#سنة #سلفية #عام
كثرت هذه الايام مقولة *ان من يجعل بينه وبين الله واسطة مشرك كافر* فلنرَ نسبة صحة هذا القول ومدى توافقه مع القرآن
(...يدعون أنهم لا يريدون أن يجعلوا بينهم وبين الله واسطة وشفيعاً، وأن من يجعل بينه وبين الله واسطة فهو مشرك وكافر، وغفلوا عن أنّ هذا هو تماماً موقف إبليس (لعنه الله) الذي رفض أمر الله سبحانه بأن يجعل آدم (ع) واسطة وشفيعاً له بين يدي الله سبحانه، فإبليس (لعنه الله) كان يعبد الله بل كان طاووس الملائكة لكثرة عبادته ولم يرفض عبادة الله، ولكنه رفض أن يسجد لآدم وأن يكون آدم قبلته إلى الله، وبهذا رفض إبليس (لعنه الله) أن يكون آدم (ع) واسطته إلى الله وشفيعه بين يدي الله.
وهذا هو موقف هؤلاء الجهلة اليوم ، إنه موقف إبليس السابق بعينه، هؤلاء لم يفقهوا شيئاً من الدين والتوحيد، ومرقوا من الدين كما أخبر عنهم رسول الله ص، ولم يفقهوا من الدين حتى القشور، ويا ليتهم يلتفتون لأنفسهم ويقرؤون قصص الأنبياء والمرسلين، ويقرؤون القرآن بتدبر، ولكن هيهات بعد اللتيا والتي، فهم لا يعرفون إلا عالم الأجسام ويريدون صب العلم كله من خلال معرفتهم المحدودة، مع أنّ الله لم ينظر إلى عالم الأجسام منذ أن خلقه كما قال رسول الله ص، ويفصلون عالم الأرواح عن عالم الأجسام فصلاً تاماً وكأنه لا علاقة له به، فلا روح لها أثر ولا نفع ولا ضر ولا شفاعة عندهم، حتى أرواح الأنبياء والأوصياء، ولو تدبروا كتاب الله لميزوا بين سلام عيسى (ع) على نفسه وسلام الله على يحيى، فهذا حال عيسى (ع): ﴿وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً﴾، وهذا حال يحيى (ع): ﴿وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً﴾. مع أنّ عيسى (ع) أعلى مقاماً من يحيى (ع).
فلو تدبروا الآيات لعلموا أن عيسى (ع) وصل بالارتقاء حتى أصبح هو الذي يسلم ويعطي الأمان لنفسه ولغيره، فهو شفيع مقبول الشفاعـة بمرتبة عالية في الدنيا وفي الآخـرة، أما يحـيى (ع) فقد سلّم عليه الله سبحانه وتعالى، فعيسى (ع) عند هؤلاء الجهلة لا يضر ولا ينفع والله سبحانه وتعالى جعله هو الذي يسلم على نفسه ويعطي الأمان لنفسه فأصبح هو السلام والأمان، بينما الذي يعطي الأمان ويسلم بالأصل هو الله سبحانه وتعالى السلام المؤمن.
فعيسى (ع) يسلم ويعطي الأمان؛ لأن عيسى (ع) مفوض إليه هذا الأمر، وإلا فكيف له أن يقرر لفرد أنه آمن ومبارك في ساحة الله إن لم يكن قد فوض له هذا الأمر، وعلة هذا التفويض هي: أن عيسى (ع) هو تجلي الله سبحانه في مرتبة تؤهله لذلك، فعيسى (ع) هو طلعة الله (..... وبطلعتك في ساعير وظهورك في جبل فاران .....) .
#كتاب_التوحيد
#كتب_احمد_الحسن (ع)#Ahmed_Alhasan_books
------------------------------------------------------------------------
*رابط جميع الكتب*
*التوحيد*
*المتشابهات*
كثرت هذه الايام مقولة *ان من يجعل بينه وبين الله واسطة مشرك كافر* فلنرَ نسبة صحة هذا القول ومدى توافقه مع القرآن
(...يدعون أنهم لا يريدون أن يجعلوا بينهم وبين الله واسطة وشفيعاً، وأن من يجعل بينه وبين الله واسطة فهو مشرك وكافر، وغفلوا عن أنّ هذا هو تماماً موقف إبليس (لعنه الله) الذي رفض أمر الله سبحانه بأن يجعل آدم (ع) واسطة وشفيعاً له بين يدي الله سبحانه، فإبليس (لعنه الله) كان يعبد الله بل كان طاووس الملائكة لكثرة عبادته ولم يرفض عبادة الله، ولكنه رفض أن يسجد لآدم وأن يكون آدم قبلته إلى الله، وبهذا رفض إبليس (لعنه الله) أن يكون آدم (ع) واسطته إلى الله وشفيعه بين يدي الله.
وهذا هو موقف هؤلاء الجهلة اليوم ، إنه موقف إبليس السابق بعينه، هؤلاء لم يفقهوا شيئاً من الدين والتوحيد، ومرقوا من الدين كما أخبر عنهم رسول الله ص، ولم يفقهوا من الدين حتى القشور، ويا ليتهم يلتفتون لأنفسهم ويقرؤون قصص الأنبياء والمرسلين، ويقرؤون القرآن بتدبر، ولكن هيهات بعد اللتيا والتي، فهم لا يعرفون إلا عالم الأجسام ويريدون صب العلم كله من خلال معرفتهم المحدودة، مع أنّ الله لم ينظر إلى عالم الأجسام منذ أن خلقه كما قال رسول الله ص، ويفصلون عالم الأرواح عن عالم الأجسام فصلاً تاماً وكأنه لا علاقة له به، فلا روح لها أثر ولا نفع ولا ضر ولا شفاعة عندهم، حتى أرواح الأنبياء والأوصياء، ولو تدبروا كتاب الله لميزوا بين سلام عيسى (ع) على نفسه وسلام الله على يحيى، فهذا حال عيسى (ع): ﴿وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً﴾، وهذا حال يحيى (ع): ﴿وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً﴾. مع أنّ عيسى (ع) أعلى مقاماً من يحيى (ع).
فلو تدبروا الآيات لعلموا أن عيسى (ع) وصل بالارتقاء حتى أصبح هو الذي يسلم ويعطي الأمان لنفسه ولغيره، فهو شفيع مقبول الشفاعـة بمرتبة عالية في الدنيا وفي الآخـرة، أما يحـيى (ع) فقد سلّم عليه الله سبحانه وتعالى، فعيسى (ع) عند هؤلاء الجهلة لا يضر ولا ينفع والله سبحانه وتعالى جعله هو الذي يسلم على نفسه ويعطي الأمان لنفسه فأصبح هو السلام والأمان، بينما الذي يعطي الأمان ويسلم بالأصل هو الله سبحانه وتعالى السلام المؤمن.
فعيسى (ع) يسلم ويعطي الأمان؛ لأن عيسى (ع) مفوض إليه هذا الأمر، وإلا فكيف له أن يقرر لفرد أنه آمن ومبارك في ساحة الله إن لم يكن قد فوض له هذا الأمر، وعلة هذا التفويض هي: أن عيسى (ع) هو تجلي الله سبحانه في مرتبة تؤهله لذلك، فعيسى (ع) هو طلعة الله (..... وبطلعتك في ساعير وظهورك في جبل فاران .....) .
#كتاب_التوحيد
#كتب_احمد_الحسن (ع)#Ahmed_Alhasan_books
------------------------------------------------------------------------
*رابط جميع الكتب*
*التوحيد*
*المتشابهات*