بما إن الرايات المشتبهة تخرج ومصدرها قيادات دينية ، لذلك بحثت في الروايات التي تذكر العلماء في آخر الزمان فوجدتها لا تذكر العلماء بشيء مما يطيب له خاطرهم فكانت الروايات تذكر أن مواقف العلماء سلبية في زمن الظهور المقدس ولم أجد أي رواية تشير إلى موقف مشرف مع الإمام المهدي (ع) من قبل العلماء ، وذلك مما أغناني عن البحث الدقيق عن شخصية اليماني أو صاحب راية الهدى بين صفوف العلماء .
ثم بعد البحث في الروايات للتعرف على شخصيته والتبين من صفاته وعلاماته والدلائل التي تدل عليه ما يكفي لحصر الأمر قدر المستطاع ، وبعد أن نعرف هذه الصفات ، عندها يمكننا أن نعرض العلماء واقصد أصحاب الرايات الموجودة حالياً ،
فان انطبق عليه كلام أهل البيت (ع) فهو ذا وإلا نبحث عن غيره حتى نرى على من تنطبق روايات أهل البيت (ع) واعلم أخي القارئ إن أهل البيت (ع) لم يذكروا كل هذه الروايات سفهاً وإنما ذكرت دليلا من العمى وطريقا إلى الهدى ليستفاد منها شيعتهم ومحبيهم وكل طاهر مقر بكلام الأئمة الطاهرين (ع) ويكفر بها كل لعين على لسان الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين ، وهدفنا في البحث معرفة صاحب راية الحق الموصوف بروايات أهل البيت (ع) ، ومجمل ما توصلت إليه من البحث واهم الصفات هو:
1- أن اليماني من ذرية الحسين
عن الإمام الباقر (ع) (… وإياك وشذاذ من آل محمد عليهم السلام فان لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فالزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين ، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ، فان عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي ، ويفعل الله ما يشاء . فالزم هؤلاء أبدا ، وإياك ومن ذكرت لك ، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا ، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامدا إلى المدينة …)
بحار الأنوار ج 52 ص 223.
وفي الرواية ثلاث مواريث ، العهد والراية والسلاح :-
أ- فأما عهد رسول الله (ص) : فهي الوصية التي جاء اسم ابن المهدي (احمد) وهو ابن صاحب الوصيات
ب- وأما راية رسول الله (ص) : فهي البيعة لله ، أي البيعة لمن نصبه الله (صاحب العهد) ، وهو عكس مفهوم الديمقراطية والانتخابات وإقرار تنصيب الناس وكما اقره سالفاً عمر وأبو بكر واتبعتهم الأمة يوم السقيفة ، وقالوا أن الأمر شورى، اقره مؤخراً جميع علماء الشيعة واتبعتهم الأمة .
ت- وأما سلاح رسول الله (ص) : فهو القرآن ، أي العلم به ومعرفته ، فالذي يحمل سلاح رسول الله لابد أن يعرف محكمة من متشابهه وناسخه من منسوخه . وأسألكم بالله هل من العقل أن يعبث الطفل (الجاهل) بالسلاح ، وإذا فعل ماذا تكون العاقبة ؟ !!! ، يؤذي نفسه ويؤذي غيره ، وإذا حمله من هو أهله ،آمن نفسه وآمن غيره من الهلكة . فلا يحمل ويعرف ما في القرآن إلا أهل بيت النبوة .
2- ورد في الروايات انه شاباً ولم يقل شيخاً
3- إن أول المؤمنين بالإمام المهدي (ع) هو من ذريته ، أي ولده ، وهو خليفته من بعده واسمه احمد وهو أول المهديين الإثنى عشر من بعد الإمام المهدي (ع) ، كما نصت وصية رسول الله (ص)
(بحار الأنوار ج 53 ص 148 ، ج36 ص260/ ، و الغيبة للطوسي ص150 ، غاية المرام ج 2 ص 241 ، مختصر بصائر الدرجات- للحلي ص39 . مكاتيب الرسول : للميانجي ج2 : ص9-96 . النجم الثاقب للميرزا النوري .)
أول أنصار الإمام المهدي (ع) من البصرة ، واسمه احمد ، وفي رواية سمي علي محارب ، فأما علي فكونه الوصي في زمن الظهور كما أن علي ابن أبي طالب وصي رسول الله (ص) فسمي علي للمشابهة ، ومحارب أي مقاتل لكونه يقود معارك جيش الإمام (ع) العقائدية والعسكرية .
