الخطبة الاولى:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي السلام عليكم...
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) [سورة الكهف 9]
( ثم قال له ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك ؟ فوقع نافع على قدميه يقبلها ويقول : ثكلتني امى ، إن سيفي بألف وفـرسي مثله فوالله الذي من بك علي لا فارقتك حتى يكلا عن فري وجرى .
ثم دخل الحسين خيمة زينب ووقف نافع بإزاء الخيمة ينتظره فسمع زينب تقول له : هل استعلمت من اصحابك نياتهم فاني اخشى ان يسلموك عنـد الوثبة .
فقال لها: والله لقـد بلوتهـم فما وجـدت فيهم إلا الاشـوس الاقعس يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل إلى محالب امه.
قال نافع: فلا سمعت هذا منه بكيت وأتيت حبيب بن مظاهر وحكيت ما سمعت منه ومن اخته زينب ... وقال هلموا معي لنواجه النسـوة ونطيب خاطرهـن فجـاء حبيب ومعـه أصحابه وصـاح : يا معشر حرائـر رسـول الله هذه صوارم فتيانكم آلـوا ألا يغمدوها إلا في رقاب من يريد السوء فيكم وهذه اسنة غلمانـكـم أقسمـوا ألا يركزوها إلا في صدور من يفرق ناديكم . فخرجن النساء اليهم ببكاء وعويل وقلن ايها الطيبون حامـوا عن بنـات رسول الله وحرائر أمير المؤمنين فضج القوم بالبكاء حتى كأن الأرض تميد بهم ) مقتل الحسين – المقرم.
قال الامام الحسين ع لأصحابه : (... أما بعد فاني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر فجزاكم الله عني خيرا، ألا وإني لأظن يوما لنا من هؤلاء ألا وإني قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم حرج مني ولا ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا.
فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل: ذلك لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا، بدأهم بهذا القول العباس بن علي وأتبعته الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه، فقال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم بن عقيل فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم، فقالوا: سبحان الله ما يقول الناس؟ نقول إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل ذلك ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلنا، ونقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك.
وقام إليه مسلم بن عوسجة، فقال: أنحن نخلي عنك، وبما نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ لا والله حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك، أما والله لو علمت أني اقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتله واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا.
وقام زهير بن القين فقال: والله لوددت أني قتلت نشرت ثم قتلت حتى اقتل هكذا ألف مرة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك. ... ) بحار الانوار.
نتوقف عند هذا القدر ونكمل في الخطبة الثانية ان شاء الله...
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وصل على علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي السجاد ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والحجة الخلف الهادي المهدي وأحمد ابن محمد وصي الامام المهدي والمهديين من ولده حججك على عبادك وأمنائك في بلادك صلاة كثيرة دائمة.
سؤال/ 80: وزير الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) وخليفته ووصيه هل يكون هاشمياً، أم غير هاشمي؟ وأصحاب الإمام المهدي (ع) هل هم أفضل من أصحاب رسول الله (ص) وأصحاب الأئمة (ع) وأصحاب الحسين (ع)، أم أنّ أصحاب الحسين (ع) أفضل منهم؟
الجواب: [ ... أما بالنسبة لبقية أصحاب الإمام المهدي (ع) الثلاث مائة وثلاثة عشر، فهم: صفوة الخلق منذ أن خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، وكما قال عنهم سيد الموحدين وأمير المؤمنين (ع) ما معناه: (بأبي وأمي هم من عدةٍ أسماؤهم في السماء معروفة، وفي الأرض مجهولة، لا يسبقهم الأولون بعمل، ولا يلحقهم الآخرون) ([115]).
وهم قطعاً أفضل من أصحاب رسول الله، وأفضل من أصحاب الحسين (ع)، ... ] المتشابهات ج3
[ ... ورأس الحسين بن علي (ع) نطق مرات عديدة، وفي أكثر من مرة سُمع ([48]) يكرّر هذه الآية: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا منْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾ ([49])، وسُمع يقرأ منها فقط: ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾ ([50]).
وذلك لأنّ أصحاب الكهف - وهم أصحاب القائم (ع) - هم الذين يأخذون بثأر الحسـين (ع)، وينتقمون من الظالمين، ويقلبون أمر الظالمين رأساً على عقب، ولهذا سُمع رأس الحسين (ع) أيضاً يقرأ: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ ([51]).
وكذلك أصحاب القائم (ع) قوم عابدون مخلصون لله سبحانه وتعالى، لا يرون القوة إلا بالله، يؤمنون بالله وعليه يتوكلون ويقارعون أكبر قوى الظلم والاستكبار على الأرض، وهي المملكة الحديدية التي أكلت وداست كل الممالك على الأرض كما أخبر عنها دانيال ([52])، وهي متمثلة الآن بامريكا دولة الشيطان ([52]).
ولهذا سُمع رأس الحسين (ع) يقرأ أيضاً: ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ ([54])، لأنه لن يأخذ بثأره إلا من كانوا مصداقاً لهذه الآية الكريمة: ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾. ...
أما ما روي أنّ أصحاب الكهف الذين يبعثون مع القائم (ع) هم بعض المخلصين من أصحاب رسول الله (ص)، وأصحاب أمير المؤمنين علي (ع) كمالك الأشتر، فليس المقصود هم أنفسهم، بل المراد في هذه الروايات هو نظائرهم من أصحاب القائم (ع)، أي إنّ هناك رجلاً من أصحاب القائم (ع) هو نظير مالك الأشتر في الشجاعة والحنكة والقيادة والشدة في ذات الله وطاعة الله والأخلاق الكريمة وكثير من الصفات التي امتاز بها مالك الأشتر، فلذلك يصفه الأئمة بأنه مالك الأشتر. ... ] المتشابهات ج3 س72
سؤال/ 123: لماذا أخرج الحسين (ع) طفله عبد الله الرضيع (ع) ...
الجواب: [ الحسين (ع) أخرج رضيعه ليطلب له الماء، وكان يعلم أنه يقتل. ...
واعلم أنّ مصاب الحسين (ع) قد خفّف عنكم الكثير الكثير مما لا طاقة لكم على حمله من ظلم الظالمين، لتنالوا رضا الله سبحانه، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار.
لقد فدى الحسين (ع) دماءكم بدمه الشريف المقدس، وفدى نساءكم وأعراضكم بخير نساء العالمين من الأولين والآخرين بعد أمها فاطمة (ع)، وهي زينب (ع)، وفدى أبناءكم بالرضيع.
والإمام المهدي (ع) وأنا العبد الفقير المسكين أكثر خلق الله رقابنا مثقلة بفضل الحسين (ع)، ودين الحسين (ع) قد أثقل ظهري ، ولا طاقة لي بوفائه إلا أن يوفيه الله عني.
واعلم أنّ الإمام المهدي (ع) عندما يقول للحسين (ع) : (لأبكينك بدل الدموع دماً) ([31])، يقولها على الحقيقة لا المبالغة، وهذا لأنّ الحسين (ع) فدى قضية الإمام المهدي (ع) بدمه الشريف وبنفسه المقدسة، فجعل نفسه فداء لقضية الإمام المهدي (ع)، فهو ذبيح الله، أي كما أنك عندما تبني بيتاً تفدي له كبشاً، كذلك الله سبحانه وتعالى لما بنى عرشه وسماواته وأرضه جعل فداءها الحسين (ع).
وقضية الإمام المهدي (ع) هي قضية الله وخاتمة الإنذار الإلهي، وهي قضية عرش الله سبحانه وملكه وحاكميته في أرضه، قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ ([32]) أي بالحسين (ع)، والمفدى هو الإمام المهدي (ع)، فسلام على ذبيح السلام والحق والعدل.
واعلم أنّ علياً الأكبر (ع) ذبيح الإسلام، كما أنّ الحسين (ع) ذبيح الله، والحمد لله وحده. ] المتشابهات ج4 س123
نختم بهذا الدعاء أو الزيارة ان شاء الله...
[ ... السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أهل بيت الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام
السلام عليك يا أبا عبد الله سلام العارف بحرمتك المخلص في ولايتك المتقرب إلى الله بمحبتك البريء من أعدائك, سلام من قلبه بمصابك مقروح ,ودمعه عند ذكرك مسفوح, سلام المفجوع الحزين, الواله المستكين, سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه حد السيوف, وبذل حشاشته دونك للحتوف وجاهد بين يديك ونصرك على من بغى عليك وفداك بروحه وجسده وماله وولده. وروحه لروحك فداء وأهله لأهلك وقاء، فلئن أخرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور ولم أكن لمن حاربك محارباً ولمن نصب لك العداوة مناصباً فلأندبنك صباحا ومساء ولأبكين لك بدل الدموع دما حسرة عليك وتأسفا على ما دهاك حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب ,إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين.] خطاب محرم
هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آ مَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [سورة العصر]
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي السلام عليكم...
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) [سورة الكهف 9]
( ثم قال له ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك ؟ فوقع نافع على قدميه يقبلها ويقول : ثكلتني امى ، إن سيفي بألف وفـرسي مثله فوالله الذي من بك علي لا فارقتك حتى يكلا عن فري وجرى .
ثم دخل الحسين خيمة زينب ووقف نافع بإزاء الخيمة ينتظره فسمع زينب تقول له : هل استعلمت من اصحابك نياتهم فاني اخشى ان يسلموك عنـد الوثبة .
فقال لها: والله لقـد بلوتهـم فما وجـدت فيهم إلا الاشـوس الاقعس يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل إلى محالب امه.
قال نافع: فلا سمعت هذا منه بكيت وأتيت حبيب بن مظاهر وحكيت ما سمعت منه ومن اخته زينب ... وقال هلموا معي لنواجه النسـوة ونطيب خاطرهـن فجـاء حبيب ومعـه أصحابه وصـاح : يا معشر حرائـر رسـول الله هذه صوارم فتيانكم آلـوا ألا يغمدوها إلا في رقاب من يريد السوء فيكم وهذه اسنة غلمانـكـم أقسمـوا ألا يركزوها إلا في صدور من يفرق ناديكم . فخرجن النساء اليهم ببكاء وعويل وقلن ايها الطيبون حامـوا عن بنـات رسول الله وحرائر أمير المؤمنين فضج القوم بالبكاء حتى كأن الأرض تميد بهم ) مقتل الحسين – المقرم.
قال الامام الحسين ع لأصحابه : (... أما بعد فاني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر فجزاكم الله عني خيرا، ألا وإني لأظن يوما لنا من هؤلاء ألا وإني قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم حرج مني ولا ذمام هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا.
فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل: ذلك لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا، بدأهم بهذا القول العباس بن علي وأتبعته الجماعة عليه فتكلموا بمثله ونحوه، فقال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم بن عقيل فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم، فقالوا: سبحان الله ما يقول الناس؟ نقول إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل ذلك ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلنا، ونقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك.
وقام إليه مسلم بن عوسجة، فقال: أنحن نخلي عنك، وبما نعتذر إلى الله في أداء حقك؟ لا والله حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك، أما والله لو علمت أني اقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتله واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا.
وقام زهير بن القين فقال: والله لوددت أني قتلت نشرت ثم قتلت حتى اقتل هكذا ألف مرة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك. ... ) بحار الانوار.
نتوقف عند هذا القدر ونكمل في الخطبة الثانية ان شاء الله...
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وصل على علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي السجاد ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والحجة الخلف الهادي المهدي وأحمد ابن محمد وصي الامام المهدي والمهديين من ولده حججك على عبادك وأمنائك في بلادك صلاة كثيرة دائمة.
سؤال/ 80: وزير الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) وخليفته ووصيه هل يكون هاشمياً، أم غير هاشمي؟ وأصحاب الإمام المهدي (ع) هل هم أفضل من أصحاب رسول الله (ص) وأصحاب الأئمة (ع) وأصحاب الحسين (ع)، أم أنّ أصحاب الحسين (ع) أفضل منهم؟
الجواب: [ ... أما بالنسبة لبقية أصحاب الإمام المهدي (ع) الثلاث مائة وثلاثة عشر، فهم: صفوة الخلق منذ أن خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، وكما قال عنهم سيد الموحدين وأمير المؤمنين (ع) ما معناه: (بأبي وأمي هم من عدةٍ أسماؤهم في السماء معروفة، وفي الأرض مجهولة، لا يسبقهم الأولون بعمل، ولا يلحقهم الآخرون) ([115]).
وهم قطعاً أفضل من أصحاب رسول الله، وأفضل من أصحاب الحسين (ع)، ... ] المتشابهات ج3
[ ... ورأس الحسين بن علي (ع) نطق مرات عديدة، وفي أكثر من مرة سُمع ([48]) يكرّر هذه الآية: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا منْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾ ([49])، وسُمع يقرأ منها فقط: ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾ ([50]).
وذلك لأنّ أصحاب الكهف - وهم أصحاب القائم (ع) - هم الذين يأخذون بثأر الحسـين (ع)، وينتقمون من الظالمين، ويقلبون أمر الظالمين رأساً على عقب، ولهذا سُمع رأس الحسين (ع) أيضاً يقرأ: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ ([51]).
وكذلك أصحاب القائم (ع) قوم عابدون مخلصون لله سبحانه وتعالى، لا يرون القوة إلا بالله، يؤمنون بالله وعليه يتوكلون ويقارعون أكبر قوى الظلم والاستكبار على الأرض، وهي المملكة الحديدية التي أكلت وداست كل الممالك على الأرض كما أخبر عنها دانيال ([52])، وهي متمثلة الآن بامريكا دولة الشيطان ([52]).
ولهذا سُمع رأس الحسين (ع) يقرأ أيضاً: ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ ([54])، لأنه لن يأخذ بثأره إلا من كانوا مصداقاً لهذه الآية الكريمة: ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾. ...
أما ما روي أنّ أصحاب الكهف الذين يبعثون مع القائم (ع) هم بعض المخلصين من أصحاب رسول الله (ص)، وأصحاب أمير المؤمنين علي (ع) كمالك الأشتر، فليس المقصود هم أنفسهم، بل المراد في هذه الروايات هو نظائرهم من أصحاب القائم (ع)، أي إنّ هناك رجلاً من أصحاب القائم (ع) هو نظير مالك الأشتر في الشجاعة والحنكة والقيادة والشدة في ذات الله وطاعة الله والأخلاق الكريمة وكثير من الصفات التي امتاز بها مالك الأشتر، فلذلك يصفه الأئمة بأنه مالك الأشتر. ... ] المتشابهات ج3 س72
سؤال/ 123: لماذا أخرج الحسين (ع) طفله عبد الله الرضيع (ع) ...
الجواب: [ الحسين (ع) أخرج رضيعه ليطلب له الماء، وكان يعلم أنه يقتل. ...
واعلم أنّ مصاب الحسين (ع) قد خفّف عنكم الكثير الكثير مما لا طاقة لكم على حمله من ظلم الظالمين، لتنالوا رضا الله سبحانه، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار.
لقد فدى الحسين (ع) دماءكم بدمه الشريف المقدس، وفدى نساءكم وأعراضكم بخير نساء العالمين من الأولين والآخرين بعد أمها فاطمة (ع)، وهي زينب (ع)، وفدى أبناءكم بالرضيع.
والإمام المهدي (ع) وأنا العبد الفقير المسكين أكثر خلق الله رقابنا مثقلة بفضل الحسين (ع)، ودين الحسين (ع) قد أثقل ظهري ، ولا طاقة لي بوفائه إلا أن يوفيه الله عني.
واعلم أنّ الإمام المهدي (ع) عندما يقول للحسين (ع) : (لأبكينك بدل الدموع دماً) ([31])، يقولها على الحقيقة لا المبالغة، وهذا لأنّ الحسين (ع) فدى قضية الإمام المهدي (ع) بدمه الشريف وبنفسه المقدسة، فجعل نفسه فداء لقضية الإمام المهدي (ع)، فهو ذبيح الله، أي كما أنك عندما تبني بيتاً تفدي له كبشاً، كذلك الله سبحانه وتعالى لما بنى عرشه وسماواته وأرضه جعل فداءها الحسين (ع).
وقضية الإمام المهدي (ع) هي قضية الله وخاتمة الإنذار الإلهي، وهي قضية عرش الله سبحانه وملكه وحاكميته في أرضه، قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ ([32]) أي بالحسين (ع)، والمفدى هو الإمام المهدي (ع)، فسلام على ذبيح السلام والحق والعدل.
واعلم أنّ علياً الأكبر (ع) ذبيح الإسلام، كما أنّ الحسين (ع) ذبيح الله، والحمد لله وحده. ] المتشابهات ج4 س123
نختم بهذا الدعاء أو الزيارة ان شاء الله...
[ ... السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أهل بيت الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام
السلام عليك يا أبا عبد الله سلام العارف بحرمتك المخلص في ولايتك المتقرب إلى الله بمحبتك البريء من أعدائك, سلام من قلبه بمصابك مقروح ,ودمعه عند ذكرك مسفوح, سلام المفجوع الحزين, الواله المستكين, سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه حد السيوف, وبذل حشاشته دونك للحتوف وجاهد بين يديك ونصرك على من بغى عليك وفداك بروحه وجسده وماله وولده. وروحه لروحك فداء وأهله لأهلك وقاء، فلئن أخرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور ولم أكن لمن حاربك محارباً ولمن نصب لك العداوة مناصباً فلأندبنك صباحا ومساء ولأبكين لك بدل الدموع دما حسرة عليك وتأسفا على ما دهاك حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب ,إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين.] خطاب محرم
هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آ مَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [سورة العصر]