بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
المتابع لقضية النبي موسى (عليه السلام) يشاهد ان هناك نوعين من الفشل فشل في استقبال النبي المنتظر وفشل اخر وهو الفشل في المسيرة مع هذا النبي
روي عن النبي (ص) ( لما حضرت يوسف الوفاة جمع شيعته وأهل بيته ، فحمد الله واثنى عليه ثم حدثهم شدة تنالهم ، يقتل فيها الرجال وتشق فيها بطون الحبالى وتذبح فيها الأطفال حتى يظهر الحق من ولد لاوي بن يعقوب ، وهو رجل اسمر طويل ، ونعته لهم بنعته ، فتمسكوا بذلك وقعت الغيبة والشدة على بني إسرائيل وهم منتظرون قيام القائم أربعمائة سنة حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره واشتدت عليهم البلوى وحمل عليهم بالحجارة والخشب ، وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر ، فراسلوه وقالوا : كنا مع الشدة نستريح الى حديثك ، فخرج بهم إلى بعض الصحاري وجعل يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر وكانت له فترة ، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى ، وكان في ذلك الوقت حدث السن ، وخرج من عند فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه واقبل عليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز ، فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام إليه وكب على قدميه ثم قال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى رايتك ، فلما رأى الشيعة ذلك علموا انه صاحبهم فأكبوا على الأرض شكراً لله عز وجل ، فلم يزدهم على ان قال : ارجو ان يعجل الله فرجكم ، ثم غاب بعد ذلك إلى مدينة مدين فأقام عند شعيب ما قام ، فكانت الغيبة الثانية اشد من الأولى ، وكانت نيفاً وخمسين سنة ، اشتدت البلوى عليهم واستتر الفقيه ، فبعثوا إليه انه لا صبر لنا على استتارك عنا ، فخرج الى بعض الصحاري واستدعاهم وطيب نفوسهم وأعلمهم ان الله عز وجل أوحى إليه انه مفرج عنهم بعد أربعين سنة ، فقالوا بأجمعهم الحمد لله فأوحى الله عز وجل قل لهم قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم الحمد لله .
فقالوا: كل نعمة من الله ، فأوحى الله إليه : قد جعلتها عشرين سنة . فقالوا لا ياتي بالخير إلا الله ، فأوحى الله عز وجل إليه ، قل لهم لا يرجعوا فقد أذنت في فرجهم ، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى راكباً حماراً فاراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون به فيه ، وجاء موسى حتى وقف عليهم فسلم فقال الفقيه : ما اسمك ؟ قال : موسى ، ابن من ؟ فقال : ابن عمران . قال ابن من ؟ قال : ابن قاهب ابن لاوي ابن يعقوب . قال بما جئت ؟ قال : بالرسالة من عند الله عز وجل فقام إليه وقبل يده ثم جلس بينهم وطيب نفوسهم ثم أمرهم ثم فرقهم ، وكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم لغرق فرعون أربعين سنة ) إكمال الدين ص145 . إلزام الناصب ج1 ص254 .
هذه قصة الوعد بقيام النبي موسى (ع) وغيبته وشدة الناس ومحنتها في تلك الغيبة .
ومحل الشاهد هو هل ان بني إسرائيل نصروا موسى (ع) وامنوا به أم انهم فشلوا في الانتظار وكذبوا موسى (ع) .
ان موسى (ع) آمن معه كثير من بني إسرائيل ولكنهم فشلوا في المسيرة معه فهم على خمسة أقسام تقريبا :-
القسم الأول : وهي الفرقة التي اتبعت طاغية زمانهم وهو فرعون لعنه الله وهؤلاء هم عباد الأموال والمنصب والجاه الذين سيطر عليهم الخوف من سلطان فرعون لعنه الله .
القسم الثاني : وهي الفرقة التي اتبعت بلعم بن باعوراء وهو عالم ذلك الزمان الذي كانت تكتب تحت يده اثنا عشر ألف محبرة أي انه كان يدرس العلوم الإلهية وكان ينظر الى ما تحت العرش وكان عنده جزء أو كل الاسم الأعظم كما تصفه بعض الروايات . ( راجع قصص الأنبياء -نعمة الله الجزائري ).
ورغم كل هذا العلم وهذه المنزلة استجاب لطلب فرعون عندما طلب منه ان يدعو على موسى والمؤمنين بالاسم الأعظم الذي عنده ، مترجيا من فرعون الجاه والأموال والقرب منه . وقال الله تعالى في ذمه ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) (الأعراف:175) .
القسم الثالث : وهي الفرقة التي اتبعت السامري عندما اخرج لهم عجل من ذهب وقال لهم هذا إلهكم وان موسى كذب عليكم وكان ذلك عندما غاب موسى عن قومه أربعين ليلة لميقات ربه وكان السامري من أول أنصار موسى (ع) وكان أيضا يرى جبرائيل ورغم هذا كله أزله الشيطان واستغل غيبة موسى (ع) فاخرج العجل للناس وأمرهم بعبادته وأضل الكثير من بني إسرائيل حينما أصروا على عبادة العجل .
القسم الرابع : هي الفرقة التي عصت أوامر موسى (ع) فمثلا عندما أمرهم بقتال العدو قالوا له : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ، وامتنعوا عن المسير معه إلى قتال أعدائه .
القسم الخامس : وهم الثلة القليلة الذين نجحوا في معرفة نبي الله موسى (ع) ونجحوا ايضاً في المسيرة معه ولم تأخذهم في الله لومة لائم ، لأنهم امنوا بنور الله نور الفطرة الإلهية ، فطوبى لهم وحسن مآب .
وأُعيدت سنة الله تعالى من جديد مع موسى الموعود القائم المصلح لبني إسرائيل حيث آمن معه القليل وكفر وفشل في انتظاره الأكثرية من بني إسرائيل ورموه بأنواع التهم كالسحر والشعوذة والكذب وغيرها …
علي الانصاري
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 34/سنة 2 في 15/03/2011 – 9 ربيع الثاني 1432هـ ق)
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
المتابع لقضية النبي موسى (عليه السلام) يشاهد ان هناك نوعين من الفشل فشل في استقبال النبي المنتظر وفشل اخر وهو الفشل في المسيرة مع هذا النبي
روي عن النبي (ص) ( لما حضرت يوسف الوفاة جمع شيعته وأهل بيته ، فحمد الله واثنى عليه ثم حدثهم شدة تنالهم ، يقتل فيها الرجال وتشق فيها بطون الحبالى وتذبح فيها الأطفال حتى يظهر الحق من ولد لاوي بن يعقوب ، وهو رجل اسمر طويل ، ونعته لهم بنعته ، فتمسكوا بذلك وقعت الغيبة والشدة على بني إسرائيل وهم منتظرون قيام القائم أربعمائة سنة حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره واشتدت عليهم البلوى وحمل عليهم بالحجارة والخشب ، وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر ، فراسلوه وقالوا : كنا مع الشدة نستريح الى حديثك ، فخرج بهم إلى بعض الصحاري وجعل يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر وكانت له فترة ، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى ، وكان في ذلك الوقت حدث السن ، وخرج من عند فرعون يظهر النزهة فعدل عن موكبه واقبل عليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز ، فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام إليه وكب على قدميه ثم قال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى رايتك ، فلما رأى الشيعة ذلك علموا انه صاحبهم فأكبوا على الأرض شكراً لله عز وجل ، فلم يزدهم على ان قال : ارجو ان يعجل الله فرجكم ، ثم غاب بعد ذلك إلى مدينة مدين فأقام عند شعيب ما قام ، فكانت الغيبة الثانية اشد من الأولى ، وكانت نيفاً وخمسين سنة ، اشتدت البلوى عليهم واستتر الفقيه ، فبعثوا إليه انه لا صبر لنا على استتارك عنا ، فخرج الى بعض الصحاري واستدعاهم وطيب نفوسهم وأعلمهم ان الله عز وجل أوحى إليه انه مفرج عنهم بعد أربعين سنة ، فقالوا بأجمعهم الحمد لله فأوحى الله عز وجل قل لهم قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم الحمد لله .