4- الإمام لا يعلم بمكانه إلا المولى الذي يلي أمره أي خليفته
5- الذي يحمل السيف على عاتقة ثمانية اشهر ويقاتل السفياني من أهل بيته (أي من ذرية الإمام) وذلك هو اليماني نفسه
6- اليماني حجة منصوص له بالبيعة معصوم والملتوي علية من أهل النار وكل الروايات التي أشارت إلى البيعة تشير إلى شخص واحد لأن أهل البيت (ص) لا يطلبون البيعة لشخصين في آن واحد
7- اليماني اسمه احمد كما مذكور في رواية كنوز الطلقان وهو شعارهم وكونه خليفة المهدي هو صاحب رايات المشرق
8- من صفاته والتي ذكرت بالروايات : المهدي أو صاحب الأمر أو القائم والتي لا يمكن أن تنطبق على الإمام المهدي (ع) لتعارضه مع روايات أخرى وصفت الإمام المهدي (ع) ، ومن هذه الصفات : ، اسمر والإمام (ع) ابيض مشرب بحمرة ، بخده الأيمن اثر والإمام (ع) بخده الأيمن خال ، بشعره حزاز (أي القشرة) ، مشرف الحاجبين والإمام (ع) أزج الحاجبين ، غاير العينيين والإمام (ع) أعين أكحل العينين ، أذيل الفخذين وفي رواية احمش الساقين (أي هزيل) والإمام (ع) عريض الفخذين ، جسمه إسرائيلي وبني إسرائيل يمتازون بطول القامة
9- اليماني يدعوا إلى صاحبكم : أي يدعوا إلى الإمام المهدي (ع) مباشرة من دون أي لف ودوران كالدعوة باسم مرجعية أو حزب أو أي كيان سياسي آخر ، أي انه لابد أن يصرح للناس بأنه هو اليماني الموعود الذي تبتلى به الناس في زمن الظهور ويقدم الأدلة على ذلك من خلال روايات أهل البيت . ليكون قد بلغ الناس بذلك فان آمنوا وإلا فالملتوي عليه من أهل النار ، وليس كما يعتقد البعض أن اليماني يبقى ساكت ، أقول هل ترضون أن تدخلوا جهنم ساكتين أيضاً ، إنما قالوا هذا التبرير خشية أن يتركهم الناس عندما يسمعوا صوت الحق ويتضح لهم أمر صاحب راية الهدى الوحيدة ، وقطعاً لا يتركهم إلا من يخشى على دينه ، أما عبدة الأوثان فيبقون على أصنامهم عاكفين (قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى) (طـه:91) ، وسيرجع موسى إن شاء الله بقطع رؤسهم ، رحم الله موسى .
10- ورد عن المعصومين (ع) إذا ادعى مدع فاسألوه عن العظائم ، والعظائم هي الكتب السماوية ، وكون كتابنا القرآن لابد للمدعي أن يبين لنا المحكم من المتشابه ولابد من علمه بأسرار القرآن كلام الله الثقل الأكبر .
11- قال أبو عبد الله (ع): (ينبغي لمن ادعى هذا الأمر في السر أن يأتي عليه ببرهان في العلانية قلت و ما هذا البرهان الذي يأتي في العلانية قال يحل حلال الله و يحرم حرام الله و يكون له ظاهر يصدق باطنه) الغيبة للنعماني ص : 114 .
أقول : وأنى لهم أن يحلوا حلال الله وهم يكفر بعضهم البعض وكل يحل ما يشاء والآخر يحرم ما احله الأول وكل ذلك بلا دليل من القرآن أو السنة واقصد (المستحدثات) بالتحديد لعدم إحاطتهم بدليل شرعي لها فأفتوا كل حسب ما يرى ، أي احل حلاله هو وليس حلال الله وحرم حرامه هو وليس حرام الله ، ومع ذلك فان روايات أهل البيت كثيرة التي تنهى عن التشريع بالرأي . ثم هل الكل اقصد أصحاب الرايات الموجودة اليوم لهم ظاهر يصدق باطنهم ، لا ، ولو تأملت القرارات التي تصدر عن أصحاب القيادات الدينية اليوم تراها خافضة رافعة ليس لهم قرار ثابت لعدم عصمتهم وعليه : فالأمر محسوم لا يقبل الجدال إلا أن تردوا روايات أهل البيت (ع) وتكذبوا بها فتكونوا من الكافرين بهم .
عن أبي عبد الله (ع) (…الراد علينا كالراد على الله وهو على حد الشرك بالله) الكافي ج1 ص67.
بما أن شخص اليماني أو خليفة الإمام المهدي هو صاحب راية الحق الوحيدة وهو من ذرية الإمام المهدي (ع) ، فإذا ادعى هذا الأمر شخص هاشمي معروف النسب من ذرية الإمام الحسن (ع) أو الإمام الحسين (ع) فهو كاذب أو ادعى هذا الأمر أي شخص من عامة الناس ومن أي عشيرة معروف النسب فهو كاذب أيضاً ، وذلك لأن ذرية الإمام المهدي (ع) غير معروفين النسب فلا بد أن يكون المدعي مقطوع النسب تماماً عندها يحتمل أن يكون من ذرية الإمام المهدي (ع) مادام ليس له أي سلسلة نسب تنقض هذا الاحتمال .
