الخطبة الاولى:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
المتشابهات ج4 [ سؤال/ 176: قال تعالى: ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ ([380]). ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ([381]).
هل يوجد فرق بين دفع الله في الآية الأولى، ودفع الله في الآية الثانية؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
الدفع الأول هو: دفع بالمؤمنين عن المؤمنين، أي قيام بعض المؤمنين بالواجب أدى إلى رفع العقوبة عن المجتمع الإيماني، وبالتالي دفعت العقوبة عن المتقاعسين بالعاملين، كما هو حال دفع الله سبحانه بالثلاث مئة وثلاثة عشر من أصحاب طالوت عن بقية جيشه: ﴿وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ﴾ فكان سبب النصر هؤلاء المؤمنين ([382]).
أما الدفع الثاني: فهو دفع الكافرين بالمؤمنين بالجهاد والقتال في سبيل الله.
وعلى الأول (الدفع الأول) وباعتبار أنه كرم إلهي، تصلح الأرض؛ لأنه نصر المؤمنين مع عدم استحقاقهم كمجتمع، إنما المستحق هم (القلة)، فبهم دُفع عن الفاشلين والمتقاعسين، ولولا هذا الدفع لهُزم المؤمنون؛ لأن المجتمع يستحق الهزيمة، وهذه الهزيمة تسبب فساد الأرض وتسلط المفسدين، وأذى المجتمع الإيماني.
وعلى الثاني (الدفع الثاني) فإنه لولا هذا الدفع لانهار المجتمع الإيماني، والدين الإلهي، ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِـعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً﴾، وبالنتيجة لولا الجهاد لانتهى الدين الإلهي على هذه الأرض. ]
الجهاد باب الجنة [ إضاءة من جهاد بني إسرائيل
قصة طالوت :
جماعة طالوت هم جماعة مؤمنة من بني إسرائيل حبسوا أنفسهم على أمر الله سبحانه وتعالى، وحاشا لله سبحانه وتعالى أن يترك من حبسوا أنفسهم على أمره دون أن يفرّج عنهم، فلم يقبلوا حاكمية الناس والانتخابات لاختيار ملك لهم، بل طلبوا من الله سبحانه وتعالى أن يعيـّن لهم ملكاً؛ لأنهم مؤمنون بحاكمية الله سبحانه وتعالى ولا يرضون بالبديل الشيطاني عنها، وهو حاكمية الناس: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾([65]).
ولكن هل تخلو جماعة مؤمنة من المنافقين ؟ وهكذا اعترض المنافقون على أمر الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾([66]).
والنتيجة سار طالوت بالمجاهدين ليقاتلوا في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله:
﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾([67]). وجاء الامتحان الإلهي ليميز الطيب من الخبيث، وليبين فضل أهل الفضل من هذه الجماعة المؤمنة:
﴿.. إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ..﴾.
لم تكن مسألة عطش وشرب ماء، بل كانت مسألة إيمان هذه الجماعة بالله وبولي الله وخليفته في أرضه والتسليم له وطاعته، ومسألة اليقين بنصر الله وبفتح الله للمؤمنين به وبخليفته في أرضه، فظهرت تلك الفئات في ساحة المعركة، فئة استيقنت أمر الله فلا يبالي أفرادها إن وقعوا على الموت أو وقع الموت عليهم: ﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾. وفئة ارتجفت أقدامهم لما رأوا ضخامة جيش جالوت ولكنهم حاربوا هذه النكسة في نفوسمهم، أمّا الفئة الثالثة فقد خسروا المعركة في نفوسهم ولم يجدوا إلاّ الهزيمة يتحدثون عنها؛ لأنهم مهزومون من الداخل: ﴿قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ﴾. ]
نتوقف عند هذا القدر، ونكمل في الخطبة الثانية ان شاء الله...
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...
... (نكمل الموضوع الذي ابتدأناه في الخطبة الأولى) ...
العجل ج1 ((مقتطفان)) [ طالــوت (ع)
قال تعالى: ...
بعد موسى (ع) بمدّة ليست بقصيرة تسلط جالوت الكافر وجنوده على بني إسرائيل، واستضعفوهم وأخرجوهم من ديارهم، ولم يكن هذا التسلط الطاغوتي على بني إسرائيل إلاّ بسبب ضعف الأيمان والتقوى، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والركون إلى الحياة الدنيا، وترك الجهاد والتمرد على الأنبياء والأوامر الإلهية. وعوامل كثيرة أدّت ببني إسرائيل إلى الرجوع لحالة شبيهة بحالتهم قبل بعث موسى (ع)، وهي حالة الخضوع والتسليم للطاغوت التي كان علاجها التيه في صحراء سيناء. فشاء الله سبحانه أن يتسلط على بني إسرائيل جالوت وجنوده، لعل بعضهم يثوب إلى رشده ويتوب إلى ربه، وتحصل حالة إصلاح في جماعة بني إسرائيل، كالتي حدثت في صحراء سيناء في سنين التيه الأربعين عندما نشأ جيل في تلك الصحراء، وحمل كلمة لا إله إلاّ الله إلى أهل الأرض، وبالفعل فقد نشأ هذه المرّة في بني إسرائيل جيل صالح، وأمة ربانية مجاهدة، وهم الثلاثمائة والثلاث عشر رجلاً الذين عبروا مع طالوت النهر، الفتنة التي امتحنهم الله بها ليرى مدى التزامهم بالأوامر الإلهية وطاعتهم لنبيهم ولطالوت القائد المعين من الله. كما نشأ في بني إسرائيل جماعة هم أقل أيماناً من هؤلاء النخبة، وهم الذين اغترفوا غرفة من النهر، ومن الضروري أن نعرف أنّ فتنة النهر كانت ضرورية لتمحيص المؤمنين، وإبراز المقربين وأهل الإخلاص منهم، ثم إنّها كانت كبيرة حيث كان جنود بني إسرائيل في حالة عطش شديدة عند وصولهم إلى النهر، فالذين شربوا من الماء كانوا لا يريدون الهلاك عطشاً حسب زعمهم، فكانت الحياة عندهم أهم من طاعة الله، أمّا الذين لم يشربوا من الماء فكانوا يرون الهلاك عطشاً في طاعة الله خير من البقاء أحياء في معصية الله، بل كانوا على يقين أنّ الله سبحانه الذي نهاهم عن الشرب من هذا النهر سيبدلهم خيراً منه، ولم يكن سبحانه ليتركهم يهلكوا عطشاً. وهكذا نرى أنّ هؤلاء الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً انتصروا على جالوت وجنوده حال عبورهم النهر.
أمّا أولئك الذين شربوا من النهر، فإنّهم هُزموا وأحسوا بالوهن والضعف حال معصيتهم لله وأطاعتهم للهوى والشيطان، فلم يكن قولهم: (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) إلاّ تحصيل حاصل و إبراز للهزيمة التي انطوت عليها نفوسهم.
والتقى الجمعان، حزب الله بقيادة طالوت، وحزب الشيطان بقيادة جالوت. وكان جيش جالوت متفوقاً عدّة وعدداً، ولم يكن مع طالوت إلاّ القليل من المؤمنين الذين لم يشربوا من النهر والذين اغترفوا غرفة، وكان معه المنافقون الذين شربوا من النهر، وقبل أن تبدأ المعركة التجأ النخبة الإلهية والأمة الربانية إلى الله، وطلبوا منه الصبر والثبات والنصر، فأيدهم الله بنصره: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى﴾([87])، فقتل أحد هؤلاء المؤمنين المخلصين لله جالوت، فهزم الجمع وولوا الدبر، ونكص الشيطان على عقبيه، وقال: ﴿إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ﴾([88])، ولم يكن هذا العبد الصالح الذي قتل جالوت إلاّ داود (ع) الذي اصطفاه الله سبحانه بعد ذلك وجعله نبياً عظيماً وملكاً عادلاً، بعد أن كان مؤمناً مخلصا لله ومجاهداً شجاعاً لا يخشى إلاّ الله ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾([89]). ]
نختم بهذا الدعاء ان شاء الله...
[ 11- عند الزوال ( يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل شر يا من يعطي الكثير بالقليل يا من يعطي من سأله يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة اعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة فانه غير منقوص ما أعطيت وزدني من فضلك يا كريم ) . ثم يقبض على لحيته بيساره ويلوذ بسبابة يمينه ويقول : ( يا ذا الجلال والإكرام يا ذا النعماء والجود يا ذا المن والطول حرم شيبتي على النار ). ] من الاذكار اليومية من الموقع الرئيسي (مجموعة أذكار أرجوا المداومة عليها)
هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر]
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
المتشابهات ج4 [ سؤال/ 176: قال تعالى: ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ ([380]). ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ([381]).
