إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

من هو اليماني الموعود؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • AHY
    مشرف
    • 02-01-2012
    • 201

    من هو اليماني الموعود؟

    من هو اليماني الموعود ؟
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد اﻷئمة والمهديين وسلم تسليماً كثيرا

    هناك صفة تميز بها اليماني الموعود ع في زمن الظهور وهي أنه صاحب أهدى راية وأنه يدعو إلى الحق وهذا ما ذكروه أهل البيت ع:
    عن الباقر ع: خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
    غيبة النعماني ص264

    عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خروج الثلاثة: الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق.
    الغيبة للشيخ الطوسي رحمه الله ص446

    ولذلك سيكون بحثنا عن اليماني الموعود على أساس هذه الصفة، نريد أن نعرف فعلا هل هناك شخص اﻵن يدعو إلى الحق ويرفع راية الهدى وينطبق عليه وصف أهدى الرايات أم ﻻ؟

    الصراط المستقيم واحد لا يتعدد، والحق واحد لا يتضارب، وﻻ يعادي الحق الحق، والناس في هذا الزمان وبالخصوص الشيعة مقلدي المراجع أقروا بما يسمى بالديمقراطية، وهي بإختصار أن يحكم الشعب نفسه؛ أن ينصب الشعب جهتين تشريعة وتنفيذية، دستور وحاكم، وبما أن الدستور هو قوانين وضعية؛ إذا فالظلم موجود في هذه القوانين لا محالة، فالقانون يجب أن يراعي الماضي والحاضر والمستقبل والجسم والنفس اﻹنسانية ومصلحة الفرد ومصلحة الجماعة ومصلحة باقي المخلوقات، بل يجب أن يراعي حتى الجمادات كاﻷرض والماء والبيئة...إلخ.
    والحاكم الذي سيختاره الشعب وكما هي الحال دائما؛ يصبح دكتاتوراً ويخرج عليه الشعب وتبدأ حرب لإسقاط هذا الحاكم الذي أوصلوه إلى دفة الحكم بأيديهم، والمصيبة أن مراد الشعب تنصيب دكتاتوراً آخر...
    هذا من جهة أن الديمقراطية على أرض الواقع لم تسبب إلا الخراب، لأن إختيار الناس مبني على الظاهر، فهذا نبي الله موسى ع النبي المعصوم من أولي العزم، لما إختار من قومة سبعين رجلا على أساس ظاهرهم وعلى كونهم صالحين، تبين أن كلهم منافقين وطلبوا أن يروا الله جهرةً!! فهذه الحادثة عبرة لمعتبر.
    ومن جهة أخرى، فهذا معارض للدين الإلهي، ففي القرآن الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار ويجعل الخليفة وليس الناس، ولم يجوّز الله أبداً اختيار الناس للحاكم ولم يرضَ يوماً بحكم من تختاره الناس، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (القصص:68)، فالله سبحانه جعل الخليفة منذ بداية استخلافه في الأرض، قال تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} (البقرة:180) فهذه آية واضحة جلية أن الله سبحانه من يختار.
    وهنا نجد الله تعالى ذكره أيضا جعل خليفة وبيّن بوضوح أن هذا الخليفة له حق الحكم: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ}(ص:26)
    وأعلم أن هناك من سيقرأ كلماتي ويقول أن الخليفة هو الإنسان أو يطرح رأيا آخر, لذلك سأرد عليه بحديث ابن عباس في جامع البيان في تفسير الطبري حتى لا يتمسك بالآراء ويترك الأدلة التي يُبنَى عليها: عن ابن مسعود وابن عبـاس: (إنـي جاعل فـي الأرض خـلـيفة منـي يخـلفنـي فـي الـحكم بـين خـلقـي، وذلك الـخـلـيفة هو آدم ومن قام مقامه فـي طاعة الله والـحكم بـالعدل بـين خـلقه). جامع البيان للطبري ج1 ص289

    كما أن ما حدث في العراق من انتخابات قد حذر منها رسول الله (ص)، قال (ص): (الويل الويل لأمتي من الشورى الكبرى والصغرى، فسُئل عنهما، فقال: أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق إبنتي، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي) (مائتان وخمسون علامة ص129/130)
    والزوراء هي بغداد, ومن أقامها هناك هم الشيعة اليوم!!

    والآن سنأتي لمن بين الحق ودعا له ورفع أهدى راية وهو الذي بين تناقض الديمقراطية وأنها لا تصلح كنظام حكم وبين البديل الذي من خلاله يكون داعيا للحجة بن الحسن (ع)، وبهذا ينطبق عليه الوصف بشكل تام وهو اليماني أحمد الحسن (ع)، وأتمنى قراءة كتابه "حاكمية الله لا حاكمية الناس"؛ فما وضعه في كتابه من بديل للديمقراطية هو حكم الله سبحانه، وفي هذا الزمان هو البيعة للإمام محمد بن الحسن العسكري (ع) الحاكم المنصب من الله، وبهذا قد رفع راية محمد وآل محمد (ع) أهدى الرايات، ولو أن الناس قبلوا هذا المنهج لظهر الحجة (ع)، لهذا انبطق الوصف عليه فعلا، فانفراده بالدعوة إلى الحق برهان واضح له بأنه اليماني الموعود.

    وهنا سأشير إلى بعض ما طرحه (ع), ولكن قبل ذلك؛ سأبين لماذا أبحث الأمر من ناحية سياسية، فاليماني الموعود هو شخصية ممهدة للحجة بن الحسن (ع) الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملأت ظلما وجورا، وما ملأ الأرض ظلما وجورا غير التنازع على السلطة اليوم مثل ما حصل ويحصل في مصر وسوريا؟! فالسؤال الآن: كيف ستملأ قسطاً وعدلاً؟!
    جاء في كتاب اليماني الموعود أحمد الحسن (ع) بعد طرح هذا التساؤل:

    ((وهذا ما أريد الشروع في بيانه، وطياً أسطر بعض ما في حاكمية الله سبحانه وتعالى من أمور تجعلها سبباً لملء الأرض عدلاً.
    1- القانون (الدستور العام وغيره):
    الذي يضع القانون هو الله سبحانه وتعالى وهو الخالق لهذه الأرض ومن عليها ويعلم ما يصلح أهلها وسكانها من إنس وجن وحيوانات ونباتات وغيرهم من المخلوقات التي نعلمها والتي لا نعلمها، ويعلم الماضي والحاضر والمستقبل وما يصلح الجسم والنفس الإنسانية وما يصلح الجنس الإنساني ككل، فالقانون يجب أن يراعي الماضي والحاضر والمستقبل والجسم والنفس الإنسانية ومصلحة الفرد ومصلحة الجماعة ومصلحة باقي المخلوقات، بل يجب أن يراعي حتى الجماد كالأرض والماء والبيئة ...الخ، ومن أين لغير الله سبحانه وتعالى أن يعرف تفاصيل كل هذه الأمور مع أنّ كثيراً منها غائب عن التحصيل والإدراك أي لا يمكن العلم به ومعرفة صفاته ..الخ.
    ثم لو فرضنا أنّ أحداً ما عرف كل هذه التفاصيل فمن أين له أن يضع قانوناً يراعي كل هذه التفاصيل مع أنّ بعضها يتناقض في أرض الواقع فأين تكون المصلحة ؟ وفي أي تشريع ؟
    من المؤكد أنها لن تكون إلاّ في القانون الإلهي والشريعة السماوية؛ لأنّ واضعها خالق الخلق وهو يعلم السر وأخفى وهو قادر أن يجري الأمور كيف يشاء سبحانه وتعالى عما يشركون.
    2- الملك أو الحاكم:
    لاشك أنّ القيادة كيفما كانت ضمن نطاق حاكمية الناس دكتاتورية أو ديمقراطية أم ضمن نطاق حاكمية الله سبحانه وتعالى فهي تؤثر تأثيراً مباشراً في المجتمع الإنساني؛ لأنّ المجتمع مقهور على سماع هذه القيادة على الأقل فطرياً؛ لأنّ الإنسان مفطور على إتباع قائد معين من الله سبحانه وتعالى {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} (الروم:30)، وهذا القائد هو ولي الله وخليفته في أرضه فإذا دُفع ولي الله عن حقّه وتشوشت مرآة الفطرة الإنسانية بغبش هذه الحياة الدنيا قَبِل الإنسان بأي قيادة بديلة عن ولي الله وحجته على عباده ليسد النقص الواقع في نفسه وإن كانت هذه القيادة البديلة منكوسة ومعادية لولي الله في أرضه وحجته على عباده، فالإنسان عادة يستمع للقيادة المتمثلة بالحاكم ولن تكون القيادة إلاّ أحد أمرين أمّا ولي الله وحجته على عباده وهو الحاكم المعين من الله سبحانه وتعالى، وإمّا غيره سواء كان دكتاتوراً متسلطاً بالقوّة الغاشمة أم منتخباً انتخابات ديمقراطية حرة، والحاكم المعيّن من الله سبحانه وتعالى ينطق عن الله؛ لأنه لا يتكلم إلاّ بأمر الله ولا يقدّم ولا يؤخّر شيئاً إلاّ بأمر الله.
    أمّا الحاكم المعيّن من الناس أو المتسلط عليهم فهو لا ينطق عن الله سبحانه وتعالى قطعاً، وقد قال رسول الله (ص) ما معناه: (من أستمع إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق ينطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان) (انظر : الكافي: ج6 ص434، عيون أخبار الرضا ع : ج2 ص272.).
    فلا يوجد إلاّ ناطق عن الله وناطق عن الشيطان لا ثالث لهما، وكل حاكم غير ولي الله وحجته على عباده ناطق عن الشيطان بشكل أو بآخر وكل بحسبه وبقدر الباطل الذي يحمله.
    )) (كتاب حاكمية الله لا حاكمية الناس ص26-28)

    وكل صاحب فطرة سليمة عندما يقرأ كلام الإمام (ع) يعرف قطعا أنه صاحب أهدى راية وأنه يدعو إلى الحجة بن الحسن (ع) وأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
    (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعو إلى صاحبكم) ….. قد علل الباقر (ع) لماذا اليماني هو صاحب أهدى الرايات، بقوله (لأنه يدعو إلى صاحبكم)، فاليماني (ع) يدعو إلى الإمام المهدي ع.
    بمعنى آخر؛ يبين أن الحاكم الشرعي منصب من الله سبحانه وهو الإمام المهدي (ع)، أي يدعو إلى حاكمية الله سبحانه وأن الحكم لله والبيعة له سبحانه، قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (الفتح:10)، البيعة لخليفة الله هي البيعة لله سبحانه، أي أن لا ترتضي حكماً غير حكم الله وأن لا ترتضي حاكماً غير من ينصبه الله، وهذه هي راية محمد وآل محمد ع، قال أبي عبد الله الصادق (ع): (إنّ لنا أهل البيت راية من تقدّمها مرق ومن تأخر عنها زهق ومن تبعها لحق يكون مكتوباً فيها البيعة لله). مائتان وخمسون علامة ص15
    وقد جاء في كتاب كمال الدين وتمام النعمة: (روي أنه يكون في راية المهدي عليه السلام "البيعة لله عزوجل"). ص654
    وقد نهانا آل محمد (ع) عن اتباع أي راية غير راية اليماني (ع)، عن المفضل بن عمرعن أبي عبد الله (ع): (لترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي، قال المفضل: فبكيت، فقال لي: ما يبكيك؟ قلت: جعلت فداك، كيف لا أبكي و أنت تقول ترفع اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي؟ قال: فنظر إلى كوة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه، فقال: أهذه الشمس مضيئة؟ قلت: نعم، فقال: والله لأمرنا أضوأ منها). الغيبة للنعماني ص152-153-154
    وقالوا أيضاً (ع)، عن الباقر (ع): (وإياك وشذاذاً من آل محمد (ص)، فإن لآل محمد وعلي راية، ولغيرهم رايات، فالزم الأرض، ولا تتبع منهم رجلا أبداً، حتى ترى رجلا من ولد الحسين، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه). بحار الانوار ج52 ص224
    لآل محمد وعلي راية، ولغيرهم رايات، مشتبهة تشبه الحق، لكن راية محمد وآل محمد (ع) أضوأ من الشمس المضيئة، لأنها راية الدعوة إلى حاكمية الله والبيعة لله، في زمن قد اتفق الجميع على حاكمية الناس والانتخابات والشورى، وغدر حتى الذين يدعون موالاة محمد وآل محمد (ع) بالإمام المهدي (ع) الحاكم الشرعي المنصب من الله سبحانه، فينفرد اليماني (ع) بهذه الراية الوحيدة التي هي أضوء من الشمس فتكون رايته أهدى الرايات، قال الباقر (ع): (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني،... وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى) وقال الصادق (ع): (وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق)، (يدعو إلى صاحبكم،....يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) (يهدي إلى الحق).
    وبما أنه لا يوجد على الساحة من يدعو إلى البيعة لله غير أحمد الحسن (ع)، فهذه خير دليل أوضح من الشمس في رابعة النهار أن هذه هي راية الحق، ولكن يبقى أن هناك من يحاول أن يغطي الشمس بغربال ويطرح شبهات وشبهات وشبهات، فمن هنا أقول أنه الإشكال لا يمكن أن يرد الدليل بل غاية ما يفعله الإشكال هو الإيقاع في التشابه، فقد طرحنا الآن حقاً واضحاً فلماذا بعد هذا نذهب ونرمي أنفسنا في الشبهات؟؟ وهل إذا وجدنا أمراً متشابهاً علينا في مسألة عقائدية مع وجود الدليل عليها نحكم ببطلالنها؟! أم أننا سنترك التشابه إلى من يستطيع حله ونذعن للدليل؟! وإن لم نعرف حل التشابه، فنعم كثير من الشبهات طُرحت على دعوة أحمد الحسن (ع)، ومع أنها مبنية على لا شيء فالمفترض أن لا تمنعنا من التصديق بالدليل بما أن الدليل قاطع وواضح أوضح من الشمس في رابعة النهار، فلا تجعلوا الشبهات عاذراً للسقطات، فإنها لن تكون عاذراً يوم القيامة.
    قال الله سبحانه {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (يونس: 35)
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): (وآخر قد تسمى عالماً وليس به، فاقتبس جهائل من جهال، وأضاليل من ضلال. ونصب للناس شركاً من حبائل غرور وقول زور، قد حمل الكتاب على آرائه، وعطف الحق على أهوائه، يؤمن من العظائم، ويهون كبير الجرائم، يقول أقف عند الشبهات وفيها وقع، وأعتزل البدع وبينها اضطجع، فالصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان،لا يعرف باب الهدى فيتبعه، ولا باب العمى فيصد عنه، فذلك ميت الأحياء. فأين تذهبون، وأنى تؤفكون، والأعلام قائمة، والآيات واضحة، والمنار منصوبة. فأين يتاه بكم، بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق، وأعلام الدين، وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، وردوهم ورود الهيم العطاش. أيها الناس خذوها عن خاتم النبيين (ص) إنه يموت من مات منا وليس بميت، ويبلى من بلي منا وليس ببال، فلا تقولوا بما لاتعرفون، فإن أكثر الحق فيما تنكرون، واعذروا من لا حجة لكم عليه، وأنا هو. ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر، وأترك فيكم الثقل الأصغر، وركزت فيكم راية الإيمان، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام، وألبستكم العافية من عدلي، وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي، وأريتكم كرائم الأخلاق من نفسي، فلا تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر، ولا تتغلغل إليه الفكر (منها) حتى يظن الظان أن الدنيا معقولة على بني أمية تمنحهم درها، وتوردهم صفوها، ولا يرفع عن هذه الأمة سوطها ولا سيفها، وكذب الظان لذلك، بل هي مجة من لذيذ العيش يتطعمونها برهة ثم يلفظونها جملة) (نهج البلاغة / خطبة 87.)
    هذا وأسأل الله أن يجعل في هذه العمل البسيط الهداية لطلاب الحق وأن يغفر لي تقصيري في تبيان الأمر، فإني أهدي ثوابها إلى أرواح مفاتيح دولة العدل الإلهي شهداء وأنصار الإمام المهدي (ع) ووصية أحمد الحسن (ع).
    وأوجه الشكر إلى من ساهم في كتابتها جزاه الله خير الجزاء وجعلها في ميزان حسناته.




    اللهم صلي على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