بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
الحمد لله على ما أولانا إيمانا خالصا كما آمن به الانبياء والمرسلون ، والعارفون الموحدون ، ويقينا صادقا كما صدقته الملائكة المقربون ، والاولياء والصالحون.
وسلام على المرسلين الذين بلغوا رسالات ربهم ، وهو على ما أصابهم في دعوتهم صابرون ، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ، واولئك هم المهتدون ، الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.
والصلاة والسلام على خير خلق الله الاطهار المصطفين ، محمد وآله الائمة والمهديين سادة الخلق أجمعين ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، الذين صبروا وصابروا في ولائهم لاهل البيت المنتجبين ، واوذوا وقتلوا وحرقوا ونفوا عن ديارهم ولا زالوا بحبلهم متمسكين ، الذين قال فيهم الامام الصادق (عليه السلام) : " نحن صبر وشيعتنا أصبر منا ، وذلك أنا صبرنا على ما نعلم ، وصبروا هم على ما لا يعلمون " )
اولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
واللعنة الدائمة الماحقة لاعدائهم أجمعين ، الذين يخادعون الله وما يخدعون إلا أنفسهم ، فحملوا ظهورهم وزر البرايا ، ألا ساء ما يزرون.
إن ما أجمع عليه ، أن للايمان منازل ودرجات ، ومراقي عاليات ، وللمؤمنين الممتحنين صفات مخصوصات ، جعلتهم في الناس مميزين كبدور نيرات ، ولاخلاق العوام كارهين بل نابذين ، قد يحسبهم الرائي مرضى وما بالقوم من مرض ، ولكنهم من خوف الله وجلون ، كأنهم قد خولطوا ، ولقد خالطهم أمر عظيم ، لما كشف لهم من العذاب الاليم للمجرمين ، والنعيم المقيم للصالحين ، فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون ،
اولئك الذين وصفهم أمير المؤمنين سلام الله عليه بقوله : مُرْه العيون من البكاء ، خمص البطون من الصيام ، صفر الالوان من السهر ، على وجوههم غبرة الخاشعين ، اولئك إخواني الذاهبون
تطرقنا في الجمعة الماضية الى امر مهم وهو عدة القائم ع التي يخرج بها وبينا ما معنى المنتظر أي ان الامام ع هو المنتظر لنا ولسنا من ينتظره وكل منا يتمنى ان ينال تلكة الدرجة الرفيعة الا وهي خدمة قائم ال محمد ع ونصرته وبالتالي الشهادة بين يديه لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه كيف لي ان اكون من خلص انصار الامام المهدي ع لا اعني بكلامي هذا انني ابحث عن مقام او منصب بل اعني اتشرف بخدمة من عاهدة الله ورسوله على نصرته وما هي صفات تلك الثلة المؤمنه التي يريدها الامام ع الثلة التي قال فيها الله (الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)
صفات تلك الثلة المخلصة هو الايمان بالغيب قال تعالى بسماللهالرحمنالرحيم {الم(1)ذَلِكَالْكِتَابُلارَيْبَفِيهِهُدًىلِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَيُؤ ْمِنُونَبِالْغَيْبِوَيُقِيمُونَالصَّلاةَوَمِمَّارَزَقْنَاهُمْيُنفِقُون َ)
لاجل هذا الايمان الغيبي قال فيهم رسول الله ص لبعض اصحابه
عن الرسول (ص) أنه قال : ( أي إيمان أعجب قالوا : إيمان الملائكة قال وأي عجب فيه وينزل عليهم الوحي ، قالوا : إيماننا قال (ص) وأي عجب فيه وأنتم تروني : قالوا فأي إيمان هو قال : إيمان قوم في آخر الزمان بسواد على بياض ) مستدرك الوسائل17/300
عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده عن علي ابن أبي طالب (ع) في حديث طويل في وصية النبي (ص) يذكر فيها إن رسول الله (ص) قال له : ( يا علي واعلم أن أعجب الناس إيمانا وأعظمهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا بنبي وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض ) كمال الدين 1/288.
عن رسول الله (ص) في وصف المؤمنين في آخر الزمان: ... أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الايمان إيمانا ) مجمع الزوائد للهيثمي ج10 ص65
والسوادعلىبياضيعنيماوصلاليهممنكلامالطاهرينعوتناقلتهكتبالشيعةاوماصحفيكت بالعامةفهذاالنوعمنالايمانمدحهاللهسبحانهفيكتابهومدحهرسولاللهص وقال فيهم رسول الله ص انهم اعظم الناس يقينا لان ايمانهم كان بغيب وعرفوا ذلك الغيب من الغيب سبحانه ووصفهم رسول الله ص بذلك الوصف وهو افضل اهل الايمان وذلك لانهم امنوا بما وصلهم عن ال محمد ع من احاديث رغم تكذيب جل المجتمع الذي يعيشون فيه ورغم الشبهات التي تطرح على من امنوا به الا انهم تمسكوا بالورق المعلق أي بكلام ال محمد ع لانهم يعلمون ان كلام ال محمد ع رمية الله ورميته سبحانه لا تقع على غير صاحبها ووصفهم رسول الله ص باخواني لانهم امنوا بغيب كما امن رسول الله ص بغيب وهو الرؤية الصادقة فنبوت رسول الله ص بدات برؤيا رئاهاوهم امنوا بالرؤيا وهي كلمات الله التي كلمهم بها الله سبحانه فهم طلبوا الحق من الحق سبحانه ورجعوا الى مالك الملك وسالوهولانهم سارو عكس التيار الموجود في زمانهم وهو اتباع المادة وعدم تصديق غير المادة والامور المادية البحته امسوا منبوذين بين المجتمع المادي ونبذهم اقرب الناس اليهم سواء كانوا اخوتهم او عشائرهم او المجتمع الذي يعيشون فيه حتى وصف حالهم مولاي صادق ال محمد ع ومن قبله المصطفى ص
عن أبي الصباح قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ، فشكى إليه رجل ، فقال : عقني ولدي واخوتي (وجفاني اخواني ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) ان للحق دولة ، وللباطل دولة ، وكل واحد منهما ذليل في دولة صاحبه وإن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل أن يعقه ولده واخوته ، ويجفوه إخوانه ، وما من مؤمن يصيب رفاهية في دولة الباطل الا ابتلي في بدنه أو ماله أو أهله ، حتى يخلصه الله تعالى من السعة التي كان أصابها في دولة الباطل ، ليؤخر به حظه في دولة الحق ، فاصبروا وابشروا (روى في الكافي : 2 | 447 ح 12 بإسناده عن أبي الصباح الكناني نحوه.
قا رسول الله ص (ألا ولا تقوم الساعة حتى يبغض الناس من أطاع الله ويحبون من عصى الله ، فقال عمر : يا رسول الله والناس يومئذ على الإسلام ؟ قال (ص) : وأين الإسلام يومئذ يا عمر ، إن المسلم كالغريب الشريد ، ذلك زمان يذهب فيه الإسلام ، ولا يبقى إلا أسمه ، ويندرس فيه القرآن فلا يبقى إلا رسمه . قال عمر : يا رسول الله وفيما يُكذبون من أطاع الله ويطردونهم ويعذبونهم ؟ فقال : يا عمر ترك القوم الطريق وركنوا إلى الدنيا ورفضوا الآخرة وأكلوا الطيبات ولبسوا الثياب المزينات وخدمتهم أبناء فارس والروم …… وأولياء الله عليهم الفناء ، شجية الوانهم من السهر ، ومنحنية أصلابهم من القيام ، وقد لصقت بطونهم بظهورهم من طول الصيام ، قد أذهلوا أنفسهم وذبحوها بالعطش طلبا لرضى الله وشوقا إلى جزيل ثوابه وخوفا من أليم عقابه فإذا تكلم منهم بحق متكلم أو تفوه بصدق قيل له : أسكت فأنت قرين الشيطان ورأس الضلالة ، يتأولون كتاب الله على غير تأويله ويقولون ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) (الأعراف: 32) …) إلزام الناصب خ1 ص 62
