بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثير الحمد لله مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح ديان الدين رب العالمين الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض و عمارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها .والحمد لله الذي من علينا بمحمد سابق بريته إلى الاقرار بربوبيته وخاتم أصفيائه إنذارا برسالته وأحب أحبائه إليه وأكرم أنبيائه عليه وأعلاهم رتبة لديه وأخصهم منزلة منه أعطاه جميع ما أعطاهم في قوله تعالى(هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) وزاده أضعافا على ما آتاهم وأحله المنزلة التى أظهر بها فضله عليهم، فصيره إمامالهم إذ صلى في سمائه بجماعتهم وشرف مقامه على كافتهم، وأعطاه الشفاعة دونهم ورفعه مستسيرا إلى علو ملكوته حتى كلمه في محل جبروته بحيث جاز مراتب الملائكة المقربين ومقامات الكروبيين والحافين.والحمد لله الذي فضله على العالمين واكرمنا ان جعلنا من امة ومن شيعته ومن المتمسكين بولايته وولاية اهل بيته الائمة والمهدين .بمناسبة ولادة رسول الله ص ساذكر شئ يسير من فضائله التي من الله سبحانه وتعالى بهاعلى العالمين من الاولين والاخرين
عن الامام الرضا (ع) انه قال :- ان ادم (ع) لما اكرمه الله تعالى ذكره باسجاد ملائكته وبادخاله الجنه قال في نفسه هل خلق الله بشرا افضل مني فعلم الله عز وجل ما وقع في نفسه فناداه ارفع رأسك ياأدم فأنظر الى ساق عرشي فرفع ادم رأسه فنظر الى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا لا اله الا الله محمد رسول الله علي بن ابي طالب امير المؤمنين وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين والحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة فقال ادم (ع) يارب من هؤلاء فقال عز وجل هم من ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقي ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء والارض فأياك ان تنظر اليهم بعين الحسد ....) عيون الاخبار
و في حديث علي بن الحسين (أن آدم نظر إلى ذروة العرش فرأى نور أشباحنا فقال الله تعالى يا آدم هذه الأشباح أفضل خلائقي و عرفه أسماءهم و قال بهم آخذ و بهم أعطي و بهم أعاقب و بهم أثيب فتوسل بهم يا آدم و إذا دهتك داهية فاجعلهم إلي شفعاءك فإني آليت على نفسي لا أرد لهم سائلا فلذلك حين نزلت منه الخطيئة دعا الله عز و جل بهم فتاب عليه) قصص الانبياء ص 37
معاني الأخبار بإسناده إلى المفضل قال قال أبو عبد الله ع إن الله تعالى لما أراد الله عز و جل أن يتوب عليهما جاءهما جبرئيل ع فقال لهما إنكما ظلمتما أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما فجزاؤكما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عز و جل إلى أرضه فاسألا ربكما بحق الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما فقالا اللهم إنا نسألك بحق الأكرمين عليك محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة إلا تبت علينا و رحمتنا فتاب الله عليهما ) قصص الانبياء ص 42
وفي قصة نوح (ع) قال رسول الله (ص) لما اراد الله ان يهلك قوم نوح اوحى الله اليه ان شق الواح الساج فلما شقها لم يدري ما يصنع بها فهبط جبرائيل فأراه هيأة السفينة ومع تابوت بها مائة الف مسمار وتسع وعشرون الف مسمار فسمر المسامير كلها السفينة الى ان بقية خمسة مسامير فضرب بيده الى مسمار فأشرق بيده واضاء كما يضيئ الكوكب الدري في افق السماء فتحير نوح فانطق الله المسمار بلسان طلق ذلق فقال انا على اسم خير الانبياء محمد بن عبد الله (ص) فهبط جبرائيل (ع) فقال له ياجبرائيل ماهذا المسمار الذي مارأيت مثله فقال هذا بأسم سيد الانبياء محمد بن عبد الله (ص) اسمره على اولها على جانب السفينة الايمن ثم ضرب بيده الى مسمار ثاني فأشرق وانار فقال هذا مسمار اخيه وابن عمه سيد الاوصياء علي بن ابي طالب (ع) فأسمره على جانب السفينة الايسر في اولهما ثم ضرب بيده الى مسمار ثالث فزهر واشرق وانار فقال جبرائيل (ع) هذا مسمار فاطمة (ع) فاسمره الى جانب مسمار ابيها ثم ضرب بيده الى مسمار رابع فزهر وانار فقال جبرائيل (ع) هذا مسمار الحسن (ع) فأسمره الى جانب مسمار ابيه ثم ضرب بيده الى مسمار خامس فزهر وانار واظهر النداوة فقال جبرائيل (ع) هذا مسمار الحسين (ع) فأسمره الى جانب مسمار ابيه فقال نوح (ع) ياجبرائيل مهذه النداوة فقال هذا الدم فذكر قصة الحسين (ع) وما تعمل الامة به فلعن الله ظالمه وقاتله وخاذله ) قصص الانبياء ص92 ولولا ان نوح (ع) درع سفينته باسماء ال محمد (ع) لما رست
اما في قصة ابراهيم (ع) عن محمد بن العسكري (ع) قال (انما اتخذ الله ابراهيم خليلا لكثرة صلواته على محمد وال محمد صلوات الله عليهم ) قصص الانبياء ص111
وفي قصة يوسف (ع)
عن ابي عبد الله (ع) لما طرحه اخوته في الجب دخل عليه جبرائيل (ع) وهو في الجب فقال له اتحب ان تخرج من الجب قال ذاك الى اله ابراهيم واسحاق ويعقوب قال فان اله ابراهيم يقول لك قل (اللهم اني اسالك بان لك الحمد كله لا اله الا انت الحنان المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام صلى على محمد وال محمد واجعل لي من امري فرجا ومخرجا وارزقني من حيث لا احتسب فدعا ربه فجعل من الجب فرجا ومن كيد المراة مخرجا واتاه ملك مصر من حيث لا يحتسب)قصص الا نبياءص194
وفي قصة السجن لما كان يوسف (ع) في السجن
عن ابو عبد الله (ع) قال دخل جبرائيل (ع)على يوسف (ع) وهو في السجن فقال ان الله ابتلاك وابتلى اباك وان الله ينجيك من هذا السجن فاسال الله بحق محمد وال محمد ان يخلصك مما انت فيه فقال يوسف (ع) اللهم اني اسالك بحق محمد وال محمد الا عجلت فرجي وارحتني مما انا فيه قال جبرائيل فابشر ايها الصديق فان الله يخرجك من السجن الى ثلاثة ايام ويملكك مصر واهلها)
عن الباقر (ع) قال استئذنت زليخا على يوسف فقيل لها يازليخا انا نكره ان نقدم بك عليه لما كان منك اليه قالت اني لا اخاف ممن يخاف الله فلما دخلت قال لها يازليخا مالي اراك قد تغير لونك قالت الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا
وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا قال لها يازليخا ما الذي دعاك الى ما كان منك قالت حسن وجهك يايوسف فقال كيف لو رأيتي نبي يقال له محمد يكون في اخر الزمان احسن مني خلقا واسمح مني كفا قالت علمت اني صدقت قالت لانك حين ذكرته وقع حبه في قلبي فأوحى الله عز وجل الى يوسف
انها قد صدقت واني احببتها لحبها محمد (ص) فأمر الله تبارك وتعالى ان يتزوجها ) قصص الانبياء ص209
وفي قصة موسى (ع) عن الامام العسكري (ع) قال الله تعالى (واذكروا يابني اسرائيل اذ انجيناكم وانجينا اسلافكم من ال فرعون )
وكان من عذاب فرعون لبني اسرائيل انه كان يكلفهم عمل البناء على الطين ويخاف ان يهربوا عن العمل فأمرهم بتقييدهم وكانوا ينقلون ذلك الطين على السلاليم الى السطوح فربما سقط الواحد منهم فمات او زمن لا يعبئون بهم الى ان اوحى الله الى موسى (ع)
قل لا يبتدؤن عملا الا( بالصلاة على محمد واله الطيبين) ليخخف عليهم فكانوا يفعلون ذلك فيخخف عليهم وامر كل من سقط فزمن ممن نسي الصلاة على محمد واله الطيبين ان يقولها على نفسه ان امكنه اي الصلاة على محمد واله او يقال عليه ان لم يمكنه ذلك فانه يقوم
ولا تقبله يد ففعلوها فسلموا فقيل لفرعون انه يولد في بني اسرائيل مولود يكون على يديه زوال ملكك فأمر بذبح ابناءهم فكانت الواحدة منهن تعطي القوابل الرشوة لكي لا تنم عليها ويتم حملها ثم تلقي ولدها في صحراء او غار جبل وتقول عليه عشر مرات الصلاة على محمد واله فيقيض الله ملك فيربيه ويدر من اصبعا له لبنا يمصه ومن اصبع طعاما يتغذاه الى ان نشأ بنو اسرائيل وكان من سلم منهم ونشأ اكثر ممن قتل ) قصص الانبياء ص258
قال الامام الحسن العسكري (ع)
ان موسى (ع) لما انتهى الى البحر اوحى الله عز وجل اليه قل لبني اسرائيل جددوا توحيدي وامروا بقلوبكم ذكر محمد (ص) سيد عبيدي وامائي واعيدوا على انفسكم الولاية لعلي اخي محمد واله الطيبين وقولوا اللهم بجاههم جوزنا على متن هذا الماء يتحول لكم ارضا فقال لهم ذلك فقالوا اتورد علينا ما نكره وهل فرارنا من فرعون الا من خوف الموت وانت تقحم بنا هذا الماء بهذه الكلمات وما يدرينا ما يحدث من هذه علينا فقال لموسى كالب بن يوحنا وهو على دابة له وكان ذلك الخليج اربعة فراسخ يانبي الله امرك الله بهذا ان نقوله وندخل الماء فقال نعم فوقف وجدد توحيد الله ونبوة محمد وولاية علي والطيبين من الهما كما امر به ثم قال اللهم بجاههم جوزني على متن هذا الماء ثم اقتحم فرسه فركض على متن الماء حتى بلغ اخر الخليج ثم عاد راكض فقال يابني اسرائيل اطيعوا موسى فما هذا الدعاء الا مفتاح ابواب الجنان ومغاليق ابواب النيران ومستنزل الارزاق وجالب على عبيد الله وامائه رضاء المهيمن الخلاق فابوا وقالوا نحن لا نسير الا على الارض فاوحى الله الى موسى (ع)
اضرب بعصاك البحر وقل اللهم بجاه محمد واله الطيبين لما فلقته ففعل فانفلق وطهرت الارض الى اخر الخليج فقال موسى (ع) ادخلوا قالوا الارض وحلة نخاف ان نرسب فيها فقال الله ياموسى قل اللهم بجاه محمد واله الطيبين جففها فقالها فارسل الله عليها ريح الصبا فجففت وقال موسى (ع) ادخلوا قالوا يانبي الله نحن اثنى عشر قبيلة بنو اثنى عشر ابا وان دخلنا رام كل فريق تقدم صاحبه فلا نأمن وقوع الشر بيننا فلو كان لكل فريق منا طريق على حده لامنا ما نخافه فامر الله موسى (ع) ان يضرب ابحر بععدهم اثنى عشر ضربة في اثنى عشر موضعا ويقول اللهم بجاه محمد واله الطيبين بين لنا الارض فصار فيه تمام اثنى عشر طريقا وجف الارض بريح الصبا فقال ادخلوها قالوا كل فريق منا يدخل سكة من هذه السكك لا يدري ما يحدث على الاخرين فقال الله عز وجل فاضرب كل طود من الماء بين هذه السكك فضرب وقال اللهم بجاه محمد واله الطيبين لما جعلت هذا الماء طاقات واسعة يرى فحدث طاقات واسعة يرى بعضها بعضا ) قصص الانبياء 282
عن ابي عبد الله (ع) قال في قوله تعالى (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:58)
وهو اريحا من بلاد الشام وادخلوا باب القرية سجدا لله تعظيما لمثال محمد وعلي (ع) مثل الله تعالى على الباب مثال محمد وعلي (ع) وامرهم ان يسجدوا تعظيما الى ذلك المثال وان يجددوا على انفسهم بيعتهما وذكر موالاتهما وليذكروا العهد والميثاق المأخوذ عليهم (وَقُولُوا حِطَّةٌ) اي قولوا ان سجودنا لله تعطيما لمثال محمد وعلي (ع) واعتقادنا بولايتهما حطة لذنوبنا ومحو لسيأت (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (البقرة:59)
اي لم يسجدوا كما امروا وقالوا كما امروا ولكن دخلوها من منقلبها بأستاهم وقالوا اهتطانا سمقانا اي حنطة حمراء ينقونها احب الينا من هذا الفعل وهذا القول ( فأنزلنا على الذين غيروا – بدلوا- ما قيل لهم ) ولم ينقادوا لولاية محمد وعلي (ع) وعلى الهما الطيبين ( رجزا من السماء ) والرجز الذي اصابهم انه مات منهم بالطاعون في بعض يوم مائة وعشرون الف كلهم من علم الله انهم لا يؤمنون ولا يتوبون
في قوله ( واذ استسقا موسى لقومه ) طلب منهم السقي لما لحقهم العطش في التيه وضجوا بالبكاء الى موسى (ع) وقالوا اهلكنا بالعطش فقال موسى الهي بحق محمد سيد الانبياء وبحق علي سيد الاوصياء وبحق فاطمة سيدة النساء وبحق الحسن سيد الاولياء وبحق الحسين افضل الشهداء وبحق عترتهم وخلفائهم سادة الازكياء لما سقيت عبادك هؤلاء فاوحى الله تعالى ياموسى (اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ )(البقرة: من الآية60)
فضربه فانفجر منه اثنى عشر عينا قد علم كل قبيلة من بني اب من اولاد يعقوب مشربهم ) قصص الانبياء ص300
اما ما حدث في فتنة السامري وعبادة العجل
