بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما الحمد لله رب العالمين ، مالك الملك ،مجري الفلك ، مسخر الرياح، فالق الإصباح ، ديان الدين ، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض و عمارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها .السلام عليكم انصار الله في مشارق الارض ومغاربها اسعد الله ايامكم وتقبل الله طاعاتكم وهنيئا لكم صيامكم وطوبى لكم في يوم الجوائز وهو عيد الفطر المبارك روى جابر عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال: قال النبي(صلى الله عليه وآله): "إذا كان أوّل يوم من شوّال نادى منادٍ: أيُّها المؤمنون أُغدوا إلى جوائزكم ثمّ قال: يا جابر جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك ثمّ قال: هو يوم الجوائز). من لا يحضره الفقيه 1/511.("إذا كان أوّل يوم من شوّال نادى منادٍ: أيُّها المؤمنون أُغدوا إلى جوائزكم)فما هي جوائز المؤمنين هل هي قطعة قماش او رحلة الا مكان ما او مبلغ من المال ربما هذه الجوائز تكون اذا كان المعطي بشرا اما اذا كان المعطي هو الله سبحانه فما هي جائزته سبحانه ولمن يعطيها ؟؟؟اولا : لمن تعطى الجوائز تعطى الجوائز لمن عرف سبب وجوده في هذا العالم الجسماني تعطى الجوائز لمن عرف الدنيا على حقيقتها وعد وجوده فيها ذنبا وعدها سجنا تعطى الجوائز لمن ارتحل الى الله بولي الله تعطى الجوائز لمن بقى على تلك الفطرة التي فطره الله عليها ولم يلوثها تعطى الجوائز لمن زكى جسمه ومن ثم زكى ماله فصوم شهر رمضن هو زكاة للابدان واخراج المال في اول شوال زكاة للاموال وهذا حسب الظاهر اما بحسب اللب والحقيقة فالصوم والزكاة هو مولاة حجة الله والفناء فيه لانه هو الزكاة وهو الصلاة وهو الصوم وهو البيت الحرام وهو قبلة اللهعن داود بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله: أنتم الصلاة في كتاب الله وأنتم الزكاة وأنتم الحج فقال: (يا داود نحن الصلاة في كتاب الله ، ونحن الزكاة ونحن الصيام ونحن الحج ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله ونحن وجه الله قال الله تعالى: (فأينما تولوا فثم وجه الله) ونحن الآيات ونحن البينات ...) بحار الأنوار : ج24 ص303.وذلك لان كل الاعمال العبادية التي نؤديها لا تقبل الا بولي الله فالذي يستحق جائزة الله هو من قال بلى عندما سمع النداء في هذا العالم الجسماني (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) ال عمران 193 فالذي قال بلى ولبى دعوة داعي الله يستحق جائزة الله وان يكون مع ولي الله ويستحق ان يكون عبدالله لان عبادة الله هي : معرفة خليفته في أرضه والتسليم والانقياد له والعمل بالشريعة المنطوية تحت جنبه من صلاة وصيام وزكاة وحج وووووو ونحن ممتحنون بذلك ففي هذا العالم نحن نذهب الى حج بيت الله ونقف ببابه ونجدد له العهد والميثاق وننتظر ظهوره وبالتالي نطيع اوامره اما الصلاة فنصلي خمسة فرائض فضلا عن المستحبات ونقف بصلاتنا متوجهين الى القبلة التي امرنا ان نولي وجوهنا شطرها منتظرين اوامره ولا تقبل منا صلاة الا بالتوجه الى القبلة والاخذ من القبلة اما الزكاة فنحن نزكي ابداننا بالعمل بين يدي حجة الله ونزكي اموالنا ببذلها في سبيل حجة الله ودعوته اما الصيام فهو الصوم عن الانا والغاء الوجود (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً)اما في ذلك العالم او قل عالم الذر الذي امتحنا فيه ايضا كان هناك نداء وهو الست بربكم فمن قال منا بلى ايضا كانت عليه عبادات كالصلاة والصيام والزكاة والحج لكن ليس بهذه التفاصيل لان هذا العالم يختلف عن عالم الذر قال الامام احمد الحسن ع (فالصلاة كانت في عالم الذر شيئاً واحداً وهي أن أركز نظري على ما يصدر عنه سبحانه، والصيام كان ألغي نفسي، والحج كان أن أسير إليه وأطوف ببابه سبحانه منتظراً