ولان الامة في اخر الزمان يرون المعروف منكر والمنكر معروف امسوا ينظرون لهم كفار وملا عين وكاذبين وارجاس
كما ورد عن الرسول محمد (ص) (انهم عند الناس كفار وعند الله أبرار وعند الناس كاذبون وعند الله صادقون وعند الناس أرجاس وعند الله نظّاف وعند الناس ملاعين وعند الله بارّين وعند الناس ظالمون وعند الله عادلون فازوا بالإيمان وخسر المنافقون…)الملاحم والفتن باب 59
رغم نظرة الامة لهم بالسخريه والاستهزاء ومقابلتهم بالتكذيب الا انهم صدعوا بما امروا واصبحوا بمنزلة الادلاء في الفلوات يذكرون الناس بايام الله ولم تاخذهم بالله لومة لائم ولانهم تحملوا الاذى وما يلقى عليهم من تهم ما انزل الله بها من سلطان كشف الله عنهم الغطاء ليعرفهم انهم على الحق وانهم سائرون على نهج ال محمد ع بل انهم حزب الله ﴿إِنَّالَّذِينَقَالُوارَبُّنَااللَّهُثُمَّاسْتَقَامُواتَتَنَزَّلُعَلَي ْهِمُالْمَلائِكَةُأَلَّاتَخَافُواوَلاتَحْزَنُواوَأَبْشِرُوابِالْجَنَّة ِالَّتِيكُنْتُمْتُوعَدُونَ﴾ (. - فصلت : 30.
﴿أَلاإِنَّأَوْلِيَاءَاللَّهِلاخَوْفٌعَلَيْهِمْوَلاهُمْيَحْزَنُونَ * الَّذِينَآمَنُواوَكَانُوايَتَّقُونَ * لَهُمُالْبُشْرَىفِيالْحَيَاةِالدُّنْيَاوَفِيالْآخِرَةِلاتَبْدِيلَلِكَل ِمَاتِاللَّهِذَلِكَهُوَالْفَوْزُالْعَظِيمُ * وَلايَحْزُنْكَقَوْلُهُمْإِنَّالْعِزَّةَلِلَّهِجَمِيعاًهُوَالسَّمِيعُال ْعَلِيمُ﴾ - يونس : 62 – 65.
فان الله يؤيد من امن به وبحجته بالغيب لانهم يسيرون عكس ما تسير عليه الامة التي نكرت الغيب جملة وتفصيلا بل وال محمد ع ذكروا في عشرات الاحاديث صفات تلك الثلة المؤمنة الصابرة الموقنة
قال الامام علي ع( وما برح لله عزت الاؤه في البرهة بعد البرهة وفي أزمان الفترات عباد ناجاهم في فكرهم وكلمهم في ذات عقولهم فاستصبحوا بنور يقضه في الأبصار والأسماع والأفئدة يذكرون بأيام الله ويخوفون مقامه بمنزلة الأدلة في الفلوات من اخذ القصد حمدوا أليه طريقه وبشروه بالنجاة ومن اخذ يميناً وشمالاً ذموا أليه الطريق وحذروه من الهلكة وكانوا كذلك مصابيح تلك الظلمات وأدلة تلك الشبهات وان للذكر لأهلاً أخذوه من الدنيا بدلا فلم تشغلهم تجارة ولا بيع عنه يقطعون به أيام الحياة ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين ويأمرون بالقسط ويأتمرون به وينهون عن المنكر ويتناهون عنه فكأنما قطعوا الدنيا إلى الآخرة وهم فيها فشاهدوا ما وراء ذلك فكأنما اطلعوا على غيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه وحققت القيامة عليهم عداتها فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس ويسمعون مالا يسمعون) - نهج البلاغة
وقال أمير المؤمنين u في خطبة على منبر الكوفة يصف الإمام المهدي u وقلّة ممن يتمسّكون بالحق قبل قيامه u: (اللهم وإني لأعلم أنّ العلم لا يأزر كلّه، ولا ينقطع موارده، وأنّك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بمطاع أو خائفاً مغمور، كيلا تبطل حجتك ولا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم بل أين هم وكم ؟ أولئك الأقلون عدداً والأعظمون عند الله جل ذكره قدراً)الكافي: ج1 ص335، مصباح البلاغة: ج2 ص213، تفسير نور الثقلين: ج2 ص498.
ولقلة هذه الثلة المؤمنه الذين يخافون ان يتخطفهم الناس لقلتهم وصفهم ال محمد ع بان احدهم له اجر خمسين رجلا لتحملهم الاذى والمشقة في ذات الله
وعن الصادق u قال: (قال رسول الله لأصحابه: سيأتي قوم من بعدكم، الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم . قالوا: يا رسول الله نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين، ونزل فينا القرآن!! فقال : إنّكم لو تحملوا لما حملوا لم تصبروا صبرهم) غيبة الطوسي : ص456، الخرائجوالجرائح :ج3/ص1149،بحار الأنوار : ج52/ص130.
والصبر الذي عناه مولاي صادق العترة ع ليس الصبر على الفقر او الصبر على التعب او الصبر على المشقة بل الصبر على الطاعة وهو اعظم صبر لان سبب تحملهم للفقر او التعب او الالم هو في ذات الله ولاجل خليفة الله ولولا ايمانهم بخليفة الله لما نبذهم الناس بل واقرب الناس اليهم ولما قاطعوهم وطردوهم وشردوهم وقتلوهم كل ذلك لانهم قالوا ربنا الله ثم استقاموا ولاجل هذا يوصينا مولاي احمد ع
قال الامام احمد الحسن ع (أيها المؤمنون اصبروا وصابروا ورابطوا وارجوا الله سبحانه وتعالى، وليكن رضاكم في الله وغضبكم في الله، وحبكم في الله وبغضكم في الله، كونوا أشداءً على الكفار رحماءً بينكم، ولا تأخذكم في الله لومة لائم. وتحصنوا بكلمة الله فيكن أحدكم بألف، تزول الجبال ولا يزول عن أمر الله سبحانه وتعالى، والجهاد في سبيله، فإنّ وليكم الله، وأعداءكم وليهم الشيطان (لعنه الله) وسينكص على عقبيه لما يتراءى الجمعان، وسيهزم الجمع ويولون الدبر عما قريب إن شاء الله وبقوة الله الواحد القهار. فلا يكن آخر صبركم الجزع، ونهاية رجائكم اليأس، فتخسروا الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.
رحم الله امرئً نصر آل محمد بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. المتشابهات ج2 ص 64
قال الامام احمد الحسن ع ( أيها الاخوة الأعزاء، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، تواضعوا في الأرض تعرفوا في السماء، واعلموا أنّ الخلق عيال الله، وأحبّ الخلق إلى الله أرأفهم بعياله.
كونوا رحماء بينكم ، أشداء على الكفار، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ.................﴾).[1]- يوسف : 21.
تعلموا تعاليم الأنبياء، واعملوا بها، فسيرى الله عملكم ورسوله والأئمة والأنبيـاء والمرسلون وعباد الله الصالحون، ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى﴾(.[1]- النجم : 39 – 41.
وتيقنوا ، فباليقين يأخذ ابن آدم ويغترف من رحمة الله، هكذا قال نوح النبي وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح ومحمد عبد الله والأئمة الأطهار : (خذ على قدر يقينك) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فباليقين أولياء الله يُحيون الموتى ويُشفون المرضى.
واعلموا أيها الأحبة أنّ اليقين مفتاح باب الله الأعظم، فمن تيقن أن لا قوة إلا بالله أصبح في عينه الفراعنة - أمريكا وأذنابها الأراذل - أهون من الذبابة وأحقر، وكيف لا تكون كذلك في عين من ينام في كهف الله الحصين.
وزنوا أنفسكم واعرضوها على الحق، لتعلموا مدى اليقين الذي توصلتم له، انظروا هل أنتم على استعداد لأنْ تعرضوا أنفسكم وأموالكم للتلف مع الحسيـن بن علي u اليوم، أم أنتم مترددون في غياهب ظلمات الدنيا الدنية من حب الحياة والجاه والمال والولد. ( المتشابهات ج3 ص 122
ما هو حقيقة اليقين الذي قاله مولاي احمد ع (وتيقنوا،فباليقينيأخذابنآدمويغترفمنرحمةالله)
هل اليقين ان الله موجود ام ان النبي محمد ص حق ام ان اهل البيت ع حق ؟؟
يقينا لا بل اليقين ان احمد الحسن ع حق وهو من الله فمن تيقن ان يماني ال محمد ع حق وهو خليفة الله يقسم على الحجر يكلمه وعلى الجبل يزيله وعلى الميت يحيه وهذا ما حصل مع احد الاخوة في حسينية الزبيديه رغم انه ليس من انصار الامام احمد الحسن ع لكنه اقسم على الله بحق احمد ع على ولده الذي مات غرقا وبقى ساعات وهو ميت فرد الله له الروح وكما فعلها من قبل يهوديا عندما اراد عبور النهر فاقسم على الله بحق وصي محمد ص فمشى على الماء وكما كان يفعل بني اسرائيل عندما كان فرعون لعنه الله يستعملهم لبناء الاهرامات وكانوا يسقطون من فوق السلالم فاوحى الله لموسى ع ان يا موسى اخبري عبادي من اراد منهم ان لا يموت حتى وان سقط فليصلي على محمد واله عشر مرات وهو لا يموت حتى وان سقط من فوق السلالم .
اذا احبتي انصار الله نحن نريد ان نصل الى اليقين ولا طريق لليقين الا بالمعرفة ولا معرفة الا بالتقرب والاقتباس من هذا النور من احمد ع وعلم احمد ع والا كيف نتيقن من شئ لا نعرفه والمثال الذي ضربه مولاي احمد ع في كتبه هو ابسط مثال لليقين وهو قوله ع في مثال النار ومن سمع بها ومن راى دخانها ومن رئاها ومن احترق بعضه بها ومن احترق بها فمن من هؤلاء اكثر يقينا من سمع بالنار ام من احترق بالنار وكان نارا ؟؟
ونتيجة الاحتراق بالنار أي المعرفة الحقة بالامام ع وبما جاء به من تعاليم ووصايا فيها النجاة والا ما هو فرقنا عن من يزعم انه منتظر للامام ع بلسانه فقط خوفا على دنيا دنيه او تحجج باولاد وزوجة واموال وملك
ومن قال منكم انا مستعد ان اكون ممن بذل نفسه بين يدي الامام واتمنى ان اكون من المقربين لكن لي زوجة واولاد واموال ودار وما لاهل الدنيا فكيف اصنع يجيبه مولاي احمد ع
قال الامام احمد الحسن ع (ويبقى السبيل لأنْ يكون الإنسان من المقربين مع أن له زوجة ومال وولد ودار وما لأهل الدنيا هو أن ينهج بماله منهج الأئمة عندما أنفقوا على الفقراء والمساكين وخصوصاً اليتامى بلا حدود. وأما الأولاد فينذرهم لوجه الله سبحانه مجاهدين يجاهدون لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، لعلَّ الله يتقبلهم بقبول حسن وينبتهم نباتاً حسناً. وأما الزوجة فيجعل صداقها هو السعي بها إلى الله سبحانه وتعالى، ويتحرى أن يوصلها إلى مقامات عالية في طاعة الله سبحانه وتعالى ومعرفة الله سبحانه وتعالى ما أمكنه ذلك.) كتاب المتشابهات ج2 ص 68
والحمد لله وحده
شيخ نعيم الشمري
الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
الحمد لله على ما أولانا إيمانا خالصا كما آمن به الانبياء والمرسلون ، والعارفون الموحدون ، ويقينا صادقا كما صدقته الملائكة المقربون ، والاولياء والصالحون.
وسلام على المرسلين الذين بلغوا رسالات ربهم ، وهو على ما أصابهم في دعوتهم صابرون ، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ، واولئك هم المهتدون ، الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.
والصلاة والسلام على خير خلق الله الاطهار المصطفين ، محمد وآله الائمة والمهديين سادة الخلق أجمعين ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، الذين صبروا وصابروا في ولائهم لاهل البيت المنتجبين ، واوذوا وقتلوا وحرقوا ونفوا عن ديارهم ولا زالوا بحبلهم متمسكين ، الذين قال فيهم الامام الصادق (عليه السلام) : " نحن صبر وشيعتنا أصبر منا ، وذلك أنا صبرنا على ما نعلم ، وصبروا هم على ما لا يعلمون " )
اولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
واللعنة الدائمة الماحقة لاعدائهم أجمعين ، الذين يخادعون الله وما يخدعون إلا أنفسهم ، فحملوا ظهورهم وزر البرايا ، ألا ساء ما يزرون.
إن ما أجمع عليه ، أن للايمان منازل ودرجات ، ومراقي عاليات ، وللمؤمنين الممتحنين صفات مخصوصات ، جعلتهم في الناس مميزين كبدور نيرات ، ولاخلاق العوام كارهين بل نابذين ، قد يحسبهم الرائي مرضى وما بالقوم من مرض ، ولكنهم من خوف الله وجلون ، كأنهم قد خولطوا ، ولقد خالطهم أمر عظيم ، لما كشف لهم من العذاب الاليم للمجرمين ، والنعيم المقيم للصالحين ، فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون ،
اولئك الذين وصفهم أمير المؤمنين سلام الله عليه بقوله : مُرْه العيون من البكاء ، خمص البطون من الصيام ، صفر الالوان من السهر ، على وجوههم غبرة الخاشعين ، اولئك إخواني الذاهبون
تطرقنا في الجمعة الماضية الى امر مهم وهو عدة القائم ع التي يخرج بها وبينا ما معنى المنتظر أي ان الامام ع هو المنتظر لنا ولسنا من ينتظره وكل منا يتمنى ان ينال تلكة الدرجة الرفيعة الا وهي خدمة قائم ال محمد ع ونصرته وبالتالي الشهادة بين يديه لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه كيف لي ان اكون من خلص انصار الامام المهدي ع لا اعني بكلامي هذا انني ابحث عن مقام او منصب بل اعني اتشرف بخدمة من عاهدة الله ورسوله على نصرته وما هي صفات تلك الثلة المؤمنه التي يريدها الامام ع الثلة التي قال فيها الله (الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)
صفات تلك الثلة المخلصة هو الايمان بالغيب قال تعالى بسماللهالرحمنالرحيم {الم(1)ذَلِكَالْكِتَابُلارَيْبَفِيهِهُدًىلِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَيُؤ ْمِنُونَبِالْغَيْبِوَيُقِيمُونَالصَّلاةَوَمِمَّارَزَقْنَاهُمْيُنفِقُون َ)
لاجل هذا الايمان الغيبي قال فيهم رسول الله ص لبعض اصحابه
عن الرسول (ص) أنه قال : ( أي إيمان أعجب قالوا : إيمان الملائكة قال وأي عجب فيه وينزل عليهم الوحي ، قالوا : إيماننا قال (ص) وأي عجب فيه وأنتم تروني : قالوا فأي إيمان هو قال : إيمان قوم في آخر الزمان بسواد على بياض ) مستدرك الوسائل17/300
عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده عن علي ابن أبي طالب (ع) في حديث طويل في وصية النبي (ص) يذكر فيها إن رسول الله (ص) قال له : ( يا علي واعلم أن أعجب الناس إيمانا وأعظمهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا بنبي وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض ) كمال الدين 1/288.
عن رسول الله (ص) في وصف المؤمنين في آخر الزمان: ... أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ويصدقوني ولم يروني يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الايمان إيمانا ) مجمع الزوائد للهيثمي ج10 ص65
والسوادعلىبياضيعنيماوصلاليهممنكلامالطاهرينعوتناقلتهكتبالشيعةاوماصحفيكت بالعامةفهذاالنوعمنالايمانمدحهاللهسبحانهفيكتابهومدحهرسولاللهص وقال فيهم رسول الله ص انهم اعظم الناس يقينا لان ايمانهم كان بغيب وعرفوا ذلك الغيب من الغيب سبحانه ووصفهم رسول الله ص بذلك الوصف وهو افضل اهل الايمان وذلك لانهم امنوا بما وصلهم عن ال محمد ع من احاديث رغم تكذيب جل المجتمع الذي يعيشون فيه ورغم الشبهات التي تطرح على من امنوا به الا انهم تمسكوا بالورق المعلق أي بكلام ال محمد ع لانهم يعلمون ان كلام ال محمد ع رمية الله ورميته سبحانه لا تقع على غير صاحبها ووصفهم رسول الله ص باخواني لانهم امنوا بغيب كما امن رسول الله ص بغيب وهو الرؤية الصادقة فنبوت رسول الله ص بدات برؤيا رئاهاوهم امنوا بالرؤيا وهي كلمات الله التي كلمهم بها الله سبحانه فهم طلبوا الحق من الحق سبحانه ورجعوا الى مالك الملك وسالوهولانهم سارو عكس التيار الموجود في زمانهم وهو اتباع المادة وعدم تصديق غير المادة والامور المادية البحته امسوا منبوذين بين المجتمع المادي ونبذهم اقرب الناس اليهم سواء كانوا اخوتهم او عشائرهم او المجتمع الذي يعيشون فيه حتى وصف حالهم مولاي صادق ال محمد ع ومن قبله المصطفى ص
عن أبي الصباح قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ، فشكى إليه رجل ، فقال : عقني ولدي واخوتي (وجفاني اخواني ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) ان للحق دولة ، وللباطل دولة ، وكل واحد منهما ذليل في دولة صاحبه وإن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل أن يعقه ولده واخوته ، ويجفوه إخوانه ، وما من مؤمن يصيب رفاهية في دولة الباطل الا ابتلي في بدنه أو ماله أو أهله ، حتى يخلصه الله تعالى من السعة التي كان أصابها في دولة الباطل ، ليؤخر به حظه في دولة الحق ، فاصبروا وابشروا (روى في الكافي : 2 | 447 ح 12 بإسناده عن أبي الصباح الكناني نحوه.
قا رسول الله ص (ألا ولا تقوم الساعة حتى يبغض الناس من أطاع الله ويحبون من عصى الله ، فقال عمر : يا رسول الله والناس يومئذ على الإسلام ؟ قال (ص) : وأين الإسلام يومئذ يا عمر ، إن المسلم كالغريب الشريد ، ذلك زمان يذهب فيه الإسلام ، ولا يبقى إلا أسمه ، ويندرس فيه القرآن فلا يبقى إلا رسمه . قال عمر : يا رسول الله وفيما يُكذبون من أطاع الله ويطردونهم ويعذبونهم ؟ فقال : يا عمر ترك القوم الطريق وركنوا إلى الدنيا ورفضوا الآخرة وأكلوا الطيبات ولبسوا الثياب المزينات وخدمتهم أبناء فارس والروم …… وأولياء الله عليهم الفناء ، شجية الوانهم من السهر ، ومنحنية أصلابهم من القيام ، وقد لصقت بطونهم بظهورهم من طول الصيام ، قد أذهلوا أنفسهم وذبحوها بالعطش طلبا لرضى الله وشوقا إلى جزيل ثوابه وخوفا من أليم عقابه فإذا تكلم منهم بحق متكلم أو تفوه بصدق قيل له : أسكت فأنت قرين الشيطان ورأس الضلالة ، يتأولون كتاب الله على غير تأويله ويقولون ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) (الأعراف: 32) …) إلزام الناصب خ1 ص 62