قال الامام الحسن العسكري (ع) امر الله موسى (ع) ان يقتل من لم يعبده من عبده فتبرأ اكثرهم وقالوا لم نعبد فقال الله عز وجل لموسى ابرد هذا العجل وبالحديد بردا ثم ذره في البحر فمن شرب منه ماء اسودت شفتاه وانفه وبان ذنبه ففعل وبان العابدون فامر الله الاثني عشر الفا ان يخرجوا على الباقين شاهري السيوف يقتلونهم ونادى مناد الا لعن الله احد اتقاهم بيد او رجل ولعن الله من تأمل المقتول لعله ينسبه حميما قريبا فيتعداه الى الاجنبي فاستسلم المقتولون
فقال القاتلون نحن اعظم مصيبة منهم نقتل بايدينا ابائنا وامهاتنا واخواننا واقربائننا ونحن لم نعبد فقد سساوى بيننا وبينهم في المصيبة فاوحى الله تعالى الى موسى اني انما امتحنتهم كذلك لانهم ما اعتزلوهم لما عبدوا العجل ولم يهجروهم ولم يعادوهم على ذلك قل لهم من دعا الله
( بمحمد واله الطيبين) ان يسهل عليهم قتل المستحقين للقتل بذنوبهم ففعل فقالوها فسهل عليهم ولم يجدوا لقتلهم لهم ألما فلما استمر القتل فيهم ستمائة الف الا اثنا عشر الف الذين لم يعبدوا العجل وفق الله بعضهم فقال لبعض والقتل ولم يفض بعد اليهم فقال او ليس الله قد جعل التوسل بمحمد واله الطيبين امر لا يخيب معه طلبه ولا يرد به مسألة وهكذا توسلت به الانبياء والرسل قال فاجتمعوا وضجوا وقالوا
( ياربنا نجنا بجاه محمد الاكرم وبجاه علي الافضل الاعظم وبجاه فاطمة ذات الفضل والعصمة وبجاه الحسن والحسين سبطي سيد المرسلين وسيدي شباب اهل الجنة اجمعين وبجاه الذرية الطيبة الطاهرة من اله طه ويس لما غفرت لنا ذنوبنا وغفرت لنا هفوتنا وازلت هذا القتل عنا )
فذلك حين نودي موسى (ع) من السماء ان كف القتل فقد سألني بعضهم مسألة واقسم علي قسما لو اقسم هؤلاء العابدون العجل وسألني بعضهم العصمة حتى لا يعبدوه لوفقتهم وعصمتهم ولو اقسم علي بها ابليس لهديته ولو اقسم بها نمرود او فرعون لنجيتهم ) قصص الانبياء ص314
تدبر وفقك الله لفضل الصلاة على محمد وال محمد ع وما اعطاهم الله من مكانة وعلوا شان وهم في اصلاب الرجال فما بالك بالامة التي بعث فيها رسول الله ص وعاش بينهم هو واهل بيته ماذا يعطيهم الله من الجزاء ان صلوا عليهم وناصروهم وعرفوا الناس حقهم؟؟
بل ان الله سبحانه وتعالى خفف عن امة رسول الله ص الكثير الكثير مما لا طاقة لهم به واليكم القصة
ورد في احتجاج امير المؤمنبن (ع) على اليهودي بفضل محمد (ص)
وما خففه الله سبحانه عن امة محمد (ص) لكرامته على الله
قال امير المؤمنين ع في خبر طويل ..............ومحمد ص اسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة
حتى انتهى إلى ساق العرش فدنا بالعلم فتدلى فدلي له من الجنة رفرف أخضر و غشى النور بصره فرأى عظمة ربه عزوجل بفؤاده ولم يرها بعينه فكان كقاب قوسين بينها وبينه أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى، فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة
قوله تعالى: (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة:284)
وكانت الآية قد عرضت على الانبياء من لدن آدم (عليه السلام) الى أن بعث الله تبارك اسمه محمد (صلى الله عليه وآله) وعرضت على الامم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها وقبلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعرضها على امته فقبلوها، فلما رأى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها، فلما أن صار إلى ساق
العرش كرر عليه الكلام ليفهمه فقال: (آمن الرسول بما انزل إليه من ربه) فأجاب (صلى الله عليه وآله) مجيبا عنه وعن امته فقال جل ذكره: لهم الجنة والمغفرة علي إن فعلوا ذلك فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أمل إذا فعلت بنا ذلك (فغفر انك ربنا وإليك المصير) يعني المرجع في الآخرة
قال: فأجابه الله جل ثناؤه: وقد فعلت ذلك بك وبا متك ثم قال عزوجل: أما إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الامم فأبوا أن يقبلوها وقبلتها امتك فحق علي أن أرفعها عن أمتك. فقال:(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت) من خير (وعليها ما اكتسبت) من شر)
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لما سمع ذلك: أما إذ فعلت ذلك بي وبامتي فزدني قال سل.
قال: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) قال الله عزوجل: لست أو اخذ امتك بالنسيان والخطا لكرامتك علي، وكانت الامم السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب وقد رفعت ذلك عن امتك وكانت الامم السالفة إذا أخطؤوا اخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه وقد رفعت ذلك عن امتك لكرامتك علي
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم إذ أعطيتني ذلك فزدني
فقال الله تعالى له: سل قال: (ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا )
يعني بالاصر الشدائد التي كانت على من كان قبلنا فأجابه الله إلى ذلك فقال تبارك اسمه: قد رفعت عن امتك الاصار التي كانت على الامم السالفة كنت لا أقبل صلاتهم إلا في بقاع من الارض معلومة اخترتها لهم وإن بعدت وقد جعلت الارض كلها لا متك، مسجدا وطهورا
فهذه من الآصار التي كانت على الامم قبلك فرفعتها عن امتك، وكانت الامم السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوها من أجسادهم وقد جعلت الماء لامتك طهورا
فهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك وكانت الامم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته فرجع مسرورا، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا وقد جعلت قربان امتك في بطون فقرائها ومساكينها
فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلك عن امتك وهي من الآصار التي كانت على من كان قبلك
وكانت الامم السالفة صلاتها مفروضة عليها في ظلم الليل وأنصاف النهار، وهي من الشدائد التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك و فرضت عليهم صلواتهم في أطراف الليل والنهار وفي أوقات نشاطهم وكانت الامم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتا وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك وجعلتها خمسا في خمسة أوقات وهي إحدى وخمسون ركعة جعلت لهم أجر خمسين صلاة وكانت الامم السالفة حسنتهم بحسنة وسيئتهم بسيئة وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك وجعلت الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة وكانت الامم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له وإن عملها كتبت له حسنة وإن امتك إذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة وإن عملها كتبت له عشرا وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك،
وكانت الامم السالفة إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها لم تكتب عليه وإن عملها كتبت عليه سيئة، وإن امتك إذا هم أحدهم بسية ثم لم يعملها كتبت له حسنة
وهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعت ذلك عن امتك وكانت الامم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم وجعلت توبتهم من الذنوب أن حرمت عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم، وقد رفعت ذلك عن امتك وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم، وجعلت عليهم ستورا كثيفة، وقبلت توبتهم بلا عقوبة، ولا اعاقبهم بأن احرم عليهم أحب الطعام إليهم
وكانت الامم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد مائة سنة أو ثمانين سنة أو خمسين سنة ثم لا أقبل توبته دون أن اعاقبه في الدنيا بعقوبة وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن امتك وإن الرجل من امتك ليذ نب عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو أربعين سنة أو مائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة العين فأغفرله ذلك كله.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) اللهم إذ أعطيتني ذلك كله فزدني قال سل قال: (ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به)
فقال تبارك اسمه: قد فعلت ذلك بامتك وقد رفعت عنهم عظم بلايا الامم، وذلك حكمي في جميع الامم أن لا اكلف خلقا فوق طاقتهم فقال النبي (صلى الله عليه وآله):(واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا) قال الله عزوجل: قد فعلت ذلك بتائبي امتك ثم قال: (فانصرنا على القوم الكافرين)
قال الله عز اسمه: إن امتك في الارض كالشامة البيضاء في الثور الاسود، هم
القادرون وهم القاهرون، يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك علي وحق علي أن اظهر دينك على الاديان حتى لا يبقي في شرق الارض وغربها دين إلادينك، أو يؤدون ألى أهل دينك الجزية .....) بحار الأنوار ج10 ص 41– 45 , ج 17 / ص 293
فلاجل محمد(ص) خفف سبحانه عن هذه الامة الكثير الكثير وهم يجازونه بنكران وصيته وجحد حق ولده المهدي ع والله يقول(هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) [الرحمن : 60]
والحمد لله وحده ( الشيخ نعيم الشمري )