إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

منكم عليه ام منهم ...بقلم الاستاذ زكي الصبيحاوي

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ايمان الانصارية
    عضو جديد
    • 14-07-2015
    • 97

    منكم عليه ام منهم ...بقلم الاستاذ زكي الصبيحاوي

    الاستاذ زكي الصبيحاوي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    منكم عُلَيَّةُ أم منهم وكان لهم *** شيخ المغنين إبراهيم أم لكُمُ
    رحم الله ابا فراس وهو يفتح ملف دولة حاول المنتفعون الدفاع عنها باستماتة عجيبة وكان لصوت المنتفعين صوت الطبل والزمر الذي لا يُبقي للحكمة إذنا سامعة ولا قلباً تشغله التوبة؛
    وهنا أصف واقعاً أوهم البشرية المعاصرة أن بغداد هي بغداد هارون البغي، وليست بغداد كاظم الغيظ،
    والعجب لا ينقضي حين ترى الناس تتغنى ـ إلى اليوم ـ بأولئك الطواغيت وتعدهم نجوماً للمجتمع وتاريخهم هو المضيء، وتاريخ النجوم السماوية تضرب دونه الحجب، ومن يلتفت إليه يلقى عنتاً شديداً قد يكون ثمنه حياته!!!!
    بل إن الغرابة تكبر عندما تجد أن البشرية تغفر كل موبقات هارون البغي، ولا تذكر لموسى الكاظم الغيظ فضيلة واحدة من فضائله الإنسانية التي لو نشرت واحدة منها على الخليقة لوسعتهم،
    بل إن البشرية تشهد على نفسها بالجحود العجيب عندما يتحدث علماؤها المشتغلون بحقل التطور أنهم عثروا على السلاح الوحيد القادر على هزيمة الجينة الأنانية ومنظومتها هو (الإيثار الحقيقي المحايد)، وراحوا يرسمون مخططات لتحقيق هذا المكتشف الذي يعد مركز جذب لإنسانية الإنسان الفطرية،
    ويتغافلون تماما عن أمة عملت بالإيثار الحقيقي المحايد وترجمته واقعاً معاشاً، ولا تجد حتى ممن يدعون أنهم ينتسبون إلى هذه الأمة الإلهية من يُظهر تلك الفضيلة الإلهية التي سجلها كتاب الله سبحانه بآيات بينات، قال تعالى{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}(الإنسان/8)،
    ولا تنازع بين المسلمين بكل طوائفهم أن السورة والآية نازلة في علي بن ابي طالب وآل بيته(ع)، وآية الإيثار (على حبه) شاهد تاريخي موثق بنفسه يفضح ويهزم مخططات الملحدين الذين يجتهدون في زرع وهم سرطاني في أذهان الناس أن لا غيب ولا منظومة أخلاقية غيبية إلهية تعمل في المخلوق، بل المخلوق هو من يصنع منظومته الأخلاقية الإنسانية استناداً إلى آليات التطور المستندة إلى التمايز والانتقاء والطفر.
    ولو علم الناس أن هناك أمة قبل أكثر من عشرة قرون كانت تعمل بـ(الإيثار الحقيقي المحايد) وينظم منظومتها الأخلاقية قبل أن يزعم الملحدون اليوم أن (الإيثار الحقيقي المحايد) من اكتشافهم نتيجة عملهم على الجينة الأنانية ومراقبة مراحل تطورها لما استطاع أولئك غزو ساحة الفكر البشري، ولتبين للناس عامة أن هذا الإيثار منبعه ومصدره هو الغيب المطلق الذي يحاول الملحدون باجتهاد غريب أن يضربوا بينه وبين الخلق ستاراً يمنعهم من الاتصال والتواصل معه سبحانه، كي يحققوا الغاية من وجودهم!!!
    فأي غربة عاشتها الأمة ـ محمد وآله(ص) ـ التي كانت مثال الإنسانية التي يحتج بها الله سبحانه على الخلق كي يتخلقوا بأخلاقهم؟؟!!
    غربة على مستوى الواقع، فقد كانوا غرباء بين من كانوا يحيطون بهم!!!
    وغربة على مستوى التاريخ عندما نجد كتّابه يحتفلون بالطواغيت وأئمة الفساد، ويتغافلون تماما عن تاريخ منير يكاد نوره يضيء ولو تمسسه نار؛ نور على نور،
    وللأسف حتى الذين يزعمون الانتساب إلى هذا النور الإلهي هم أكثر غفلة من أولئك الذين أدمنوا النظر في الجينة والطينة والبحث فيها،
    فترى الناس عندما يسمعون ـ للأسف ـ مفردة الدين؛ يأنفون منها وتضيق صدورهم بها، تماما كما وصف الله سبحانه بقوله{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ}(الأنعام/125).
    وهاهو الواقع والتاريخ يتظافران مرة أخرى على إعادة انتاج الجحود والنكران للأمة الإنسانية، فيعلون من شأن منتجي (علية وشيخ المغنين إبراهيم)، ويطمسوا آثار موسى بن جعفر الكاظم وآل موسى، وليت شعري كيف تُملأ إلى اليوم ذاكرة الناس بمقولة مضحكة مبكية (إن هارون البغي كان يحج سنة ويغزو سنة)، ولست أدري إذا كانت سني عمره مقسمة بين الحج والغزو، فمن أين له الوقت ليقضيه مع الجواري الألف اللاتي نشرهن في قصره من كل بقاع الأرض؟؟!!
    لقد خلف أولئك السلف الذي كان (يحج إلى الجواري سنة ويغزوهن سنة) خَلْفٌ رجع ليحشو ذاكرة التاريخ بأساطير الزهد وخزعبلات عن التدين، وهم بذلك يجتهدون في طمس المشروع الإلهي الذي بزغ نوره على يد قائم آل محمد أحمد الحسن(ع)، من خلال الافتراء والكذب ونشر الأباطيل التي لا وجود لها إلا في خيالات منتجيها، ولذلك حق علينا أن نترحم على أبي فراس الحمداني كما ترحم عليه السيد أحمد الحسن(ع) وأن نردد معه قول أبي فراس:
    مِنكمْ عُليَّةُ أمْ منهُمْ وكان لكُمْ
    شيخُ المُغنينَ إبراهيم أمْ لهُمُ
    وعُلَيّة وإبراهيم هما: عُلَيّة بنت المهدي بن المنصور الدوانيقي، من بني العباس، أخت هارون (الرشيد)، أديبة، شاعرة، تحسن صناعة الغناء، كان أخوها إبراهيم بن المهدي يأخذ الغناء عنها. وكان مولدها ووفاتها ببغداد.
    والحمد لله وحده وحده وحده
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