هل يوجد فرق بين دفع الله في الآية الأولى، ودفع الله في الآية الثانية؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
الدفع الأول هو: دفع بالمؤمنين عن المؤمنين، أي قيام بعض المؤمنين بالواجب أدى إلى رفع العقوبة عن المجتمع الإيماني، وبالتالي دفعت العقوبة عن المتقاعسين بالعاملين، كما هو حال دفع الله سبحانه بالثلاث مئة وثلاثة عشر من أصحاب طالوت عن بقية جيشه: ﴿وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ﴾ فكان سبب النصر هؤلاء المؤمنين ([382]).
أما الدفع الثاني: فهو دفع الكافرين بالمؤمنين بالجهاد والقتال في سبيل الله.
وعلى الأول (الدفع الأول) وباعتبار أنه كرم إلهي، تصلح الأرض؛ لأنه نصر المؤمنين مع عدم استحقاقهم كمجتمع، إنما المستحق هم (القلة)، فبهم دُفع عن الفاشلين والمتقاعسين، ولولا هذا الدفع لهُزم المؤمنون؛ لأن المجتمع يستحق الهزيمة، وهذه الهزيمة تسبب فساد الأرض وتسلط المفسدين، وأذى المجتمع الإيماني.
وعلى الثاني (الدفع الثاني) فإنه لولا هذا الدفع لانهار المجتمع الإيماني، والدين الإلهي، ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِـعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً﴾، وبالنتيجة لولا الجهاد لانتهى الدين الإلهي على هذه الأرض. ]
الجهاد باب الجنة [ إضاءة من جهاد بني إسرائيل
قصة طالوت :
جماعة طالوت هم جماعة مؤمنة من بني إسرائيل حبسوا أنفسهم على أمر الله سبحانه وتعالى، وحاشا لله سبحانه وتعالى أن يترك من حبسوا أنفسهم على أمره دون أن يفرّج عنهم، فلم يقبلوا حاكمية الناس والانتخابات لاختيار ملك لهم، بل طلبوا من الله سبحانه وتعالى أن يعيـّن لهم ملكاً؛ لأنهم مؤمنون بحاكمية الله سبحانه وتعالى ولا يرضون بالبديل الشيطاني عنها، وهو حاكمية الناس: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾([65]).
ولكن هل تخلو جماعة مؤمنة من المنافقين ؟ وهكذا اعترض المنافقون على أمر الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾([66]).
والنتيجة سار طالوت بالمجاهدين ليقاتلوا في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله:
﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾([67]). وجاء الامتحان الإلهي ليميز الطيب من الخبيث، وليبين فضل أهل الفضل من هذه الجماعة المؤمنة:
﴿.. إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ..﴾.
لم تكن مسألة عطش وشرب ماء، بل كانت مسألة إيمان هذه الجماعة بالله وبولي الله وخليفته في أرضه والتسليم له وطاعته، ومسألة اليقين بنصر الله وبفتح الله للمؤمنين به وبخليفته في أرضه، فظهرت تلك الفئات في ساحة المعركة، فئة استيقنت أمر الله فلا يبالي أفرادها إن وقعوا على الموت أو وقع الموت عليهم: ﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾. وفئة ارتجفت أقدامهم لما رأوا ضخامة جيش جالوت ولكنهم حاربوا هذه النكسة في نفوسمهم، أمّا الفئة الثالثة فقد خسروا المعركة في نفوسهم ولم يجدوا إلاّ الهزيمة يتحدثون عنها؛ لأنهم مهزومون من الداخل: ﴿قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ﴾. ]
نتوقف عند هذا القدر، ونكمل في الخطبة الثانية ان شاء الله...
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...
... (نكمل الموضوع الذي ابتدأناه في الخطبة الأولى) ...
العجل ج1 ((مقتطفان)) [ طالــوت (ع)
قال تعالى: ...
