إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 11 شعبان 1434

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • from_au
    عضو نشيط
    • 29-08-2011
    • 131

    جانب من خطبة الجمعة في سيدني بتاريخ 11 شعبان 1434

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا

    الحمد لله مالك الملك، مجري الفلك مسخر الرياح، فالق الإصباح، ديان الدين، رب العالمين، الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمارها، وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها.
    الرجعة تكون في السماء الأولى:
    ربِما يظن من يجهل أن السماء الأولى سماء جسمانية، أو أنها السماء الزرقاء المحيطة بنا والتي نشاهدها بأعيننا، كما اعتقد بذلك الكثير من المفسرين شيعة وسنة.
    ولكن الحق إنها ليست كذلك، فهي سماء مثالية ولا ترى بالعين.
    يقول السيد أحمد الحسن (ع) في بيانها في كتاب )مع العبد الصالح): ]السماء الأولى لا ترى بالعين وفقك الله، السماء الدنيا تنقسم إلى سماء أولى وسماء جسمانية، في السماء الأولى أنفس الناس، وفي السماء الجسمانية يوجد جسم الإنسان المادي الذي يرى بالعين، هذا أمر بينته في الكتب سابقاً وأيضا بينته كثيرا للأنصار.
    السماء الجسمانية هي هذه المجرات والكواكب والشموس التي ترى، وهي أيضا تسمّى الأرض، أي إن السماء الجسمانية بأجمعها تسمى الأرض في بعض الأحيان[
    وهي عالم آخر لا علاقة فيها بالزمان والمكان، يقول (ع): ].. فهي لا علاقة لها أصلا بالجهات، ليس فيها مكان أو زمان، ولا علاق ة لها بالمكان أو الزمان[.
    بل أن الالفاظ التي نستعملها في عالمنا هذا لا تعبر عنها بدقة، لأنها عالم آخر، يقول: ]المشكلة أنها من عالم آخر فلا يمكن أن تعبر عنها بدقة تامة هاذه الألفاظ التي هي في حقيقتها من هذا العالم وتعبر عن هذا العالم، ..... حيث إ ن ذاك العالم لا تعبر الألفاظ عنه تماما مهما كانت؛ لأنها غير معدة للتعبير عنه، فهي ليست منه بل غريبة عنه[
    وأيض ا : أوضح السيد أحمد الحسن (ع) السماء الأولى من بين السماوات السبع التي ورد ذكرها في الأيام الستة لخلق السماوات والأرض، وبين أن الرجعة تكون فيها، قال: ]... ويجب ملاحظة أن السماء الأولى هي نهاية السماء الدنيا، أي أن السماء الدنيا تبدأ في هذا العالم الجسماني، وتنتهي في أول العالم الملكوتي الروحاني، أي إ ن نهايتها حلقة وصل، ونهايتها أو حلقة الوصل هي السماء الأولى، في الزيارة الجامعة وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى (
    و في القرآن: (وَ هُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى‏ وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُون) و قال تعالى: (وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى‏ فَلَوْ لا تَذَكَّرُون)
    وفي الأولى عالما: الذر والرجعة، وفيها الأنفس، فالله سبحانه وتعالى لم ينظر إلى عالم الأجسام منذ أن خلقه كما قال رسول الله (ص) إنَّا محط الاهتمام يبدأ من نهاية عالم الأجسام، وهي نهاية السماء الدنيا، وهذه النهاية هي السماء الأولى.
    و قال تعالى: (وَ لَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَ ما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلين)
    السبع طرائق هي )السماوات السبع( من السماء الأولى إلى السماء السابعة، وليست السماء الدنيا الجسمانية منها؛ لأنها ليست فوقنا بل نحن فيها، فهي محيطة بنا وهي )تحتنا وفوقنا وعن كل جهات الأرض(، (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحيطَةٌ بِالْكافِرين)؛ وسيتبين لك فيما يأتي ملم أوردتُ هذه الآية في هذا الموضع.
    وهذا يعني أ ن السماوات إذا عُدَّ ت بهذا التفصيل تكون ثمانياً ، وليست سبعا ، وإنَّما لم تُعد الدنيا الجسمانية؛ لأنها جزء من السماء الدنيا بِا فيها من سماء أولى وسماء جسمانية، فإذا ذكرت الأولى أو الدنيا فهي من ضمنها؛ لأنها جزء منها أو تابعة لها.
    والسماء الجسمانية مرة تُعد هي )الأرض(، ومرة تُعد هي )السماء الدنيا(؛ لأنها الجانب المرئي منها. وفي السماء الجسمانية الأرض بل كل الأرضين السبع، وفي السابعة )جهنم(،كما أن الجنة في السماء الثانية، أما في الأولى فتوجد )الجنة الأرضية( وهي جنة آدم؛ لأن الأولى كما بينتُ إنَّما هي جزء من السماء الدنيا، وهي ملكوتها.
    عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أب نصر، عن الحسين بن ميسر، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن جنة آدم (ع), فقال: (جنة من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبداً (
    ﴿و زيّنا السماء الدنيا بمصابيحَ و حِفظا﴾: والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع) يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين بالتعاليم والأخلاق الإلهية التي يُعلنمونها الناس. وظهورهم في السماء الجسمانية بالكواكب والشموس المضيئة، فما أكثر الظلام في السماء، وما أقل النجوم نسبة إلى الجزء المظلم، كما أن في الأرض ما أقل الأنبياء، وما أكثر من خالفهم وحاربهم وتخلف عنهم ولم ينصرهم. فقليل دائما هم الأنبياء والأوصياء وأنصارهم، ك )قلة النجوم في السماء الجسمانية(.
    وفي نهاية حركة الفَلك الأعظم )أقصد قوس النزول(، وبداية صعوده إلى جهة الآخرة، سيبدأ هذا العالم الجسماني بالتحول إلى جحيم ويستعر، فالذين اختاروا زخرف الأرض عقوبتهم إعادتهم إلى ما اختاروه، وعصوا الله من أجله، أو قل إبقاؤهم فيه؛ لأنه سيكون جهنم المستعرة بإعمالهم وأفعالهم وظلمهم.
    والآن تبيَّن لك مناسبة الآية السابقة: (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحيطَةٌ بِالْكافِرين)
    وعند بداية صعود )قوس النزول( يبدأ )عالم الرجعة(، وهو عالم آخر وامتحان آخر لمن محض الإيمان ولمن محض الكفر، وعالم الرجعة يبدأ مع نهاية مُلك المهدي الثاني عشر (ع) وهو القائم الذي يخرج عليه الحسين (ع)[
    ويقول السيد أحمد الحسن (ع) أيضا:
    ]أرجو الانتباه إلى أ ن الرجعة تكون في السماء الدنيا؛ لأ ن السماء الدنيا تنقسم إلى السماء الجسمانية والسماء الأولى، والرجعة تكون في السماء الأولى، ذكرت هذه الملاحظة للتنبيه؛ لأن بعض من يجهلون ربما يظنون أن السماء الدنيا هي فقط هذه السماء الجسمانية مع أن السماء الجسمانية هي فقط جزء من السماء الدنيا كما بيَّنت سابقا في الكتب وفقكم الله، بل وربما بعضهم يظن السماء الأولى هي السماء الجسمانية مع أنها تختلف عنها رغم أنهما يتشاركان في تكوين السماء الدنيا[
    وإذا اتضح ذلك، نستطيع فهم معنى "الدنيا" التي تكون الرجعة فيها في الرواية التالية: عن الامام الصادق (ع): (أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام، وأ ن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة، لا يرجع إلا من محض الايمان محضا أو محض الشرك محضا)
    فليست الدنيا هنا هي العالم الجسماني أو سماؤه، وإنَّا هي السماء الأ ولى، وقد توضح وجه إطلاق الدنيا عليها.


    الخطبة الثانية

    الجهاد
    قال تعالى: ((أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ نَصْرِهِمْ لَقَدير * الَّذينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثيراً وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيز))
    أيّها المؤمنون والمؤمنات إنّ هؤلاء الحكّام تسلطوا على المسلمين بالقوّة، واستبيحت الدماء التي حرم الله وبالمكر والخداع وشراء المرتزقة من الأراذل، وأخذوا يحاربون كل إنسان حرّ يرفض التعبّد بقوانينهم لأنّهم يرون أنفسهم آلهة يجب أن تطاع من دون الله، إنّهم يعتبرون أنفسهم فوق البشر فعليهم أن يقولوا ويفعلوا وعلى الناس أن يثنوا على الأقوال ويحمدوا الأفعال، إنهم مستكبرون لا يعون الكلمة الطيبة، إنّما يفهمونه القوّة، والقوّة فقط هي التي تحل مشكلتنا مع هؤلاء الظلمة المستكبرين، وهذا قدرنا، إنّ الله سبحانه وتعالى شاء أن يمتحن المؤمنين بالجهاد ليعلم الصادق في إيمانه من الكاذب الذي يدعي الإيمان.
    قال تعالى: ((الم* أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُون* وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبين* أَمْ حَسِبَ الَّذينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُون* مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَ هُوَ السَّميعُ الْعَليمُ* وَ مَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمين))
    إنّ هؤلاء الطواغيت ركزوا بين اثنين السّلة أو الذلة كما قال مولانا الحسين (ع) ويأبى الله لنا الذلة ورسوله والمؤمنون، فلا بد من جهاد هؤلاء الطواغيت ومرتزقتهم الذين يمتصون دماء المسلمين قبل أن يأتي يوم نصبح فيه أجساد بلا دماء وأموات نسير على الأرض،وليس لمسلم أن يقول لا أريد أن أتدخل في السياسة؛ لأنّ كل مسلم ملتزم بإسلامه متفّقه في دينه هو سياسي.
    انظروا إلى كتب الفقه الإسلامي إنّ ما فيها من أحكام المعاملات الاقتصادية والاجتماعية والقضائية والسياسية أكثر بكثير مما فيها من أحكام العبادات، ثم أليس القرآن هو دستور حياتنا والطريق الذي يرسمه لنا هو الصراط المستقيم الذي يجب أن نسير عليه؟ فإذا تدبّرنا القرآن وجدناه ثورة الأنبياء (ع) والمؤمنين المستضعفين بوجه الطواغيت المستكبرين، وإذا تدبّرنا حديث النبي (ص) وجدناه يقول: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)
    إنّ في هذا الحديث تفضيل لجهاد الحاكم الجائر؛ وذلك لأنه يحكم بحكم الجاهلية ويتّبع هواه ويستبيح الدماء والأموال والفروج ولا يبقى من الإسلام إلّا ما يوافق هواه، ويشتري من علماء السوء من يفسّر له القرآن وفق هواه فيجعل أولي الأمر في الآية: ((يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَ أَطيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)) هم الحكام الظلمة لا الأئمة الاثنا عشر المعصومون (ع) ويصبح موسى وعلي والحسين (ع) بغاة على أئمة زمانهم فرعون ومعاوية ويزيد لعنهم الله، وهكذا يرجع الناس إلى الجاهلية ولا يبقى من القرآن إلّا رسمه ومن الإسلام إلّا اسمه.
    ومن هنا نعرف أنّ جهاد الحاكم الجائر جهاد دفاعي عن الإسلام فلابد للمسلمين من مجاهدة الطواغيت المتسلطين على البلاد الإسلامية والقضاء على مرتزقتهم، وإقامة الحكومة الإلهية الربانية الإسلامية، وبالتالي تنفيذ ما شرّعه الله في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه العظيم (ص) وما جاء به الأئمة الاثنا عشر المعصومون عن رسول الله (ص) في البلاد والعباد، ونشر العدل والقضاء على الفساد.
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ )ع):‏ ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَضَ الْجِهَادَ وَ عَظَّمَهُ وَ جَعَلَهُ نَصْرَهُ وَ نَاصِرَهُ وَ اللَّهِ مَا صَلَحَتْ دُنْيَا وَ لَا دِينٌ إِلَّا بِهِ)).
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع):‏ ((كَتَبَ اللَّهُ الْجِهَادَ عَلَى الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ فَجِهَادُ الرَّجُلِ بَذْلُ مَالِهِ وَ نَفْسِهِ حَتَّى يُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ جِهَادُ الْمَرْأَةِ أَنْ تَصْبِرَ عَلَى مَا تَرَى مِنْ أَذَى زَوْجِهَا وَ غَيْرَتِهِ)).
    والجهاد ليس فقط برفع السيف بل الجهاد يكون في المال و النفس و اللسان؛ كما جاء في الحديث ما قام الاسلام الا بسيف علي و أموال خديجة؛ و هل كان رسول الله (ص) بحاجة الى اموال خديجة؟ و هل ان الله سبحانه الذي رزق خديجة (ع) بتلك الاموال غير قادر و حاشاه على ان يرزق نبيه محمد (ص) نعم و لكنه إمتحان للناس و رفع درجات على قدر العطى, و كذلك الامام احمد الحسن (ع) ليس بحاجة الى الاموال التي هي بيد الناس مع العلم ان كل ما بيد الناس من هو من فضل آل محمد (ع) لان الفيض الالهي ينزل الى الناس من خلالهم و الناس يرزقون بهم (ع).
    ولعل أهم ما يجب أن تعرفه أن من لا يدفع ماله في سبيل الله لا يدفع نفسه في سبيل الله، فالذي لا يدفع الخمس والزكاة لن يقاتل مع صف الإمام الحجة (ع) بل لا يبعد أنه سيحارب ضد الإمام (ع) إذا تعارضت عدالة الإمام (ع) مع مصالحه الشخصية، وانظر بعين الإنصاف أن المال كّله لله فهو مالك كل شيء، ومع ذلك فقد جعل لك أربعة أخماس، ما جعلك مستخلفًا فيه، وفرض عليك أن تدفع الخمس والزكاة لتعبّر عن طاعتك له وحبّك له ولرسوله وذريته، لا لحاجة الله لهذا المال، فأنت اليوم تنفقه على الفقراء والمساكين إن أخرجته.
    وأضرب مثالاً: صاحب مزرعة أعطاها لعمّال فقال لهم اعملوا فيها وخذوا أربعة أخماس الإنتاج، والخمس الباقي أعطوه لجيرانكم من الفقراء؛ لأني لا أريدهم أن يجوعوا أو يعروا، فطمع العمّال حتى بالخمس وأكلوه، هل ترى أكرم من صاحب المزرعة، وهل ترى أبخل من هؤلاء العمّال.
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع):‏ ((مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِمَامَ يَحْتَاجُ إِلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَهُوَ كَافِرٌ إِنَّمَا النَّاسُ يَحْتَاجُونَ أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُمُ الْإِمَامُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ‏ وَ تُزَكِّيهِمْ‏ بِها)) الكافي: ج1 ص537
    عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ (ع) قَالَ: ((سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)‏ قَالَ نَزَلَتْ فِي صِلَةِ الْإِمَامِ)) الكافي: ج1 ص537
    ولابد من الجهاد المسلح، ولكي نهيئ هذه الأمة لهذه المرحلة لابد من أمور، هي:
    1- نشر الفقه الديني بين المؤمنين:
    وهذه مهمّة كل مؤمن، وهو واجب شرعي؛ لأنه مقدمة كل العبادات ولصحة المعاملات، ولكن كل بحسبه ووسعه، فواجب خريجي الجامعات ليس كواجب الأمي؛ فمثلاً على خريج الجامعة أن يدرس الفقه أو بعض المسائل الفقهية ويستعين بطلبة العلوم الدينية، وهذا واجبهم كمرشدين، ثم يقوم هو بنشر الفقه بين المؤمنين.
    أمّا الذي لا يقرأ فيستطيع أن يتعّلم بعض المسائل الفقهية في الجامع أو من بعض المؤمنين ثم يقوم بنشرها بين المؤمنين، ولا يستقل أحد علمه فلو كنت تعرف مسألة فقهية واحدة فاعمل على نشرها بين المؤمنين.
    واعلموا أنّ بنشر الفقه وتباحث المؤمنين حول التشريع الإسلامي وأحوال المسلمين اليوم يتعرّى الطواغيت وأعوانهم الذين يتظاهرون بالإسلام، ويعرف المسلمون مدى خروج هؤلاء الحكّام الظلمة عن الشريعة المقدسة واستهزائهم بها ومحاربتهم لأولياء الله الربانيين والمؤمنين المتدينين.
    علينا جميعا عندما أن نتعلم من المؤمنين و نُعّلم المؤمنين عندما نحصل على مسألة دينية صحيحة و ننشرها و أن لا ننظر إلى هذا الأمر بسوء الظن حيث بأن هذا الشخص طرح هذه المسألة لكي يظهر نفسه بأنه عالم و فاهم لا كلنا بحاجة الى التعليم و التعلم و لا يوجد بيننا أحد متكامل في العلم بل يسدد بعضنا بعضا و نكون كالبنيان المرصوص و كالجسد الواحد.


    خادمكم ابوفاطمة
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