يرد أول ذكر للنبي ايليا في الكتاب المقدس (العهد القديم) في سفر الملوك الثالث الفصل السابع عشر العدد الأول في زمن حكم الملك (آحاب ) في أواخر القرن التاسع قبل الميلاد .
يصفه الكتاب المقدس ( العهد القديم ) بأنه كان رجلا أشعر يتمنطق بحزام جلد على ظهره ويعيش في الصحراء , أمره الرب أن ينذر الملك آحاب الذي كان قد أتبع هوى وأرادة زوجته أيزابيل أبنة ملك صيدون الوثنية التي كانت تعبد الأوثان وعممت عبادتها بين الشعب الأسرائيلي و كان زوجها الملك خاضعا لها .فكلفه الرب بأيصال الرسالة التالية ( فقال أيليا التشبي من سكان جلعاد لآحاب , حي الرب اله أسرائيل الذي أنا واقف أمامه أنه ,لا يكون في هذه السنين ندى ولا مطر الا عند قولي ) 3ملوك 1:17 .
وصلّى النبي أيليا صلاة حارة الى الرب من أجل أعادة شعبه الى الأيمان ويقول الكتاب المقدس (العهد الجديد) ( كان أيليا أنسانا قابل الآلام مثلنا وقد صلّى أن لا ينزل المطر, فلم ينزل مدة ثلاث سنين وستة أشهر)رسالة يعقوب 5:17 .
كان النبي أيليا يصلّي وهو واثق من أن الرب سيستجيب لصلاته لأنها كانت نابعة من غيرته على الله والشعب, وهكذا أنحبس المطر وظهر الجفاف على الأرض, فأمرالرب النبي أن يتجه الى الشرق (أمض من هنا وتوجه شرقا وتوارى عند نهر كريت الذي تجاه الأردن . فتشرب من النهر وقد أمرت الغربان أن تقوتك هناك ) 3ملوك 17: 4- 3وهكذا كان فكانت الغربان تأتيه بالخبزواللحم ظهرا ومساء, وكان يشرب من النهر..
ونتيجة لأنحباس المطر أخذ النهر بالجفاف, فأمره الرب أن يذهب الى صرفت في صيدون وأن يقيم لدى أرملة لتعيله, وفي باب المدينة رأى أمرأة تجمع حطبا فطلب منها قليلامن الماء ليشرب وكسرة خبز , فقالت له . حي هو الرب ألهك أنه ليس لدي طحين الا ملىء راحة يد في الجرّة , وقليل من الزيت في القارورة , وها أني أجمع الحطب لأطبخه لي ولأبني نأكله ثم نموت .
فقال لها النبي لا تخافي , أدخلي فأصنعي كما قلت لك ( لأنه هكذا قال الرب أله أسرائيل.أن جرّة الطحين لا تفرغ وقارورة الزيت لا تنقص ا لى يوم يرسل الرب مطرا ثانية).ملوك3 14:17.
وظل النبي لدى الأرملة, وشاءت أرادة الرب أن يمرض أبن الأرملة ويموت مما حدا بالأرملة الى الصراخ ومعاتبة النبي قائلة له( ما لي ولك يا رجل الله, وافيتني لتذكر بذنوبي وتميت أبني . فقال لها أعطيني أبنك . وأخذه من حضنها وأصعده الى العلية التي هو نازل بها وأضجعه على سريره , وصرخ الى الرب وقال . أيها الرب ألهي , أالى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت أيضا وأمتّ أبنها ؟ وأنبسط على الغلام ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال . أيها الرب ألهي لتعد روح الغلام الى جوفه , فسمع الرب لصلوات أليا وعادت روح الغلام الى جوفه وعاد حيّا فأخذ أيليا الصبي وأنزله من العليّة الى البيت ودفعه الى أمه وقال أيليا أنظري قد عاش أبنك فقالت المرأة لأيليا الآن علمت أنك رجل الله وأن كلام الرب في فيك حقا)ملوك 3 : 18-24 بعدئذ أمر الرب النبي أيليا بالعودة الى الملك آحاب , فسوف يسمح الرب بنزول المطر مجددا فصادف النبي في طريق عودته رجلا ذو مركز كبير في بلاط الملك يدعى (عوبديا ) وكان تقيا يعرف الرب أستطاع بنفوذه أن يحمي مائة من رجال الله وأنبيائه من غضب الملكة أيزابيل غير أن ما كان ينقصه هو الشجاعة للجهر بأيمانه , بعكس النبي أيليا الذي كان يقف بوجه الملك ويوبخه .
وعندما ألتقى بالملك قال له الملك (ها أنت مكدّر أسرائيل ) فأجابه النبي , لم أكدّر أسرائيل, بل أنت وبيت أبيك , بترككم وصايا الرب ولجوئكم الى الأصنام والأوثان .
ثم طلب من الملك أن يجمع أمامه جميع السحرة وأنبياء الأصنام ليتحدّاهم أمام الشعب,فوافق الملك,وفي الموعد قال النبي أيليا للشعب .أني لوحدي , وأنبياء البعل أربعمائة وخمسون , نأخذ كلّ منا ثور ونذبحه ونقطّعه ونضعه فوق الحطب بدون أن نشعل النار , فالأله الذي يرسل نارا لتلتهم ثور جماعته هو الأله الحق , فوافق على ذلك الجميع , وهكذا تقدم أنبياء البعل الأربعمائة والخمسون نحو ذبيحتهم , وظلّوا يصرخون من الصباح الى الظهرلآلهتهم دون أن يحدث شيىء اما النبي أيليا فطلب من الشعب أن يسكبوا أثني عشر جرّة ماء على الحطب لمنعه من الأشتعال وحفرقناة حول المذبح ليتجمع فيها الماء ثم صلّى قائلا(أيها الرب أله ابراهيم واسحق وأسرائيل ليعلم اليوم أنك اله في اسرائيل وأني أنا عبدك وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمورأستجبني يا رب أستجبني ليعلم هذا الشعب أنك أيها الرب أنت الأله وأنك أنت رددت قلوبهم الى الوراء 3مل18:27-28 وللحال هبطت نار من السماء وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب وحتى لحست الماء الذي في القناة, فصاح جميع الشعب, الرب هو الأله وأمرهم النبي أيليا بالقبض على أنبياء البعل السحرة , فقبضواعليهم جميعا وذبحوهم عند نهر قيشون,وللحال ظهرت غيمة صغيرة بعيدة في البحر,سرعان ما كبرت وغطت البحر بالسحاب وهطل مطر عظيم .
بعد هذا الأنتصار العظيم للنبي أيليا على الأوثان عاد الملك آحاب وأخبر زوجته أيزابيل بما فعله النبي ايليا ,فغضبت شديدا من احتمال اضمحلال عبادة الأوثان ,فأرسلت اليه شخصا يهدده بالموت ,والغريب أن النبي خاف من هذا التهديد فهرب.وأخذ غلامه وسافر الى الجنوب نحو صحرا العرب بعيدا عن نفوذ الملكة, وعندما وصل بئر سبع ترك غلامه هناك وتوجه الى صحراء سيناء سائرا في الشمس المحرقة والرمال الحارة دون طعام أو ماء فأصابه اليأس ,غيرأن الرب لم يتركه فأرسل له ملاكا لمسه برفق وقال له, قم وكل وأعطاه خبزا مشويّة على حجارة محمّاة في النار, ورأى كوز ماء عند رأسه فأكل وشرب الماء وعاد لينام. غير أن الملاك أيقظه قائلا له , قم و كل وأشرب ثانية لأنه عليك أن تمشي مسافة بعيدة ففعل.فقام ومشى أربعين يوما واربعين ليلة حتى وصل الى جبل حوريب وهو جبل سيناء الذي عليه أعطى الرب لموسى الوصايا العشر,وعثر في الوادي على مغارة بات فيها ,ثم أمر الرب النبي أيليا أن يخرج من المغارة ويصعد الى الجبل ,فتردد ! فأرسل الرب ريحا شديدة وعاصفة وزلزلت الأرض وأنزل الرب نارا عظيمة أضاءت المكان كله حتى داخل المغارة وسمع النبي صوتا رقيقا مسّ قلبه عرف أنه صوت الرب فلفّ وجهه بردائه علامة الأحترام وقال الرب للنبي .قم واذهب راجعا في طريقك الى بريّة دمشق وأمسح حزائيل ملكا في دمشق على آرام .وأمسح ياهو بن منشّي ملكا على أسرائيل , وأليشاع بن شافاط نبيا بدلا عنك .
ويعود النبي ايليا بعد النكسة التي حدثت له وجبنه وخوفه من الملكة ايزابيل كما أمره الرب, فذهب الى الملك آحاب وقال له ( في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت, تلحس الكلاب دمك أنت أيضا) 3ملوك 19:21 , وتمت هذه النبوّة حيث لحست الكلاب دم الملك آحاب والملكة ايزابيل بعد مقتلهما في الموضع نفسه .
أما قصة كرم نابوت فهي كما يلي كما رواها الكتاب المقدس .
كان في مملكة آحاب رجل أسمه نابوت يملك كرما قريبا من قصر الملك,فأراد الملك شراؤه ليضمه الى قصره, فرفض نابوت. فغضب الملك والملكة ,فدبروا له مكيدة بأن أمروا رؤساء قرية نابوت أن يتهموه بالتجديف على الرب والملك فيحاكموه ومن ثم ينفذوا فيه حكم الموت, ففعلوا ورجموه ,وبذلك أستولى الملك على كرم نابوت.وبعد موت الملك آحاب وزوجته ايزابيلا حكم ابنه الملك (اخزيا) وكان كوالده فاعل شرّ في عيني الرب واستمر في عبادة الأوثان ولم يتعظ مما جرى لأبيه ,فأمر الرب النبي ايليا ان يذهب اليه ويوبّخه ,ففعل غير أنه لم يمل من طريق الشر بل قاوم ارادة الله فارسل سريّة من جنوده بقيادة ضابط للقبض على نبي الله, فلما رآهم النبي قال( ان كنت أنا رجل الله فلتهبط نار من السماء وتأكلك أنت وخمسييك, فهبطت نار الله من السماء فأكلته هو وخمسييه ) 4 ملوك 12:1 .ولم يفهم الملك هذه الرسالة ,فأرسل مجموعة ثانية وثالثة فكان مصيرهما كالأولى ,وأخيرا توجه نبي الله الى الملك اخزيا وقال له (كذا قال الرب بما انك بعثت رسلا لتسأل بعل زبوب أله عقرون ,كأن ليس أله في أسرائيل تلتمس كلامه ,لذلك فالسرير الذي علوته لا تنزل عنه بل تموت موتا)4ملوك16:1 فمات حسب كلام الرب.
صعود النبي ايليا الى السماء.
علم نبي الله ان ساعة ملاقاة ربه قد دنت,فأخذ تلميذه اليشع وتوجه الى بيت ايل (بيت الآلهة) وكانت مقر للأنبياء وكان ذلك بأمر من الله ليقدم لهم الوصايا والمشورة قبل ان ينتقل الى السماء ورافقه تلميذه اليشع برغبة ملحّة منه ليكون معه في الساعات الأخيرة فاستقبلوهم بنو الأنبياء (وهم التلاميذ لدى الأنبياء ) وكانوا يتوقعون كذلك قرب أنتقال النبي ايليا الى السماء,فأخذ النبي رداؤه ولفه وضرب مياه نهرالأردن,فانشقّ النهر وعبر ومعه تلميذه اليشع ,وبعد ان عبروا سأل النبي تلميذه (سلني ماذا أصنع لك قبل ان أؤخذ عنك, فقال اليشع ليكن لي سهمان في روحك,قال قد سألت أمرا صعبا ,ان أنت رأيتني عندما أؤخذ من عندك يكون لك ذلك وألا, فلا)ملوك 4 -2: 9-10 . وكان طلب اليشع نصيب اثنين من روح ايليا أن يكون كالأبن البكر للنبي لأن الأبن البكر كان له نصيبين في الميراث . حينئذ هبطت مركبة من نار وخيل وحملت ايليا الى السماء, وبهذا وحسب الكتاب المقدس فأن النبي ايليا لم يمت بل أخذ الى السماء وهو حي.
نستخلص أن نبي الله أيليا ,أختير من الرب لتبليغ رسالة لتقويم السلوك الشرير للملك آحاب ومن بعده أبنه الملك اخزيا وليؤكد للشعب أن الرب الأله هو رب الكل والقادر على كل شيء,أما نبي الله أيليا فيحق لنا أن نعتبره نبيّ النار ! فمعظم المعجزات التي تمت بواسطته كانت النار وسيلتها وحتى صعوده الى السماء كانت المركبة والخيول التي أقلته الى السماء جميعها من نار.
أما الصفات التي أتّصف بها فنستطيع أن نختصرها بما يلي .
كان رجل صوم وصلاة بصورة دائمة *
كان رجلا شجاعا لا يهاب من أية قوة أرضية لأنه كان معتمدا كليّا على الرب وواثق *
من أن الرب لن يخذله أبدا , فوقف في وجه الملك آحاب وأبنه الملك أخزيا وفي وجه السحرة أنبياء زبعبول , والمرة الوحيدة التي خاف فيها وهرب , كان هربه من غضب ايزابيلا , ومن المؤكد أن ذلك كان من تدبير الرب .
يصفه الكتاب المقدس ( العهد القديم ) بأنه كان رجلا أشعر يتمنطق بحزام جلد على ظهره ويعيش في الصحراء , أمره الرب أن ينذر الملك آحاب الذي كان قد أتبع هوى وأرادة زوجته أيزابيل أبنة ملك صيدون الوثنية التي كانت تعبد الأوثان وعممت عبادتها بين الشعب الأسرائيلي و كان زوجها الملك خاضعا لها .فكلفه الرب بأيصال الرسالة التالية ( فقال أيليا التشبي من سكان جلعاد لآحاب , حي الرب اله أسرائيل الذي أنا واقف أمامه أنه ,لا يكون في هذه السنين ندى ولا مطر الا عند قولي ) 3ملوك 1:17 .
وصلّى النبي أيليا صلاة حارة الى الرب من أجل أعادة شعبه الى الأيمان ويقول الكتاب المقدس (العهد الجديد) ( كان أيليا أنسانا قابل الآلام مثلنا وقد صلّى أن لا ينزل المطر, فلم ينزل مدة ثلاث سنين وستة أشهر)رسالة يعقوب 5:17 .
كان النبي أيليا يصلّي وهو واثق من أن الرب سيستجيب لصلاته لأنها كانت نابعة من غيرته على الله والشعب, وهكذا أنحبس المطر وظهر الجفاف على الأرض, فأمرالرب النبي أن يتجه الى الشرق (أمض من هنا وتوجه شرقا وتوارى عند نهر كريت الذي تجاه الأردن . فتشرب من النهر وقد أمرت الغربان أن تقوتك هناك ) 3ملوك 17: 4- 3وهكذا كان فكانت الغربان تأتيه بالخبزواللحم ظهرا ومساء, وكان يشرب من النهر..
ونتيجة لأنحباس المطر أخذ النهر بالجفاف, فأمره الرب أن يذهب الى صرفت في صيدون وأن يقيم لدى أرملة لتعيله, وفي باب المدينة رأى أمرأة تجمع حطبا فطلب منها قليلامن الماء ليشرب وكسرة خبز , فقالت له . حي هو الرب ألهك أنه ليس لدي طحين الا ملىء راحة يد في الجرّة , وقليل من الزيت في القارورة , وها أني أجمع الحطب لأطبخه لي ولأبني نأكله ثم نموت .
فقال لها النبي لا تخافي , أدخلي فأصنعي كما قلت لك ( لأنه هكذا قال الرب أله أسرائيل.أن جرّة الطحين لا تفرغ وقارورة الزيت لا تنقص ا لى يوم يرسل الرب مطرا ثانية).ملوك3 14:17.
وظل النبي لدى الأرملة, وشاءت أرادة الرب أن يمرض أبن الأرملة ويموت مما حدا بالأرملة الى الصراخ ومعاتبة النبي قائلة له( ما لي ولك يا رجل الله, وافيتني لتذكر بذنوبي وتميت أبني . فقال لها أعطيني أبنك . وأخذه من حضنها وأصعده الى العلية التي هو نازل بها وأضجعه على سريره , وصرخ الى الرب وقال . أيها الرب ألهي , أالى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت أيضا وأمتّ أبنها ؟ وأنبسط على الغلام ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال . أيها الرب ألهي لتعد روح الغلام الى جوفه , فسمع الرب لصلوات أليا وعادت روح الغلام الى جوفه وعاد حيّا فأخذ أيليا الصبي وأنزله من العليّة الى البيت ودفعه الى أمه وقال أيليا أنظري قد عاش أبنك فقالت المرأة لأيليا الآن علمت أنك رجل الله وأن كلام الرب في فيك حقا)ملوك 3 : 18-24 بعدئذ أمر الرب النبي أيليا بالعودة الى الملك آحاب , فسوف يسمح الرب بنزول المطر مجددا فصادف النبي في طريق عودته رجلا ذو مركز كبير في بلاط الملك يدعى (عوبديا ) وكان تقيا يعرف الرب أستطاع بنفوذه أن يحمي مائة من رجال الله وأنبيائه من غضب الملكة أيزابيل غير أن ما كان ينقصه هو الشجاعة للجهر بأيمانه , بعكس النبي أيليا الذي كان يقف بوجه الملك ويوبخه .
وعندما ألتقى بالملك قال له الملك (ها أنت مكدّر أسرائيل ) فأجابه النبي , لم أكدّر أسرائيل, بل أنت وبيت أبيك , بترككم وصايا الرب ولجوئكم الى الأصنام والأوثان .
ثم طلب من الملك أن يجمع أمامه جميع السحرة وأنبياء الأصنام ليتحدّاهم أمام الشعب,فوافق الملك,وفي الموعد قال النبي أيليا للشعب .أني لوحدي , وأنبياء البعل أربعمائة وخمسون , نأخذ كلّ منا ثور ونذبحه ونقطّعه ونضعه فوق الحطب بدون أن نشعل النار , فالأله الذي يرسل نارا لتلتهم ثور جماعته هو الأله الحق , فوافق على ذلك الجميع , وهكذا تقدم أنبياء البعل الأربعمائة والخمسون نحو ذبيحتهم , وظلّوا يصرخون من الصباح الى الظهرلآلهتهم دون أن يحدث شيىء اما النبي أيليا فطلب من الشعب أن يسكبوا أثني عشر جرّة ماء على الحطب لمنعه من الأشتعال وحفرقناة حول المذبح ليتجمع فيها الماء ثم صلّى قائلا(أيها الرب أله ابراهيم واسحق وأسرائيل ليعلم اليوم أنك اله في اسرائيل وأني أنا عبدك وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمورأستجبني يا رب أستجبني ليعلم هذا الشعب أنك أيها الرب أنت الأله وأنك أنت رددت قلوبهم الى الوراء 3مل18:27-28 وللحال هبطت نار من السماء وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب وحتى لحست الماء الذي في القناة, فصاح جميع الشعب, الرب هو الأله وأمرهم النبي أيليا بالقبض على أنبياء البعل السحرة , فقبضواعليهم جميعا وذبحوهم عند نهر قيشون,وللحال ظهرت غيمة صغيرة بعيدة في البحر,سرعان ما كبرت وغطت البحر بالسحاب وهطل مطر عظيم .
بعد هذا الأنتصار العظيم للنبي أيليا على الأوثان عاد الملك آحاب وأخبر زوجته أيزابيل بما فعله النبي ايليا ,فغضبت شديدا من احتمال اضمحلال عبادة الأوثان ,فأرسلت اليه شخصا يهدده بالموت ,والغريب أن النبي خاف من هذا التهديد فهرب.وأخذ غلامه وسافر الى الجنوب نحو صحرا العرب بعيدا عن نفوذ الملكة, وعندما وصل بئر سبع ترك غلامه هناك وتوجه الى صحراء سيناء سائرا في الشمس المحرقة والرمال الحارة دون طعام أو ماء فأصابه اليأس ,غيرأن الرب لم يتركه فأرسل له ملاكا لمسه برفق وقال له, قم وكل وأعطاه خبزا مشويّة على حجارة محمّاة في النار, ورأى كوز ماء عند رأسه فأكل وشرب الماء وعاد لينام. غير أن الملاك أيقظه قائلا له , قم و كل وأشرب ثانية لأنه عليك أن تمشي مسافة بعيدة ففعل.فقام ومشى أربعين يوما واربعين ليلة حتى وصل الى جبل حوريب وهو جبل سيناء الذي عليه أعطى الرب لموسى الوصايا العشر,وعثر في الوادي على مغارة بات فيها ,ثم أمر الرب النبي أيليا أن يخرج من المغارة ويصعد الى الجبل ,فتردد ! فأرسل الرب ريحا شديدة وعاصفة وزلزلت الأرض وأنزل الرب نارا عظيمة أضاءت المكان كله حتى داخل المغارة وسمع النبي صوتا رقيقا مسّ قلبه عرف أنه صوت الرب فلفّ وجهه بردائه علامة الأحترام وقال الرب للنبي .قم واذهب راجعا في طريقك الى بريّة دمشق وأمسح حزائيل ملكا في دمشق على آرام .وأمسح ياهو بن منشّي ملكا على أسرائيل , وأليشاع بن شافاط نبيا بدلا عنك .
ويعود النبي ايليا بعد النكسة التي حدثت له وجبنه وخوفه من الملكة ايزابيل كما أمره الرب, فذهب الى الملك آحاب وقال له ( في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت, تلحس الكلاب دمك أنت أيضا) 3ملوك 19:21 , وتمت هذه النبوّة حيث لحست الكلاب دم الملك آحاب والملكة ايزابيل بعد مقتلهما في الموضع نفسه .
أما قصة كرم نابوت فهي كما يلي كما رواها الكتاب المقدس .
كان في مملكة آحاب رجل أسمه نابوت يملك كرما قريبا من قصر الملك,فأراد الملك شراؤه ليضمه الى قصره, فرفض نابوت. فغضب الملك والملكة ,فدبروا له مكيدة بأن أمروا رؤساء قرية نابوت أن يتهموه بالتجديف على الرب والملك فيحاكموه ومن ثم ينفذوا فيه حكم الموت, ففعلوا ورجموه ,وبذلك أستولى الملك على كرم نابوت.وبعد موت الملك آحاب وزوجته ايزابيلا حكم ابنه الملك (اخزيا) وكان كوالده فاعل شرّ في عيني الرب واستمر في عبادة الأوثان ولم يتعظ مما جرى لأبيه ,فأمر الرب النبي ايليا ان يذهب اليه ويوبّخه ,ففعل غير أنه لم يمل من طريق الشر بل قاوم ارادة الله فارسل سريّة من جنوده بقيادة ضابط للقبض على نبي الله, فلما رآهم النبي قال( ان كنت أنا رجل الله فلتهبط نار من السماء وتأكلك أنت وخمسييك, فهبطت نار الله من السماء فأكلته هو وخمسييه ) 4 ملوك 12:1 .ولم يفهم الملك هذه الرسالة ,فأرسل مجموعة ثانية وثالثة فكان مصيرهما كالأولى ,وأخيرا توجه نبي الله الى الملك اخزيا وقال له (كذا قال الرب بما انك بعثت رسلا لتسأل بعل زبوب أله عقرون ,كأن ليس أله في أسرائيل تلتمس كلامه ,لذلك فالسرير الذي علوته لا تنزل عنه بل تموت موتا)4ملوك16:1 فمات حسب كلام الرب.
صعود النبي ايليا الى السماء.
علم نبي الله ان ساعة ملاقاة ربه قد دنت,فأخذ تلميذه اليشع وتوجه الى بيت ايل (بيت الآلهة) وكانت مقر للأنبياء وكان ذلك بأمر من الله ليقدم لهم الوصايا والمشورة قبل ان ينتقل الى السماء ورافقه تلميذه اليشع برغبة ملحّة منه ليكون معه في الساعات الأخيرة فاستقبلوهم بنو الأنبياء (وهم التلاميذ لدى الأنبياء ) وكانوا يتوقعون كذلك قرب أنتقال النبي ايليا الى السماء,فأخذ النبي رداؤه ولفه وضرب مياه نهرالأردن,فانشقّ النهر وعبر ومعه تلميذه اليشع ,وبعد ان عبروا سأل النبي تلميذه (سلني ماذا أصنع لك قبل ان أؤخذ عنك, فقال اليشع ليكن لي سهمان في روحك,قال قد سألت أمرا صعبا ,ان أنت رأيتني عندما أؤخذ من عندك يكون لك ذلك وألا, فلا)ملوك 4 -2: 9-10 . وكان طلب اليشع نصيب اثنين من روح ايليا أن يكون كالأبن البكر للنبي لأن الأبن البكر كان له نصيبين في الميراث . حينئذ هبطت مركبة من نار وخيل وحملت ايليا الى السماء, وبهذا وحسب الكتاب المقدس فأن النبي ايليا لم يمت بل أخذ الى السماء وهو حي.
نستخلص أن نبي الله أيليا ,أختير من الرب لتبليغ رسالة لتقويم السلوك الشرير للملك آحاب ومن بعده أبنه الملك اخزيا وليؤكد للشعب أن الرب الأله هو رب الكل والقادر على كل شيء,أما نبي الله أيليا فيحق لنا أن نعتبره نبيّ النار ! فمعظم المعجزات التي تمت بواسطته كانت النار وسيلتها وحتى صعوده الى السماء كانت المركبة والخيول التي أقلته الى السماء جميعها من نار.
أما الصفات التي أتّصف بها فنستطيع أن نختصرها بما يلي .
كان رجل صوم وصلاة بصورة دائمة *
كان رجلا شجاعا لا يهاب من أية قوة أرضية لأنه كان معتمدا كليّا على الرب وواثق *
من أن الرب لن يخذله أبدا , فوقف في وجه الملك آحاب وأبنه الملك أخزيا وفي وجه السحرة أنبياء زبعبول , والمرة الوحيدة التي خاف فيها وهرب , كان هربه من غضب ايزابيلا , ومن المؤكد أن ذلك كان من تدبير الرب .