اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدلله رب العالمينالحمد لله الذي عرّفني نفسه , ولم يتركني عَميان القلب. الحمد لله الذي جعلني من أمة محمد صلى الله عليه وآله . الحمد لله الذي جعل رزقي في يده , ولم يجعله في أيدي الناس. الحمد لله الذي ستر عيوبي ولم يفضحني بين الناس.
عباد الله اوصيكم و نفسي بتقوي الله و لزوم طاعته و نصرة قائم ال محمد عليه السلام
موضوع خطبتنا لهذا اليوم ؛ رد علي تخرصات الكوراني في كتابه دجال البصرة ، من كتاب وقفات مع ما كتبه المعاندون للدكتور عبدالرزاق الديراوي . و تكون في اتهامات الكوراني لأسم السيد عليه السلام و كذبه و تبيين المنهج التشويش و التهميش الذي استفاده الكوراني في كتابه و نظرة علي متن الكتاب و ما يحويه من كذب و تدليس و تقولات باطلة .
من المسائل التي يثيرها عنوان كتاب الشيخ الكوراني كذلك المسألة المتعلقة باسم السيد أحمد الحسن، فالاسم بالنسبة للكوراني هو أحمد اسماعيل كويطع!؟
الجواب
هذه من الافتراءات الرخيصة، يعني من الخفة بمكان ان يتم التلفظ باسم بمثل هذه الطريقة خاصة من قبل رجل كبير بالسن، فما بالك اذا كان هذا الاسم ليس اسمه الحقيقي. انت اذا اردت مناقشة فكرة فالطريقة المثالية هي التوجه الى الادلة والبراهين ومناقشتها، اما تجنب هذا الطريق والتحدث بلغة التحقير والتنابز فهي تدل على افلاس علمي من جهة، وعلى حمولة نفسية، يعني هناك شيء غير سوي في النفس انعكس على السلوك.
بالمناسبة هذه الفرية بدأت بصورة (كاطع) و(قاطع) الى أن انتهت لدى الكوراني إلى هذه الصورة التصغيرية (كويطع) التي تعبر عن واقع قائلها الذهني والنفسي والاخلاقي قبل أي شيء آخر.
والعجيب، ان الشيخ الكوراني ينقل اسم السيد احمد الحسن الصحيح في كتابه لكنه مع ذلك يصر على اسم كويطع بصورة لا يغبط عليها.
فهو كتب الاسم الصحيح في كتابه وهو: (احمد بن اسماعيل بن صالح الحسن). وليس هذا فقط، بل انه يدون في كتابه ان هذه المعلومات تم جمعها بعد زيارة اهله، اي ان مصدرهم وثائق رسمية كالهوية المدنية مثلا.
ايضا اسم السيد موجود في السجّلات الرسمية العراقية وهو أحمد اسماعيل صالح حسين سلمان، ولا يوجد اي اسم كاطع أو قاطع.
قال تعالى:
﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (الحجرات: 11).
وفي (وسائل الشيعة: ج21 ص400 باب كراهة ذكر اللقب والكنية اللذين يكرههما صاحبهما أو يحتمل كراهته لهما): ((عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَبَّادٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الرِّضَا (أَنَّهُ أَنْشَدَ ثَلَاثَ أَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ وَذَكَرَهَا قَالَ وَقَلِيلًا مَا كَانَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا قَالَ لِعِرَاقِيٍّ لَكُمْ قُلْتُ أَنْشَدَنِيهِ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ لِنَفْسِهِ فَقَالَ هَاتِ اسْمَهُ وَدَعْ عَنْكَ هَذَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ وَلَعَلَّ الرَّجُلَ يَكْرَهُ هَذَا)).
س5/ بالنسبة لمتن الكتاب ما هو الشيء الذي لفت انتباهك فيه؟
الجواب/
قبل الدخول في التفاصيل هناك أمور اجمالية مهمة لابد من احاطة المشاهدين علما بها، منها:
أولاً/ ما يتعلق بالمصادر، يمكن ان اقول ان هناك فضيحة علمية كبيرة ينطوي عليها الكتاب.
