الاستخلاف هو أصل الدين الواحد
إن رجوعنا إلى يوم الخليقة الأول على هذه الأرض يسهم بالكشف عن أساس الدين وأصله وحدّه الفاصل بين الإيمان وغيره، والسؤال: ماذا نجد لو رجعنا إلى ذلك اليوم، هل نجد الأصول الخمسة التي حددوها، أم نجد شيئاً آخر بينه الله سبحانه أصلاً لدينه وعقيدته الحقة الجارية على هذه الأرض منذ يومها الأول وحتى يومها الأخير ؟
الجواب: لنعرض الآيات الموضحة لذلك اليوم أولاً ونرى، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ البقرة: 30 – 33.
فهنا: (مُستَخلِف = الله) و(مُسَتخلَف = الخليفة) و(علم يودع عند المستَخلَف) ، وباعتبار صفات الخليفة وحيثيات عمله أو تكليفه من المستخلِف يمكن أن نصفه بـ (نبي أو رسول أو إمام)، ونصف ما يحمله بـ (نبوة أو رسالة أو إمامة)، ونصف مستخلِفه بـ (مُنبِئ أو مُرسِل)، فنقول: باعتبار أنه يتلقى أنباء الغيب فهو: (نبي)، يحمل أنباء (نبوة)، وينبئه من يوحي إليه بالأصل (منبِئ). وباعتبار أنه حامل رسالة فهو: (رسول) يحمل (رسالة) من (مرسِل). ويمكن أن نصف الخليفة بأنه (إمام) إذا كان له مقام (الإمامة).
فأصل الدين واحد وهو (الاستخلاف)، ويتضمن أصولاً ثلاثة هي:
1- المستخلف
2- الخليفة
3- العلم
أو:
1- منبئ
2- نبي
3- أنباء
أو:
1- مرسل
2- رسول
3- رسالة
ويمكن أن نصف الخليفة بأنه (إمام) إذا كان له مقام (الإمامة)، كما قلنا. وبذلك يظهر أنّ الرسالة أو النبوة أو الإمامة (لما نقول: فلان رسول أو نبي أو إمام) هي صفة من صفات خليفة الله في أرضه. كما أؤكد مرة أخرى إلى أنّ اختلاف تسميات مفردات الأصل بالنحو المذكور راجع إلى طبيعة التكليف الملقى على عاتق خليفة الله.
هذا هو أصل الدين أو العقيدة الإلهية في هذه الأرض، فمنذ أن خلق الله أول إنسان أرضي وهو آدم (ع) جعله خليفته في أرضه، ولم تخلو الأرض يوماً من خليفة لله به يُعرف ويُعبد، وهو أصل كما يلاحظ الجميع قامت عليه كل الرسالات السماوية على هذه الأرض سواء كان المبعوثون من الله رسل أو أنبياء أو أوصياء، فالجميع خلفاء لله.
عن المفضل بن عمر أنه كتب إلى أبي عبد الله (ع) كتاباً فجاءه جوابه بهذا: (.. فأخبرك حقاً يقيناً أنّ الله تبارك وتعالى اختار لنفسه الإسلام ديناً ورضيه لخلقه، فلم يقبل من أحد عملاً إلا به، وبه بعث أنبياءه ورسله، ثم قال: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ﴾ فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمداً ، فأصل الدين معرفة الرسل وولايتهم. وأن الله عز وجل أحل حلالاً وحرم حراماً فجعل حلاله حلالاً إلى يوم القيامة، وجعل حرامه حراماً إلى يوم القيامة، فمعرفة الرسل وولايتهم وطاعتهم هي الحلال، فالمحلل ما حللوا، والمحرم ما حرموا، وهم أصله ومنهم الفروع الحلال ...... ثم أخبرك أن أصل الدين هو رجل، وذلك الرجل هو اليقين، وهو الإيمان، وهو إمام أهل زمانه، فمن عرفه عرف الله ودينه وشرائعه، ومن أنكره أنكر الله ودينه، ومن جهله جهل الله ودينه وشرائعه، ولا يعرف الله ودينه بغير ذلك الإمام، كذلك جرى بأن معرفة الرجال دين الله ..) مختصر بصائر الدرجات: ص80.
وأخيراً: نلاحظ بكل وضوح أن المعرفة التي حددها الشيخ المظفر وغيره خالية تماماً من الله ووحيه، وهل يعرف عبد ربه بعقله وهو قاطع النظر عنه ؟!!
قال الإمام علي بن الحسين (ع) في دعاء السحر من شهر رمضان: (بك عرفتك أنت دللتني عليك ودعوتني إليك، ولولا أنت لم أدر ما أنت) مصباح المتهجد: ص582.
ويقول في دعائه في اليوم الرابع عشر من رمضان: (إلهي وسيدي بك عرفتك، وبك اهتديت إلى سبيلك، وأنت دليلي على معرفتك، ولولا أنت ما عرفت توحيدك، ولا اهتديت إلى عبادتك. فلك الحمد على ما هديت وعلمت وبصرت وفهمت وأوضحت من الصراط المستقيم) الصحيفة السجادية.
