اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين ، الحمدلله الذي من خشيته ترعد السماء و سكانها و ترجف الارض و عمارها و تموج البحار و من يسبح في غمراتها . اللهم صل علي محمد و ال محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة ، يأمن من ركبها و يغرق من تركها ، المتقدم لهم مارق و المتاخر عنهم زاهق و اللازم لهم لاحق .
عباد الله اوصيكم و نفسي بتقوي الله و لزوم طاعته و نصرة قائم ال محمد عليه السلام .
موضوع خطبتنا لهذا اليوم ؛ في رحاب شهر رمضان و فضيلته .نبارك للأمام المهدي (ع) والسيد أحمد الحسن (ع) والإخوة والأخوات الأنصار حلول شهر رمضان المبارك جعله الله شهر الفرج للإمام القائم (ع) بحق لا اله إلا الله .
في رحاب شهر رمضان !
خير م ما نفتتح به الكلام هو كلام الصادق الأمين نبينا الكريم محمد (ص) في استقبال شهر رمضان والذي قال فيه ؟
( أيها الناس انه أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب فسلوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم وتوبوا إليه من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فإنها أفضل الساعات ينظر الله عزوجل فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه .
أيها الناس إن أنفاسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم واعلموا إن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين .
أيها الناس من فطر منكم صائم مؤمن في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه قيل يا رسول الله : وليس كلنا يقدر على ذلك فقال (ص) : اتقوا النار ولو بشق تمرة اتقوا النار ولو بشربة من ماء فان الله تعالى يهب ذلك الأجر لمن عمل هذا اليسير إذ لم يقدر على أكثر منه .
يا أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الإقدام ومن خفف في هذا الشهر عن ما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ومن كف فيه شره كف الله عليه غضبه يوم يلقاه ومن أكرم فيه يتيم أكرمه الله يوم يلقاه ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ومن تطوع فيه لصلاة كتب الله له براءة من النار ومن أدى فيه فرض كان له ثواب من أدى سبعين فريضة في ما سواه من الشهور ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ومن تلا فيه أية من القران كان له مثل اجر من ختم القران في غيره من الشهور
أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فسألوا ربكم إن لا يغلقها عليكم وأبواب النيران مغلقة فسلوا ربكم إن لا يفتحها عليكم والشياطين مغلولة فسلوا ربكم أن لا يسلطها عليكم الخ الحديث الشريف .
وورد الصدوق رحمه الله أن النبي (ص) كان إذا دخل شهر رمضان فك كل أسير وأعطى كل سائل .
وقال الإمام الصادق (ع) أذا أصبحت صائما فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك وجميع جوارحك إي عن المحرمات بل الكر وهات أيضا وقال (ع) لا يكن صومك كيوم إفطارك وقال (ع) إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحدهما فإذا صمتم فحفظوا ألسنتكم عن الكذب وغضوا إبصاركم عما حرم الله ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تماروا ولا تخالفوا كذبا وصدقا ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تضاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة وألزموا الصمت والسكوت والصبر والصدق ومجانبة أهل الشر واجتنبوا قول الزور والكذب والفري والخصومة وضن السوء والغيبة والنميمة وكونوا مشرفين على الآخرة منتظرين لأيامكم ( ظهور القائم من إل محمد ع) منظرين لما وعدكم الله متزودين للقاء الله عليكم السكينة والوقار والخشوع والخضوع وذل العبيد الخيف من مولاه خائفين راجين . ولتكن أنت أيها الصائم قد طهر قلبك من العيوب وتقدست سريرتك من الخبث ونظف جسدك من القاذورات وتبرأت إلى الله ممن عداه وأخلصت الولاية له وصمت مما قد نهاك الله عنه في السر والعلانية وخشيت الله حق خشيته في سرك وعلانيتك ووهبت نفسك الله في أيام صومك وفرغت قلبك له ونصبت نفسك له فيما أمرك ودعاك إليه فإذا فعلت ذلك كله فأنت صائم لله بحقيقة صومه صانع له ما أمرك وكلما نقصت منها شيئا فيما بينت لك فقد نقص من صومك بمقدار ذلك وان أبي ع قال سمع رسول الله ص امرأة تساب جارية وهي صائمة فدعا رسول الله (ص) بطعام فقال لها كلي فقالت إنا صائمة يا رسول الله فقال كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك إن الصوم ليس من الطعام والشراب وإنما جعل الله ذلك حجابا عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول ما أقل الصوم وأكثر الجوع .