بعد موسى (ع) بمدّة ليست بقصيرة تسلط جالوت الكافر وجنوده على بني إسرائيل، واستضعفوهم وأخرجوهم من ديارهم، ولم يكن هذا التسلط الطاغوتي على بني إسرائيل إلاّ بسبب ضعف الأيمان والتقوى، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والركون إلى الحياة الدنيا، وترك الجهاد والتمرد على الأنبياء والأوامر الإلهية. وعوامل كثيرة أدّت ببني إسرائيل إلى الرجوع لحالة شبيهة بحالتهم قبل بعث موسى (ع)، وهي حالة الخضوع والتسليم للطاغوت التي كان علاجها التيه في صحراء سيناء. فشاء الله سبحانه أن يتسلط على بني إسرائيل جالوت وجنوده، لعل بعضهم يثوب إلى رشده ويتوب إلى ربه، وتحصل حالة إصلاح في جماعة بني إسرائيل، كالتي حدثت في صحراء سيناء في سنين التيه الأربعين عندما نشأ جيل في تلك الصحراء، وحمل كلمة لا إله إلاّ الله إلى أهل الأرض، وبالفعل فقد نشأ هذه المرّة في بني إسرائيل جيل صالح، وأمة ربانية مجاهدة، وهم الثلاثمائة والثلاث عشر رجلاً الذين عبروا مع طالوت النهر، الفتنة التي امتحنهم الله بها ليرى مدى التزامهم بالأوامر الإلهية وطاعتهم لنبيهم ولطالوت القائد المعين من الله. كما نشأ في بني إسرائيل جماعة هم أقل أيماناً من هؤلاء النخبة، وهم الذين اغترفوا غرفة من النهر، ومن الضروري أن نعرف أنّ فتنة النهر كانت ضرورية لتمحيص المؤمنين، وإبراز المقربين وأهل الإخلاص منهم، ثم إنّها كانت كبيرة حيث كان جنود بني إسرائيل في حالة عطش شديدة عند وصولهم إلى النهر، فالذين شربوا من الماء كانوا لا يريدون الهلاك عطشاً حسب زعمهم، فكانت الحياة عندهم أهم من طاعة الله، أمّا الذين لم يشربوا من الماء فكانوا يرون الهلاك عطشاً في طاعة الله خير من البقاء أحياء في معصية الله، بل كانوا على يقين أنّ الله سبحانه الذي نهاهم عن الشرب من هذا النهر سيبدلهم خيراً منه، ولم يكن سبحانه ليتركهم يهلكوا عطشاً. وهكذا نرى أنّ هؤلاء الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً انتصروا على جالوت وجنوده حال عبورهم النهر.
أمّا أولئك الذين شربوا من النهر، فإنّهم هُزموا وأحسوا بالوهن والضعف حال معصيتهم لله وأطاعتهم للهوى والشيطان، فلم يكن قولهم: (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) إلاّ تحصيل حاصل و إبراز للهزيمة التي انطوت عليها نفوسهم.
والتقى الجمعان، حزب الله بقيادة طالوت، وحزب الشيطان بقيادة جالوت. وكان جيش جالوت متفوقاً عدّة وعدداً، ولم يكن مع طالوت إلاّ القليل من المؤمنين الذين لم يشربوا من النهر والذين اغترفوا غرفة، وكان معه المنافقون الذين شربوا من النهر، وقبل أن تبدأ المعركة التجأ النخبة الإلهية والأمة الربانية إلى الله، وطلبوا منه الصبر والثبات والنصر، فأيدهم الله بنصره: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى﴾([87])، فقتل أحد هؤلاء المؤمنين المخلصين لله جالوت، فهزم الجمع وولوا الدبر، ونكص الشيطان على عقبيه، وقال: ﴿إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ﴾([88])، ولم يكن هذا العبد الصالح الذي قتل جالوت إلاّ داود (ع) الذي اصطفاه الله سبحانه بعد ذلك وجعله نبياً عظيماً وملكاً عادلاً، بعد أن كان مؤمناً مخلصا لله ومجاهداً شجاعاً لا يخشى إلاّ الله ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾([89]). ]
نختم بهذا الدعاء ان شاء الله...
[ 11- عند الزوال ( يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل شر يا من يعطي الكثير بالقليل يا من يعطي من سأله يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة اعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة فانه غير منقوص ما أعطيت وزدني من فضلك يا كريم ) . ثم يقبض على لحيته بيساره ويلوذ بسبابة يمينه ويقول : ( يا ذا الجلال والإكرام يا ذا النعماء والجود يا ذا المن والطول حرم شيبتي على النار ). ] من الاذكار اليومية من الموقع الرئيسي (مجموعة أذكار أرجوا المداومة عليها)
هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر]