الرد الرابع على مقال ( فتنة احمد الحسن .. ): القسم الاول
بقلم : الشيخ ابو ابراهيم الانصاري
16 – رمضان الخير – 1430 هـ ق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الائمة والمهديين وسلم تسليما
جاء في بعض القصص: ( قالت البعوضة ، وقد وقعت على نخلة عالية وأرادت أن تطير عنها ؛ يا هذه استمسكي فإني أريد أن أطير ، فقالت النخلة : والله ما شعرت بوقوعك فكيف أشعر بطيرانك ).
انا لا اريد ان اصف ابا تقى بالبعوضة ... لكي لا تثور ثائرته ، ولان ذلك ليس من طبعي ابدا، ولكن اردت ان ابين له بأني وبفضل الله تعالى لا احسب أي حساب لمقالاته وهي لا تعدل عندي جناح بعوضة، ولا تتصور ان هذا استهزاء بك ابدا ، بل هو تقييم علمي وهذا ما اراه.
فكيف تكون هكذا مقالات صدمة لي ، كما وصفتها انت ؟!
و والله لولا الحرص على هداية الناس لما كلفت نفسي مناقشة هكذا كلام بعيد كل البعد عن سمة العلم ومشارف الفهم، ولكن لابد من التصدي لمن يريدون خداع الناس وتمويه الجهل عليهم على انه علم والضلال على انه هدى.
وانا اعلم ان صاحب المقال قد طفق مذعورا لكي يستر جهله ، وكأنه يحاكي عقول القراء ويطيب خواطرهم بأنه صاحب الكفة الراحجة وليس كما حصل وظهر من ردودي عليه، حيث لم يفتح موضوعا الا وانقلب الامر عليه وبان اليه ما لا يرتضيه.
فعندما ابتكر مهربا من موقفه المحرج ، بفتح مواضيع جديدة ومحاولة التشنيع بها، وجد ان ذلك المهرب كحك الاجرب، يدميه ولا يشفيه.
والقارئ اللبيب يشهد على ما سبق من المناظرة بأن الختام المسكت لي انا العبد الفقير الى رحمة ربه، وان صاحب المقال يحاول ستر الشمس بغربال، وكلما افحمته الحجة في موضوع انتقل الى غيره محاولا ستر ما خلفه على استحياء وكأن شيئاً لم يكن !
فهو كحاطب ليل ، وقد يحطب ساقه من حيث لا يدري، وقديما قال الشاعر:
فدع عنك الكتابة لست منها **** ولو سودت وجهك بالمداد
وارجو ان لا يتوهم صاحب المقال كلامي هذا سباً او شتماً ، فالظاهر انه لا يفرق بين السب والشتم وبين غيره ! وسأبين فيما يأتي انه اراد ان يكحل عينه فأعماها ، وهو كمن يشرب ماء البحر كلما زاد شرباً زاد عطشاً !
قوله: ( ويبدو ان الشيخ جديد على الحوار ولأول مرة يسمع بباب الزامالخصم بما الزم به نفسه فتصورها ماركة مسجلة له، لايمكن لغيره استخدامها الا باذنه. واني استغرب من مطولتة التي يناقش فيها وثاقة أبي الجارود عندنا. كما انه يناقضنفسه وينسى ما كتب في ردوده السابقة. فهل لك ان تفند كل ماورد من قدح بحق ابيالجارود وانه سرحوب وشيطان اعمى طبقا لمبانيكم؟ ).
أقول:
المستوى العلمي يحدده ما يفيض من مداد القلم، وما يصدح به اللسان من الكلم ، فأنا اطلت في توثيق ابي الجارود بكلام العلماء لابين للقارئ مدى التدليس الذي تمارسه، حيث انك تحتج بضعف ابي الجارود وهو ثقة على مبانيكم وبقول اشهر العلماء، وانت الان تريد ان تتجاوز هذه النقطة وتقفز على اثبات الروايات الذامة له حسب منهجنا !
فحري بك اولا ان تثبت ان كلامي غير صحيح في توثيق ابي الجارود على منهجكم ، او ان تعترف بوثاقته ... حتى يفهم القارئ حقيقة الامر ... فالاولى ان تعترف بوهمك اخي لا ان تكابر وتحاول ان تهرب بطريقة مخجلة.
وأما مسألة تفنيد الروايات الذامة لابي الجارود، فأنا لم اتطرق الى تفنيدها بل اثبتت ضعفها على منهجكم ونقلت كلام المحقق الخوئي وقوله بضعفها جميعا – من باب الالزام – وكان الاولى بك اما ان تعترف بضعفها وعدم حجيتها او تثبت صحتها ، لا ان تتملص عن هذا الامر كعادتك !
فنحن لا نعتمد على اوصاف الراوي مطلقا ، بل كون الراوي مذموم لا يعني ابدا رد روايته الا ان يعلم ان هذا الخبر بعينه مكذوب ومزور، وبهذا يكون التعويل على صحة الرواية هو المتن لا السند ، فالمتن مع قرائن اخرى هو المعتمد واما السند واحوال الرجال فلا يتوقف عليها صحة الحديث ، فقد يصدق الكاذب ، وقد يشتبه الثقة او يسهو او يخطأ ... الخ.
قوله: ( الامر الاخر ان الشيخقال:"ومن العجيب ان صاحب المقال قد بالغ في توصيف ( ابو الجارود ) بانهسرحوب ، ولم يسأل نفسه هل هذا الاسم ثابت للرجل برواية صحيحة السند ام لا ؟ فنحن منباب الالزام ، نسأل صاحب المقام عن ذلك ، لانه يعتمد منهج الاعتماد على السندويبالغ فيه".
فهل سال احمد اسماعيل كاطع والشيخ انفسهم عن صحة سند رواية ابيالجارود المذكورة في قصة اللقاء المزعوم؟ ومن أين عرف اني اعتمد على منهج السندوابالغ فيه؟ رمتني بدائها وانسلت ).
أقول:
أ – يلاحظ القراء ان صاحب المقال دائما يتهرب عن الاجابة وباسلوب مفضوح ولا يخفى على اللبيب ! فهو قد اشكل بأن الرواية راويها ابي الجارود وهو ضعيف وموصوف بانه سرحوب وشيطان . فكان سؤالي له: هل ان هذا الضعف ووصف السرحوب ثابت برواية صحيحة السند ام لا ؟
فعندما رأى اني قد اثبت ضعف الروايات الذامة وخصوصا رواية ( السرحوب ) – على منهجهم – ورأى انه ان اجاب بصدق ثبت جهله ، فالتمس المراوغة ولم يجب عن سؤالي للاسف الشديد.
ب – واما سؤاله عن صحة سند رواية ابي الجارود ، فلا ملازمة بين صحة او ضعف سند الرواية وبين صحتها او ضعفها صدوراً ، كما هو رأي ومنهج اشهر علماء الشيعة من المتقدمين والمتأخرين وهو المنهج المؤيد بروايات اهل البيت (ع)، فنحن ليس حشوية نأخذ بكل رواية مهما كانت ، ولا نحن من المعتمدين على السند والمبالغين فيه ، فلا نرد الرواية لان راويها مذموم او مجروح ، وقد نقلت في الرد السابق الروايات التي تؤيد ما اقول، والان اذكر فقط كلام المحقق الحلي صاحب كتاب شرائع الاسلام ( رحمه الله )، حيث قال:
( أفرط الحشوية في العمل بخبر الواحد حتى انقادوا إلى كل خبر وما فطنوا إلى ما تحته من التناقض، فإن من جملة الأخبار قول النبي ( صلى الله عليه وآله ): " ستكثر بعدي القالة علي " وقول الصادق ( عليه السلام ): " إن لكل رجل منا رجلاً يكذب عليه " واقتصر بعض عن هذا الإفراط فقال كل سليم السند يعمل به. وما علم أن الكاذب قد يصدق، وما تنبه أن ذلك طعن في علماء الشيعة وقدح في المذهب، إذ لا مصنف إلا وهو يعمل بخبر المجروح كما يعمل بخبر العدل، ..... إلى أن قال: وكل هذه الأقوال منحرفة عن السنن والتوسط أصوب، فما قبله الأصحاب أو دلت القرائن على صحته عمل به، وما أعرض الأصحاب عنه أو شذ وجب إطراحه ... ) المعتبر للمحقق الحلي ج 1 ص 29.
وفي كلام المحقق الحلي درر، يضيق المقام عن شرحها، وينبغي للمنصف ان لا يتجاهلها.
ج - قوله: ( ومن أين عرف اني اعتمد على منهج السندوابالغ فيه ؟ رمتني بدائها وانسلت ).
أقول: مهلا اخي أي داء الذي رميناك به ؟! منهج السند هو منهجك وهذا ظاهر من اشكالك بضعف السند ... فلا ادري هل تريد ان تتبرء من مسألة المنهج السندي ؟ ، فارجو ان توفق في المرة القادمة في انتقاء الامثال.
قوله: ( المهم ان الشيخ قد أغفل ارسال رواية أبيالجارود في القصة المزعومة للقاء احمد اسماعيل كاطع بالامام الحجة صلوات اللهوسلامه عليه واللعنة على من افترى عليه واتعب نفسه باثبات وثاقة ابي الجارودعندنا. وهل ان كل مراسيل الشيخ المفيد صحيحة عندنا ياشيخ؟ وهل الشيخالمفيد عند الشيعة كالشعبي عند أهل السنة الذين قالوا ان كل مراسيل الشعبيصحيحة ؟ ).
أقول:
بعد ان تبخر اشكال صاحب المقال بضعف ابي الجارود ، وضاق الربق حول رقبته، تحول الى مسألة ارسال الرواية ، وهو غافل عن ان كل كلامه معنا في مسألة السند التي نحن لا نقر بها وهي محل خلاف بيننا وبينهم ، فهذه هي المصادرة على المطلوب بعينها !
واذا كنا قد تكلمنا في مسألة السند فهو من باب الزموهم بما الزموا به انفسهم لا غير، فالتعويل في صحة الرواية او ضعفها هو المتن وبعض القرائن المؤيدة ، فرواية المنصوص على كذبه أكيد هي اضعف من الرواية المرسلة ، لان الرواية المرسلة يحتمل انها مروية عن ثقة ويحتمل ايضا انها مروية عن ضعيف ، ولكن في رواية المنصوص على كذبه حتى هذا الاحتمال لا يوجد فيها ، بل المعلوم اتصاف راويها بالكذب قطعاً – حسب الفرض – وعلى اخس الاحتمالات تكون الرواية المرسلة هي كرواية المنصوص على كذبه ، فيأتي البحث عن هل ان كل مذموم او منصوص على كذبه يرد خبره ام ماذا ؟
وقد اثبت لك في الرد السابق وبالتفصيل ان لا ملازمة بين كون الراوي مذموم وبين ضعفه في النقل، فقد يكون الراوي مذموم ولكنه ثقة في النقل، والان اتعدى لك عن ذلك واقول بل ان حتى المنصوص على كذبه في الرواية لا ترد كل اخباره ، وقد تقدم قبل قليل كلام المحقق الحلي وقوله: ( ... وما علم أن الكاذب قد يصدق، وما تنبه أن ذلك طعن في علماء الشيعة وقدح في المذهب، إذ لا مصنف إلا وهو يعمل بخبر المجروح كما يعمل بخبر العدل، ..... إلى أن قال: وكل هذه الأقوال منحرفة عن السنن ... ).
فقد وصف المحقق الحلي ( رحمه الله ) رد رواية الكاذب مطلقا بأنها طعن في علماء الشيعة وقدح في المذهب ... وانحراف عن السنن .
وهذا ما تؤيده الروايات، فعن سفيان بن السمط قال قلت لابي عبد الله (ع) جعلت فداك يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه فقال أبو عبد الله (ع) يقول لك اني قلت الليل انه نهار والنهار انه ليل قلت لا قال فان قال لك هذا اني قلته فلا تكذب به فانك انما تكذبني ) مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي ص 76 وفي طبعة أخرى ص 234 / البحار ج2 ص211.
فارجو التركيز على الجملة التي جاءت في السؤال وهي : ( يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب ) ، ومع ذلك لم يجعل الامام الصادق (ع) مجالا لرد وتكذيب هكذا خبر ، وليس هذا فقط بل الخبر مستبشع ( فيحدث بالحديث فنستبشعه ) ، بل الامر اكبر من ذلك ( يقول لك اني قلت الليل انه نهار والنهار انه ليل ) ... وفي ذلك فليتامل المتاملون.
وسأضرب لك مثالا:
روى الشيخ الكليني بسنده عن أبي البختري ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( إن العلماء ورثة الأنبياء وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم ، فمن أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا ، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه ؟ فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ) الكافي ج 1 ص 32.
وابو البختري هو وهب بن وهب، وقد نص الشيخ النجاشي على انه كاذب ، ونص الفضل بن شاذان على انه من اكذب البرية ، وهو قاضي عامي وله موقف شنيعة مع احد الثوار من ولد الحسن (ع)، حيث سعى عند اللارشيد من اجل قتله، قائلا له : اقتله ودمه في رقبتي !!!
ولكن مع ذلك اعتمد عليه الشيخ الكليني وكذلك الشيخ الصدوق ، وجاء في شرح الكافي – في شرح هذه الرواية اعلاه - للمولى محمد صالح المازندراني ج2 ص25:
( الشرح : ( محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن أبي البختري ) بالخاء المعجمة ، اسمه وهب بن وهب ، قال العلامة : إنه كان قاضيا كذابا عاميا ، ونقل الكشي عن الفضل بن شاذان أنه من أكذب البرية ، وقال الشيخ : إنه ضعيف عامي المذهب . أقول : الحديث معتبر وإن كان الراوي كذوبا; لأن الكذوب قد يصدق ).
وكذلك الاخبار والروايات المرسلة ايضا قابلة للاعتماد عليها واعتبارها، وكتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق مشحون بالمراسيل قد تصل الى ( 2000 ) رواية ، على ما نقله السيد حسن الصدر في نهاية الدراية ، ولو اقتصرنا على الروايات التي لم يذكر طريقه اليها في الفهرست او المشيخة لكان العدد ايضا ( 300 ) رواية كما نقل السيد حسن الصدر في نهاية الدراية ايضا، في حين اننا نجد الشيخ الصدوق في مقدمة كتابه هذا قد اكد بصورة شديدة على صحة روايات كتابه واعتبارها !
فهل غفل الشيخ الصدوق عن عدم اعتبار المراسيل وتنبه الى ذلك ابو تقى ؟!
والكلام طويل في هذا الموضوع ربما سيأتي بعضه في مستقبل هذه المناظرة، ولكن لابد لصاحب المقال اما ان يثبت ان كل خبر مرسل يجب رده وعدم الاعتماد عليه ، او ان يثبت عدم اعتبار خصوص رواية ابي الجارود هذه ، وعندئذ لكل حادث حديث، وانا بالانتظار.
قوله: ( فلا يمكن للشيخ ان يحتج على الطائفة الحقة المحقة برأيواحد من علمائها، برواية تثبت عنده هو وحسب مبانيه ومباني يمانيهم المزعوم ).
أقول:
ان كان يقصد وثاقة ابي الجارود ، فأنا لم انقل توثيق عالم واحد ، بل نقلت توثيق الشيخ المفيد وتوثيق المرزا النوري، وتوثيق الشيخ علي النمازي ، وتوثيق السيد ابو القاسم الخوئي ، ومن اراد التأكد فليراجع ردي السابق، ولم اجد ردا على ما كتبت اصلا ، فقط تهرب وتملص عن نقطة الحوار !
واما صحة هذه الروية بالخصوص فانا الى الان لم اشرع في اثبات صحتها ، بل كان كلامي في صحة السند فقط، والرد على مزاعم ووهم صاحب المقال ، ولا ملازمة بين اوصاف السند وصحة الصدور كما لا يخفى، وارجو ان يفقه صاحب المقال كلامي وان يغير اسلوبه السابق فهو لا يجر له الا الويلات.
قوله: ( وهو أيالشيخ (أبو ابراهيم الانصاري) ليس منها اي الطائفة الحقة بدليل قوله:"ليعلمالقراء بأن الان في طور الزام صاحب المقال بما يلتزم به ، وقد تعمدت ان اذكر رأيالسيد الخوئي (رحمه الله) لانه من اكبر المحققين عندهم وشهرته لاتنكر ).
أقول:
ليس بأمانيك ولا اماني أمثالك ان تخرج فلان من الولاية وتدخل علان فيها ، ودليلك على اني ليس من الطائفة الحقة يضحك الاطفال وربات الحجال، وحالك كمن يريد نقل الماء بغربال ، فلا ثقلا حمل ولا ماء نقل !
فانا اقصد شهرة السيد الخوئي في التحقيق الرجالي ، وشهرته هذه تكون عند اهل هذا الفن، وعند من يدرسه او اطلع عليه او على بعضه ، ولا علاقة لكلامي بمسألة الطائفة الحقة .
فهلا تكف عن اسلوب استجداء عواطف الناس ، والتستر على عظيم ما منيتَ به ؟!
ثم ان الطائفة الحقة هم اهل الحق وان كانوا قلة، وهم من سار على نهج محمد وال محمد (ع) ولم يبدلوا ولم يغيروا ، وهذا لا علاقة له بجمهور الشيعة او المتشيعة، فالروايات تصف لنا ان اكثر الشيعة في اخر الزمان ستنحرف عن منهج ال محمد (ع)، وسوف لن يبقى منهم الا كالكحل في العين او الملح في الزاد، ومسألة موقفهم مع الامام المهدي (ع) فحدث ولا حرج.
عن أبي عبد الله (ع) قال : ( سئل رسول الله (ص) عن جماعة أمته، فقال : جماعة امتي اهل الحق وان قلوا ) معاني الاخبار ص154.
وعن عبد الله بن يحيى بن عبدالله العلوي رفعه قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه واله : ( ما جماعة أمتك) ؟ قال : (من كان على الحق وان كانوا عشرة ) معاني الاخبار ص154.
وعن عاصم ابن حميد رفعه قال : جاء رجل الى امير المؤمنين (ع) فقال : ( اخبرني عن السنة والبدعة وعن الجماعة وعن الفرقة ) ؟ فقال امير المؤمنين (ع) : ( السنة ما سن رسول الله (ص) والبدعة ما احدث من بعده، والجماعة أهل الحق وان كانوا قليلاً ، والفرقة أهل الباطل وان كانوا كثيراً ) معاني الاخبار ص155.
وعن موسى بن بكر الواسطي قال : قال لي ابو الحسن (ع) : ( لو ميّزت شيعتي لم اجدهم الا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم الا مرتدين ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم الا ماكان لي، انهم طالما اتكوا على الارائك ، فقالوا : نحن شيعة علي، إنما شيعة علي من صدق قوله فعله )روضة الكافي ح290 ج8 ص 228.
قوله: ( اقررتم بقولكم " فالروايات كثيرة تدل على ان ابا الجارود زيدي ومنحرفعقائديا" ......... فمن المقطوع به هو انحراف ابيالجارود وهو على الاقل انكر امامة الامام الصادق عليه السلام ورغم علمه وقربه منالامام الباقر عليه السلام فقد انحرف وتاسست بسببه فرقة خرجت عن خط الائمة عليهمالسلام تسمى بالجارودية ... ).
أقول:
يا سبحان الله !! وهل انا انكرت انحراف ابي الجارود ؟!
انا انكرت ضعفه على منهجكم ... وبينت انه لا ملازمة بين كون الراوي مذموم او منحرف وبين ضعفه في النقل .... وهذا ما حاولت انت تدليسه على القراء !
فقد قلت في ردي السابق بأني لا اريد ان ادافع عن ابي الجارود ، بل اريد ان اثبت ان ليس كل منحرف غير ثقة في النقل.
فينبغي ان ترد على كلامي هذا ... لا ان تهرب من الاجابة بأسلوب مفضوح ولا يخفى على ذي حجا !
وارجو ان تفرق بين استدلالي عليك من باب الالزام وبين ما التزم به انا، فعندما بينت لك ضعف الروايات الذامة لابي الجارود، فهو من باب الالزام .... ولا يعني ذلك اني اقول بضعفها او بأن ابا الجارود ليس بمنحرف ... عجيب امرك والله !!!
وانا اعلم ان هذه المراوغة هي لجلجة المخصوم !
قوله: ( والروايات متظافرة ويعضدبعضها بعضا في لعن من أنكر أو شك بواحد من الائمة عليهم السلام.... ).
أقول:
اكرر مرة اخرى بأني لم انكر انحراف ابي الجارود ، بل كلامي عن وثاقته. ولكن ليتيقن القراء بهروبك ، وتركك لموضوع البحث !!!
قوله: ( وحتى لو كان ابو الجارود ثقة في النقل وان الروايات الواردةفي ذمه لم تثبت سندا عند السيد الخوئي قدس سره الشريف لكنه منحرف ومنكر لواحد منالائمة عليهم السلام فهو ملعون وتسبب في انحراف الكثير من اتباع اهل البيت عليهمالسلام فهو من "شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا". ولهذايمكننا الوثوق بصدور هذه الروايات من أهل البيت بحق ابي الجارود فهو أعمى البصروالبصيرة وملعون وشيطان حتى وان لم ترد بحقه رواية خاصة من أهل البيت عليهم السلاملانه مصداق لكثير من الروايات التي تلعن من ينكر امامة واحد من الائمة عليهمالسلام ).
أقول:
اكرر مرة ثالثة بأن نقطة الخلاف ليست انحراف ابي الجارود وعدم انحرافه ، بل الكلام في وثاقته في النقل وعدم وثاقته ، فلا تخلط الحابل بالنابل ... فهذا لا يفيدك بشيء بل يكشف باوضح صورة عن وهن كلامك السابق.
سبحان الله .. ابو تقى فشل في اثبات ضعف ابي الجارود في النقل ... فاراد ان يفتعل خلاف لا وجود له ليستر فشله ... فهو يركز الان على انحراف ابي الجارود ... وكأن الخلاف هو ذلك ... بينما الخلاف هو وثاقته في النقل ام ضعفه في ذلك ... حتى نقبل روايته او نردها !!!
هزلت حتى استامها كل مفلس !!!
قوله: ( والظاهر ان الشيخ ابا ابراهيم قد اصاب نفسه بمقتلعندما ذكر الروايات التي تمنع الانكار حتى وان وردت عن فاسد العقيدة بل في عمومالروايات والتي منها: ........ فكيف سولت لك نفسك ياشيخ انكار روايات القدح في ابي الجارود معانها تنسب الى أهل البيت عليهم السلام وبالتالي أصبحت ممقوتا عند الامام الباقرعليه السلام ؟ ).
أقول:
الظاهر ان المحاور او المناظر قد أنس التدليس والتمويه ! فأين هو كلامي في انكار الروايات الذامة لابي الجارود ؟!
نعم انا اعلم ان موضوعك كلما رتقته من جانب انفتق من عدة جوانب ... ولكن لا يمكن ان يفقدك ذلك الصواب حتى تقولني ما لا اقول !
ام انك لا تفرق بين الاستدلال من باب الالزام وبين اعتقاد الخصم ؟! فلا ملازمة بين اني احتج عليك من باب الالزام وبين اعتقادي بما الزمك به ... فمثلا عندما الزم مسيحي ببعض ما يلتزم به ... فهذا لا يعني اني اعتقد بما الزمته به .... وهذا امر واضح ولا يحتاج الى بيان.
فأنا الزمتك بكلام المحقق الخوئي الذي اثبت ضعف كل الروايات الذامة لابي الجارود ... وهذا لا يعني اني ارد هذه الروايات وانكرها ... ما هكذا تورد الابل يا سعد !!!
لا ادري الى متى تبقى تصلح خطأ بخطأ افضع من سابقه ؟؟!!
وللكلام بقية تأتي ان شاء الله في القسم الثاني من هذا الرد .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الائمة والمهديين وسلم تسليما واللعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين.