الخطبة الاولى:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله، ان شاء الله اليوم سنتكلم عن ما هو حكم الانتخابات في الدستور الإلهي، وما حكم اخذ المعصوم مشورة المكلفين...
اللقاء المباشر الرابع للإمام أحمد الحسن (ع) مع إذاعة المنقذ العالمي بتاريخ 19 1 2016
[ أ. مصطفى ياسين: ... سؤالنا الأول لكم سيدنا: أنتم ترفعون شعار حاكمية الله يعني أنكم ترفضون كل آليات الحكم و أنظمته الموجودة الآن، لكنكم أنفسكم تمارسون نفس الآلية التنظيمية الانتخابية ابتداءً بكم و كل المؤسسات التابعة لكم التي يديرها أشخاص معينون أو منتخبون، ...
الإمام أحمد الحسن (ع) : ... الآن بعد هذا التوضيح لقضية الحاكمية الإلهية التي نؤمن بها و التي هي عمود و مرتكز مذهب آل محمد (صلوات الله عليهم)، أعود إلى سؤالك حول آلية الإنتخابات؛ لأن إجابة سؤالك كان – يعني – معتمداً أن أتكلم بهذا الأمر، يعني لتتوضح عقيدتنا و يتبين للناس ما هي عقيدتنا يعني، و من أين أتينا بها عقيدتنا في الحكم، الآن أعود إلى سؤالك حول آلية الانتخابات.
الانتخابات بحد ذاتها كآلية اختيار شخص يمثل الناس لا إشكال فيها، يعني يختارون شخصاً يتحدث بإسمهم أو يدير مشروعاً يملكونه مثلاً إلى آخره... أيضاً لا إشكال في الانتخابات تحت ظل نظام حاكمية الله أي أن تكون السلطة بالأصل و الأساس لخليفة إلهي و يكون هو المتصرف في القضايا التي تخص دماء الناس.
الإشكال هو أن يقال أو يعمل بالانتخابات لاختيار الحاكم الأصل أي الذي يتصرف بالدماء و هذا هو ما حصل في العراق، و هذا هو ما جعلنا نقول أن هذا النظام باطل من الناحية الشرعية و الدينية بحسب اعتقادنا و معرفتنا بدين الله سبحانه و تعالى، مثله مثل غيره من الأنظمة، و نعتقد أن من شرّعه دينياً من الفقهاء و جعل بعض شيعة آل محمد (صلوات الله عليهم) يتصورون أنه نظام شرعي فإنه يتحمل الدماء التي سفكت ظلماً تحت مظلة هذا النظام، و طبعا نحن نرى أن من شرّعوه بالأمس يحاولون اليوم تبرئة أنفسهم من أفعاله و النتائج التي تمخض عنها.
على كل حال، أنا أذكر عندما دعا فقهاء النجف الناس في العراق للتصويت على الدستور و من ثم للانتخابات بل و لانتخاب جهات بعينها، و هي التي تسببت بحالة الدمار و البؤس الذي حلَّ بالعراق و بشعب العراق اليوم، في حينها طلبت من المؤمنين عدم المشاركة و بيّنت أن هذا العمل خداع لشيعة أهل البيت (ع) بجعلهم يعتقدون أن الانتخابات هي الطريق الشرعي لاختيار الحاكم الأصل الذي يتسلط على الدماء، و بالنتيجة تسلط فلان و علان و ظنوا أن من حقهم التصرف بدماء الناس وسفكوا الدماء، و ها نحن اليوم نعيش نتائج أفعالهم فالدماء تجلب الدماء. ... ]
في الفيسبوك بتاريخ 11 5 2014 [ ... وعموما نصيحتي لكل انسان عاقل متزن أن لايفكر منفردا ولايتخذ قراره منفردا وقد دعا الله في القرآن الحاكم الالهي المعصوم المنصب من الله للمشورة قبل اتخاذ القرار فما بالك بغيره قال تعالى : ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) والرسول محمد ص شاور المؤمنين في امور كثيرة تخص ادارة حياة المجتمع والدفاع عنه وقد رويت قصة مشورة سلمان الفارسي بحفر الخندق للدفاع عن المدينة، وايضا يمكنكم الرجوع لماقاله خلفاء الله السابقين صلوات الله عليهم في الحث على المشورة ... ]
(١٥٥٨٥) ٤ - وعن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: لن يهلك امرء عن مشورة. ص41 وسائل الشيعة (آل البيت) ج12
(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) [سورة اﻷنعام 116]
(١٥٥٩٢) ٣ - أحمد بن محمد البرقي في (المحاسن) عن موسى بن القاسم، عن جده معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: استشر في أمرك الذين يخشون ربهم. وسائل الشيعة (آل البيت) ج12 ص41
٨ - وعن أحمد بن نوح، عن شعيب النيسابوري، عن عبيد الله الدهقان، عن أحمد بن عائذ، عن الحلبي، أبى عبد الله (عليه السلام) قال: قال إن المشورة لا تكون إلا بحدودها فمن عرفها بحدودها وإلا كانت مضرتها على المستشير أكثر من منفعتها له، فأولها أن يكون الذي تشاوره عاقلا، والثانية أن يكون حرا متدينا، والثالثة أن يكون صديقا مؤاخيا، والرابعة أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك بنفسك، ثم يسر (١) ذلك ويكتمه، فإنه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته، وإذا كان حرا متدينا أجهد نفسه في النصيحة لك، وإذا كان صديقا مؤاخيا كتم سرك إذا اطلعته عليه وإذا اطلعته على سرك فكان علمه به كعلمك تمت المشورة، وكملت النصيحة. وسائل الشيعة (آل البيت) ج12 ص44
٨ - عيون أخبار الرضا (ع): بإسناد التميمي، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من غش المسلمين في مشورة فقد برئت منه (٣). بحار الانوار ج72 ص99
٢٣ - المحاسن: أبي، عن معمر بن خلاد قال: هلك مولى لأبي الحسن الرضا عليه السلام يقال له سعد، فقال: أشر علي برجل له فضل وأمانة، فقلت: أنا أشير عليك؟
فقال شبه المغضب: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يستشير أصحابه ثم يعزم على ما يريد الله (٥). بحار الانوار ج72 ص101
٢٥ - المحاسن: عدة من أصحابنا، عن ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال:
كنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فذكرنا أباه قال: كان عقله لا يوازن به العقول وربما شاور الأسود من سودانه، فقيل له: تشاور مثل هذا؟ فقال: إن شاء الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه، قال: فكانوا ربما أشاروا عليه بالشئ فيعمل به من الضيعة والبستان (٧). بحار الانوار ج72 ص101
(١٥٦٠١) ٢ - وعن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الفضيل بن يسار قال استشارني أبو عبد الله (عليه السلام) مرة في أمر فقلت: أصلحك الله مثلي يشير على مثلك؟ قال: نعم إذا استشرتك. وسائل ج12 ص44
(١٥٦٠٣) ٤ - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لعبد الله بن العباس وقد أشار عليه في شئ لم يوافق رأيه: عليك أن تشير علي (١) فإذا خالفتك (٢) فأطعني. وسائل الشيعة (آل البيت) ج12 ص45
١٤٧ - أحمد بن محمد عن علي بن مهزيار قال: كتب إلى أبو جعفر عليه السلام ان سل فلانا ان يشير على ويتخير لنفسه (6) فهو يعلم ما يجوز في بلده وكيف يعامل السلاطين فان المشورة مباركة قال الله لنبيه في محكم كتابه " فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين " فإن كان ما يقول مما يجوز كنت أصوب رأيه، وإن كان غير ذلك رجوت ان أضعه على الطريق الواضح إن شاء الله " وشاورهم في الامر " قال: يعنى الاستخارة.
(6) لعل المراد من قوله (ع) يشير على اه أي سله يظهر لي ما عنده من مصلحتي في امر كذا ويتخير لنفسه أي يتخبس لي تخيرا كتخيره لنفسه كما هو شأن الأخ المحب المحبوب الذي يخشى الله تعالى (من هامش بعض النسخ).
تفسير العياشي ج1 ص204
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنصار الله، في الخطب السابقة بينا الركن الأول في كتاب الصيام من كتاب شرائع الإسلام للإمام أحمد الحسن ع، وكان متعلق بالنية، وبينا بعده الركن الثاني وكان بما يخص المفطرات، واليوم نبين الركن الثالث والرابع من أركان كتاب الصيام...
شرائع الإسلام ج1 [ الثالث: في الزمان الذي يصح فيه الصيام
وهو النهار دون الليل (1) . ولو نذر الصيام ليلاً لم ينعقد، وكذا لو ضمه إلى النهار (2) . ولا يصح صيام العيدين، ولو نذر صيامهما لم ينعقد، ولو نذر يوماً معيناً فاتفق أحد العيدين لم يصح صيامه، ولا يجب قضاؤه وان كان الأفضل قضاءه. وكذا البحث في أيام التشريق لمن كان بمنى (3) .
الرابع: من يصح الصيام منه
هو العاقل المؤمن (4) ، فلا يصح صيام الكافر (فلا يصح صيام الكافر بالرسول أو الأئمة أو المهديين) وإن وجب عليه. ولا المجنون، ويصح من المغمى عليه إذا سبقت منه النية. ويصح صيام الصبي المُمَيّز، والنائم إذا سبقت منه النية ولو استمر إلى الليل. ولو لم يعقد صيامه بالنية مع وجوبه، ثم طلع الفجر عليه نائماً واستمر حتى زالت الشمس فعليه القضاء، إلا في رمضان فتكفيه نية أول الشهر (5) .
ولا يصح صيام الحائض ولا النفساء، سواء حصل العذر قبل الغروب، أو انقطع بعد الفجر. ويصح من المستحاضة إذا فعلت ما يجب عليها من الاغسال أو الغسل (6) . ولا يصح الصيام الواجب من مسافر يلزمه التقصير، إلا ثلاثة أيام في بدل الهدي (7) ، وثمانية عشر يوماً في بدل البدنة لمن أفاض من عرفات قبل الغروب عامداً (8) ، والنذر المشروط سفراً وحضراً (9) . ويصح صيام المسافر مندوباً إلا في رمضان، ويصح كل ذلك ممن له حكم المقيم (10) .
ولا يصح من الجنب إذا ترك الغسل عامداً مع القدرة حتى يطلع الفجر (11) . ولو استيقظ جنباً بعد الفجر لم ينعقد صيامه قضاء عن رمضان لا ندباً، وإن كان في رمضان فصيامه صحيح، وكذا في النذر المعين (12) . ويصح من المريض ما لم يستضر به (13) .
مسألتان:
الأولى: البلوغ الذي يجب معه العبادات: الاحتلام، أو الإنبات (14) ، أو إتمام أربعة عشر سنة والدخول في الخامسة عشر في الرجال، وتسع والدخول في العاشرة في النساء.
الثانية : يمرن الصبي والصبية على الصيام قبل البلوغ، ويشدد عليهما لسبع مع الطاقة. ]
أحكام الشريعة بين السائل والمجيب (للشيخ علاء السالم) ج3 :
(1) - هو النهار (من طلوع الفجر إلى غروب الشمس) دون الليل.
(2) - س/ وهل ينعقد النذر لو ضمّ الليل إلى النهار في نذره، أي ينذر صوم النهار والليل ؟ ج/ لا ينعقد أيضاً، ولا يجب عليه الصيام.
(3) - (وهي أيام: 11 و12 و13 من ذي الحجة) ... إذ لا يجوز صوم أيام التشريق لمن كان في منى.
(4) - هو العاقل المؤمن، ولا يشترط البلوغ.
(5) - إلا في صوم رمضان فتكفيه نية أول الشهر ويصح صيامه حتى لو لم يعقد النية لهذا اليوم قبل نومه واستمر نائماً إلى ما بعد الزوال.
(6) - إذا فعلت ما يجب عليها من الأغسال (فيما إذا كانت حالتها استحاضة كثيرة) أو الغسل (فيما إذا كانت حالتها استحاضة متوسطة) كما تقدم في أحكام الطهارة.
(7) - ثلاثة أيام في بدل الهدي (فمن ليس عنده الهدي في الحج ولا ثمنه يصوم بدلاً عنه ثلاثة أيام وهو في السفر).
(8) - ثمانية عشر يوماً في بدل البدنة لمن أفاض من عرفات قبل الغروب عامداً (فمن خرج من عرفات عمداً قبل الغروب وجب عليه أن يذبح بعيراً كفارة عن عمله هذا، فإن لم يكن عنده ثمن البعير صام ثمانية عشر يوماً في الحج بدلاً عنه).
(9) - النذر المشروط سفراً وحضراً (كمن نذر أن يصوم الأسبوع الأول من شعبان سواء كان حاضراً أم مسافراً)، فإنه يجب عليه الوفاء بالنذر والصيام حتى لو كان مسافراً.
(10) - حكم المقيم (ممن تقدم ذكرهم في أحكام الصلاة: كمن نوى إقامة عشرة أيام في بلده، أو من مضى عليه ثلاثون يوماً متردداً في بلد، أو من هو كثير السفر كالسائق والتاجر الذي يدور في تجارته، أو العاصي بسفره) ؟ ج/ يصح صيامه واجباً كان أم مندوباً.
(11) - لا يصح، ويجب عليه القضاء والكفارة.
(12) - لم ينعقد صيامه إذا كان قضاء عن شهر رمضان. وينعقد صيامه ويصح إذا كان ندباً، وكذا ينعقد ويصح إذا كان من شهر رمضان، أو كان نذراً معيناً.
(13) - س/ وهل يصح صيام المريض ؟ ج/ يصح من المريض ما لم يستضر به.
(14) - بالاحتلام (خروج المني)، أو الإنبات (ظهور الشعر الخشن على العانة)
الأجوبة الفقهية (كتاب الصيام)
س23/ هل يجوز الاعتماد على ما هو موجود في بعض البلاد الإسلامية من المنبهين أو التلفاز وما شابه بخصوص طلوع الفجر، أم لابد من الفحص والتأكد بنفسه، وماذا إذا كان ليس لديه معرفة بتحديد الأوقات ؟
ج/ التلفاز أو المنبهون أو غيرها من الوسائل مثلها مثل التقويم الذي سألتم عنه سابقاً، فلابد من فحص بعض أوقاتها لمعرفة مدى دقتها ومطابقتها للوقت الشرعي. وهذا هو الجواب السابق: (التقويم إذا كان موافقاً للأوقات الشرعية يجوز العمل به، فلابد أولاً من فحص التقويم وتدقيق مدى مطابقته للوقت الشرعي قبل العمل به).
س24/ هل يكفي تبرع الصبي المميز بالصوم عن ميت قصّر ولده الأكبر عن إبراء ما في ذمته ؟
ج/ يصح صيامه ويجزي.
س25/ ما حكم الصبية التي تبلغ ولكنها لا تراعي أحكام الصيام لصغرها، ويحصل منها ما يفسد الصوم عمداً وهي تعلم مرة أو تجهل أخرى، وإن كانت الآن كبرت فهل يجب عليها قضاء ما مضى مع الكفارة، وكم تقضي وتكفر أن لم تعرف عدد الأيام التي فعلت فيها ذلك ؟
ج/ البالغ إن أفسد صيامه متعمداً فعليه القضاء والكفارة، وإن تهاون في القضاء حتى جاء رمضان آخر فعليه أن يكفر أيضاً بمد إضافة إلى كفارة الإفطار العمد، أما لو كان إفطاره أو إفساده لصيامه عن جهل فعليه القضاء فقط.
س26/ وعلى ضوء الشريعة المقدسة: كيف يتعامل الأبوان مع ابن أو بنت لا يؤديان فريضة الصيام مع وجوبه عليهما ؟
ج/ يجب على الوالدين تعريف الأبناء والبنات قبل البلوغ بالواجب عليهم فعله بعد البلوغ، ثم يجب على الوالدين حث الأبناء والبنات على أداء الواجبات وترك المحرمات بل ومتابعتهم حتى يبلغوا سن 18 عام.
س27/ ما حكم الصبية إن بلغت وأرادت الصيام في أيام شديدة الحر بحيث لا يكتمل اليوم لها إلا بصعوبة بالغة ؟
ج/ يجوز ويصح إلا إن كان الصيام يسبب لها ضرراً.
س28/ ما هو الحكم إذا ارتفع عذر (الكافر أو الصبي أو المجنون أو المغمى عليه) قبل الزوال ولم يتناولوا مفطر، فهل يجب عليهم الصيام ؟
ج/ يجب.
س29/ هل يكون المسافر مرتكباً للحرام ومأثوماً لو صام، أم يكون صيامه باطلاً فقط ؟
ج/ مع علمه بالحكم الشرعي فهو مأثوم؛ لأنه يخالف عن عمد حكم الله إما استخفافاً بشرع الله أو استخفافاً وتكذيباً لناقل الشرع وهو خليفة الله.
س51/ يصح الصوم من المريض ما لم يستضر به، من يحدد ذلك الضرر المكلف نفسه أو الطبيب المتخصص، وماذا لو اختلفوا في التشخيص، وهل يقبل قوله وإن كان المكلف يظن بخلافه ؟
ج/ من يحدد الضرر هو المتخصص أو تجربة المكلف ولو توفر لديه رأي الطبيب المتخصص والتجربة فيمكنه اعتماد أيهما شاء.
بهذا نكون قد غطينا النظر الأول في كتاب الصيام، وفي الخطبة القادمة ندخل في النظر الثاني، نختم بهذا الدعاء ان شاء الله...
[ ... ولا تفوتك أدعية الصحيفة السجادية المباركة، فهي زبور آل محمد (ع) ... ] كتاب التيه أو الطريق الى الله
أخذ الإمام السجاد يعدد الذنوب والخطايا ويطلب من الله التوبة والشفاعة، إلى أن قال...
( ...فَمَا كُلُّ مَا نَطَقْتُ بِهِ عَنْ جَهْل مِنِّي بِسُوْءِ أَثَرِي، وَلاَ نِسيَان لِمَا سَبَقَ مِنْ ذَمِيمِ فِعْلِي، وَلكِنْ لِتَسْمَعَ سَمَاؤُكَ وَمَنْ فِيْهَـا، وَأَرْضُكَ وَمَنْ عَلَيْهَا مَا أَظْهَرْتُ لَكَ مِنَ النَّدَمِ، وَلَجَـأتُ إلَيْكَ فِيـهِ مِنَ التَّوْبَـةِ، فَلَعَـلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُنِي لِسُوءِ مَوْقِفِي، أَوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ عَلَىَّ لِسُوءِ حَالِي فَيَنَالَنِي مِنْهُ بِدَعْوَة أَسْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعَائِي، أَوْ شَفَاعَـة أَوْكَدُ عِنْدَكَ مِنْ شَفَاعَتِي تَكُونُ بِهَا نَجَاتِي مِنْ غَضَبِكَ وَفَوْزَتِي بِرضَاكَ. أللَّهُمَّ إنْ يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً إلَيْكَ فَأَنَا أَنْدَمُ اْلنَّادِمِينَ، وَإنْ يَكُنِ التَّرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ إنَابَةً فَأَنَا أَوَّلُ الْمُنِيبينَ، وَإنْ يَكُنِ الاسْتِغْفَارُ حِطَّةً لِلذُّنُوبِ فَإنَي لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ. اللَّهُمَّ فَكَمَا أَمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ وَضَمِنْتَ الْقَبُولَ وَحَثَثْتَ عَلَى الدُّعَـاءِ وَوَعَدْتَ الإجَابَةَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ وَآلِهِ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَلاَ تَرْجِعْني مَرجَعَ الغَيبَةِ منْ رَحْمَتِك إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ عَلَى الْمُذْنِبِينَ، وَالرَّحِيمُ لِلْخَاطِئِينَ الْمُنِيبِينَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ كَمَا هَدَيْتَنَا بِهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنَا بِهِ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ صَلاَةً تَشْفَعُ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَوْمَ الْفَاقَةِ إلَيْكَ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ . ) الصحيفة السجادية
هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، الحمدلله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها. اللهم صل على محمد وآل محمد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة، يأمن من ركبها، ويغرق من تركها، المتقدم لهم مارق، والمتأخر عنهم زاهق، واللازم لهم لاحق.
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصار الله، ان شاء الله اليوم سنتكلم عن ما هو حكم الانتخابات في الدستور الإلهي، وما حكم اخذ المعصوم مشورة المكلفين...
اللقاء المباشر الرابع للإمام أحمد الحسن (ع) مع إذاعة المنقذ العالمي بتاريخ 19 1 2016
[ أ. مصطفى ياسين: ... سؤالنا الأول لكم سيدنا: أنتم ترفعون شعار حاكمية الله يعني أنكم ترفضون كل آليات الحكم و أنظمته الموجودة الآن، لكنكم أنفسكم تمارسون نفس الآلية التنظيمية الانتخابية ابتداءً بكم و كل المؤسسات التابعة لكم التي يديرها أشخاص معينون أو منتخبون، ...
الإمام أحمد الحسن (ع) : ... الآن بعد هذا التوضيح لقضية الحاكمية الإلهية التي نؤمن بها و التي هي عمود و مرتكز مذهب آل محمد (صلوات الله عليهم)، أعود إلى سؤالك حول آلية الإنتخابات؛ لأن إجابة سؤالك كان – يعني – معتمداً أن أتكلم بهذا الأمر، يعني لتتوضح عقيدتنا و يتبين للناس ما هي عقيدتنا يعني، و من أين أتينا بها عقيدتنا في الحكم، الآن أعود إلى سؤالك حول آلية الانتخابات.
الانتخابات بحد ذاتها كآلية اختيار شخص يمثل الناس لا إشكال فيها، يعني يختارون شخصاً يتحدث بإسمهم أو يدير مشروعاً يملكونه مثلاً إلى آخره... أيضاً لا إشكال في الانتخابات تحت ظل نظام حاكمية الله أي أن تكون السلطة بالأصل و الأساس لخليفة إلهي و يكون هو المتصرف في القضايا التي تخص دماء الناس.
الإشكال هو أن يقال أو يعمل بالانتخابات لاختيار الحاكم الأصل أي الذي يتصرف بالدماء و هذا هو ما حصل في العراق، و هذا هو ما جعلنا نقول أن هذا النظام باطل من الناحية الشرعية و الدينية بحسب اعتقادنا و معرفتنا بدين الله سبحانه و تعالى، مثله مثل غيره من الأنظمة، و نعتقد أن من شرّعه دينياً من الفقهاء و جعل بعض شيعة آل محمد (صلوات الله عليهم) يتصورون أنه نظام شرعي فإنه يتحمل الدماء التي سفكت ظلماً تحت مظلة هذا النظام، و طبعا نحن نرى أن من شرّعوه بالأمس يحاولون اليوم تبرئة أنفسهم من أفعاله و النتائج التي تمخض عنها.
على كل حال، أنا أذكر عندما دعا فقهاء النجف الناس في العراق للتصويت على الدستور و من ثم للانتخابات بل و لانتخاب جهات بعينها، و هي التي تسببت بحالة الدمار و البؤس الذي حلَّ بالعراق و بشعب العراق اليوم، في حينها طلبت من المؤمنين عدم المشاركة و بيّنت أن هذا العمل خداع لشيعة أهل البيت (ع) بجعلهم يعتقدون أن الانتخابات هي الطريق الشرعي لاختيار الحاكم الأصل الذي يتسلط على الدماء، و بالنتيجة تسلط فلان و علان و ظنوا أن من حقهم التصرف بدماء الناس وسفكوا الدماء، و ها نحن اليوم نعيش نتائج أفعالهم فالدماء تجلب الدماء. ... ]
في الفيسبوك بتاريخ 11 5 2014 [ ... وعموما نصيحتي لكل انسان عاقل متزن أن لايفكر منفردا ولايتخذ قراره منفردا وقد دعا الله في القرآن الحاكم الالهي المعصوم المنصب من الله للمشورة قبل اتخاذ القرار فما بالك بغيره قال تعالى : ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) والرسول محمد ص شاور المؤمنين في امور كثيرة تخص ادارة حياة المجتمع والدفاع عنه وقد رويت قصة مشورة سلمان الفارسي بحفر الخندق للدفاع عن المدينة، وايضا يمكنكم الرجوع لماقاله خلفاء الله السابقين صلوات الله عليهم في الحث على المشورة ... ]
(١٥٥٨٥) ٤ - وعن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: لن يهلك امرء عن مشورة. ص41 وسائل الشيعة (آل البيت) ج12
(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) [سورة اﻷنعام 116]
(١٥٥٩٢) ٣ - أحمد بن محمد البرقي في (المحاسن) عن موسى بن القاسم، عن جده معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: استشر في أمرك الذين يخشون ربهم. وسائل الشيعة (آل البيت) ج12 ص41
٨ - وعن أحمد بن نوح، عن شعيب النيسابوري، عن عبيد الله الدهقان، عن أحمد بن عائذ، عن الحلبي، أبى عبد الله (عليه السلام) قال: قال إن المشورة لا تكون إلا بحدودها فمن عرفها بحدودها وإلا كانت مضرتها على المستشير أكثر من منفعتها له، فأولها أن يكون الذي تشاوره عاقلا، والثانية أن يكون حرا متدينا، والثالثة أن يكون صديقا مؤاخيا، والرابعة أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك بنفسك، ثم يسر (١) ذلك ويكتمه، فإنه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته، وإذا كان حرا متدينا أجهد نفسه في النصيحة لك، وإذا كان صديقا مؤاخيا كتم سرك إذا اطلعته عليه وإذا اطلعته على سرك فكان علمه به كعلمك تمت المشورة، وكملت النصيحة. وسائل الشيعة (آل البيت) ج12 ص44
٨ - عيون أخبار الرضا (ع): بإسناد التميمي، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من غش المسلمين في مشورة فقد برئت منه (٣). بحار الانوار ج72 ص99
٢٣ - المحاسن: أبي، عن معمر بن خلاد قال: هلك مولى لأبي الحسن الرضا عليه السلام يقال له سعد، فقال: أشر علي برجل له فضل وأمانة، فقلت: أنا أشير عليك؟
فقال شبه المغضب: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يستشير أصحابه ثم يعزم على ما يريد الله (٥). بحار الانوار ج72 ص101
٢٥ - المحاسن: عدة من أصحابنا، عن ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال:
كنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فذكرنا أباه قال: كان عقله لا يوازن به العقول وربما شاور الأسود من سودانه، فقيل له: تشاور مثل هذا؟ فقال: إن شاء الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه، قال: فكانوا ربما أشاروا عليه بالشئ فيعمل به من الضيعة والبستان (٧). بحار الانوار ج72 ص101
(١٥٦٠١) ٢ - وعن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الفضيل بن يسار قال استشارني أبو عبد الله (عليه السلام) مرة في أمر فقلت: أصلحك الله مثلي يشير على مثلك؟ قال: نعم إذا استشرتك. وسائل ج12 ص44
(١٥٦٠٣) ٤ - محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لعبد الله بن العباس وقد أشار عليه في شئ لم يوافق رأيه: عليك أن تشير علي (١) فإذا خالفتك (٢) فأطعني. وسائل الشيعة (آل البيت) ج12 ص45
١٤٧ - أحمد بن محمد عن علي بن مهزيار قال: كتب إلى أبو جعفر عليه السلام ان سل فلانا ان يشير على ويتخير لنفسه (6) فهو يعلم ما يجوز في بلده وكيف يعامل السلاطين فان المشورة مباركة قال الله لنبيه في محكم كتابه " فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين " فإن كان ما يقول مما يجوز كنت أصوب رأيه، وإن كان غير ذلك رجوت ان أضعه على الطريق الواضح إن شاء الله " وشاورهم في الامر " قال: يعنى الاستخارة.
(6) لعل المراد من قوله (ع) يشير على اه أي سله يظهر لي ما عنده من مصلحتي في امر كذا ويتخير لنفسه أي يتخبس لي تخيرا كتخيره لنفسه كما هو شأن الأخ المحب المحبوب الذي يخشى الله تعالى (من هامش بعض النسخ).
تفسير العياشي ج1 ص204
هذا والحمدلله رب العالمين
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [سورة الناس : 6-1]
***
الخطبة الثانية:
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَمينِكَ، وَصَفِيِّكَ، وَحَبيبِكَ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ، اَفْضَلَ وَاَحْسَنَ، وَاَجْمَلَ وَاَكْمَلَ، وَاَزْكى وَاَنْمى، وَاَطْيَبَ وَاَطْهَرَ، وَاَسْنى وَاَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى اَحَد مِن عِبادِكَ وَاَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَصِفْوَتِكَ وَاَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَصَلِّ عَلى عَليٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَليِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبأِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ وَاِمامَيِ الْهُدى، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، وَصَلِّ عَلى اَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَر، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، ومحمد بن الحسن ، وأحمد بن محمد والمهديين من ولده ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، وَاُمَنائِكَ في بِلادِكَ صَلَاةً كَثيرَةً دائِمَةً...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنصار الله، في الخطب السابقة بينا الركن الأول في كتاب الصيام من كتاب شرائع الإسلام للإمام أحمد الحسن ع، وكان متعلق بالنية، وبينا بعده الركن الثاني وكان بما يخص المفطرات، واليوم نبين الركن الثالث والرابع من أركان كتاب الصيام...
شرائع الإسلام ج1 [ الثالث: في الزمان الذي يصح فيه الصيام
وهو النهار دون الليل (1) . ولو نذر الصيام ليلاً لم ينعقد، وكذا لو ضمه إلى النهار (2) . ولا يصح صيام العيدين، ولو نذر صيامهما لم ينعقد، ولو نذر يوماً معيناً فاتفق أحد العيدين لم يصح صيامه، ولا يجب قضاؤه وان كان الأفضل قضاءه. وكذا البحث في أيام التشريق لمن كان بمنى (3) .
الرابع: من يصح الصيام منه
هو العاقل المؤمن (4) ، فلا يصح صيام الكافر (فلا يصح صيام الكافر بالرسول أو الأئمة أو المهديين) وإن وجب عليه. ولا المجنون، ويصح من المغمى عليه إذا سبقت منه النية. ويصح صيام الصبي المُمَيّز، والنائم إذا سبقت منه النية ولو استمر إلى الليل. ولو لم يعقد صيامه بالنية مع وجوبه، ثم طلع الفجر عليه نائماً واستمر حتى زالت الشمس فعليه القضاء، إلا في رمضان فتكفيه نية أول الشهر (5) .
ولا يصح صيام الحائض ولا النفساء، سواء حصل العذر قبل الغروب، أو انقطع بعد الفجر. ويصح من المستحاضة إذا فعلت ما يجب عليها من الاغسال أو الغسل (6) . ولا يصح الصيام الواجب من مسافر يلزمه التقصير، إلا ثلاثة أيام في بدل الهدي (7) ، وثمانية عشر يوماً في بدل البدنة لمن أفاض من عرفات قبل الغروب عامداً (8) ، والنذر المشروط سفراً وحضراً (9) . ويصح صيام المسافر مندوباً إلا في رمضان، ويصح كل ذلك ممن له حكم المقيم (10) .
ولا يصح من الجنب إذا ترك الغسل عامداً مع القدرة حتى يطلع الفجر (11) . ولو استيقظ جنباً بعد الفجر لم ينعقد صيامه قضاء عن رمضان لا ندباً، وإن كان في رمضان فصيامه صحيح، وكذا في النذر المعين (12) . ويصح من المريض ما لم يستضر به (13) .
مسألتان:
الأولى: البلوغ الذي يجب معه العبادات: الاحتلام، أو الإنبات (14) ، أو إتمام أربعة عشر سنة والدخول في الخامسة عشر في الرجال، وتسع والدخول في العاشرة في النساء.
الثانية : يمرن الصبي والصبية على الصيام قبل البلوغ، ويشدد عليهما لسبع مع الطاقة. ]
أحكام الشريعة بين السائل والمجيب (للشيخ علاء السالم) ج3 :
(1) - هو النهار (من طلوع الفجر إلى غروب الشمس) دون الليل.
(2) - س/ وهل ينعقد النذر لو ضمّ الليل إلى النهار في نذره، أي ينذر صوم النهار والليل ؟ ج/ لا ينعقد أيضاً، ولا يجب عليه الصيام.
(3) - (وهي أيام: 11 و12 و13 من ذي الحجة) ... إذ لا يجوز صوم أيام التشريق لمن كان في منى.
(4) - هو العاقل المؤمن، ولا يشترط البلوغ.
(5) - إلا في صوم رمضان فتكفيه نية أول الشهر ويصح صيامه حتى لو لم يعقد النية لهذا اليوم قبل نومه واستمر نائماً إلى ما بعد الزوال.
(6) - إذا فعلت ما يجب عليها من الأغسال (فيما إذا كانت حالتها استحاضة كثيرة) أو الغسل (فيما إذا كانت حالتها استحاضة متوسطة) كما تقدم في أحكام الطهارة.
(7) - ثلاثة أيام في بدل الهدي (فمن ليس عنده الهدي في الحج ولا ثمنه يصوم بدلاً عنه ثلاثة أيام وهو في السفر).
(8) - ثمانية عشر يوماً في بدل البدنة لمن أفاض من عرفات قبل الغروب عامداً (فمن خرج من عرفات عمداً قبل الغروب وجب عليه أن يذبح بعيراً كفارة عن عمله هذا، فإن لم يكن عنده ثمن البعير صام ثمانية عشر يوماً في الحج بدلاً عنه).
(9) - النذر المشروط سفراً وحضراً (كمن نذر أن يصوم الأسبوع الأول من شعبان سواء كان حاضراً أم مسافراً)، فإنه يجب عليه الوفاء بالنذر والصيام حتى لو كان مسافراً.
(10) - حكم المقيم (ممن تقدم ذكرهم في أحكام الصلاة: كمن نوى إقامة عشرة أيام في بلده، أو من مضى عليه ثلاثون يوماً متردداً في بلد، أو من هو كثير السفر كالسائق والتاجر الذي يدور في تجارته، أو العاصي بسفره) ؟ ج/ يصح صيامه واجباً كان أم مندوباً.
(11) - لا يصح، ويجب عليه القضاء والكفارة.
(12) - لم ينعقد صيامه إذا كان قضاء عن شهر رمضان. وينعقد صيامه ويصح إذا كان ندباً، وكذا ينعقد ويصح إذا كان من شهر رمضان، أو كان نذراً معيناً.
(13) - س/ وهل يصح صيام المريض ؟ ج/ يصح من المريض ما لم يستضر به.
(14) - بالاحتلام (خروج المني)، أو الإنبات (ظهور الشعر الخشن على العانة)
الأجوبة الفقهية (كتاب الصيام)
س23/ هل يجوز الاعتماد على ما هو موجود في بعض البلاد الإسلامية من المنبهين أو التلفاز وما شابه بخصوص طلوع الفجر، أم لابد من الفحص والتأكد بنفسه، وماذا إذا كان ليس لديه معرفة بتحديد الأوقات ؟
ج/ التلفاز أو المنبهون أو غيرها من الوسائل مثلها مثل التقويم الذي سألتم عنه سابقاً، فلابد من فحص بعض أوقاتها لمعرفة مدى دقتها ومطابقتها للوقت الشرعي. وهذا هو الجواب السابق: (التقويم إذا كان موافقاً للأوقات الشرعية يجوز العمل به، فلابد أولاً من فحص التقويم وتدقيق مدى مطابقته للوقت الشرعي قبل العمل به).
س24/ هل يكفي تبرع الصبي المميز بالصوم عن ميت قصّر ولده الأكبر عن إبراء ما في ذمته ؟
ج/ يصح صيامه ويجزي.
س25/ ما حكم الصبية التي تبلغ ولكنها لا تراعي أحكام الصيام لصغرها، ويحصل منها ما يفسد الصوم عمداً وهي تعلم مرة أو تجهل أخرى، وإن كانت الآن كبرت فهل يجب عليها قضاء ما مضى مع الكفارة، وكم تقضي وتكفر أن لم تعرف عدد الأيام التي فعلت فيها ذلك ؟
ج/ البالغ إن أفسد صيامه متعمداً فعليه القضاء والكفارة، وإن تهاون في القضاء حتى جاء رمضان آخر فعليه أن يكفر أيضاً بمد إضافة إلى كفارة الإفطار العمد، أما لو كان إفطاره أو إفساده لصيامه عن جهل فعليه القضاء فقط.
س26/ وعلى ضوء الشريعة المقدسة: كيف يتعامل الأبوان مع ابن أو بنت لا يؤديان فريضة الصيام مع وجوبه عليهما ؟
ج/ يجب على الوالدين تعريف الأبناء والبنات قبل البلوغ بالواجب عليهم فعله بعد البلوغ، ثم يجب على الوالدين حث الأبناء والبنات على أداء الواجبات وترك المحرمات بل ومتابعتهم حتى يبلغوا سن 18 عام.
س27/ ما حكم الصبية إن بلغت وأرادت الصيام في أيام شديدة الحر بحيث لا يكتمل اليوم لها إلا بصعوبة بالغة ؟
ج/ يجوز ويصح إلا إن كان الصيام يسبب لها ضرراً.
س28/ ما هو الحكم إذا ارتفع عذر (الكافر أو الصبي أو المجنون أو المغمى عليه) قبل الزوال ولم يتناولوا مفطر، فهل يجب عليهم الصيام ؟
ج/ يجب.
س29/ هل يكون المسافر مرتكباً للحرام ومأثوماً لو صام، أم يكون صيامه باطلاً فقط ؟
ج/ مع علمه بالحكم الشرعي فهو مأثوم؛ لأنه يخالف عن عمد حكم الله إما استخفافاً بشرع الله أو استخفافاً وتكذيباً لناقل الشرع وهو خليفة الله.
س51/ يصح الصوم من المريض ما لم يستضر به، من يحدد ذلك الضرر المكلف نفسه أو الطبيب المتخصص، وماذا لو اختلفوا في التشخيص، وهل يقبل قوله وإن كان المكلف يظن بخلافه ؟
ج/ من يحدد الضرر هو المتخصص أو تجربة المكلف ولو توفر لديه رأي الطبيب المتخصص والتجربة فيمكنه اعتماد أيهما شاء.
بهذا نكون قد غطينا النظر الأول في كتاب الصيام، وفي الخطبة القادمة ندخل في النظر الثاني، نختم بهذا الدعاء ان شاء الله...
[ ... ولا تفوتك أدعية الصحيفة السجادية المباركة، فهي زبور آل محمد (ع) ... ] كتاب التيه أو الطريق الى الله
أخذ الإمام السجاد يعدد الذنوب والخطايا ويطلب من الله التوبة والشفاعة، إلى أن قال...
( ...فَمَا كُلُّ مَا نَطَقْتُ بِهِ عَنْ جَهْل مِنِّي بِسُوْءِ أَثَرِي، وَلاَ نِسيَان لِمَا سَبَقَ مِنْ ذَمِيمِ فِعْلِي، وَلكِنْ لِتَسْمَعَ سَمَاؤُكَ وَمَنْ فِيْهَـا، وَأَرْضُكَ وَمَنْ عَلَيْهَا مَا أَظْهَرْتُ لَكَ مِنَ النَّدَمِ، وَلَجَـأتُ إلَيْكَ فِيـهِ مِنَ التَّوْبَـةِ، فَلَعَـلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُنِي لِسُوءِ مَوْقِفِي، أَوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ عَلَىَّ لِسُوءِ حَالِي فَيَنَالَنِي مِنْهُ بِدَعْوَة أَسْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعَائِي، أَوْ شَفَاعَـة أَوْكَدُ عِنْدَكَ مِنْ شَفَاعَتِي تَكُونُ بِهَا نَجَاتِي مِنْ غَضَبِكَ وَفَوْزَتِي بِرضَاكَ. أللَّهُمَّ إنْ يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً إلَيْكَ فَأَنَا أَنْدَمُ اْلنَّادِمِينَ، وَإنْ يَكُنِ التَّرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ إنَابَةً فَأَنَا أَوَّلُ الْمُنِيبينَ، وَإنْ يَكُنِ الاسْتِغْفَارُ حِطَّةً لِلذُّنُوبِ فَإنَي لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ. اللَّهُمَّ فَكَمَا أَمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ وَضَمِنْتَ الْقَبُولَ وَحَثَثْتَ عَلَى الدُّعَـاءِ وَوَعَدْتَ الإجَابَةَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ وَآلِهِ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَلاَ تَرْجِعْني مَرجَعَ الغَيبَةِ منْ رَحْمَتِك إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ عَلَى الْمُذْنِبِينَ، وَالرَّحِيمُ لِلْخَاطِئِينَ الْمُنِيبِينَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ كَمَا هَدَيْتَنَا بِهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنَا بِهِ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ صَلاَةً تَشْفَعُ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَوْمَ الْفَاقَةِ إلَيْكَ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ . ) الصحيفة السجادية
هذا والحمدلله رب العالمين، وأستغفر الله لي ولكم
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) [سورة النصر 1 – 3]