بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليماً كثرا
***القول الفصل في تحديد دلالة رواية الأصبغ بن نباتة***
من الواضح أن الرواية قيد البحث قد وردت لها صورتان الأولى بلفظ (من ظهر (والثانية (من ظهري)
لتحقيق المسألة لابد بدءاً من التأكيد على أن الرواية قد وردت في أقدم وأهم المصادر الشيعية وهو كتاب الكافي لمؤلفه الشيخ الكليني بالصورتين معاً ، كما تدل عليه إشارة محقق الكتاب حين وضع الياء بين معقوفتين بالشكل الآتي [ من ظهر(ي [(
))))
لكي نفهم دلالة ما فعله المحقق لابد من الإشارة السريعة لطبيعة عمل المحققين ، فمن المعروف لمن يملك أدنى إلمام بعلم تحقيق النصوص إن محققي النصوص يبحثون عادة عن اقدم نسخ الكتاب وأقربها من حيث الزمن والمضمون للنسخة الأصلية التي كتبها أو اشرف على كتابتها المؤلف ، أو قل إنهم يحاولون جاهدين تجنب النسخ التي يُظن بأن النساخ قد أدخلوا عليها الزيادات أو حذفوا منها . فالكتب في ذلك الزمن – وهذا معروف – كانت تتكثر عن طريق الكتابة اليدوية التي يمارسها طبقة من الناس يُصطلح عليهم النساخ ، وكانت أيدي هؤلاء النساخ عادة ما تمتد بالعبث للكتب التي ينسخونها لأسباب كثيرة ؛ منها عدم فهمهم المراد من بعض النصوص ، ومنها تدخل عقائدهم أو قل الراكز في عقولهم حول مسالة من المسائل ...والأسباب كثيرة على أية حال
((((
إن عمل المحقق بوضع الياء بين معقوفتين يشير بلا شك الى أن ورود الياء قد جاء في بعض النسخ الثانوية ، غير النسخة الأم [كما يسميها المحققون] التي يعتمدها المحقق والتي هي الأقرب الى عصر ومضمون الكتاب الأصل . بمعنى إننا إذا أردنا إطلاق وصف شاذ فالأولى به تلك النسخ التي وردت فيها الرواية بصورة ( من ظهري ) . والحق إن الدراسة الداخلية للنص – كما يسميها المحققون – أو قل القراءة الدلالية أو المضمونية تؤكد بما لا يقبل لبساً أرجحية صورة ( من ظهر ) ، ومن الدلائل التي يمكن أن نسوقها في هذا الصدد :
***إن الرواية تنص على غيبة واحدة لا غيبتين ( له غيبة وحيرة ...الخ ) والحيرة هنا هي نفس الغيبة وليست شئ آخر سواها كما قد يُظن بدلالة الجواب فالأمير )ع) أجاب : ( ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين ) وبهذا الجواب جمع الحيرة والغيبة معاً
قد ورد توضيح معنى هذا الغيبة عن رسول الله (ص) بأنه الصمت لا نفس الغياب المعروف عن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع ( فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال علي (ع (كنت عند النبي (ص) في بيت أم سلمة... الى أن قال (ع): ثم التفت إلينا رسول الله (ص) فقال رافعاً صوته: الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي. قال علي: فقلت: يارسول الله، فما تكون هذه الغيبة؟ قال: الصمت حتى يأذن الله له بالخروج(... (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (ع) : 163 – 164
***إن الرواية تحدد الغيبة وهذا خلاف ما ورد من كونهم (ع) لا يوقتون ، فعن عبدالرحمن ابن كثير قال : كنت عند ابي عبدالله (ع) اذ دخل عليه مهزم فقال له : جعلت فداك اخبرني عن هذا الامر الذي ننتظره متى هو؟ فقال : يا مهزم كذب الوقاتون , وكذب المستعجلون , ونجا المسلمون أصول الكافي ج1ص415
عن الفضيل بن يسار ,عن ابي جعفر (ع)قال :قلت لهذا الامر وقت ؟ فقال :كذب الوقاتون ,كذب الوقاتون ,كذب الوقاتون … .نفسه ص415 .
***إن ورود الرواية بصورتها الأولى ( من ظهر ) في المصادر المعتبرة من قبيل غيبة الطوسي قرينة قوية على صحة هذه الصورة دون الصورة الأخرى فالمعروف عن الشيخ الطوسي دقته العلمية العالية ونقله عن الأصول
)))فقد نقل الحر العاملي كلام الشيخ الطوسي في هذا الموضوع ملخصاً: (إن أحاديث كتب أصحابنا المشهورة بينهم ثلاثة أقسام: منها ما يكون متواتراً و منها ما يكون مقترناً بقرينة موجبة للقطع بمضمون الخبر،ومنه ما لا يوجد فيه هذا ولا ذاك ولكن دلت القرائن على وجوب العمل به،وإن القسم الثالث ينقسم إلى أقسام: منها خبر أجمعوا على نقله ولم ينقلوا له معارضاً، ومنها ما انعقد إجماعهم على صحته وإن كل خبر عمل به في كتابي الأخبار وغيرها لا يخلو من الأقسام الأربعة) خاتمة وسائل الشيعة ص64-65. ( ثم عقب الحر العاملي قائلاً: (وذكر-الشيخ الطوسي- في مواضع من كلامه أيضاً أن كل حديث عمل به فهو مأخوذ من الأصول والكتب المعتمدة). نفس المصدر السابق . وهذا الكلام يدل على أن الشيخ الطوسي(رحمه الله) لا يستدل بخبر ضعيف غير معتمد في كتبه الاستدلالية في الفقه والعقائد، ولايخفى إن كتابه (الغيبة) هو من أوثق كتبه الاستدلالية في العقائد . هذا المقدار أظنه كاف لمن طلب الحق أما من ديدنه العناد والمكابرة فله أن ينتظر يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم . (((
اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليماً كثرا
***القول الفصل في تحديد دلالة رواية الأصبغ بن نباتة***
من الواضح أن الرواية قيد البحث قد وردت لها صورتان الأولى بلفظ (من ظهر (والثانية (من ظهري)
لتحقيق المسألة لابد بدءاً من التأكيد على أن الرواية قد وردت في أقدم وأهم المصادر الشيعية وهو كتاب الكافي لمؤلفه الشيخ الكليني بالصورتين معاً ، كما تدل عليه إشارة محقق الكتاب حين وضع الياء بين معقوفتين بالشكل الآتي [ من ظهر(ي [(
))))
لكي نفهم دلالة ما فعله المحقق لابد من الإشارة السريعة لطبيعة عمل المحققين ، فمن المعروف لمن يملك أدنى إلمام بعلم تحقيق النصوص إن محققي النصوص يبحثون عادة عن اقدم نسخ الكتاب وأقربها من حيث الزمن والمضمون للنسخة الأصلية التي كتبها أو اشرف على كتابتها المؤلف ، أو قل إنهم يحاولون جاهدين تجنب النسخ التي يُظن بأن النساخ قد أدخلوا عليها الزيادات أو حذفوا منها . فالكتب في ذلك الزمن – وهذا معروف – كانت تتكثر عن طريق الكتابة اليدوية التي يمارسها طبقة من الناس يُصطلح عليهم النساخ ، وكانت أيدي هؤلاء النساخ عادة ما تمتد بالعبث للكتب التي ينسخونها لأسباب كثيرة ؛ منها عدم فهمهم المراد من بعض النصوص ، ومنها تدخل عقائدهم أو قل الراكز في عقولهم حول مسالة من المسائل ...والأسباب كثيرة على أية حال
((((
إن عمل المحقق بوضع الياء بين معقوفتين يشير بلا شك الى أن ورود الياء قد جاء في بعض النسخ الثانوية ، غير النسخة الأم [كما يسميها المحققون] التي يعتمدها المحقق والتي هي الأقرب الى عصر ومضمون الكتاب الأصل . بمعنى إننا إذا أردنا إطلاق وصف شاذ فالأولى به تلك النسخ التي وردت فيها الرواية بصورة ( من ظهري ) . والحق إن الدراسة الداخلية للنص – كما يسميها المحققون – أو قل القراءة الدلالية أو المضمونية تؤكد بما لا يقبل لبساً أرجحية صورة ( من ظهر ) ، ومن الدلائل التي يمكن أن نسوقها في هذا الصدد :
***إن الرواية تنص على غيبة واحدة لا غيبتين ( له غيبة وحيرة ...الخ ) والحيرة هنا هي نفس الغيبة وليست شئ آخر سواها كما قد يُظن بدلالة الجواب فالأمير )ع) أجاب : ( ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين ) وبهذا الجواب جمع الحيرة والغيبة معاً
قد ورد توضيح معنى هذا الغيبة عن رسول الله (ص) بأنه الصمت لا نفس الغياب المعروف عن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع ( فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال علي (ع (كنت عند النبي (ص) في بيت أم سلمة... الى أن قال (ع): ثم التفت إلينا رسول الله (ص) فقال رافعاً صوته: الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي. قال علي: فقلت: يارسول الله، فما تكون هذه الغيبة؟ قال: الصمت حتى يأذن الله له بالخروج(... (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (ع) : 163 – 164
***إن الرواية تحدد الغيبة وهذا خلاف ما ورد من كونهم (ع) لا يوقتون ، فعن عبدالرحمن ابن كثير قال : كنت عند ابي عبدالله (ع) اذ دخل عليه مهزم فقال له : جعلت فداك اخبرني عن هذا الامر الذي ننتظره متى هو؟ فقال : يا مهزم كذب الوقاتون , وكذب المستعجلون , ونجا المسلمون أصول الكافي ج1ص415
عن الفضيل بن يسار ,عن ابي جعفر (ع)قال :قلت لهذا الامر وقت ؟ فقال :كذب الوقاتون ,كذب الوقاتون ,كذب الوقاتون … .نفسه ص415 .
***إن ورود الرواية بصورتها الأولى ( من ظهر ) في المصادر المعتبرة من قبيل غيبة الطوسي قرينة قوية على صحة هذه الصورة دون الصورة الأخرى فالمعروف عن الشيخ الطوسي دقته العلمية العالية ونقله عن الأصول
)))فقد نقل الحر العاملي كلام الشيخ الطوسي في هذا الموضوع ملخصاً: (إن أحاديث كتب أصحابنا المشهورة بينهم ثلاثة أقسام: منها ما يكون متواتراً و منها ما يكون مقترناً بقرينة موجبة للقطع بمضمون الخبر،ومنه ما لا يوجد فيه هذا ولا ذاك ولكن دلت القرائن على وجوب العمل به،وإن القسم الثالث ينقسم إلى أقسام: منها خبر أجمعوا على نقله ولم ينقلوا له معارضاً، ومنها ما انعقد إجماعهم على صحته وإن كل خبر عمل به في كتابي الأخبار وغيرها لا يخلو من الأقسام الأربعة) خاتمة وسائل الشيعة ص64-65. ( ثم عقب الحر العاملي قائلاً: (وذكر-الشيخ الطوسي- في مواضع من كلامه أيضاً أن كل حديث عمل به فهو مأخوذ من الأصول والكتب المعتمدة). نفس المصدر السابق . وهذا الكلام يدل على أن الشيخ الطوسي(رحمه الله) لا يستدل بخبر ضعيف غير معتمد في كتبه الاستدلالية في الفقه والعقائد، ولايخفى إن كتابه (الغيبة) هو من أوثق كتبه الاستدلالية في العقائد . هذا المقدار أظنه كاف لمن طلب الحق أما من ديدنه العناد والمكابرة فله أن ينتظر يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم . (((