إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

النصوص التي استدل بها المسيحيون على عقيدة التثليث -4-

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • Be Ahmad Ehtadait
    مشرف
    • 26-03-2009
    • 4471

    النصوص التي استدل بها المسيحيون على عقيدة التثليث -4-

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما

    من النصوص التي استدلوا بها ما ورد في إنجيل متى: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ 42قَائلاًمَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟ قَالُوا لَهُ: ابْنُ دَاوُدَ. 43قَالَ لَهُمْ: فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. )[ متى22: 42-45].

    في هذا النص يقولون أن داود (عليه السلام) سمى المسيح (عليه السلام) ربي، الأمر الذي يعني برأيهم إن عيسى بالنتيجة لاهوت مطلق.

    أقول: هذه الكلمة ترجمتها نسخ أخرى بصورة ( قال الرب لسيدي )[ انظر على سبيل المثال نسخة الكتاب المقدس لدار المشرق ( 1994م)]، الأمر الذي يقوض استدلالهم من الأساس، فالسيد تعني الشخص ذو المكانة الرفيعة، ولا تعني الإله بالضرورة، فكيف بالإله المطلق؟

    بل إن مجرد اختلافهم في الترجمة يدل على أنهم لا يملكون ما يجعلهم يقطعون بدلالة محددة للعبارة، فكيف إذن يستدلون بها على مراد محدد ؟ أليس هذا من قبيل التعسف، بل المجازفة والاستهتار ؟

    ولكن حتى لو قلنا أن داود (عليه السلام) نطق بكلمة ( قال الرب لربي )، فلا ضرورة تحملنا على أن نفهم منها معنى أن عيسى (عليه السلام) – هذا بعد التنزل وموافقتهم على أن المعني هو عيسى وليس شخصاً آخر، لأننا نعتقد أن المعني شخص آخر – أقول: ما هي الضرورة التي تدفعنا إلى أن نفهم منها إن عيسى هو إله ؟ أليس من معاني الرب هو المربي أو المعلم ؟ فلماذا نتجاهل هذه الدلالة وننساق وراء فهم لا دليل عليه؟ ثم لو تنزلنا عن هذه الدلالة الأخيرة جدلاً وقلنا أن الرب تعني الإله، فهل من الضرورة أن يكون هذا الإله إلهاً مطلقاً ولاهوته لاهوتاً مطلقاً ؟
    أيضاً استدلوا بكلمة إلوهيم الواردة في التوراة، على أنها تدل على مجموعة من الآلهة.
    ولو قبلنا قولهم بدلالة الكلمة على الجمع فليس بالضرورة أن يكون كل من الآلهة هؤلاء لاهوتاً مطلقاً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الجمع يدل على تعدد في الآلهة، لا على تعدد في الأقانيم، ولا يدل بالتالي على الثالوث.
    وقد ورد في المزامير ما يدل على أن المقصود هو تعدد آلهة لا تعدد أقانيم: ( 1اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ يَقْضِي: 2حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ. 3اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمَِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. 4نَجُّوا الْمَِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا.5«لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ. 6أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ. 8قُمْ يَا اَللهُ. دِنِ الأَرْضَ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ كُلَّ الأُمَمِ )[ المزمور82].

    ومن النص يتبين أيضاً إن كلاً من هؤلاء الآلهة – باستثناء الله جل وعلا – لا يمثل إلهاً مطلقاً فهم يموتون، فهم إذن مفتقرون لله جل وعلا.
    كما إن التعبير بصيغة الجمع يفهم منه كذلك التفخيم والتعظيم، وهو معروف في اللغة العبرية وغيرها، فقد ورد في سفر الخروج: ( فقال الرب لموسى: انظر. أنا جعلتك إلهاً (إلوهيم) لفرعون و هرون اخوك يكون نبيك)[ الخروج: 7 : 1]. فهنا الكلمة لا يمكن أن يراد منها الجمع، فالمخاطب بها واحد وهو موسى (عليه السلام)، وكون الرب هو من جعل موسى إلهاً ( إلوهيم ) يدل على أنه ليس لاهوتاً مطلقاً. ومثله ما ورد في صموئيل الأول: (12فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَكَلَّمَتِ الْمَرْأةُ شَاوُلُ قَائِلةً: لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟ 13فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ. 14فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟ فَقَالَتْ: رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ. فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ، فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. )[ صموئيل الأول: 28].
    فهي تقول رأيت آلهة بالجمع بينما يقول لها: ما هي صورته ! أي إنه فهم منها أنه واحد وليس جماعة، فأجابته: ( رجل شيخ )، أي شخص واحد.

    وقد ورد في تيماوثاوس ما يدل على أن عيسى تجلٍ لله في الأرض:

    (لأنّه يوجد إله وسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح)[ تيماوثاوس2: 15].

    ومن الإشارات التوراتية التي استدلوا بها على التثليث قول الملائكة: (قدوس، قدوس، قدوس، رب الجنود)[ إشعياء:6-3]، فقد كرر ذكر كلمة قدوس ثلاث مرات، ومثله قالت الحيوانات التي رآها يوحنا في رؤياه: (قدوس، قدوس، قدوس، الرب الإله القادر على كل شيء)[ الرؤيا: 4-8].

    فهم يزعمون أن تكرار كلمة ( قدوس ) ثلاث مرات إشارة إلى الثالوث، بينما معروف إن التكرار يراد منه التأكيد كما في نصوص إنجيلية وتوراتية كثيرة، منها قول اليهود: (فصرخوا قائلين: اصلبه، اصلبه)[ لوقا: 23-21].

    والحقيقة إن الاستدلال بمثل هذه النصوص يدل بلا شك على العجز الذي يستشعره المسيحيون في إثبات عقيدة التثليث.

    واستدلوا بنص الشهود الثلاثة على التثليث، وهو ما جاء في رسالة يوحنا الأولى فقد قال: ( فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم الواحد)[ يوحنا الأولى:5-7].

    هذا النص يرد عليه أنه غير منسوب لعيسى (عليه السلام)، وهو بالنتيجة يمثل فهم من كتبه، وفهمه يحتاج إلى الدليل، فالدين لا يؤخذ من الناس، بل من رب الناس ومن أرسله.

    وكذلك فإن النص لم يصف الثلاثة بأنهم آلهة ولا أنهم أقانيم، بل قال إنهم ثلاثة وإنهم يشهدون، أما كونهم واحد كما قال، فلا يدل على فكرة الأقانيم التي لا يمكن أن تتبادر إلا لذهن معبأ بها مسبقاً.

    إذن يمكن أن نفهم النص على أن المراد منه إن هؤلاء الثلاثة يشهدون على الناس، وإنهم واحد بمعنى إنهم يمثلون جهة واحدة هي جهة الحق.

    على أن من الضروري أن يعرف القارئ إن هذا النص غير موجود في سائر المخطوطات القديمة للكتاب المقدس، بل وغير موجود حتى في أول نص مطبوع، فقد أضيف لاحقاً، وقد اعترف بإضافته علماء النصرانية ومحققوها ومنهم جامعو تفسير هنري واسكات، وحذفته النسخة القياسية المنقحة ( R S V ) من نسختها الإنجليزية، كما حذفته بعض التراجم العالمية، ولكنه لا يزال موجوداً في غالب التراجم، ومنها العربية.

    يقول بنيامين ولسن مترجم المخطوطات اليونانية: (إن هذه الآية التي تشمل على الشهادة بالألوهية غير موجودة في أي مخطوط إغريقي مكتوب قبل القرن الخامس عشر، إنها لم تذكر بواسطة أي كاتب إكليركي أو أي من الآباء اللاتينيين الأولين حينما يكون الموضوع الذي يتناولونه يتطلب بطبيعته الرجوع إليها، لذلك فهي بصراحة مختلقة).

    بل حتى في بعض الترجمات العربية وردت محاطة بقوسين دلالة على الشك فيها، وقد اعترف بهذا البابا شنودا الثالث [انظر كتابه: سنوات مع أسئلة الناس. السؤال رقم4].

    يقول أحد البحوث المنشورة على الانترنيت: ( النص السابق موجود بترجمة الملك جيمس وهي التي كان أغلب النصارى يأخذون عنها للغات الأخرى. وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا النص دخيل وغير موجود إلا في بعض المخطوطات الحديثة و غير موجود في المخطوطات الأقدم ، قرر ذلك الكثير من علماء اللاهوت مما أدى إلى حذف النص من التراجم الجديدة للكتاب المقدس فحذف هذا النص كلٌ من:

    1- الترجمة الكاثوليكية الحديثة أو الرهبانية اليسوعية (العربية) (منشورات دار المشرق – بيروت).
    2- الترجمة العربية المشتركة.
    3- الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس – (كتاب الحياة) -وضعته بين قوسين هكذا [ فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ] وكتبت بالمقدمة أن ما بين الأقواس عبارة عن شرح وتفسير و غير موجود بالنص الأصلي.

    هذا بالإضافة إلى أن التراجم الأجنبية الشهيرة حذفت النص وكما ذكرنا النص غير موجود في الترجمات الحديثة مثل : ISV, ESV,ASV,….Etc
    وهذه أقوال بعض المعاجم في النص السابق مقتبسه من كتاب (القول الصحيح فيما نسب لعيسى المسيح – مشعل بن عبد الله القاضي)
    (إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة في السماء (يوحنا الأولى 5: 7 نسخة الملك جيمس) ليس جزءً حقيقياً من العهد الجديد)

    معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 711 – مطابع أبينغدون
    The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.711, Abingdon Press
    (إن العدد [رسالة يوحنا الأولى 5: 7] يقول: (فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ). إلا أنه إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد).

    معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 871 – مطابع أبينغدون
    The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.871, Abingdon Press

    ( إن العدد [رسالة يوحنا الأولى 5: 7] في النص اليوناني الأول للعهد الجديدTextus Receptus و الموجودة في نسخة الملك جيمس يوضح كيف أن يوحنا قد توصل إلى عقيدة الثالوث في هيئتها الواضحة (الآب و الكلمة و الروح القدس)، إلا أن هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية).

    قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص 1020
    The Eerdmans Bible Dictionary, Edited by Allen C. Myers, p. 1020)).انتهى.

    بطبيعة الحال إن نصاً بمثل هذه الأهمية لو كان صادراً عن عيسى (عليه السلام) لكنا وجدناه في أكثر من إنجيل على الأقل، بينما الواقع يقول إنه غير موجود حتى في إنجيل يوحنا نفسه! ولا أدري كيف يبرر المسيحيون عدم وجود هذا النص في إنجيل يوحنا، بينما يوجد في بعض نسخ رسالته ؟

    (صحيفة الصراط المستقيم ـ العدد 6 ـ الصادر بتاريخ 20 رمضان 1431 هـ الموافق ل 31/08/2010 م)



    متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

    ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

    أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

    كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

    ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

    خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