إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

تنصيب الأول للخلافة

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • أبو محمد الأنصاري
    مشرف
    • 06-10-2009
    • 325

    تنصيب الأول للخلافة

    تنصيب الاول للخلافة


    لا يوجد نص معتبر لا في القرآن الكريم ولا في السنة، ينص على تنصيب الرسول (ص) لأبي بكر أو عمر، بل إن عقيدة أبناء العامة في خلافة الشيخين هي الشورى واختيار الناس لا غير، فعندهم أن الرسول (ص) مات ولم ينصب خليفة من بعده وترك الأمة بلا راعٍ، وأن الحجة في خلافة أبي بكر هي مبايعة أغلب المهاجرين والأنصار له، والحجة في خلافة عمر بن الخطاب هي تنصيبه من قبل أبي بكر، والدليل القاطع في عدم تنصيب الرسول (ص) لأبي بكر هو اعتراف أبي بكر وعمر بن الخطاب أنفسهما أمام المهاجرين والأنصار.
    ولنأتي الى الحجج التي احتج بها أبو بكر وعمر ، في استحقاق أبي بكر للخلافة، سنرى أنها ليس فيها دليل عن رسول الله (ص)، وسنرى أيضاً ، أن تلك الحجج لا تفيد أحقية أبي بكر في الخلافة أصلاً:

    الاحتجاج الأول:
    هو ما ادعاه القوم من أن رسول الله (ص) قد أمر أبا بكر أن يأم المسلمين قبل وفاته (ص)، وهذ ما جاء على لسان عمر بن الخطاب في احتجاجه على الأنصار:
    عن عاصم عن زرعن عبد الله قال: ( لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الانصار منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر رضى الله عنه فقال يا معشر الانصار ألستم تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر رضى الله عنه ان يؤم الناس فايكم تطيب نفسه ان يتقدم أبا بكر رضى الله عنه فقالت الانصار نعوذ بالله ان نتقدم أبا بكر ) مسند احمد ج 1 ص 21.
    فلو كان رسول الله (ص) قد نص على خلافة أبي بكر لاحتج بذلك عمر ولكان ذلك الحجة القاطعة التي ما بعدها حجة، وكذلك لما اختلف المهاجرون والأنصار على الخلافة حتى وصل الأمر الى سل السيوف، وكادت أن تراق الدماء!!
    وهذا خير دليل على عدم وجود أي نص من رسول الله (ص) في تنصيب أبي بكر للخلافة، ولو كان لذلك النص أدنى رائحة لما تركه عمر واحتج بإمامة أبي بكر للمسلمين في الصلاة قبل وفاة رسول الله (ص)، فمن الأقوى النص الصريح في الخلافة أم مجرد التقديم لإمامة الجماعة في الصلاة،
    الاحتجاج الثاني:
    الخوف من حصول الفتنة بين المهاجرين والأنصار في تنازعهم على الخلافة، فمن أجل فض النزاع تمت البيعة لأبي بكر، وهذا ما جاء على لسان عمر بن الخطاب في فتنة السقيفة بين المهاجرين والأنصار:
    عن عمر في قصة الخلاف والشجار الذي حدث بين المهاجرين والأنصار في النزاع على الخلافة: ( ... فكثر اللغط وارتفعت الاصوات حتى فرقت من الاختلاف فقلت ابسط يدك يا ابا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الانصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة ... ) صحيح البخاري ج 8 ص 27- 28.
    ثم يواصل عمر كلامه في نفس القصة ليأتي بحجة أخرى تبرر اختيار أبي بكر للخلافة، قائلاً: ( قال عمر وانا والله ما وجدنا فيما حضرنا من امر اقوى من مبايعة أبي بكر خشينا ان فارقنا القوم ولم تكن بيعة ان يبايعوا رجلا منهم بعدنا فاما بايعناهم على ما لا نرضى واما نخالفهم فيكون فساد فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة ان يقتلا ) صحيح البخاري ج 8 ص 28.
    وكلام عمر بن الخطاب واضح وجلي بأن اختيار أبي بكر للخلافة غير مستند الى نص من رسول الله (ص)، بل التنصيب مستند الى اجتهاد عمر ورأيه، بدليل قوله: ( وانا والله ما وجدنا فيما حضرنا من امر اقوى من مبايعة أبي بكر ) أي إن هذا الخيار هو ما حضرهم أثناء الحادثة لفض الخلاف والنزاع الذي كاد يصل الى القتل!!!
    ثم نجد عمر بن الخطاب متذبذباً في تبرير تنصيب أبي بكر للخلافة، فتارة يقول إنه فعل ذلك لتجنب الخلاف والنزاع الذي حصل في نفس الحادثة، فيقول: ( فكثر اللغط وارتفعت الاصوات حتى فرقت من الاختلاف فقلت ابسط يدك يا ابا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الانصار )، وتارة يقول بأنه فعل ذلك لكي لا يذهب الأنصار بمعزل عن المهاجرين وينصبوا رجلاً من الأنصار للخلافة، وهذا ما لا يرضى به عمر بن الخطاب، حيث قال: ( وانا والله ما وجدنا فيما حضرنا من امر اقوى من مبايعة أبي بكر خشينا ان فارقنا القوم ولم تكن بيعة ان يبايعوا رجلا منهم بعدنا فاما بايعناهم على ما لا نرضى واما نخالفهم فيكون فساد )، والظاهر ان هذا هو هدف عمر الرئيسي، وكأن خلافة رسول الله (ص) هرج ومرج من غلب عليها نالها، ولله في خلقه شؤون !!!
    ومن كلام عمر يتضح أن تنصيب أبي بكر لم يستند حتى الى الشورى واجماع الحاضرين من المسلمين، فضلاً عن الغائبين والمعارضين، ففي قمة الخلاف والاعتراض على تنصيب أبي بكر يباغت عمر الناس ويبايع أبا بكر للالتفاف على هذا الاعتراض وتذويبه، وفي معنى ذلك فليتأمل المتأملون.
    والقول في أن تنصيب أبي بكر لم يستند الى اختيار المسلمين، ليس رأيي الخاص، بل هذا ما صرح به عمر نفسه، حيث قال بعد أن وصف الفوضى الحاصله أثناء تنصيب أبي بكر: ( فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة ان يقتلا )، أي ان من يفعل مثل ما حصل في تنصيب أبي بكر، لا يجوز اتباعه، بل يجوز قتل المبايِع والمبايَع، وكلامه واضح جداً في أن الطريقة التي نصب بها أبا بكر للخلافة خاطئة.
    ولذلك نجد عمر بن الخطاب يصف مبايعة أبي بكر بأنها فلتة وقى الله شرها المسلمين، إذ قال: ( ثم انه بلغني ان قائلا منكم يقول والله لو مات عمر بايعت فلاناً فلا يغترن امرؤ ان يقول انما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت الا وانها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس منكم من تقطع الاعناق إليه مثل أبي بكر من بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة ان يقتلا ) صحيح البخاري ج 8 ص 26.
    وكلام عمر صريح في أن بيعة أبي بكر لم تستند الى مشورة المسلمين، وأنها فلتة كان يتوقع منها الشر على المسلمين ولكن الله وقاهم من ذلك الشر المرتقب!!!
    فبربكم يا مسلمين يا مؤمنين يا عقلاء هل تتقبلون أن تتأسس خلافة الرسول الأعظم (ص) على فلتة ؟!! ومن المعلوم أن أبا بكر هو الذي نص على خلافة عمر، فتكون خلافة عمر مبنية على فلتة، وعمر هو الذي رشح عثمان بن عفان ضمن ستة للخلافة، فتكون خلافة عثمان مبنية على فلتة أيضاً، ولم تنته الفلتات الى أن استلم علي بن أبي طالب الخلافة، لأنه لم ينص عليه أحد من أصحاب الفلتة بالخلافة، بربكم أ ترضون لدين محمد (ص) أن يكون بهذه الفوضى والاضطراب ؟!!!

    الاحتجاج الثالث:
    الخوف على الأمة من الارتداد لأنها ما زالت في بداية اسلامها، فلو لم يكن بعد رسول الله (ص) خليفة لحصل الارتداد والاختلاف، وهذا الكلام جاء على لسان أبي بكر نفسه، في اعتذاره لرافع بن أبي رافع عندا عاتبه على القبول بالخلافة وتولي أمور المسلمين:
    عن طارق بن شهاب عن رافع بن أبي رافع قال: ( لما استخلف الناس أبا بكر، قلت: صاحبي الذي أمرني أن لا أتأمر على رجلين، فارتحلت فانتهيت إلى المدينة فتعرضت لأبي بكر، فقلت له يا أبا بكر أتعرفني ؟ قال: نعم ؟ قلت: أتذكر شيئاً قلته لي أن لا أتأمر على رجلين، وقد وليت أمر الامة ؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض والناس حديث عهد بكفر فخفت عليهم أن يرتدوا وأن يختلفوا فدخلت فيها وأنا كاره ... ) كنز العمال ج 5 ح 14043ص 586.
    فلو كان أبا بكر قد نص عليه الرسول (ص) بالخلافة، لما احتاج الى هذا العذر الضعيف، ولقال لرافع: بأن الرسول هو الذي نص عليَّ ونصبني للخلافة، فلا يجوز لي مخالفة رسول الله (ص)، وعندها لا يمكن لرافع أن يفتح فمه مع أبي بكر أصلاً.
    وليت شعري هل أن أبا بكر أرأف بالأمة من رسول الله (ص)، حيث يخاف على الأمة من الارتداد أن بقيت من غير خليفة، ورسول الله (ص) يموت ويترك الامة بلا راع رهينة الاختلاف والضياع؟!!! أم ان هذه الحكمة اكتشفها أبو بكر وغابت عن رسول الله (ص) ؟!!!

    الاحتجاج الرابع:
    الاحتجاج بقوله تعالى: ( ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )، فما دام أن أبا بكر كان مع رسول الله (ص) في الغار فهو أولى من غير بالخلافة !! وهذا القول احتج به عمر على المسلمين في أولوية أبي بكر بالخلافة:
    عن سالم بن عبيد، قال: ( ... ثم خرج ( أبو بكر ) واجتمع المهاجرون يتشاورون فقالوا انطلقوا إلى إخواننا من الانصار فان لهم في هذا الامر نصيباً فانطلقوا فقال رجل من الانصار منا أمير ومنكم أمير فأخذ عمر رضى الله عنه بيد أبى بكر فقال أخبروني من له هذه الثلاث ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن من صاحبه إن الله معنا فأخذ بيد أبى بكر فضرب عليها وقال للناس بايعوه فبايعوه بيعة حسنة جميلة ) مجمع الزوائد للهيثمى ج 5 ص 182.
    وغير ذلك من الحجج التي لا رائحة للتنصيب فيها، والتي هي مردودة ولا يمكن ان يستدل بها على أمر عظيم مثل استحقاق خلافة الرسول محمد (ص).
    ومما يؤكد عدم تنصيب الرسول (ص) لابي بكر تردد ابو بكر وخوفه واعلان ذلك للناس، مع التاكيد بأن له شيطان يعتريه مما يفقده توازنه وقد يؤدي إلى اذية من حوله:
    جاء في مجمع الزوائد للهيثمى ج 5 ص 183:
    وعن عيسى بن عطية قال قام أبو بكر الصديق الغد حين بويع فخطب الناس فقال أيها الناس إنى قد أقلتكم رأيكم إنى لست بخيركم فبايعوا خيركم فقاموا إليه فقالوا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت والله خيرنا فقال يا أيها الناس إن الناس دخلوا في الاسلام طوعا وكرها فهم عواد الله وجيران الله فان استطعتم أن لا يطلبنكم الله بشئ من ذمته فافعلوا إن لى شيطانا يحضرني فإذا رأيتموني فأجيبوني لا أمثل بأشعاركم وانشادكم يا أيها الناس تفقدوا ضرائب علمائكم إنه لا ينبغى للحم نبت من سحت أن يدخل الجنة الا وراعوني بأنصاركم فان استقمت فاتبعوني وان زغت فقوموني وإن أطعت الله فأطيعوني وإن عصيت الله فاعصوني .
    وفي كنز العمال للمتقي الهندي ج 5 ص 589:
    عن الحسن أن أبا بكر الصديق خطب فقال: أما والله ما أنا بخيركم ولقد كنت لمقامي هذا كارها، ولوددت أن فيكم من يكفيني أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن لا أقوم بها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي، وكان معه ملك، وإن لي شيطانا يعتريني فإذا غضبت فاجتنبوني أن لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ألا فراعوني، فان استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني قال الحسن: خطبة والله ما خطب بها بعده.
    وايضا مما يؤكد عدم تنصيب الرسول محمد (ص) لابي بكر، هو ترشيح ابي بكر لعمر وابي عبيدة بن الجراح للخلافة ودعوته الناس لاختيار احدها للخلافة، حسب ما نقله البخاري في صحيحة:
    صحيح البخارى ج 8 ص 27:
    عن عمر قال: ... فتكلم أبو بكر فكان هو احلم مني واوقر والله ما ترك من كلمة اعجبتني في تزويري الا قال في بديهته مثلها أو افضل حتى سكت فقال ما ذكرتم فيكم من خير فانتم له اهل ولم يعرف هذا الامر الا لهذا الحي من قريش هم اوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم احد هذين الرجلين فبايعوا ايهما شئتم فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم اكره مما قال غيرها كان والله ان اقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من اثم احب الي من ان اتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم الا ان تسول الي نفسي عند الموت شيئاً لا اجده الآن فقال قائل الانصار انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا امير ومنكم امير يا معشر قريش .
    فلو كان الرسول (ص) قد نصب وعين ابا بكر للخلافة لما ترك ذلك ابو بكر ولجأ إلى تعيين أو ترشيح عمر وابي عبيدة بن الجراح، ولانتفت كل تلك الحيرة والتردد، ولكان كلام الرسول (ص) هو الفيصل الذي لا يمكن تجاوزه لمن آمن بالاسلام.
    وبعد ذلك يتبين بما لايقبل الشك ان تنصيب ابي بكر للخلافة غير مستمد من الرسول محمد (ص)، وانما هو اجتهاد وترشيح من عمر بن الخطاب بتبريرات واهية لا يحسن الالتفات اليها بالمرة، ، اذن لابد ان نبحث عمن نصبه الرسول محمد (ص) للخلافة، لانه قد دل الدليل الشرعي والعقلي على ضرورة تنصيب خليفة معين بعد الرسول محمد (ص) وان ترك ذلك مجانب للحكمة ومجانب للرحمة التي بعث فيها الرسول (ص)، فكيف يترك امته للاهواء والاراء والاختلاف الذي جر الويلات على مر العصور ؟!
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