ماقاله البابا شوندا الثالث ؟!!!
(الابن في المسيحية ليس نتيجة تناسل جسداني. حاشا أن تنادي المسيحية بهذا، فالله روح (يو4 : 24). و هو منزه عن التناسل الجسدي. و الابن في المسيحية هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل. و بنوة الابن من الآب في الثالوث المسيحي، مثلما نقول (العقل يلد فكراً) ومع ذلك فالعقل وفكره كيان واحد. ولا علاقة لهما بالتناسل الجسداني ... الفكر يخرج من العقل ويظل فيه، غير منفصل عنه. أما في التناسل الجسداني، فالابن له كيان مستقل قائم بذاته منفصل عن أبيه وأمه. وكل من الأب والأم له كيان قائم بذاته منفصل عن الآخر. و هنا نجد خلافاً مع الثالوث المسيحي. الله في الثالوث المسيحي فهو كائن منذ الأزل، وعقله فيه منذ الأزل، وروحه فيه منذ الأزل. لم يمر وقت كان فيه أحد هذه الأقانيم غير موجود) (1).
واضح إن البابا يحاول جاهداً تضليل قارئه بافتراض أن ولادة الأقنوم الثاني على حد تعبيرهم شبيهة بولادة الفكر من العقل، ويتناسى أن وجود الفكر هو وجود اعتباري لا حقيقي. ثم إن البابا يترك فكرته مضطربة، متناقضة، ولا أدري كيف لم يشعر أن سياقها يناقض ما يريده تماماً، بل لعله شعر بذلك فتركها مبتورة دون إكمال.
فهو يقابل بين ولادة الفكر من العقل والولادة الجسدية، ويقرر أن الولادة الجسدية تقتضي استقلال المولود، وهذا يعني أن عليه أن يقول بعدم استقلال الفكر المولود عن العقل، ويناقض بذلك قولهم باستقلالية الأقانيم.
ويقول أيضاً: (الملاحظة الأخرى التي أوردها القديس أوغسطينوس هي، قال: إلى أبى وأبيكم ، ولم يقل إلى أبينا. وقال: إلى إلهي وإلهكم ، ولم يقل إلهنا مفرقاً بين علاقته بالآب، وعلاقتهم به.
فهو أبي من جهة الجوهر والطبيعة واللاهوت، حسبما قلت من قبل (أنا والآب واحد)
(يو10 :30). واحد في اللاهوت والطبيعة والجوهر. لذلك دعيت في الإنجيل بالابن الوحيد (يو3 : 16، 18) (1يو4 : 9). أما أنتم قد دعيتم أبناء من جهة الإيمان (وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه) (يو1: 12). وكذلك أبناء من جهة المحبة كما قال يوحنا الرسول (انظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعي أولاد الله) (1يو3 : 1). و باختصار هي بنوة من نوع التبني، كما قال بولس الرسول: (إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبني، الذي به نصرخ يا أبانا، الآب) ( رو8 : 15). و قيل (ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني) (غل 4 : 5) [ أنظر أيضاً ( رو 9 :5)، (أف 1 : 5) ]. إذن هو أبي بمعني، وأبوكم بمعني آخر)(2).
أقول: إن كلام القديس أوغسطينوس غريب حقاً، فقوله: (إلهي وإلهكم) هو نفسه القول: (إلهنا)، فالتفريق في الضمير المضاف إليه، أي (ياء المتكلم) و (وكاف المخاطب) لا يتضمن أية دلالة على أنه إله لعيسى ع بكيفية تختلف عن إلوهيته لهم.
أما كلام البابا شنودا فهو من نوع المصادرة والتحكم كما هو واضح، وعلى البابا أن يقدم دليله على أن أبوة الله لعيسى هي من جهة الجوهر والطبيعة واللاهوت كما يزعم. وإذا كان مقصودهم أن إله عيسى يختلف عن إلههم، فإله عيسى هو الله أو الآب كما يعبرون، فهل يقولون أن الآب ليس إلهاً لهم وأن إلههم هو الابن فقط ؟ ثم ألا يشعرون أنهم بهذا القول يدمرون المثلث الإلهي الذي يؤمنون به ؟ فالآب لم يعد أحد الأقانيم الثلاثة للإله الذي يؤمنون به، وكذلك الابن لم يعد ينتمي للدائرة الأقنومية.
ولا ينفعه في هذا الصدد استشهاده بقول عيسى ع: (أنا والآب واحد)؛ لأن المقصود منه هو إن هدفنا واحد ونحن بالتالي نمثل جهة واحدة، أي إن عيسى ع لا يعمل سوى مشيئة الآب: (34 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ)(3). كما أن هنا واحدية (أنا والآب واحد)، بينما تقتضي البنوة إثنينية.
أما قوله: (لذلك دعيت في الإنجيل بالابن الوحيد) فهو يعتمد على تحرير معنى البنوة قبل كل شيء، فالوحيد صفة للبنوة ودلالتها تتقرر بالنتيجة تبعاً لدلالة البنوة. أما بقية كلامه واستشهاداته فلا قيمة لها دون تحرير دلالة ما تقدم.
#من كتاب شبيه عيسى أو من هو المصلوب
1- البابا شنودا الثالث - سنوات مع أسئلة الناس: السؤال رقم 3.
2- البابا شنودا الثالث - سنوات مع أسئلة الناس: سؤال رقم17.
3- يوحنا: 4.
(الابن في المسيحية ليس نتيجة تناسل جسداني. حاشا أن تنادي المسيحية بهذا، فالله روح (يو4 : 24). و هو منزه عن التناسل الجسدي. و الابن في المسيحية هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل. و بنوة الابن من الآب في الثالوث المسيحي، مثلما نقول (العقل يلد فكراً) ومع ذلك فالعقل وفكره كيان واحد. ولا علاقة لهما بالتناسل الجسداني ... الفكر يخرج من العقل ويظل فيه، غير منفصل عنه. أما في التناسل الجسداني، فالابن له كيان مستقل قائم بذاته منفصل عن أبيه وأمه. وكل من الأب والأم له كيان قائم بذاته منفصل عن الآخر. و هنا نجد خلافاً مع الثالوث المسيحي. الله في الثالوث المسيحي فهو كائن منذ الأزل، وعقله فيه منذ الأزل، وروحه فيه منذ الأزل. لم يمر وقت كان فيه أحد هذه الأقانيم غير موجود) (1).
واضح إن البابا يحاول جاهداً تضليل قارئه بافتراض أن ولادة الأقنوم الثاني على حد تعبيرهم شبيهة بولادة الفكر من العقل، ويتناسى أن وجود الفكر هو وجود اعتباري لا حقيقي. ثم إن البابا يترك فكرته مضطربة، متناقضة، ولا أدري كيف لم يشعر أن سياقها يناقض ما يريده تماماً، بل لعله شعر بذلك فتركها مبتورة دون إكمال.
فهو يقابل بين ولادة الفكر من العقل والولادة الجسدية، ويقرر أن الولادة الجسدية تقتضي استقلال المولود، وهذا يعني أن عليه أن يقول بعدم استقلال الفكر المولود عن العقل، ويناقض بذلك قولهم باستقلالية الأقانيم.
ويقول أيضاً: (الملاحظة الأخرى التي أوردها القديس أوغسطينوس هي، قال: إلى أبى وأبيكم ، ولم يقل إلى أبينا. وقال: إلى إلهي وإلهكم ، ولم يقل إلهنا مفرقاً بين علاقته بالآب، وعلاقتهم به.
فهو أبي من جهة الجوهر والطبيعة واللاهوت، حسبما قلت من قبل (أنا والآب واحد)
(يو10 :30). واحد في اللاهوت والطبيعة والجوهر. لذلك دعيت في الإنجيل بالابن الوحيد (يو3 : 16، 18) (1يو4 : 9). أما أنتم قد دعيتم أبناء من جهة الإيمان (وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه) (يو1: 12). وكذلك أبناء من جهة المحبة كما قال يوحنا الرسول (انظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعي أولاد الله) (1يو3 : 1). و باختصار هي بنوة من نوع التبني، كما قال بولس الرسول: (إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التبني، الذي به نصرخ يا أبانا، الآب) ( رو8 : 15). و قيل (ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني) (غل 4 : 5) [ أنظر أيضاً ( رو 9 :5)، (أف 1 : 5) ]. إذن هو أبي بمعني، وأبوكم بمعني آخر)(2).
أقول: إن كلام القديس أوغسطينوس غريب حقاً، فقوله: (إلهي وإلهكم) هو نفسه القول: (إلهنا)، فالتفريق في الضمير المضاف إليه، أي (ياء المتكلم) و (وكاف المخاطب) لا يتضمن أية دلالة على أنه إله لعيسى ع بكيفية تختلف عن إلوهيته لهم.
أما كلام البابا شنودا فهو من نوع المصادرة والتحكم كما هو واضح، وعلى البابا أن يقدم دليله على أن أبوة الله لعيسى هي من جهة الجوهر والطبيعة واللاهوت كما يزعم. وإذا كان مقصودهم أن إله عيسى يختلف عن إلههم، فإله عيسى هو الله أو الآب كما يعبرون، فهل يقولون أن الآب ليس إلهاً لهم وأن إلههم هو الابن فقط ؟ ثم ألا يشعرون أنهم بهذا القول يدمرون المثلث الإلهي الذي يؤمنون به ؟ فالآب لم يعد أحد الأقانيم الثلاثة للإله الذي يؤمنون به، وكذلك الابن لم يعد ينتمي للدائرة الأقنومية.
ولا ينفعه في هذا الصدد استشهاده بقول عيسى ع: (أنا والآب واحد)؛ لأن المقصود منه هو إن هدفنا واحد ونحن بالتالي نمثل جهة واحدة، أي إن عيسى ع لا يعمل سوى مشيئة الآب: (34 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ)(3). كما أن هنا واحدية (أنا والآب واحد)، بينما تقتضي البنوة إثنينية.
أما قوله: (لذلك دعيت في الإنجيل بالابن الوحيد) فهو يعتمد على تحرير معنى البنوة قبل كل شيء، فالوحيد صفة للبنوة ودلالتها تتقرر بالنتيجة تبعاً لدلالة البنوة. أما بقية كلامه واستشهاداته فلا قيمة لها دون تحرير دلالة ما تقدم.
#من كتاب شبيه عيسى أو من هو المصلوب
1- البابا شنودا الثالث - سنوات مع أسئلة الناس: السؤال رقم 3.
2- البابا شنودا الثالث - سنوات مع أسئلة الناس: سؤال رقم17.
3- يوحنا: 4.