الإمام (ع) تحديداً موجوداً عند ظهور الإمام غير ابنه احمد أول المؤمنين به وأول المقربين إليه والمولى الذي يلي أمره غير ابنه أحمد، وقد ثبت انه نفسه اليماني الموعود والقائم المخفي الاسم والعلامة الحتمية، وهو الخليفة اليماني المنادى باسمه في صيحة جبرئيل (ع) السماوية.
………………………………………………………………………………………………………
( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 6 – السنة الثالثة – بتاريخ 23-8-2011 م – 23 رمضان 1432 هـ.ق)
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
لا زال الحديث في أحد مضامين النداء السماوي (.. ولكنه خليفة يماني)، واتضح من خلال استعراض رواية الإمام الباقر (ع) أنّ اليماني خليفة من خلفاء الله في أرضه ومعصوم من آل محمد (ع) الطيبين، وكان طلب النص الذي يحدد الخلفاء الإلهيين المعصومين بعد رسول الله (ص) ملحاً للنظر فيه والتعرف على اليماني من خلاله، إذ لا يخلو النص من ذكره بكل تأكيد.
إنّ أمّ النصوص الشريفة المبينة لذلك هو وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته، كيف وهو الموصوف بالكتاب العاصم من الضلال، وقد ذكرها الشيخ الطوسي بسنده عن الإمام الصادق (ع) عن آبائه الطاهرين (ع): (يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً ..) وبعد أن عدد الأئمة الاثني عشر ووصل إلى الإمام الحسن العسكري (ع) قال (ص): (فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام، فذلك اثنا عشر إماما. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا، (فإذا حضرته الوفاة) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين) غيبة الطوسي: ص149 – 151.
ها نحن نجد في هذا النص المقدس (أحمد) وصياً لأبيه الإمام المهدي (ع)، وأكيد أن أحمد المذكور هنا هو نفسه اليماني الموعود، ذلك أن أحمد (ع) الذي يلي أمر الإمام المهدي (ع) في الوصية هو أول مقرب إلى أبيه (ع) وأول مؤمن به، وهذا كاشف بكل تأكيد عن وجوده مع الإمام المهدي (ع) زمن الظهور المقدس، هذا من جهة. ومن جهة أخرى لا شك في وجود اليماني أيضاً في زمن الظهور بل هو صاحب راية الحق، وبالتالي فأما أن يكون (اليماني = أحمد) فيثبت المطلوب، أو يكون غيره فمن هو المقدم على الآخر ولمن يكون دور التمهيد الأساس ؟!
إن كان المقدم هو اليماني فهذا يعني انضواء وصياً وخليفة الهي تحت راية غيره وهو باطل، كما أنه هذا الفرض يستلزم أن لا يكون الوصي احمد أول مقرب ومؤمن بابيه الإمام (ع). وأما فرض انضواء اليماني تحت أمر أحمد فانه يجعل من دور اليماني ثانوياً، وهو خلاف قول الإمام الباقر (ع) في وصفه لصاحب راية الهدى اليماني.
على أننا قد تبينا من رواية اليماني أنّ اليماني خليفة من خلفاء الله ومعصوم، ولا يوجد في الوصية معصوم من آل محمد (ع) وموجود في زمن ظهور الإمام (ع) غير أول المؤمنين به والمقربين إليه، الوصي أحمد، وبذلك يثبت بكل وضوح أنّ (اليماني = الوصي احمد).
وحيث إنّ اليماني هو الداعي إلى الإمام والآخذ للبيعة من الناس، روى عن حذيفة بن اليمان قال: سمعت رسول الله (ص) يقول – وذكر المهدي- : (إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي فهذه أسماءه ثلاثتها) غيبة الطوسي: ص305. وبمقارنة هذه الرواية بالوصية نجد أنّ صاحب هذه الأسماء هو ابن الإمام وخليفته والداعي إليه، وهي ذاتها وظيفة اليماني.
ولم تقف كلمات أئمة الهدى (ع) عند هذا الحد وهي تتحدث عن المولى الذي يلي أمر الإمام المهدي (ع)، لكن انتشر نورها لتوضح أن هذا المولى هو فقط من يطلع على أمر الإمام (ع) في غيبته، هذا والناس بعدُ لم تراه، فعن المفضل بن عمر قال: (سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، ويقول بعضهم: قتل، ويقول بعضهم: ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره) غيبة الطوسي: ص162 ح120.
وهذا النص إضافة إلى أنه يثبت أنّ للإمام المهدي (ع) ذرية في زمن الغيبة ويبطل تخرصات أهل الأهواء النافين، يثبت كذلك أن لا احد يطلع على موضع الإمام إلا المولى الذي يلي أمره، وهو ابنه احمد بنص وصية رسول الله (ص).
ولأن (أحمد) هو اليماني ومن آل محمد (ع) الأوصياء ويكون له دور عند ظهور أبيه وضحت روايات أهل البيت (ع) أنّ هناك رجلاً منهم يخرج قبل الإمام المهدي (ع)، بل نصت بعض الروايات على أنه من أهل بيت الإمام (ع)، عن أمير المؤمنين (ع) إنه قال: (… يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته من المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويقتل ويتوجه إلى بيت المقدس ..) الممهدون للكوراني: ص110.
وهو ذاته الذي عنه قال أمير المؤمنين (ع) من بعد بيان الفتن والتيه في آخر الزمان: (يفرج الله البلاء برجل من بيتي كانفراج الأديم من بيته. ثم يرفعون إلى من يسومهم خسفا ويسقيهم بكأس مصبرة ولا يعطيهم ولا يقبل منهم إلا السيف، هرجا هرجا، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر ..) كتاب سليم بن قيس: ص258، تحقيق محمد باقر الأنصاري.
ومن من أهل البيت (ع)، بل من أهل بيت الإمام (ع) تحديداً موجوداً عند ظهور الإمام غير ابنه احمد أول المؤمنين به وأول المقربين إليه والمولى الذي يلي أمره غير ابنه أحمد، وقد ثبت انه نفسه اليماني الموعود والقائم المخفي الاسم والعلامة الحتمية، وهو الخليفة اليماني المنادى باسمه في صيحة جبرئيل (ع) السماوية.
………………………………………………………………………………………………………
( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 6 – السنة الثالثة – بتاريخ 23-8-2011 م – 23 رمضان 1432 هـ.ق)