وقال أمير المؤمنين (ع) : كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء ، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم .
عن الباقر (ع) قال : قال رسول الله (ص) لجابر بن عبدا لله : يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وردا من ليلته وصان بطنه وفرجه وحفظ لسانه لخرج من الذنوب كما يخرج من الشهر . قال جابر : يا رسول الله ما أحسنه من حديث ، فقال رسول الله (ص) وما أصعبها من شروط .
روى القطب الراوندي إن عيسى (ع) نادى أمه مريم (ع) بعد موتها : قائلا : كلميني يا أماه ، هل ترغبين في العودة إلى دار الدنيا ؟ قالت : بلى ، لأقيم الصلاة لله في ليل قارس ، وأصوم في نهار قايض (حار) ، أي بني ، إن هذا الطريق مخوف هائل . هذا حال مريم (ع) ما هو حالنا أحبتي .
وفي حديث عن المعصوم (ع) : لا تقولوا رمضان بل قولوا شهر رمضان لأنه اسم من أسماء الله ؟ وأقول خادمكم أنصار الله أنصار الحق فلنتفكر بهذا الحديث كثيرا لعله يمن علينا بفهم حقيقة الحديث الشريف ونصل إلى ما يريده الله منا في شهره الكريم شهر رمضان شهر الله من خلال الوسيلة حجة الله علينا (ع).
فلنقف مع وصي ورسول الأمام المهدي الإمام القائم (ع) واليماني الموعود وكيف يفسر علة الصوم وأي بعد يعطيه في كتاب التيه والطريق إلى الله صلوات من رب عليه !
والصيام :
وهذه العبادة تربي في النفس الاهتمام بأحوال المسلمين الفقراء أضافة إلى تقوى الله فلا تقض نهار صيامك في التفكير بإفطارك ونوع الطعام الذي ستتناوله فيه فعندما تحس بالجوع وأنت صائم تذكر كم من المسلمين يقضون معظم أيام السنة جياع ولاتكن من الذين ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(يّـس:47). وليس كل ما في وسعك هو إطعام بعض الفقراء بل علينا جميعاً أن نعمل لرفع الفقر عن هؤلاء المسلمين الذين يمثلون اليوم معظم ابناء الأمة الإسلامية الغنية بكل أنواع الثروات من ارض زراعية ومعادن ونفط ولو أن ما في ارض المسلمين ينفق على المسلمين وفق الشريعة الإسلامية لأصبح المسلم اليوم من أغنى الناس ولكن وللأسف تسلط اليوم على الأرض الإسلامية الغنية طواغيت لا هم لهم إلا نهب ثرواتها وبناء القصور والفجور وشرب الخمور إن أحد هؤلاء الطواغيت يسافر إلى إحدى دول الغرب ومعه سبع طائرات عملاقة ومائتي طن من المواد الغذائية والكماليات وغيرها ومن الخدم وغيرهم الذين ينفق عليهم ما يكفي لإطعام مدينة من المدن الإسلامية التي يتضور أهلها جوعاً ، وأحدهم ينفق على بعض وسائل الأعلام ما يكفي لإطعام الشعب المؤمن الذي تسلط عليه بإراقة الدماء والذي يتضور جوعاً كل هذا في سبيل أن تغطي وجهه الأسود وفمه الذي يقطر من دماء المؤمنين ليبقى متسلطاً على المسلمين ولو يوم آخر ينهب فيه الأموال ويأكل فيه الكثير من الطعام لا اشبع الله بطنه . أيها الأحبة أن في الصيام تدبر وتفكر في أحوال المسلمين وفي الصيام جهاد للنفس وللشيطان وللهوى ولزخرف الدنيا وفي الصيام حب في الله وبغض في الله ، وفي قلب الصائم رحمة للمؤمنين وشدة وغلظة على الكافرين والمنافقين ، فأحذروا أن يكون صيامكم جوع وعطش ، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( ما اقل الصوم وما اكثر ا لجوع ) وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الضمأ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء حبذا نوم الأكياس وإفطارهم ) وروي أن رسول الله صلى الله عليه واله قال لجابر ابن عبد الله الأنصاري ( يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليلته وصان بطنه وحفظ لسانه خرج من الذنوب كما يخرج من الشهر ، قال جابر ما أحسنه من حديث فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وما أصعبها من شروط ) ولعل أهم العبادات المقترنة بشهر الصيام هي قراءة القرآن فاعملوا على تدبر القرآن ودرس القرآن لتعيشوا حياة السعداء وتموتوا موت الشهداء فعن رسول الله صلى الله ( يأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ) البحار .ج52 وما اكثر نسخ القرآن اليوم وما اكثر من يقرأ القرآن والحمد لله ولكن هل نتدبر القرآن ؟ هل نتخلق بأخلاق القرآن ؟ هل نتفكر بآياته ؟
هل نحن عباد الله ؟ ، هل نحن كافرون بالطاغوت كما امرنا في القرآن ؟ ، هل نحن موقنون ؟ ، قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً )(الرعد:31)
سبحان الله كل هذا في القرآن ونحن غافلون عن القرآن فإنا لله وإنا إليه راجعون وهل نظن إننا تدبرنا القرآن ونحن نجزع لاقل نازلة تنـزل بنا ففي القرآن دروس لا تحصى في الصبر والتوكل على الله في سورة الشعراء ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء 61-62) . هل تدبرنا معنى هذه الآيات ، أصحاب موسى عليه السلام يؤكدون انهم واقعون بيد فرعون وجنوده ، وموسى عليه السلام يؤكد إن الله سيهديه وين
جيه من فرعون وجنوده ( كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) هل استعملت هذه الآية سلاح تهزم به عدوك كما فعل موسى عليه السلام ؟ .
الحمد لله وحده وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده
ورد في خطبة رسول الله في رمضان يقول صلوات ربي عليه "والشياطين مغلولة، فاسألوا ربكم ان لا يسلطها عليكم".
و قد قال يماني ال محمد عليه السلام
اذا كانت الشياطين مغلولة في شهر رمضان اذن كيف يرتكب الانسان المعاصي في شهر رمضان. فنرى الكثير من الفساد و التجرؤ على الله و الافطار المتعمد وغيرها؟
اذا كانت شياطين الجن مغلولة في شهر رمضان فهذا لا يعني ان شياطين الانس مغلولة، ولا يعني ان الانسان اصبح ملاكا بل هو انسان وهناك ظلمة في صفحة وجوده فالدافع للمعصية مرة يكون شياطين الجن من الابالسة، وشياطين الانس ومرة يكون نفس الانسان وما فيها من ظلمة وهناك بعض نفوس الانس اخبث من شياطين الجن ومن قضى حياته قبل رمضان في الغفلة حتى غلبت على نفسه الظلمة ربما لا ينتفع شيئا من شهر رمضان وعموما يمكنك اعتبار غل الشياطين في شهر رمضان بانه مكرمة ومساعدة وعون الهي لمن يطلب التوبة والارتقاء في ملكوت السماوات وهو فرصة طيبة لمن يريد ان يستغلها ويغير حياته ونتيجته الاخروية نحو الافضل ويمكنك معرفة تفصيل اكثر بقراءة كتاب الجهاد باب الجنة وغيرة من الكتب التي بينت فيها هذه الامور.
أحمد الحسن
أيّها الأحبة إنّ في الصيام تدبّراً وتفكّراً في أحوال المسلمين. وفي الصيام جهاد للنفس وللشيطان وللهوى ولزخرف الدنيا، وفي الصيام حب في الله وبغض في الله، وفي قلب الصائم رحمة للمؤمنين وشدّة وغلظة على الكافرين والمنافقين، فاحذروا أن يكون صيامكم جوعاً وعطشاً.
روي عن رسول الله (ص): (ما أقل الصوم وما أكثر الجوع).
وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: (كم من صائم ليس له من صيامه إلاّ الظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلاّ العناء، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم).
وروي أنّ رسول الله (ص) قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: (يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر. قال جابر ما أحسن هذا الحديث، فقال رسول الله (ص): يا جابر، وما أشد هذه الشروط).
ولعل أهم العبادات المقترنة بشهر الصيام هي قراءة القرآن، فاعملوا على تدبّر القرآن ودرس القرآن لتعيشوا حياة السعداء وتموتوا موت الشهداء، فعن رسول الله (ص): (سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلاّ رسمه).
و الحمدلله وحده وحده وحده
عباد الله اوصيكم و نفسي بتقوي الله و لزوم طاعته و نصرة قائم ال محمد عليه السلام .
موضوع خطبتنا لهذا اليوم ؛ في رحاب شهر رمضان و فضيلته .نبارك للأمام المهدي (ع) والسيد أحمد الحسن (ع) والإخوة والأخوات الأنصار حلول شهر رمضان المبارك جعله الله شهر الفرج للإمام القائم (ع) بحق لا اله إلا الله .
في رحاب شهر رمضان !
خير م ما نفتتح به الكلام هو كلام الصادق الأمين نبينا الكريم محمد (ص) في استقبال شهر رمضان والذي قال فيه ؟
( أيها الناس انه أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب فسلوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم وتوبوا إليه من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فإنها أفضل الساعات ينظر الله عزوجل فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم إذا ناجوه ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه .
أيها الناس إن أنفاسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم واعلموا إن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين .
أيها الناس من فطر منكم صائم مؤمن في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه قيل يا رسول الله : وليس كلنا يقدر على ذلك فقال (ص) : اتقوا النار ولو بشق تمرة اتقوا النار ولو بشربة من ماء فان الله تعالى يهب ذلك الأجر لمن عمل هذا اليسير إذ لم يقدر على أكثر منه .
يا أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الإقدام ومن خفف في هذا الشهر عن ما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ومن كف فيه شره كف الله عليه غضبه يوم يلقاه ومن أكرم فيه يتيم أكرمه الله يوم يلقاه ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ومن تطوع فيه لصلاة كتب الله له براءة من النار ومن أدى فيه فرض كان له ثواب من أدى سبعين فريضة في ما سواه من الشهور ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ومن تلا فيه أية من القران كان له مثل اجر من ختم القران في غيره من الشهور
أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة فسألوا ربكم إن لا يغلقها عليكم وأبواب النيران مغلقة فسلوا ربكم إن لا يفتحها عليكم والشياطين مغلولة فسلوا ربكم أن لا يسلطها عليكم الخ الحديث الشريف .
وورد الصدوق رحمه الله أن النبي (ص) كان إذا دخل شهر رمضان فك كل أسير وأعطى كل سائل .
وقال الإمام الصادق (ع) أذا أصبحت صائما فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك وجميع جوارحك إي عن المحرمات بل الكر وهات أيضا وقال (ع) لا يكن صومك كيوم إفطارك وقال (ع) إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحدهما فإذا صمتم فحفظوا ألسنتكم عن الكذب وغضوا إبصاركم عما حرم الله ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تماروا ولا تخالفوا كذبا وصدقا ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تضاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة وألزموا الصمت والسكوت والصبر والصدق ومجانبة أهل الشر واجتنبوا قول الزور والكذب والفري والخصومة وضن السوء والغيبة والنميمة وكونوا مشرفين على الآخرة منتظرين لأيامكم ( ظهور القائم من إل محمد ع) منظرين لما وعدكم الله متزودين للقاء الله عليكم السكينة والوقار والخشوع والخضوع وذل العبيد الخيف من مولاه خائفين راجين . ولتكن أنت أيها الصائم قد طهر قلبك من العيوب وتقدست سريرتك من الخبث ونظف جسدك من القاذورات وتبرأت إلى الله ممن عداه وأخلصت الولاية له وصمت مما قد نهاك الله عنه في السر والعلانية وخشيت الله حق خشيته في سرك وعلانيتك ووهبت نفسك الله في أيام صومك وفرغت قلبك له ونصبت نفسك له فيما أمرك ودعاك إليه فإذا فعلت ذلك كله فأنت صائم لله بحقيقة صومه صانع له ما أمرك وكلما نقصت منها شيئا فيما بينت لك فقد نقص من صومك بمقدار ذلك وان أبي ع قال سمع رسول الله ص امرأة تساب جارية وهي صائمة فدعا رسول الله (ص) بطعام فقال لها كلي فقالت إنا صائمة يا رسول الله فقال كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك إن الصوم ليس من الطعام والشراب وإنما جعل الله ذلك حجابا عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول ما أقل الصوم وأكثر الجوع .
وقال أمير المؤمنين (ع) : كم من صائم ليس له من صيامه إلا الظمأ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء ، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم .
عن الباقر (ع) قال : قال رسول الله (ص) لجابر بن عبدا لله : يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وردا من ليلته وصان بطنه وفرجه وحفظ لسانه لخرج من الذنوب كما يخرج من الشهر . قال جابر : يا رسول الله ما أحسنه من حديث ، فقال رسول الله (ص) وما أصعبها من شروط .
روى القطب الراوندي إن عيسى (ع) نادى أمه مريم (ع) بعد موتها : قائلا : كلميني يا أماه ، هل ترغبين في العودة إلى دار الدنيا ؟ قالت : بلى ، لأقيم الصلاة لله في ليل قارس ، وأصوم في نهار قايض (حار) ، أي بني ، إن هذا الطريق مخوف هائل . هذا حال مريم (ع) ما هو حالنا أحبتي .
وفي حديث عن المعصوم (ع) : لا تقولوا رمضان بل قولوا شهر رمضان لأنه اسم من أسماء الله ؟ وأقول خادمكم أنصار الله أنصار الحق فلنتفكر بهذا الحديث كثيرا لعله يمن علينا بفهم حقيقة الحديث الشريف ونصل إلى ما يريده الله منا في شهره الكريم شهر رمضان شهر الله من خلال الوسيلة حجة الله علينا (ع).
فلنقف مع وصي ورسول الأمام المهدي الإمام القائم (ع) واليماني الموعود وكيف يفسر علة الصوم وأي بعد يعطيه في كتاب التيه والطريق إلى الله صلوات من رب عليه !
والصيام :
وهذه العبادة تربي في النفس الاهتمام بأحوال المسلمين الفقراء أضافة إلى تقوى الله فلا تقض نهار صيامك في التفكير بإفطارك ونوع الطعام الذي ستتناوله فيه فعندما تحس بالجوع وأنت صائم تذكر كم من المسلمين يقضون معظم أيام السنة جياع ولاتكن من الذين ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(يّـس:47). وليس كل ما في وسعك هو إطعام بعض الفقراء بل علينا جميعاً أن نعمل لرفع الفقر عن هؤلاء المسلمين الذين يمثلون اليوم معظم ابناء الأمة الإسلامية الغنية بكل أنواع الثروات من ارض زراعية ومعادن ونفط ولو أن ما في ارض المسلمين ينفق على المسلمين وفق الشريعة الإسلامية لأصبح المسلم اليوم من أغنى الناس ولكن وللأسف تسلط اليوم على الأرض الإسلامية الغنية طواغيت لا هم لهم إلا نهب ثرواتها وبناء القصور والفجور وشرب الخمور إن أحد هؤلاء الطواغيت يسافر إلى إحدى دول الغرب ومعه سبع طائرات عملاقة ومائتي طن من المواد الغذائية والكماليات وغيرها ومن الخدم وغيرهم الذين ينفق عليهم ما يكفي لإطعام مدينة من المدن الإسلامية التي يتضور أهلها جوعاً ، وأحدهم ينفق على بعض وسائل الأعلام ما يكفي لإطعام الشعب المؤمن الذي تسلط عليه بإراقة الدماء والذي يتضور جوعاً كل هذا في سبيل أن تغطي وجهه الأسود وفمه الذي يقطر من دماء المؤمنين ليبقى متسلطاً على المسلمين ولو يوم آخر ينهب فيه الأموال ويأكل فيه الكثير من الطعام لا اشبع الله بطنه . أيها الأحبة أن في الصيام تدبر وتفكر في أحوال المسلمين وفي الصيام جهاد للنفس وللشيطان وللهوى ولزخرف الدنيا وفي الصيام حب في الله وبغض في الله ، وفي قلب الصائم رحمة للمؤمنين وشدة وغلظة على الكافرين والمنافقين ، فأحذروا أن يكون صيامكم جوع وعطش ، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( ما اقل الصوم وما اكثر ا لجوع ) وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الضمأ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا العناء حبذا نوم الأكياس وإفطارهم ) وروي أن رسول الله صلى الله عليه واله قال لجابر ابن عبد الله الأنصاري ( يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليلته وصان بطنه وحفظ لسانه خرج من الذنوب كما يخرج من الشهر ، قال جابر ما أحسنه من حديث فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وما أصعبها من شروط ) ولعل أهم العبادات المقترنة بشهر الصيام هي قراءة القرآن فاعملوا على تدبر القرآن ودرس القرآن لتعيشوا حياة السعداء وتموتوا موت الشهداء فعن رسول الله صلى الله ( يأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ) البحار .ج52 وما اكثر نسخ القرآن اليوم وما اكثر من يقرأ القرآن والحمد لله ولكن هل نتدبر القرآن ؟ هل نتخلق بأخلاق القرآن ؟ هل نتفكر بآياته ؟