ومن هنا لو عرضنا كل الموجودين في الساحة اليوم على هذا النقاط السابقة
1- تتساقط من الاحتمال الرايات غير الهاشمية والرايات الحسنية كون اليماني من ذرية الحسين ، أي إن الأمر في ولد الحسين
عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ، أنه سئل عن الفرج ، متى يكون ؟ فقال : إن الله عزوجل يقول : ( فانتظروا إني معكم من المنتظرين . ثم قال : يرفع لآل جعفر بن أبي طالب راية ضلال ، ثم يرفع آل عباس راية أضل منها وأشر ، ثم يرفع لآل الحسن بن علي (ع) رايات وليست بشئ ، ثم يرفع لولد الحسين (ع) راية فيها الأمر ) شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي ج 3 ص 356 .
2- كونه شاب تتساقط كبار السن ويبقى الأمر بين الشباب
3- وكونه من ذرية الإمام المهدي (ع) ولذلك يشترط أن يكون هذا الشاب مقطوع (غير معروف) النسب وهنا يتساقط الجميع إلا السيد احمد الحسن ،كون كل الموجودين معروف نسبهم إلى آدم (ع) فليس لهم من هذا الأمر مفر واغلبهم من عوائل دينية معروفة . أما السيد احمد الحسن فبعد أن ذهب وفد من الاخوة المؤمنين ومنهم من رجال الدين (المعممين) إلى شيخ عشيرته وسألوه عن نسبهم إلى من يعود ، فقال : نسبنا مقطوع بعد الأب الرابع ولا نعرف إلى من يعود ، ثم ذهب جماعة الى نسابة من العشيرة التي هم متحالفين معهم منذ زمن بعيد ، فسألوا ذلك الشيخ إلى من يرجع نسب هؤلاء القوم وهم معكم ؟ ، فقال : هم متحالفين معنا منذ عهد آبائهم وأجدادهم ولكنهم ليسوا من عشيرتنا ولا نعرف إلى من يعود نسبهم ولم نرَ منهم إلا خيراً . ومن أراد أن يتأكد فهم على قيد الحياة وعلى الأرض لم يصعدوا إلى القمر بعد ، فاذهبوا إليهم واسألوهم ، وابحثوا في كتب النسابة إن شئتم ، اسألوا عن كل ما يخص إمامكم ، أو (اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون:108)
4- وأما الصفات والأمور الأخرى فأقول :
السيد احمد الحسن : اسمه احمد ، ومقطوع النسب ، اسمر ، بخده الأيمن اثر ، بشعره حزاز (أي القشرة) ، مشرف الحاجبين ، غاير العينيين ، أذيل الفخذين وفي رواية احمش الساقين (أي هزيل) ، طويل القامة … فالصفات التي وصف بها القائم وهي ليس في الإمام المهدي ، موجودة في شخص السيد احمد الحسن ، وهو من كان مقصود بها ، فهل يمكن أن تنطبق كل هذه الصفات على شخص مدعي زوراً ، وكل ذلك صدفة … (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(يونس: 35)
5- ينطبق عليه قولهم (ع) (يدعوا إلى صاحبكم) ، فرغم انه متأكد من أن العلماء سيكذبونه ولكنه ذهب إليهم واخبرهم انه مرسل من الإمام المهدي (ع) ، وعرض عليهم أدلة عدة ، منها انه مستعد أن يناظرهم بالقرآن وقال فليكن كل العلماء وطلابهم من جهة وأنا من جهة أو اسألهم سؤال واحد من القرآن فان أجابوه فلهم النصر ، ثم دعاهم إلى المباهلة بعد أن لم يستجيبوا للمناظرة ، ودعاهم إلى قسم البراءة ، ودعاهم إلى القسم بابي الفضل العباس (ع) ودعاهم إلى أن يطلبوا منه معجزة على أن تكون من معاجز الأنبياء ليكون تكذيبهم له تكذيب للأنبياء و…و … وبعد ما ألقى الحجة عليهم كاملة وعدم استجابتهم لذلك توجه إلى عامة الناس ودعى الناس كما دعى رسول الله (ص) بالتي هي احسن ، واحتج عليهم بان اسمه مذكور في روايات أهل البيت (ع) كما احتج رسول الله (ص) على أهل الكتاب بأن اسمه مكتوب في كتبهم ، ثم بين السيد للناس ما جرى بينه وبين العلماء ، وبهذا فهو أعلن عن نفسه لتكون الحجة لله بالغة على الناس في عدم اتباعهم راية الحق الذي قيل فيه يدعوا الى صاحبكم أما الباقين فهم يمنون أنفسهم أن يكونوا هم أصحاب الحق ولا يمكنهم أن يصرحوا به كذبا فسرعان ما سينكشف أمرهم لذلك اكتفوا بالصمت أو التنويه إلى أشخاصهم دون التصريح وقام الهمج الرعاع بالتصريح بالنيابة عنهم .
6- ثم بعد أن تحدى العلماء أن يسألوه عن العظائم فلم يفعلوا خشية أن يتضح أمرهم اصدر تفسيراً مختصراً لسورة الفاتحة وتحدى العلماء بالرد عليه علميا لاتكذيباً عشوائياً ثم اصدر بعد ذلك أربعة أجزاء يجيب على أسئلة موجهة له من القرآن ويكون رده إحاكماً للمتشابه وتبياناً له وهذا الأمر شأن المعصومين (ع) وتحدى العلماء بالإشكال عليه ولم يرد على كتبة أي من العلماء ولو على سؤال واحد فقط .
7- وأما قول الإمام أبو عبد الله (ع): (ينبغي لمن ادعى هذا الأمر في السر أن يأتي عليه ببرهان في العلانية قلت و ما هذا البرهان الذي يأتي في العلانية قال يحل حلال الله و يحرم حرام الله و يكون له ظاهر يصدق باطنه) فان السيد احمد الحسن في أول دعوته وقبل أن يعلن انه مرسل من الإمام المهدي (ع) ، طالب أقطاب الجور في الحوزة بالعدالة المالية والتي كانت ومازالت مفقودة ، علماً انه لم يستلم أي راتب إطلاقاً من أي مرجع خلال سني تواجده في الحوزة في النجف ، كما انه كان يشهد بوثاقته وتدينه وورعه كل من عرفه ، أما اليوم فكثر عليه الكذب والبهتان وإلصاق أنواع التهم وما إلى ذلك مما هو شأن بني أمية وبني العباس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وافتراءهم عليه بما لا يقبله العقل إطلاقاً كقولهم (انه حرم الزواج) أو قولهم (انه زوج ابنته إلى الإمام ) وما إلى ذلك من افتراءات لا يعقلها إلا السذج ، استصغاراً منهم لمستوى الناس الذهني وإستحماراً للناس ، وهذا يكفي دليلا على عجزهم عن وجود أي ثغرة في شخصه أو قوله أو فعله مخالفة لما جاء به آل محمد (ع) ، مما ألجأهم إلى الافتراء عليه ، ولو وجدوا ثغرة لما سكتوا ولما لجؤوا إلى الكذب .
كما أن السيد احمد الحسن منذ أول يوم دعوته إلى يومنا هذا اصدر عدة بيانات طوال سنوات الدعوة طبقاً للأحداث الموجودة وكانت بياناته مسددة مليئة بالحكمة وكانت هي الظاهر الذي يعبر عن باطن الرجل ، قال تعالى (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(النساء: 82) ،
وهذا الأمر خلاف ما عليه أصحاب الرايات الأخرى ، فكلما اصدروا بياناً ، ناقضوه ببيان آخر ، ثم انهم نقضوا ما جاء به القرآن وما جاءت به الأنبياء والمرسلين من الأولين والأخريين وهو حاكمية الله لا حاكمية الناس ولم يخالفهم في ذلك إلا السيد احمد الحسن
ويوجد من رجال الدين من اقر حاكمية الناس واختيارهم إذا خرج المحتل ، ثم بدأ بتناقضات كالسيل الجارف ، فقال الدليل الشرعي والتاريخي والأخلاقي مخالف للانتخابات ، ثم بعد فترة ، اصدر بيان : يجب شرعاً وأخلاقاً وتاريخاً وأدباً ، الانتخاب ، وأوجب ذلك حتى على من لا يعترف به أو بالمذهب أو بالدين ، فكانت والله ، أشبه بالمشهد المسرحي الكوميدي ، فلو أوجب على باعة الخمر شربه ، أو على …. لكان أرجى في طاعته من أن يوجب على الديانات والمذاهب الأخرى ذلك .
أما السيد احمد الحسن : فقد وضح جوهر الموضوع وقال إن الحكم لله والخليفة يعينه الله وهذا ما اعترضت عليه الملائكة من قبل ، وانتم بقبولكم الانتخابات أقررتم تعين أبا بكر وصاحبيه ، لأن الإمام علي (ع) لم ينتخب من قبل الناس بل لم يحصل إلا على أربعة أصوات ، فهل ترون اختيار الناس حق , و … و له في هذا المجال كتاب حاكمية الله لا حاكمية الناس ، وتحدى العلماء بأن يردوا أي إشكال على هذا الكتاب المخالف لكل من أفتى بالانتخابات ، فهلا دافعوا عن فتاواهم التي أوجبوا بها الحرام ، أقول أوجبوه ولم يحللوه فقط بل منهم من فضله على الصوم والصلاة …آه …ثم آه لعن الله أمة أسرجت وألجمت وتنقبت لقتالك يا سيدي … اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وال محمد وآخر تابع له على ذلك … اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله … اللهم ألعنهم جميعاً
---------------------
كتاب " اليماني الموعود حجة الله"
للشيخ - حيــــــدر الزيــــــادي - من أنصار الإمام المهدي (ع)
ثم بعد البحث في الروايات للتعرف على شخصيته والتبين من صفاته وعلاماته والدلائل التي تدل عليه ما يكفي لحصر الأمر قدر المستطاع ، وبعد أن نعرف هذه الصفات ، عندها يمكننا أن نعرض العلماء واقصد أصحاب الرايات الموجودة حالياً ،
فان انطبق عليه كلام أهل البيت (ع) فهو ذا وإلا نبحث عن غيره حتى نرى على من تنطبق روايات أهل البيت (ع) واعلم أخي القارئ إن أهل البيت (ع) لم يذكروا كل هذه الروايات سفهاً وإنما ذكرت دليلا من العمى وطريقا إلى الهدى ليستفاد منها شيعتهم ومحبيهم وكل طاهر مقر بكلام الأئمة الطاهرين (ع) ويكفر بها كل لعين على لسان الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين ، وهدفنا في البحث معرفة صاحب راية الحق الموصوف بروايات أهل البيت (ع) ، ومجمل ما توصلت إليه من البحث واهم الصفات هو:
1- أن اليماني من ذرية الحسين
عن الإمام الباقر (ع) (… وإياك وشذاذ من آل محمد عليهم السلام فان لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فالزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين ، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ، فان عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي ، ويفعل الله ما يشاء . فالزم هؤلاء أبدا ، وإياك ومن ذكرت لك ، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا ، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامدا إلى المدينة …)
بحار الأنوار ج 52 ص 223.
وفي الرواية ثلاث مواريث ، العهد والراية والسلاح :-
أ- فأما عهد رسول الله (ص) : فهي الوصية التي جاء اسم ابن المهدي (احمد) وهو ابن صاحب الوصيات
ب- وأما راية رسول الله (ص) : فهي البيعة لله ، أي البيعة لمن نصبه الله (صاحب العهد) ، وهو عكس مفهوم الديمقراطية والانتخابات وإقرار تنصيب الناس وكما اقره سالفاً عمر وأبو بكر واتبعتهم الأمة يوم السقيفة ، وقالوا أن الأمر شورى، اقره مؤخراً جميع علماء الشيعة واتبعتهم الأمة .
ت- وأما سلاح رسول الله (ص) : فهو القرآن ، أي العلم به ومعرفته ، فالذي يحمل سلاح رسول الله لابد أن يعرف محكمة من متشابهه وناسخه من منسوخه . وأسألكم بالله هل من العقل أن يعبث الطفل (الجاهل) بالسلاح ، وإذا فعل ماذا تكون العاقبة ؟ !!! ، يؤذي نفسه ويؤذي غيره ، وإذا حمله من هو أهله ،آمن نفسه وآمن غيره من الهلكة . فلا يحمل ويعرف ما في القرآن إلا أهل بيت النبوة .
2- ورد في الروايات انه شاباً ولم يقل شيخاً
3- إن أول المؤمنين بالإمام المهدي (ع) هو من ذريته ، أي ولده ، وهو خليفته من بعده واسمه احمد وهو أول المهديين الإثنى عشر من بعد الإمام المهدي (ع) ، كما نصت وصية رسول الله (ص)
(بحار الأنوار ج 53 ص 148 ، ج36 ص260/ ، و الغيبة للطوسي ص150 ، غاية المرام ج 2 ص 241 ، مختصر بصائر الدرجات- للحلي ص39 . مكاتيب الرسول : للميانجي ج2 : ص9-96 . النجم الثاقب للميرزا النوري .)
أول أنصار الإمام المهدي (ع) من البصرة ، واسمه احمد ، وفي رواية سمي علي محارب ، فأما علي فكونه الوصي في زمن الظهور كما أن علي ابن أبي طالب وصي رسول الله (ص) فسمي علي للمشابهة ، ومحارب أي مقاتل لكونه يقود معارك جيش الإمام (ع) العقائدية والعسكرية .
4- الإمام لا يعلم بمكانه إلا المولى الذي يلي أمره أي خليفته
5- الذي يحمل السيف على عاتقة ثمانية اشهر ويقاتل السفياني من أهل بيته (أي من ذرية الإمام) وذلك هو اليماني نفسه
6- اليماني حجة منصوص له بالبيعة معصوم والملتوي علية من أهل النار وكل الروايات التي أشارت إلى البيعة تشير إلى شخص واحد لأن أهل البيت (ص) لا يطلبون البيعة لشخصين في آن واحد
7- اليماني اسمه احمد كما مذكور في رواية كنوز الطلقان وهو شعارهم وكونه خليفة المهدي هو صاحب رايات المشرق
8- من صفاته والتي ذكرت بالروايات : المهدي أو صاحب الأمر أو القائم والتي لا يمكن أن تنطبق على الإمام المهدي (ع) لتعارضه مع روايات أخرى وصفت الإمام المهدي (ع) ، ومن هذه الصفات : ، اسمر والإمام (ع) ابيض مشرب بحمرة ، بخده الأيمن اثر والإمام (ع) بخده الأيمن خال ، بشعره حزاز (أي القشرة) ، مشرف الحاجبين والإمام (ع) أزج الحاجبين ، غاير العينيين والإمام (ع) أعين أكحل العينين ، أذيل الفخذين وفي رواية احمش الساقين (أي هزيل) والإمام (ع) عريض الفخذين ، جسمه إسرائيلي وبني إسرائيل يمتازون بطول القامة
9- اليماني يدعوا إلى صاحبكم : أي يدعوا إلى الإمام المهدي (ع) مباشرة من دون أي لف ودوران كالدعوة باسم مرجعية أو حزب أو أي كيان سياسي آخر ، أي انه لابد أن يصرح للناس بأنه هو اليماني الموعود الذي تبتلى به الناس في زمن الظهور ويقدم الأدلة على ذلك من خلال روايات أهل البيت . ليكون قد بلغ الناس بذلك فان آمنوا وإلا فالملتوي عليه من أهل النار ، وليس كما يعتقد البعض أن اليماني يبقى ساكت ، أقول هل ترضون أن تدخلوا جهنم ساكتين أيضاً ، إنما قالوا هذا التبرير خشية أن يتركهم الناس عندما يسمعوا صوت الحق ويتضح لهم أمر صاحب راية الهدى الوحيدة ، وقطعاً لا يتركهم إلا من يخشى على دينه ، أما عبدة الأوثان فيبقون على أصنامهم عاكفين (قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى) (طـه:91) ، وسيرجع موسى إن شاء الله بقطع رؤسهم ، رحم الله موسى .
10- ورد عن المعصومين (ع) إذا ادعى مدع فاسألوه عن العظائم ، والعظائم هي الكتب السماوية ، وكون كتابنا القرآن لابد للمدعي أن يبين لنا المحكم من المتشابه ولابد من علمه بأسرار القرآن كلام الله الثقل الأكبر .
11- قال أبو عبد الله (ع): (ينبغي لمن ادعى هذا الأمر في السر أن يأتي عليه ببرهان في العلانية قلت و ما هذا البرهان الذي يأتي في العلانية قال يحل حلال الله و يحرم حرام الله و يكون له ظاهر يصدق باطنه) الغيبة للنعماني ص : 114 .
أقول : وأنى لهم أن يحلوا حلال الله وهم يكفر بعضهم البعض وكل يحل ما يشاء والآخر يحرم ما احله الأول وكل ذلك بلا دليل من القرآن أو السنة واقصد (المستحدثات) بالتحديد لعدم إحاطتهم بدليل شرعي لها فأفتوا كل حسب ما يرى ، أي احل حلاله هو وليس حلال الله وحرم حرامه هو وليس حرام الله ، ومع ذلك فان روايات أهل البيت كثيرة التي تنهى عن التشريع بالرأي . ثم هل الكل اقصد أصحاب الرايات الموجودة اليوم لهم ظاهر يصدق باطنهم ، لا ، ولو تأملت القرارات التي تصدر عن أصحاب القيادات الدينية اليوم تراها خافضة رافعة ليس لهم قرار ثابت لعدم عصمتهم وعليه : فالأمر محسوم لا يقبل الجدال إلا أن تردوا روايات أهل البيت (ع) وتكذبوا بها فتكونوا من الكافرين بهم .
عن أبي عبد الله (ع) (…الراد علينا كالراد على الله وهو على حد الشرك بالله) الكافي ج1 ص67.
بما أن شخص اليماني أو خليفة الإمام المهدي هو صاحب راية الحق الوحيدة وهو من ذرية الإمام المهدي (ع) ، فإذا ادعى هذا الأمر شخص هاشمي معروف النسب من ذرية الإمام الحسن (ع) أو الإمام الحسين (ع) فهو كاذب أو ادعى هذا الأمر أي شخص من عامة الناس ومن أي عشيرة معروف النسب فهو كاذب أيضاً ، وذلك لأن ذرية الإمام المهدي (ع) غير معروفين النسب فلا بد أن يكون المدعي مقطوع النسب تماماً عندها يحتمل أن يكون من ذرية الإمام المهدي (ع) مادام ليس له أي سلسلة نسب تنقض هذا الاحتمال .
ومن هنا لو عرضنا كل الموجودين في الساحة اليوم على هذا النقاط السابقة
1- تتساقط من الاحتمال الرايات غير الهاشمية والرايات الحسنية كون اليماني من ذرية الحسين ، أي إن الأمر في ولد الحسين
عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ، أنه سئل عن الفرج ، متى يكون ؟ فقال : إن الله عزوجل يقول : ( فانتظروا إني معكم من المنتظرين . ثم قال : يرفع لآل جعفر بن أبي طالب راية ضلال ، ثم يرفع آل عباس راية أضل منها وأشر ، ثم يرفع لآل الحسن بن علي (ع) رايات وليست بشئ ، ثم يرفع لولد الحسين (ع) راية فيها الأمر ) شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي ج 3 ص 356 .
2- كونه شاب تتساقط كبار السن ويبقى الأمر بين الشباب
3- وكونه من ذرية الإمام المهدي (ع) ولذلك يشترط أن يكون هذا الشاب مقطوع (غير معروف) النسب وهنا يتساقط الجميع إلا السيد احمد الحسن ،كون كل الموجودين معروف نسبهم إلى آدم (ع) فليس لهم من هذا الأمر مفر واغلبهم من عوائل دينية معروفة . أما السيد احمد الحسن فبعد أن ذهب وفد من الاخوة المؤمنين ومنهم من رجال الدين (المعممين) إلى شيخ عشيرته وسألوه عن نسبهم إلى من يعود ، فقال : نسبنا مقطوع بعد الأب الرابع ولا نعرف إلى من يعود ، ثم ذهب جماعة الى نسابة من العشيرة التي هم متحالفين معهم منذ زمن بعيد ، فسألوا ذلك الشيخ إلى من يرجع نسب هؤلاء القوم وهم معكم ؟ ، فقال : هم متحالفين معنا منذ عهد آبائهم وأجدادهم ولكنهم ليسوا من عشيرتنا ولا نعرف إلى من يعود نسبهم ولم نرَ منهم إلا خيراً . ومن أراد أن يتأكد فهم على قيد الحياة وعلى الأرض لم يصعدوا إلى القمر بعد ، فاذهبوا إليهم واسألوهم ، وابحثوا في كتب النسابة إن شئتم ، اسألوا عن كل ما يخص إمامكم ، أو (اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون:108)
4- وأما الصفات والأمور الأخرى فأقول :
السيد احمد الحسن : اسمه احمد ، ومقطوع النسب ، اسمر ، بخده الأيمن اثر ، بشعره حزاز (أي القشرة) ، مشرف الحاجبين ، غاير العينيين ، أذيل الفخذين وفي رواية احمش الساقين (أي هزيل) ، طويل القامة … فالصفات التي وصف بها القائم وهي ليس في الإمام المهدي ، موجودة في شخص السيد احمد الحسن ، وهو من كان مقصود بها ، فهل يمكن أن تنطبق كل هذه الصفات على شخص مدعي زوراً ، وكل ذلك صدفة … (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(يونس: 35)
5- ينطبق عليه قولهم (ع) (يدعوا إلى صاحبكم) ، فرغم انه متأكد من أن العلماء سيكذبونه ولكنه ذهب إليهم واخبرهم انه مرسل من الإمام المهدي (ع) ، وعرض عليهم أدلة عدة ، منها انه مستعد أن يناظرهم بالقرآن وقال فليكن كل العلماء وطلابهم من جهة وأنا من جهة أو اسألهم سؤال واحد من القرآن فان أجابوه فلهم النصر ، ثم دعاهم إلى المباهلة بعد أن لم يستجيبوا للمناظرة ، ودعاهم إلى قسم البراءة ، ودعاهم إلى القسم بابي الفضل العباس (ع) ودعاهم إلى أن يطلبوا منه معجزة على أن تكون من معاجز الأنبياء ليكون تكذيبهم له تكذيب للأنبياء و…و … وبعد ما ألقى الحجة عليهم كاملة وعدم استجابتهم لذلك توجه إلى عامة الناس ودعى الناس كما دعى رسول الله (ص) بالتي هي احسن ، واحتج عليهم بان اسمه مذكور في روايات أهل البيت (ع) كما احتج رسول الله (ص) على أهل الكتاب بأن اسمه مكتوب في كتبهم ، ثم بين السيد للناس ما جرى بينه وبين العلماء ، وبهذا فهو أعلن عن نفسه لتكون الحجة لله بالغة على الناس في عدم اتباعهم راية الحق الذي قيل فيه يدعوا الى صاحبكم أما الباقين فهم يمنون أنفسهم أن يكونوا هم أصحاب الحق ولا يمكنهم أن يصرحوا به كذبا فسرعان ما سينكشف أمرهم لذلك اكتفوا بالصمت أو التنويه إلى أشخاصهم دون التصريح وقام الهمج الرعاع بالتصريح بالنيابة عنهم .
6- ثم بعد أن تحدى العلماء أن يسألوه عن العظائم فلم يفعلوا خشية أن يتضح أمرهم اصدر تفسيراً مختصراً لسورة الفاتحة وتحدى العلماء بالرد عليه علميا لاتكذيباً عشوائياً ثم اصدر بعد ذلك أربعة أجزاء يجيب على أسئلة موجهة له من القرآن ويكون رده إحاكماً للمتشابه وتبياناً له وهذا الأمر شأن المعصومين (ع) وتحدى العلماء بالإشكال عليه ولم يرد على كتبة أي من العلماء ولو على سؤال واحد فقط .
7- وأما قول الإمام أبو عبد الله (ع): (ينبغي لمن ادعى هذا الأمر في السر أن يأتي عليه ببرهان في العلانية قلت و ما هذا البرهان الذي يأتي في العلانية قال يحل حلال الله و يحرم حرام الله و يكون له ظاهر يصدق باطنه) فان السيد احمد الحسن في أول دعوته وقبل أن يعلن انه مرسل من الإمام المهدي (ع) ، طالب أقطاب الجور في الحوزة بالعدالة المالية والتي كانت ومازالت مفقودة ، علماً انه لم يستلم أي راتب إطلاقاً من أي مرجع خلال سني تواجده في الحوزة في النجف ، كما انه كان يشهد بوثاقته وتدينه وورعه كل من عرفه ، أما اليوم فكثر عليه الكذب والبهتان وإلصاق أنواع التهم وما إلى ذلك مما هو شأن بني أمية وبني العباس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وافتراءهم عليه بما لا يقبله العقل إطلاقاً كقولهم (انه حرم الزواج) أو قولهم (انه زوج ابنته إلى الإمام ) وما إلى ذلك من افتراءات لا يعقلها إلا السذج ، استصغاراً منهم لمستوى الناس الذهني وإستحماراً للناس ، وهذا يكفي دليلا على عجزهم عن وجود أي ثغرة في شخصه أو قوله أو فعله مخالفة لما جاء به آل محمد (ع) ، مما ألجأهم إلى الافتراء عليه ، ولو وجدوا ثغرة لما سكتوا ولما لجؤوا إلى الكذب .
كما أن السيد احمد الحسن منذ أول يوم دعوته إلى يومنا هذا اصدر عدة بيانات طوال سنوات الدعوة طبقاً للأحداث الموجودة وكانت بياناته مسددة مليئة بالحكمة وكانت هي الظاهر الذي يعبر عن باطن الرجل ، قال تعالى (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(النساء: 82) ،
وهذا الأمر خلاف ما عليه أصحاب الرايات الأخرى ، فكلما اصدروا بياناً ، ناقضوه ببيان آخر ، ثم انهم نقضوا ما جاء به القرآن وما جاءت به الأنبياء والمرسلين من الأولين والأخريين وهو حاكمية الله لا حاكمية الناس ولم يخالفهم في ذلك إلا السيد احمد الحسن
ويوجد من رجال الدين من اقر حاكمية الناس واختيارهم إذا خرج المحتل ، ثم بدأ بتناقضات كالسيل الجارف ، فقال الدليل الشرعي والتاريخي والأخلاقي مخالف للانتخابات ، ثم بعد فترة ، اصدر بيان : يجب شرعاً وأخلاقاً وتاريخاً وأدباً ، الانتخاب ، وأوجب ذلك حتى على من لا يعترف به أو بالمذهب أو بالدين ، فكانت والله ، أشبه بالمشهد المسرحي الكوميدي ، فلو أوجب على باعة الخمر شربه ، أو على …. لكان أرجى في طاعته من أن يوجب على الديانات والمذاهب الأخرى ذلك .
أما السيد احمد الحسن : فقد وضح جوهر الموضوع وقال إن الحكم لله والخليفة يعينه الله وهذا ما اعترضت عليه الملائكة من قبل ، وانتم بقبولكم الانتخابات أقررتم تعين أبا بكر وصاحبيه ، لأن الإمام علي (ع) لم ينتخب من قبل الناس بل لم يحصل إلا على أربعة أصوات ، فهل ترون اختيار الناس حق , و … و له في هذا المجال كتاب حاكمية الله لا حاكمية الناس ، وتحدى العلماء بأن يردوا أي إشكال على هذا الكتاب المخالف لكل من أفتى بالانتخابات ، فهلا دافعوا عن فتاواهم التي أوجبوا بها الحرام ، أقول أوجبوه ولم يحللوه فقط بل منهم من فضله على الصوم والصلاة …آه …ثم آه لعن الله أمة أسرجت وألجمت وتنقبت لقتالك يا سيدي … اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وال محمد وآخر تابع له على ذلك … اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله … اللهم ألعنهم جميعاً
---------------------
كتاب " اليماني الموعود حجة الله"
للشيخ - حيــــــدر الزيــــــادي - من أنصار الإمام المهدي (ع)