ابحثوا عن إمامكم
ها أنتم ترون الآفاق وقد غامت، بل أطبقت عليكم بظلماتها، ولها بريق، ورعود، ومؤتمرات، ومؤامرات، ورصاص ودماء، وموت يذرع الطرقات جيئة وذهاباً، وما خفي أعظم، وأمر وأدهى، بينما أنتم لاهون، مختلفون، وبأسكم بينكم شديد. وهذه – ولا أشك في أنكم تعلمون، وإن حاولتم التكتم، أو مراوغة النفس – من أوضح النذر على أن النهاية التي طالما ظننتموها بعيدة، قد أقبلت تهرول نحوكم كقطار أعمى لا يبقي ولا يذر.
وكما إنكم تعلمون بأنها النهاية، تعلمون كذلك أن الفرج متعلق بأذيالها، كما يتعلق الصبي بأذيال أمه، ولا أحسبكم لم تسمعوا بما أخبر به الطاهرون من آل محمد عليهم السلام. ولكن الفرج الذي تأملون معقود بانتظاركم الحقيقي، وترقبكم لإمامكم، فبه وحده فرجكم، وبه وحده نجاتكم، فلن ينجيكم غيره أبداً، وإذا ما كنتم تظنون بطريق نجاة آخر، وتحسبون حسابات غير ما اراده الله عز وجل، فاعلموا علم اليقين بأن حساباتكم قد اضلتكم، وظنونكم لم تصدقكم.
فابحثوا رحمكم الله عن إمامكم واستثمروا فرصة هذه الايام المباركة لتدعو ربكم، وتسألوه، فإن الفرص تمر مر السحاب.
دكتور عبدالرزاق هاشم الديراوي