هل نحن عباد الله ؟ ، هل نحن كافرون بالطاغوت كما امرنا في القرآن ؟ ، هل نحن موقنون ؟ ، قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً )(الرعد:31)
سبحان الله كل هذا في القرآن ونحن غافلون عن القرآن فإنا لله وإنا إليه راجعون وهل نظن إننا تدبرنا القرآن ونحن نجزع لاقل نازلة تنـزل بنا ففي القرآن دروس لا تحصى في الصبر والتوكل على الله في سورة الشعراء ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء 61-62) . هل تدبرنا معنى هذه الآيات ، أصحاب موسى عليه السلام يؤكدون انهم واقعون بيد فرعون وجنوده ، وموسى عليه السلام يؤكد إن الله سيهديه وين
جيه من فرعون وجنوده ( كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) هل استعملت هذه الآية سلاح تهزم به عدوك كما فعل موسى عليه السلام ؟ .
الحمد لله وحده وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده
ورد في خطبة رسول الله في رمضان يقول صلوات ربي عليه "والشياطين مغلولة، فاسألوا ربكم ان لا يسلطها عليكم".
و قد قال يماني ال محمد عليه السلام
اذا كانت الشياطين مغلولة في شهر رمضان اذن كيف يرتكب الانسان المعاصي في شهر رمضان. فنرى الكثير من الفساد و التجرؤ على الله و الافطار المتعمد وغيرها؟
اذا كانت شياطين الجن مغلولة في شهر رمضان فهذا لا يعني ان شياطين الانس مغلولة، ولا يعني ان الانسان اصبح ملاكا بل هو انسان وهناك ظلمة في صفحة وجوده فالدافع للمعصية مرة يكون شياطين الجن من الابالسة، وشياطين الانس ومرة يكون نفس الانسان وما فيها من ظلمة وهناك بعض نفوس الانس اخبث من شياطين الجن ومن قضى حياته قبل رمضان في الغفلة حتى غلبت على نفسه الظلمة ربما لا ينتفع شيئا من شهر رمضان وعموما يمكنك اعتبار غل الشياطين في شهر رمضان بانه مكرمة ومساعدة وعون الهي لمن يطلب التوبة والارتقاء في ملكوت السماوات وهو فرصة طيبة لمن يريد ان يستغلها ويغير حياته ونتيجته الاخروية نحو الافضل ويمكنك معرفة تفصيل اكثر بقراءة كتاب الجهاد باب الجنة وغيرة من الكتب التي بينت فيها هذه الامور.
أحمد الحسن
أيّها الأحبة إنّ في الصيام تدبّراً وتفكّراً في أحوال المسلمين. وفي الصيام جهاد للنفس وللشيطان وللهوى ولزخرف الدنيا، وفي الصيام حب في الله وبغض في الله، وفي قلب الصائم رحمة للمؤمنين وشدّة وغلظة على الكافرين والمنافقين، فاحذروا أن يكون صيامكم جوعاً وعطشاً.
روي عن رسول الله (ص): (ما أقل الصوم وما أكثر الجوع).
وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: (كم من صائم ليس له من صيامه إلاّ الظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلاّ العناء، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم).
وروي أنّ رسول الله (ص) قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: (يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر. قال جابر ما أحسن هذا الحديث، فقال رسول الله (ص): يا جابر، وما أشد هذه الشروط).
ولعل أهم العبادات المقترنة بشهر الصيام هي قراءة القرآن، فاعملوا على تدبّر القرآن ودرس القرآن لتعيشوا حياة السعداء وتموتوا موت الشهداء، فعن رسول الله (ص): (سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلاّ رسمه).
و الحمدلله وحده وحده وحده