البحث العلمي يتطلب دقة وموضوعية ويعتمد على مصادر موثوقة ويبتعد جدا عن المصادر غير الموثوقة، ويتأكد هذا الامر اكثر اذا كان البحث يتعلق بمسائل خطيرة من قبيل العقائد.
فما هي مصادر الشيخ الكوراني؟
1- من يقرأ كتاب الشيخ الكوراني يفاجئه انه غالبا لا يذكر مصدرا لمعلوماته، لذلك تجده يُصدّر كلامه بعبارات مثل: (ذكر لي بعضهم) ص14، (ويظهر أن بندر بن عبد العزيز وهو منسق العمليات بين المخابرات السعودية والصهيونية ، اشترط عليه وضع الأسس لحركته) ص18، (قيل إنه كان وهابياً)ص17. ايضا يستعمل عبارات مثل: (سمعنا ... سمعنا ...) ص27. وفي ص11 بحسب النسخة الموجودة في موقعه، كتب التالي: ((سمعت أن حارث الضاري قال للأمير نايف السعودي: لقد قضوا على حركة جند السماء وقتلوا قائدها والعديد من مجاهديها! فقال له: لا تهتم يا جناب الشيخ، يوجد حركات ومجاهدون كثيرون))!
أتساءل: كيف سمع؟ من أخبره؟ هل كان جالسا معهم؟
من العبارات التي يستعملها ايضا عبارة: (ونشرت بعض المواقع) ص36.
مصادره اذن هي الخيال والافتراء للأسف الشديد، والقيل والقال الذي تُسر به بعض العجائز، واستظهارات مجانية لا مستند لها، ولهذا في الحقيقة عندما تريد الرد عليه لا يكلفك الامر سوى عبارة (ما هو دليلك، وما هي مصادرك التي تستند عليها، خاصة وانت لا تعيش في العراق)؟
2- يعتمد الشيخ الكوراني كذلك على بعض الكتابات المنشورة في صفحات الانترنيت التي لا يمكن لطالب علم يحترم نفسه أن يعتمد عليها، فما بالك برجل يفترض انه عالم والمهم ان بعض الناس تراه هكذا وتثق بما يقوله، ومصدره الاساس كتابات لرجل يعيش خارج العراق اسمه أحمد الياسري يكتب في شبكة البروج الإخبارية.
ثانيا/ المنهج التشويهي: النتيجة التي يريد الشيخ الكوراني الوصول اليها تتمثل بتشويه الدعوة المباركة، فهو لا يذكر مصادر، أو يعتمد مصادر غير علمية، ويتعامل مع الامور بذهنية الضرائر اللواتي يبحثن عن موضوع كيدي يتحدثن به، لأنه يريد ان يطلق العنان لخيال مريض يرسم صورة مشوهة للدعوة. فهو يقدم مادته وكأنه يعتمد فيها على معلومات ويبني عليها استنتاجات غريبة عجيبة، بينما هو في الحقيقة يمارس خطابا تضليلياً مخادعاً.
لأضرب لك هذا المثل: في كتاب (كرامات وغيبيات) إخبار بمقتل السيد محمد صادق الصدر قبل شهور من الحادث، هذا الإخبار يتعامل معه الكوراني على انه دليل على اتصال بالمخابرات!؟
والغريب ان مسالة الاخبارات الغيبية كان الكوراني يلح عليها ويطلبها، فمثلا في اخر ظهور له على فضائية الكوثر طلب ان يمنعه السيد من الظهور مجددا على القناة وطلب ان يهلك (شارون) وحدث الاثنان والتسجيل موجود وقد واجه الانصار الشيخ الكوراني بهذا الامر في البال توك ولم يجد سوى التهرب سبيلاً. محل الشاهد هو اذن لا يطلب الآيات لأنه يريد الاقتناع وانما يسعى معاجزا، يريد التعجيز اعاذنا الله من مرض القلوب.
اذن الكوراني يحاول التشويه ما وسعه وهذا مثال على طريقته في الاستدلال والاستنتاج:
كتب ص18: ((وقع الخلاف بين الشريكين حيدر مشتت وأحمد إسماعيل مدة، ثم اتفقا على أن أحمد إسماعيل هو رسول المهدي عليه السلام وحيدر شاهد له! ولابد أن الدجال أحمد أعطاه مبلغاً كبيراً))!!
كلمة (لابد) هذه، استنتاج لا يعتمد على اي معطى او دليل.
مثال اخر ص27: ((كان أحمد إسماعيل يسكن في التنومة قرب البصـرة، وكان لا يلتقي بأنصاره مباشرة، بل وضع سماعة في غرفة الإستقبال، وكان يكلمهم من غرفة أخرى، ويلقي عليهم دروسه العجيبة في تفسير القرآن))!
هذا الافتراء يكتبه الشيخ الكوراني دون ان يكلف نفسه عناء ذكر مصدر له، لانه كلام مفترى لا حقيقة له القصد منه التسفيه والتشويه لا اكثر.
تماما كما فعل ابن تيمية حين حاول تسفيه قضية الامام المهدي فكتب ان الشيعة يزورون السرداب ويأتون بفرس وطعام وينادون الامام اخرج نحن مستعدون لنصرك الخ.
* من اهم وسائل التشويه – وهو هنا يستغل مسالة تغييب المصدر والانفراد برواية الخبر – هو التصوير المشوه للقاء الذي تم بين الشيخ الكوراني وبعض الانصار الذين عرضوا عليه الدعوة شأنه شأن غيره من الناس، وكيف تهرب من المباهلة، والحديث في هذا الموضوع طويل ولدينا شهود من نفس مكتب الكوراني ومن الحاضرين وقتها، ولكن ليس كل ما يعرف يقال ولعله يأتي يوم نكشف فيه حقيقة ما جرى.
ثالثا/ جهل الكوراني بأصل الدعوة وبأدلتها، أو تعمده تغييب حقيقتها:
فالدعوة قائمة على الادلة المذكورة في القرآن والحديث والتي يقرها العقل السليم المتمثلة بقانون معرفة الحجة (النص والعلم والدعوة الى حاكمية الله) الشيخ الكوراني في كتابه يوهم قارئه بان ادلتنا هي الاستخارة والرؤيا والاستدلال بعلم الاعداد!!
هذا تزييف في الحقيقة فبالنسبة للرؤيا والاستخارة نحن لا نستدل بهما على اصل عقائدي ابدا، فالأصل العقائدي يثبت بالنص وقد اثبتناه بالنص، فلماذا التدليس وتضليل الناس؟ الرؤيا والاستخارة نراهما دليلا في تشخيص المصداق فقط. اي انه بعد ثبوت الاصل من خلال النص كيف نشخص المعني من النص، هناك طرق ذكرناها في كتبنا اوردنا عليها عشرات الروايات الواردة عن اهل البيت عليهم السلام، منها (اي من هذه الطرق) الرؤيا والاستخارة. المجال الان لا يتسع لذكر الادلة على ما قلت ولكن يمكن للجميع مراجعة كتبنا فهي متاحة في المواقع الالكترونية مجانا، واذكر هنا ان القران يثبت ان الرؤيا تشخص المصداق في الكثير من الآيات مثل قوله تعالى:
((وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)).
((وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ))
((وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ))
أما مسألة الاعداد فالشيخ الكوراني يعلم جيدا إن السيد احمد الحسن ع كان يجيب رجل اسمه (ماجد المهدي) وهو مؤلف كتاب (بدء الحرب الأمريكية ضد الإمام المهدي)، وهذا الرجل يعتقد – كما يقول هو – بما يسمى علم الارقام، ويلتزم بنتائجه ولذلك الزمه السيد ع بما يلتزم به وقد تكرر ذكر هذه الحقيقة في الجواب على الرجل المذكور في اكثر من موضع، وعليه لا يبقى لمن يشنع الا ركوب المغالطة والتصيد حتى لا اقول كلمة اخرى وهي بالمناسبة مُستحقة.
رابعا/ اسلوب الكذب والشتيمة وخلط الاوراق، والإسفاف في كيل الاتهامات:
كتب الكوراني:
((وقد اعترف رفقاء القرعاوي أنه كان مجنداً في ذلك التاريخ من مخابرات صدام، من شعبة شؤون الحوزة. ويظهر أن أحمد إسماعيل كان مجنداً من ذلك التاريخ))
وكتب:
((الصحيح أن هذا الدجال ذهب الى النجف بمهمة من مخابرات صدام ، وليس للدراسة أو لإصلاح الحوزة كما يزعم ... أما أحمد فكان بعيداً عن جو الحوزة والشيعة ، إلا ما سمعه ووجهه به مسؤوله في المخابرات)).
هذه اتهامات خطيرة تترتب عليها نتائج تضر الكثير جداً من الناس والعوائل معنويا ومادياً، أي على مستوى قتل الشخصية وقتل الشخوص لا سمح الله، ومع ذلك يطلقها دون تفكير في العواقب، أو دون اهتمام في الواقع، فهل هذا من الورع في شيء؟
أما مسألة الشتائم فلا اريد ذكر شيء منها هنا ويمكن لمن ارادها قراءة الكتاب، او سماع ما يتكلم به هذا الرجل، ولكن اضرب مثالين على مسألة الاسفاف في الاتهامات، وهو قوله في ص33:
((ومارس السحر والشعوذة والتنويم المغناطيسي لجذب الأتباع))، بينما يذكر في نفس الصفحة عن مصادره ان أتباع اليماني:
((معظمهم من المثقفين والمتعلمين ما بين أساتذة الجامعات أو خريجي الحوزات أو حتى المهندسين)).
وينقل عن مصادره ص34:
((إن اليماني نشر بين أتباعه تقريراً غربياً يفيد بأن الشمس ستطلع من مغربها طوال شهر سبتمبر على المريخ، ويقول لهم هذا ما سيحصل على كوكب الأرض قريباً))!!
كتبنا وبياناتنا متاحة للجميع بحمد الله فليدلنا الكوراني او اي كان على هذا التقرير المفترى.
السيد أحمد الحسن في كتابه "وهم الالحاد" ناقش النظريات الفيزيائية المعاصرة من قبيل نسبية انشتاين، ونظرية الكم، وأحدث نظريات الكوزمولوجي (علم الكون)، وناقش ستيفن هوكنغ، وغيره من كبار علماء الفيزياء النظرية والفلك، فلا يمكن لعاقل أن يصدق هذا المستوى الهابط في الافتراء الذي يمارسه الكوراني.
س6/ هل هناك أمور علمية مطروحة في هذا الكتاب، كأن تكون ردود علمية على بعض ما طُرح في كتب وأدبيات الدعوة؟
الجواب/
مفردات المنهج التي ذكرتها آنفاً، خاصة مفردة التشويه المتعمد، واغفال المصادر وخلط الامور حاضرة في كل صفحات الكتاب، حتى في ما يبدو انه طرح علمي يقدمه الشيخ الكوراني.
مثلا: في بداية كتابه يتحدث الشيخ الكوراني عن جماعات كثيرة يصفها هو بأنها جماعات منحرفة وأصحابها دجالون، وبعضها واضحة البطلان ويدس بينها الدعوة المهدوية المباركة، والسر في ذلك انه يهيئ القارئ لتقبل فكرة ان الدعوة المهدوية شأنها شأن الدعاوى الاخرى، وان الاحكام التي تنطبق على تلك الجماعات تنسحب على الدعوة المهدوية، وهذا تدليس وتضليل واضح.
بالنسبة لسؤالك سنقف عند ما تضمنه الكتاب من ردود على الجانب العلمي للدعوة بالتفصيل، فهذا ما يهمنا أما الامور الاخرى التي لا علاقة لها بالعلم فالقراء اذكياء من جهة وواقعنا مكشوف ومعروف من جهة اخرى فلسنا حركة سرية، بل نحن من هذا الشعب واليه، والحكم متروك للمنصفين. وكما قال طرفة بن العبد:
(ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تزود)
الحمدلله وحده وحده وحده
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدلله رب العالمينالحمد لله الذي عرّفني نفسه , ولم يتركني عَميان القلب. الحمد لله الذي جعلني من أمة محمد صلى الله عليه وآله . الحمد لله الذي جعل رزقي في يده , ولم يجعله في أيدي الناس. الحمد لله الذي ستر عيوبي ولم يفضحني بين الناس.
عباد الله اوصيكم و نفسي بتقوي الله و لزوم طاعته و نصرة قائم ال محمد عليه السلام
موضوع خطبتنا لهذا اليوم ؛ رد علي تخرصات الكوراني في كتابه دجال البصرة ، من كتاب وقفات مع ما كتبه المعاندون للدكتور عبدالرزاق الديراوي . و تكون في اتهامات الكوراني لأسم السيد عليه السلام و كذبه و تبيين المنهج التشويش و التهميش الذي استفاده الكوراني في كتابه و نظرة علي متن الكتاب و ما يحويه من كذب و تدليس و تقولات باطلة .
من المسائل التي يثيرها عنوان كتاب الشيخ الكوراني كذلك المسألة المتعلقة باسم السيد أحمد الحسن، فالاسم بالنسبة للكوراني هو أحمد اسماعيل كويطع!؟
الجواب
هذه من الافتراءات الرخيصة، يعني من الخفة بمكان ان يتم التلفظ باسم بمثل هذه الطريقة خاصة من قبل رجل كبير بالسن، فما بالك اذا كان هذا الاسم ليس اسمه الحقيقي. انت اذا اردت مناقشة فكرة فالطريقة المثالية هي التوجه الى الادلة والبراهين ومناقشتها، اما تجنب هذا الطريق والتحدث بلغة التحقير والتنابز فهي تدل على افلاس علمي من جهة، وعلى حمولة نفسية، يعني هناك شيء غير سوي في النفس انعكس على السلوك.
بالمناسبة هذه الفرية بدأت بصورة (كاطع) و(قاطع) الى أن انتهت لدى الكوراني إلى هذه الصورة التصغيرية (كويطع) التي تعبر عن واقع قائلها الذهني والنفسي والاخلاقي قبل أي شيء آخر.
والعجيب، ان الشيخ الكوراني ينقل اسم السيد احمد الحسن الصحيح في كتابه لكنه مع ذلك يصر على اسم كويطع بصورة لا يغبط عليها.
فهو كتب الاسم الصحيح في كتابه وهو: (احمد بن اسماعيل بن صالح الحسن). وليس هذا فقط، بل انه يدون في كتابه ان هذه المعلومات تم جمعها بعد زيارة اهله، اي ان مصدرهم وثائق رسمية كالهوية المدنية مثلا.
ايضا اسم السيد موجود في السجّلات الرسمية العراقية وهو أحمد اسماعيل صالح حسين سلمان، ولا يوجد اي اسم كاطع أو قاطع.
قال تعالى:
﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (الحجرات: 11).
وفي (وسائل الشيعة: ج21 ص400 باب كراهة ذكر اللقب والكنية اللذين يكرههما صاحبهما أو يحتمل كراهته لهما): ((عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَبَّادٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الرِّضَا (أَنَّهُ أَنْشَدَ ثَلَاثَ أَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ وَذَكَرَهَا قَالَ وَقَلِيلًا مَا كَانَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا قَالَ لِعِرَاقِيٍّ لَكُمْ قُلْتُ أَنْشَدَنِيهِ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ لِنَفْسِهِ فَقَالَ هَاتِ اسْمَهُ وَدَعْ عَنْكَ هَذَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ وَلَعَلَّ الرَّجُلَ يَكْرَهُ هَذَا)).
س5/ بالنسبة لمتن الكتاب ما هو الشيء الذي لفت انتباهك فيه؟
الجواب/
قبل الدخول في التفاصيل هناك أمور اجمالية مهمة لابد من احاطة المشاهدين علما بها، منها:
أولاً/ ما يتعلق بالمصادر، يمكن ان اقول ان هناك فضيحة علمية كبيرة ينطوي عليها الكتاب.
البحث العلمي يتطلب دقة وموضوعية ويعتمد على مصادر موثوقة ويبتعد جدا عن المصادر غير الموثوقة، ويتأكد هذا الامر اكثر اذا كان البحث يتعلق بمسائل خطيرة من قبيل العقائد.
فما هي مصادر الشيخ الكوراني؟
1- من يقرأ كتاب الشيخ الكوراني يفاجئه انه غالبا لا يذكر مصدرا لمعلوماته، لذلك تجده يُصدّر كلامه بعبارات مثل: (ذكر لي بعضهم) ص14، (ويظهر أن بندر بن عبد العزيز وهو منسق العمليات بين المخابرات السعودية والصهيونية ، اشترط عليه وضع الأسس لحركته) ص18، (قيل إنه كان وهابياً)ص17. ايضا يستعمل عبارات مثل: (سمعنا ... سمعنا ...) ص27. وفي ص11 بحسب النسخة الموجودة في موقعه، كتب التالي: ((سمعت أن حارث الضاري قال للأمير نايف السعودي: لقد قضوا على حركة جند السماء وقتلوا قائدها والعديد من مجاهديها! فقال له: لا تهتم يا جناب الشيخ، يوجد حركات ومجاهدون كثيرون))!
أتساءل: كيف سمع؟ من أخبره؟ هل كان جالسا معهم؟
من العبارات التي يستعملها ايضا عبارة: (ونشرت بعض المواقع) ص36.
مصادره اذن هي الخيال والافتراء للأسف الشديد، والقيل والقال الذي تُسر به بعض العجائز، واستظهارات مجانية لا مستند لها، ولهذا في الحقيقة عندما تريد الرد عليه لا يكلفك الامر سوى عبارة (ما هو دليلك، وما هي مصادرك التي تستند عليها، خاصة وانت لا تعيش في العراق)؟
2- يعتمد الشيخ الكوراني كذلك على بعض الكتابات المنشورة في صفحات الانترنيت التي لا يمكن لطالب علم يحترم نفسه أن يعتمد عليها، فما بالك برجل يفترض انه عالم والمهم ان بعض الناس تراه هكذا وتثق بما يقوله، ومصدره الاساس كتابات لرجل يعيش خارج العراق اسمه أحمد الياسري يكتب في شبكة البروج الإخبارية.
ثانيا/ المنهج التشويهي: النتيجة التي يريد الشيخ الكوراني الوصول اليها تتمثل بتشويه الدعوة المباركة، فهو لا يذكر مصادر، أو يعتمد مصادر غير علمية، ويتعامل مع الامور بذهنية الضرائر اللواتي يبحثن عن موضوع كيدي يتحدثن به، لأنه يريد ان يطلق العنان لخيال مريض يرسم صورة مشوهة للدعوة. فهو يقدم مادته وكأنه يعتمد فيها على معلومات ويبني عليها استنتاجات غريبة عجيبة، بينما هو في الحقيقة يمارس خطابا تضليلياً مخادعاً.
لأضرب لك هذا المثل: في كتاب (كرامات وغيبيات) إخبار بمقتل السيد محمد صادق الصدر قبل شهور من الحادث، هذا الإخبار يتعامل معه الكوراني على انه دليل على اتصال بالمخابرات!؟
والغريب ان مسالة الاخبارات الغيبية كان الكوراني يلح عليها ويطلبها، فمثلا في اخر ظهور له على فضائية الكوثر طلب ان يمنعه السيد من الظهور مجددا على القناة وطلب ان يهلك (شارون) وحدث الاثنان والتسجيل موجود وقد واجه الانصار الشيخ الكوراني بهذا الامر في البال توك ولم يجد سوى التهرب سبيلاً. محل الشاهد هو اذن لا يطلب الآيات لأنه يريد الاقتناع وانما يسعى معاجزا، يريد التعجيز اعاذنا الله من مرض القلوب.
اذن الكوراني يحاول التشويه ما وسعه وهذا مثال على طريقته في الاستدلال والاستنتاج:
كتب ص18: ((وقع الخلاف بين الشريكين حيدر مشتت وأحمد إسماعيل مدة، ثم اتفقا على أن أحمد إسماعيل هو رسول المهدي عليه السلام وحيدر شاهد له! ولابد أن الدجال أحمد أعطاه مبلغاً كبيراً))!!
كلمة (لابد) هذه، استنتاج لا يعتمد على اي معطى او دليل.
مثال اخر ص27: ((كان أحمد إسماعيل يسكن في التنومة قرب البصـرة، وكان لا يلتقي بأنصاره مباشرة، بل وضع سماعة في غرفة الإستقبال، وكان يكلمهم من غرفة أخرى، ويلقي عليهم دروسه العجيبة في تفسير القرآن))!
هذا الافتراء يكتبه الشيخ الكوراني دون ان يكلف نفسه عناء ذكر مصدر له، لانه كلام مفترى لا حقيقة له القصد منه التسفيه والتشويه لا اكثر.
تماما كما فعل ابن تيمية حين حاول تسفيه قضية الامام المهدي فكتب ان الشيعة يزورون السرداب ويأتون بفرس وطعام وينادون الامام اخرج نحن مستعدون لنصرك الخ.
* من اهم وسائل التشويه – وهو هنا يستغل مسالة تغييب المصدر والانفراد برواية الخبر – هو التصوير المشوه للقاء الذي تم بين الشيخ الكوراني وبعض الانصار الذين عرضوا عليه الدعوة شأنه شأن غيره من الناس، وكيف تهرب من المباهلة، والحديث في هذا الموضوع طويل ولدينا شهود من نفس مكتب الكوراني ومن الحاضرين وقتها، ولكن ليس كل ما يعرف يقال ولعله يأتي يوم نكشف فيه حقيقة ما جرى.
ثالثا/ جهل الكوراني بأصل الدعوة وبأدلتها، أو تعمده تغييب حقيقتها:
فالدعوة قائمة على الادلة المذكورة في القرآن والحديث والتي يقرها العقل السليم المتمثلة بقانون معرفة الحجة (النص والعلم والدعوة الى حاكمية الله) الشيخ الكوراني في كتابه يوهم قارئه بان ادلتنا هي الاستخارة والرؤيا والاستدلال بعلم الاعداد!!
هذا تزييف في الحقيقة فبالنسبة للرؤيا والاستخارة نحن لا نستدل بهما على اصل عقائدي ابدا، فالأصل العقائدي يثبت بالنص وقد اثبتناه بالنص، فلماذا التدليس وتضليل الناس؟ الرؤيا والاستخارة نراهما دليلا في تشخيص المصداق فقط. اي انه بعد ثبوت الاصل من خلال النص كيف نشخص المعني من النص، هناك طرق ذكرناها في كتبنا اوردنا عليها عشرات الروايات الواردة عن اهل البيت عليهم السلام، منها (اي من هذه الطرق) الرؤيا والاستخارة. المجال الان لا يتسع لذكر الادلة على ما قلت ولكن يمكن للجميع مراجعة كتبنا فهي متاحة في المواقع الالكترونية مجانا، واذكر هنا ان القران يثبت ان الرؤيا تشخص المصداق في الكثير من الآيات مثل قوله تعالى:
((وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)).
((وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ))
((وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ))
أما مسألة الاعداد فالشيخ الكوراني يعلم جيدا إن السيد احمد الحسن ع كان يجيب رجل اسمه (ماجد المهدي) وهو مؤلف كتاب (بدء الحرب الأمريكية ضد الإمام المهدي)، وهذا الرجل يعتقد – كما يقول هو – بما يسمى علم الارقام، ويلتزم بنتائجه ولذلك الزمه السيد ع بما يلتزم به وقد تكرر ذكر هذه الحقيقة في الجواب على الرجل المذكور في اكثر من موضع، وعليه لا يبقى لمن يشنع الا ركوب المغالطة والتصيد حتى لا اقول كلمة اخرى وهي بالمناسبة مُستحقة.
رابعا/ اسلوب الكذب والشتيمة وخلط الاوراق، والإسفاف في كيل الاتهامات:
كتب الكوراني:
((وقد اعترف رفقاء القرعاوي أنه كان مجنداً في ذلك التاريخ من مخابرات صدام، من شعبة شؤون الحوزة. ويظهر أن أحمد إسماعيل كان مجنداً من ذلك التاريخ))
وكتب:
((الصحيح أن هذا الدجال ذهب الى النجف بمهمة من مخابرات صدام ، وليس للدراسة أو لإصلاح الحوزة كما يزعم ... أما أحمد فكان بعيداً عن جو الحوزة والشيعة ، إلا ما سمعه ووجهه به مسؤوله في المخابرات)).
هذه اتهامات خطيرة تترتب عليها نتائج تضر الكثير جداً من الناس والعوائل معنويا ومادياً، أي على مستوى قتل الشخصية وقتل الشخوص لا سمح الله، ومع ذلك يطلقها دون تفكير في العواقب، أو دون اهتمام في الواقع، فهل هذا من الورع في شيء؟
أما مسألة الشتائم فلا اريد ذكر شيء منها هنا ويمكن لمن ارادها قراءة الكتاب، او سماع ما يتكلم به هذا الرجل، ولكن اضرب مثالين على مسألة الاسفاف في الاتهامات، وهو قوله في ص33:
((ومارس السحر والشعوذة والتنويم المغناطيسي لجذب الأتباع))، بينما يذكر في نفس الصفحة عن مصادره ان أتباع اليماني:
((معظمهم من المثقفين والمتعلمين ما بين أساتذة الجامعات أو خريجي الحوزات أو حتى المهندسين)).
وينقل عن مصادره ص34:
((إن اليماني نشر بين أتباعه تقريراً غربياً يفيد بأن الشمس ستطلع من مغربها طوال شهر سبتمبر على المريخ، ويقول لهم هذا ما سيحصل على كوكب الأرض قريباً))!!
كتبنا وبياناتنا متاحة للجميع بحمد الله فليدلنا الكوراني او اي كان على هذا التقرير المفترى.
السيد أحمد الحسن في كتابه "وهم الالحاد" ناقش النظريات الفيزيائية المعاصرة من قبيل نسبية انشتاين، ونظرية الكم، وأحدث نظريات الكوزمولوجي (علم الكون)، وناقش ستيفن هوكنغ، وغيره من كبار علماء الفيزياء النظرية والفلك، فلا يمكن لعاقل أن يصدق هذا المستوى الهابط في الافتراء الذي يمارسه الكوراني.
س6/ هل هناك أمور علمية مطروحة في هذا الكتاب، كأن تكون ردود علمية على بعض ما طُرح في كتب وأدبيات الدعوة؟
الجواب/
مفردات المنهج التي ذكرتها آنفاً، خاصة مفردة التشويه المتعمد، واغفال المصادر وخلط الامور حاضرة في كل صفحات الكتاب، حتى في ما يبدو انه طرح علمي يقدمه الشيخ الكوراني.
مثلا: في بداية كتابه يتحدث الشيخ الكوراني عن جماعات كثيرة يصفها هو بأنها جماعات منحرفة وأصحابها دجالون، وبعضها واضحة البطلان ويدس بينها الدعوة المهدوية المباركة، والسر في ذلك انه يهيئ القارئ لتقبل فكرة ان الدعوة المهدوية شأنها شأن الدعاوى الاخرى، وان الاحكام التي تنطبق على تلك الجماعات تنسحب على الدعوة المهدوية، وهذا تدليس وتضليل واضح.
بالنسبة لسؤالك سنقف عند ما تضمنه الكتاب من ردود على الجانب العلمي للدعوة بالتفصيل، فهذا ما يهمنا أما الامور الاخرى التي لا علاقة لها بالعلم فالقراء اذكياء من جهة وواقعنا مكشوف ومعروف من جهة اخرى فلسنا حركة سرية، بل نحن من هذا الشعب واليه، والحكم متروك للمنصفين. وكما قال طرفة بن العبد:
(ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تزود)
الحمدلله وحده وحده وحده