#شيعة
ما هي الحكمة في أن يرسل الإمام المعصوم (ع) للبت في العقائد وعدم البت في الفقه ، مع العلم أن حاجة الأمة إلى الأحكام الواقعية في الفقه أشد؟
فكان جواب الامام احمد الحسن ع ::
(الإمام المهدي (ع) يسير بسيرة جده رسول الله ص وبسيرة الأنبياء والمرسلين ع ولا يعدوها إلى غيرها من سيرة أهل الباطل من العلماء غير العاملين، فإذا رجعت إلى سيرة رسول الله ص وسيرة الأنبياء والمرسلين ع تجد أنهم في بداية رسالاتهم يبدؤون بالعقائد والتوحيد بالخصوص، ثم ينتقلون إلى التشريع أو الفقه، فمثل العقائد والتوحيد نسبة إلى التشريع والفقه كمثل الأساس والجدران إلى السقف، فلا يبنى السقف إلا بعد بناء الأساس والجدران.
والآن إذا رجعنا إلى إرسال موسى (ع) نجده دعا في بداية رسالته إلى العقائد والتوحيد حتى قضى (ع) أربعين عاماً في مصر يدعو في العقيدة، وحتى بعد مصر أي بعد عبور البحر قضى مدة طويلة يدعو إلى التوحيد وإصلاح العقيدة عند بني إسرائيل، ولم يأتِ بالشريعة إلا بعد مدة طويلة عندما ذهب إلى ميقات ربه في التيه، والآيات القرآنية صريحة بأنه لما عاد من ميقات ربه كان يحمل ألواح التشريع، فماذا كان يعمل قبل أن يأتي بالتشريع؟ إلا إنه كان ينشر التوحيد والعقيدة الصحيحة، قال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْـدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ .
أما محمد ص فقد دعا ثلاث عشر سنة في مكة جلها كانت في إصلاح العقيدة والتوحيد ولم يتوسع في إصلاح الشريعة إلا بعد ثلاث عشر سنة من الدعوة، والإمام المهدي (ع) لا يخرج عن سنة رسول الله وسنة الأنبياء والمرسلين، بل هي سنة الله من قبل ومن بعد ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
ثم لاحظ يا أخي العزيز بدقة وتدبر فإن الشريعة في كل ديانة على قدر التوحيد في تلك الديانة، فالشريعة الإسلامية أكمل من الشرائع السابقة؛ لأن التوحيد في القرآن والذي بُيّن من قبل رسول الله والأئمة السابقين عليهم الصلاة والسلام أكمل من التوحيد الذي جاء به الأنبياء والمرسلون السابقون، فإذا عرفت يا أخي العزيز من أهل البيت ع أنّ جميع ما جاء به الأنبياء والمرسلون من التوحيد هو جزءان، ولم يبث بين الناس إلا الجزءان، وأنّ الإمام المهدي (ع) يأتي بخمسة وعشرين جزءاً(1) من التوحيد والمعرفة بطرق السماوات وما فيها والعقائد الحقة التي يرضاها الله، ويبث بين الناس سبعة وعشرين حرفاً هي تمام التوحيد الإلهي الذي أرسل الله به محمداً ص، ولكنه لم يبث في حينها منه إلا جزءان عرفت أنّ الشريعة التي يأتي بها الإمام المهدي (ع) أوسع بكثير مما موجود بين أيدينا الآن؛ لأن الشريعة الإسلامية الآن على قدر الجزأين فقط، فهل يمكن أن يبث الإمام المهدي (ع) شريعة السبعة وعشرين جزءاً قبل أن يبث توحيد السبعة وعشرين جزءاً، والذي تبنى عليه هذه الشريعة؟
من المؤكد أنّ الجواب سيكون لا؛ وذلك لأسباب كثيرة أوضحها وأبينها أن الناس لا يتحملون شريعة السبعة وعشرين جزءاً إلا إذا وحدوا الله بالسبعة وعشرين جزءاً التي كلف الإمام المهدي (ع) بنشرها وبثها بين الناس، والحمد لله وحده.)
______________________________________________________________________ ________________________
(1) : عن الصادق (ع) : (العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين ، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً) بحار الأنوار: ج53 ص3.
(من كتاب المتشابهات /ج3)
#الحل_احمد_الحسن
ما هي الحكمة في أن يرسل الإمام المعصوم (ع) للبت في العقائد وعدم البت في الفقه ، مع العلم أن حاجة الأمة إلى الأحكام الواقعية في الفقه أشد؟
فكان جواب الامام احمد الحسن ع ::
(الإمام المهدي (ع) يسير بسيرة جده رسول الله ص وبسيرة الأنبياء والمرسلين ع ولا يعدوها إلى غيرها من سيرة أهل الباطل من العلماء غير العاملين، فإذا رجعت إلى سيرة رسول الله ص وسيرة الأنبياء والمرسلين ع تجد أنهم في بداية رسالاتهم يبدؤون بالعقائد والتوحيد بالخصوص، ثم ينتقلون إلى التشريع أو الفقه، فمثل العقائد والتوحيد نسبة إلى التشريع والفقه كمثل الأساس والجدران إلى السقف، فلا يبنى السقف إلا بعد بناء الأساس والجدران.
والآن إذا رجعنا إلى إرسال موسى (ع) نجده دعا في بداية رسالته إلى العقائد والتوحيد حتى قضى (ع) أربعين عاماً في مصر يدعو في العقيدة، وحتى بعد مصر أي بعد عبور البحر قضى مدة طويلة يدعو إلى التوحيد وإصلاح العقيدة عند بني إسرائيل، ولم يأتِ بالشريعة إلا بعد مدة طويلة عندما ذهب إلى ميقات ربه في التيه، والآيات القرآنية صريحة بأنه لما عاد من ميقات ربه كان يحمل ألواح التشريع، فماذا كان يعمل قبل أن يأتي بالتشريع؟ إلا إنه كان ينشر التوحيد والعقيدة الصحيحة، قال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْـدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ .
أما محمد ص فقد دعا ثلاث عشر سنة في مكة جلها كانت في إصلاح العقيدة والتوحيد ولم يتوسع في إصلاح الشريعة إلا بعد ثلاث عشر سنة من الدعوة، والإمام المهدي (ع) لا يخرج عن سنة رسول الله وسنة الأنبياء والمرسلين، بل هي سنة الله من قبل ومن بعد ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
ثم لاحظ يا أخي العزيز بدقة وتدبر فإن الشريعة في كل ديانة على قدر التوحيد في تلك الديانة، فالشريعة الإسلامية أكمل من الشرائع السابقة؛ لأن التوحيد في القرآن والذي بُيّن من قبل رسول الله والأئمة السابقين عليهم الصلاة والسلام أكمل من التوحيد الذي جاء به الأنبياء والمرسلون السابقون، فإذا عرفت يا أخي العزيز من أهل البيت ع أنّ جميع ما جاء به الأنبياء والمرسلون من التوحيد هو جزءان، ولم يبث بين الناس إلا الجزءان، وأنّ الإمام المهدي (ع) يأتي بخمسة وعشرين جزءاً(1) من التوحيد والمعرفة بطرق السماوات وما فيها والعقائد الحقة التي يرضاها الله، ويبث بين الناس سبعة وعشرين حرفاً هي تمام التوحيد الإلهي الذي أرسل الله به محمداً ص، ولكنه لم يبث في حينها منه إلا جزءان عرفت أنّ الشريعة التي يأتي بها الإمام المهدي (ع) أوسع بكثير مما موجود بين أيدينا الآن؛ لأن الشريعة الإسلامية الآن على قدر الجزأين فقط، فهل يمكن أن يبث الإمام المهدي (ع) شريعة السبعة وعشرين جزءاً قبل أن يبث توحيد السبعة وعشرين جزءاً، والذي تبنى عليه هذه الشريعة؟
من المؤكد أنّ الجواب سيكون لا؛ وذلك لأسباب كثيرة أوضحها وأبينها أن الناس لا يتحملون شريعة السبعة وعشرين جزءاً إلا إذا وحدوا الله بالسبعة وعشرين جزءاً التي كلف الإمام المهدي (ع) بنشرها وبثها بين الناس، والحمد لله وحده.)
______________________________________________________________________ ________________________
(1) : عن الصادق (ع) : (العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين ، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً) بحار الأنوار: ج53 ص3.
(من كتاب المتشابهات /ج3)
#الحل_احمد_الحسن