فقالوا: كل نعمة من الله ، فأوحى الله إليه : قد جعلتها عشرين سنة . فقالوا لا ياتي بالخير إلا الله ، فأوحى الله عز وجل إليه ، قل لهم لا يرجعوا فقد أذنت في فرجهم ، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى راكباً حماراً فاراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون به فيه ، وجاء موسى حتى وقف عليهم فسلم فقال الفقيه : ما اسمك ؟ قال : موسى ، ابن من ؟ فقال : ابن عمران . قال ابن من ؟ قال : ابن قاهب ابن لاوي ابن يعقوب . قال بما جئت ؟ قال : بالرسالة من عند الله عز وجل فقام إليه وقبل يده ثم جلس بينهم وطيب نفوسهم ثم أمرهم ثم فرقهم ، وكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم لغرق فرعون أربعين سنة ) إكمال الدين ص145 . إلزام الناصب ج1 ص254 .
هذه قصة الوعد بقيام النبي موسى (ع) وغيبته وشدة الناس ومحنتها في تلك الغيبة .
ومحل الشاهد هو هل ان بني إسرائيل نصروا موسى (ع) وامنوا به أم انهم فشلوا في الانتظار وكذبوا موسى (ع) .
ان موسى (ع) آمن معه كثير من بني إسرائيل ولكنهم فشلوا في المسيرة معه فهم على خمسة أقسام تقريبا :-
القسم الأول : وهي الفرقة التي اتبعت طاغية زمانهم وهو فرعون لعنه الله وهؤلاء هم عباد الأموال والمنصب والجاه الذين سيطر عليهم الخوف من سلطان فرعون لعنه الله .
القسم الثاني : وهي الفرقة التي اتبعت بلعم بن باعوراء وهو عالم ذلك الزمان الذي كانت تكتب تحت يده اثنا عشر ألف محبرة أي انه كان يدرس العلوم الإلهية وكان ينظر الى ما تحت العرش وكان عنده جزء أو كل الاسم الأعظم كما تصفه بعض الروايات . ( راجع قصص الأنبياء -نعمة الله الجزائري ).
ورغم كل هذا العلم وهذه المنزلة استجاب لطلب فرعون عندما طلب منه ان يدعو على موسى والمؤمنين بالاسم الأعظم الذي عنده ، مترجيا من فرعون الجاه والأموال والقرب منه . وقال الله تعالى في ذمه ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) (الأعراف:175) .
القسم الثالث : وهي الفرقة التي اتبعت السامري عندما اخرج لهم عجل من ذهب وقال لهم هذا إلهكم وان موسى كذب عليكم وكان ذلك عندما غاب موسى عن قومه أربعين ليلة لميقات ربه وكان السامري من أول أنصار موسى (ع) وكان أيضا يرى جبرائيل ورغم هذا كله أزله الشيطان واستغل غيبة موسى (ع) فاخرج العجل للناس وأمرهم بعبادته وأضل الكثير من بني إسرائيل حينما أصروا على عبادة العجل .
القسم الرابع : هي الفرقة التي عصت أوامر موسى (ع) فمثلا عندما أمرهم بقتال العدو قالوا له : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ، وامتنعوا عن المسير معه إلى قتال أعدائه .
القسم الخامس : وهم الثلة القليلة الذين نجحوا في معرفة نبي الله موسى (ع) ونجحوا ايضاً في المسيرة معه ولم تأخذهم في الله لومة لائم ، لأنهم امنوا بنور الله نور الفطرة الإلهية ، فطوبى لهم وحسن مآب .
وأُعيدت سنة الله تعالى من جديد مع موسى الموعود القائم المصلح لبني إسرائيل حيث آمن معه القليل وكفر وفشل في انتظاره الأكثرية من بني إسرائيل ورموه بأنواع التهم كالسحر والشعوذة والكذب وغيرها …
علي الانصاري
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 34/سنة 2 في 15/03/2011 – 9 ربيع الثاني 1432هـ ق)