أمره، والزكاة أن أعطيه نفسي أن أنحر نفسي بين يديه بمحاربة الأنا) انتهى كلام الامام فان فعلت كل هذا تستحق جائزة الله وهي (أنا حي لا أموت وقد جعلتك حياً لا تموت أنا أقول للشيء كن فيكون وقد جعلتك تقول للشيء كن فيكون)وذلك لان العبد الذي الغى وجوده وقتل اناه وصام عن الانا وفني في حجة الله استحق جائزة الله واستحق ان لا يموت الا الموتة الاولى ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾(الزمر : 68. وقال تعالى: ﴿لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ الدخان : 56.فالموت الحقيقي هو موت الروح وليس الجسد فالجسد مهما طالت ايامه لابد ا ن ياتي يوم ويبلى مهما اعتنيت به واطعمته بل كثرة طعام الجسد تميته اما الروح لو اطعمتها بالعلم والمعرفة بعد موالاة ولي الله لا تموت ولن تموت قال الصادق ع ما معناه: (إن استطعت أن لا تأكل إلا الله فافعل)قال الامام احمد الحسن ع (أي أن تكون ذاكراً لله سبحانه وتعالى على كل حال فالذكر طعام الروح، ثم أن تقلل طعام الجسد بقدر الحاجة له أي أن يكون للقوة لا للشهوة قال عيسى ع: (ليس بالطعام وحده يحيى ابن آدم، بل بكلمة الله).وهكذا يحصل الإنسان على المقام في السماوات الملكوتية ثم إنه يطعم ويسقى دونما طعام جسماني مادي فالصائم إذا نام في النهار يطعم ويسقى كما ورد في الحديث عنهم ععن الحسن بن صدقة قال: قال أبو الحسن ع: (قيلوا فان الله يطعم الصائم ويسقيه في منامه) الكافي : ج4 ص65، باب فضل الصوم والصائم ح14، وسائل الشيعة (آل البيت) : ج10 ص136 ح13042.كيف لا يسقيه الله ويطعمه وهو في ضيافته بل كثيرون عندما ينامون في النهار أيام الصيام يرون في الرؤيا أنهم أكلوا وشربوا ويستيقظون وقد ذهب عنهم الجوع والظمأ وكأنهم أكلوا في هذا العالم الجسماني فالإمام الصادق ع يرشد الناس إلى الإكثار من ذكر الله وتقليل العروج على الدنيا.والحقيقة التي يجب أن يعرفها الناس هي أنه: (بالطعام يموت ابن آدم)، فبالطعام والشهوات تشغل الروح عن رقيها وتنكب على تدبير هذا البدن الجسماني وهذا الانشغال بالنسبة للروح هو نوع من الموت التدريجي كما أنّ الذكروالسعي في طريق الله سبحانه وتعالى هو نوع من الحياة والرقي التدريجي. بعد هذا تستحق جائزة الله وهو الخلود (أنا حي لا أموت وقد جعلتك حياً لا تموت أنا أقول للشيء كن فيكون وقد جعلتك تقول للشيء كن فيكون)اما الذي كان ينظر الى شهر رمضان على انه عقوبه من الله فليس له من صيامه الا الجوع والعطش قال رسول الله ص : كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ وَالظَّمَأُ، وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ وَ الْعَنَاءُ)لان الصائم الذي لا يعلم حقيقة صيامه يكون الصوم عنده عائدة ليس الا اما الذي يعلم ان شهر رمضان هو شهر الله وفيه العباد ضيوف الله ونحن ان استضفنا كريما لا نخرج من عنده الا بما يرضينا هذ ان احترمنا صاحب المضيف فما بالك باكرم الاكرمين وهو الله سبحانه وانتم في شهر رمضان بضيافته فكيف يكرمكم قال الإمام الصادق(عليه السلام): «خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) يوم الفطر فقال: أيّها الناس! ..............إنّ أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان: أبشروا عباد الله فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون»( الأمالي للصدوق: ص160قال النبي(صلى الله عليه وآله) إذا كان أوّل يوم من شوّال نادى منادٍ: أيُّها المؤمنون أُغدوا إلى جوائزكم ثمّ قال: يا جابر جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك ثمّ قال: هو يوم الجوائز). من لا يحضره الفقيه 1/511.والحمد لله وحده لشيخ نعيم الشمري
إعـــــــلان
Collapse
No announcement yet.
جانب من صلاة العيد في حسينية الكاظمية المقدسة بتاريخ الاول من شوال سنة 1434 هجري قمري
Collapse