عقائد : عقائد الامامية للمظفر ـ شيخ علاء ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات
إن رجوعنا إلى يوم الخليقة الأول على هذه الأرض يسهم بالكشف عن أساس الدين وأصله وحدّه الفاصل بين الإيمان وغيره، والسؤال: ماذا نجد لو رجعنا إلى ذلك اليوم، هل نجد الأصول الخمسة التي حددوها، أم نجد شيئاً آخر بينه الله سبحانه أصلاً لدينه وعقيدته الحقة الجارية على هذه الأرض منذ يومها الأول وحتى يومها الأخير ؟
الجواب: لنعرض الآيات الموضحة لذلك اليوم أولاً ونرى، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ البقرة: 30 – 33.
فهنا: (مُستَخلِف = الله) و(مُسَتخلَف = الخليفة) و(علم يودع عند المستَخلَف) ، وباعتبار صفات الخليفة وحيثيات عمله أو تكليفه من المستخلِف يمكن أن نصفه بـ (نبي أو رسول أو إمام)، ونصف ما يحمله بـ (نبوة أو رسالة أو إمامة)، ونصف مستخلِفه بـ (مُنبِئ أو مُرسِل)، فنقول: باعتبار أنه يتلقى أنباء الغيب فهو: (نبي)، يحمل أنباء (نبوة)، وينبئه من يوحي إليه بالأصل (منبِئ). وباعتبار أنه حامل رسالة فهو: (رسول) يحمل (رسالة) من (مرسِل). ويمكن أن نصف الخليفة بأنه (إمام) إذا كان له مقام (الإمامة).
فأصل الدين واحد وهو (الاستخلاف)، ويتضمن أصولاً ثلاثة هي:
1- المستخلف
2- الخليفة
3- العلم
أو:
1- منبئ
2- نبي
3- أنباء
أو:
1- مرسل
2- رسول
3- رسالة
ويمكن أن نصف الخليفة بأنه (إمام) إذا كان له مقام (الإمامة)، كما قلنا. وبذلك يظهر أنّ الرسالة أو النبوة أو الإمامة (لما نقول: فلان رسول أو نبي أو إمام) هي صفة من صفات خليفة الله في أرضه. كما أؤكد مرة أخرى إلى أنّ اختلاف تسميات مفردات الأصل بالنحو المذكور راجع إلى طبيعة التكليف الملقى على عاتق خليفة الله.
هذا هو أصل الدين أو العقيدة الإلهية في هذه الأرض، فمنذ أن خلق الله أول إنسان أرضي وهو آدم (ع) جعله خليفته في أرضه، ولم تخلو الأرض يوماً من خليفة لله به يُعرف ويُعبد، وهو أصل كما يلاحظ الجميع قامت عليه كل الرسالات السماوية على هذه الأرض سواء كان المبعوثون من الله رسل أو أنبياء أو أوصياء، فالجميع خلفاء لله.
عن المفضل بن عمر أنه كتب إلى أبي عبد الله (ع) كتاباً فجاءه جوابه بهذا: (.. فأخبرك حقاً يقيناً أنّ الله تبارك وتعالى اختار لنفسه الإسلام ديناً ورضيه لخلقه، فلم يقبل من أحد عملاً إلا به، وبه بعث أنبياءه ورسله، ثم قال: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ﴾ فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمداً ، فأصل الدين معرفة الرسل وولايتهم. وأن الله عز وجل أحل حلالاً وحرم حراماً فجعل حلاله حلالاً إلى يوم القيامة، وجعل حرامه حراماً إلى يوم القيامة، فمعرفة الرسل وولايتهم وطاعتهم هي الحلال، فالمحلل ما حللوا، والمحرم ما حرموا، وهم أصله ومنهم الفروع الحلال ...... ثم أخبرك أن أصل الدين هو رجل، وذلك الرجل هو اليقين، وهو الإيمان، وهو إمام أهل زمانه، فمن عرفه عرف الله ودينه وشرائعه، ومن أنكره أنكر الله ودينه، ومن جهله جهل الله ودينه وشرائعه، ولا يعرف الله ودينه بغير ذلك الإمام، كذلك جرى بأن معرفة الرجال دين الله ..) مختصر بصائر الدرجات: ص80.
وأخيراً: نلاحظ بكل وضوح أن المعرفة التي حددها الشيخ المظفر وغيره خالية تماماً من الله ووحيه، وهل يعرف عبد ربه بعقله وهو قاطع النظر عنه ؟!!
قال الإمام علي بن الحسين (ع) في دعاء السحر من شهر رمضان: (بك عرفتك أنت دللتني عليك ودعوتني إليك، ولولا أنت لم أدر ما أنت) مصباح المتهجد: ص582.
ويقول في دعائه في اليوم الرابع عشر من رمضان: (إلهي وسيدي بك عرفتك، وبك اهتديت إلى سبيلك، وأنت دليلي على معرفتك، ولولا أنت ما عرفت توحيدك، ولا اهتديت إلى عبادتك. فلك الحمد على ما هديت وعلمت وبصرت وفهمت وأوضحت من الصراط المستقيم) الصحيفة السجادية.
عقائد : عقائد الامامية للمظفر ـ شيخ علاء ـ المرحلة 1 ـ الدروس المكتوبة والتسجيلات