ولان الامة في اخر الزمان يرون المعروف منكر والمنكر معروف امسوا ينظرون لهم كفار وملا عين وكاذبين وارجاس
كما ورد عن الرسول محمد (ص) (انهم عند الناس كفار وعند الله أبرار وعند الناس كاذبون وعند الله صادقون وعند الناس أرجاس وعند الله نظّاف وعند الناس ملاعين وعند الله بارّين وعند الناس ظالمون وعند الله عادلون فازوا بالإيمان وخسر المنافقون…)الملاحم والفتن باب 59
رغم نظرة الامة لهم بالسخريه والاستهزاء ومقابلتهم بالتكذيب الا انهم صدعوا بما امروا واصبحوا بمنزلة الادلاء في الفلوات يذكرون الناس بايام الله ولم تاخذهم بالله لومة لائم ولانهم تحملوا الاذى وما يلقى عليهم من تهم ما انزل الله بها من سلطان كشف الله عنهم الغطاء ليعرفهم انهم على الحق وانهم سائرون على نهج ال محمد ع بل انهم حزب الله ﴿إِنَّالَّذِينَقَالُوارَبُّنَااللَّهُثُمَّاسْتَقَامُواتَتَنَزَّلُعَلَي ْهِمُالْمَلائِكَةُأَلَّاتَخَافُواوَلاتَحْزَنُواوَأَبْشِرُوابِالْجَنَّة ِالَّتِيكُنْتُمْتُوعَدُونَ﴾ (. - فصلت : 30.
﴿أَلاإِنَّأَوْلِيَاءَاللَّهِلاخَوْفٌعَلَيْهِمْوَلاهُمْيَحْزَنُونَ * الَّذِينَآمَنُواوَكَانُوايَتَّقُونَ * لَهُمُالْبُشْرَىفِيالْحَيَاةِالدُّنْيَاوَفِيالْآخِرَةِلاتَبْدِيلَلِكَل ِمَاتِاللَّهِذَلِكَهُوَالْفَوْزُالْعَظِيمُ * وَلايَحْزُنْكَقَوْلُهُمْإِنَّالْعِزَّةَلِلَّهِجَمِيعاًهُوَالسَّمِيعُال ْعَلِيمُ﴾ - يونس : 62 – 65.
فان الله يؤيد من امن به وبحجته بالغيب لانهم يسيرون عكس ما تسير عليه الامة التي نكرت الغيب جملة وتفصيلا بل وال محمد ع ذكروا في عشرات الاحاديث صفات تلك الثلة المؤمنة الصابرة الموقنة
قال الامام علي ع( وما برح لله عزت الاؤه في البرهة بعد البرهة وفي أزمان الفترات عباد ناجاهم في فكرهم وكلمهم في ذات عقولهم فاستصبحوا بنور يقضه في الأبصار والأسماع والأفئدة يذكرون بأيام الله ويخوفون مقامه بمنزلة الأدلة في الفلوات من اخذ القصد حمدوا أليه طريقه وبشروه بالنجاة ومن اخذ يميناً وشمالاً ذموا أليه الطريق وحذروه من الهلكة وكانوا كذلك مصابيح تلك الظلمات وأدلة تلك الشبهات وان للذكر لأهلاً أخذوه من الدنيا بدلا فلم تشغلهم تجارة ولا بيع عنه يقطعون به أيام الحياة ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين ويأمرون بالقسط ويأتمرون به وينهون عن المنكر ويتناهون عنه فكأنما قطعوا الدنيا إلى الآخرة وهم فيها فشاهدوا ما وراء ذلك فكأنما اطلعوا على غيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه وحققت القيامة عليهم عداتها فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس ويسمعون مالا يسمعون) - نهج البلاغة
وقال أمير المؤمنين u في خطبة على منبر الكوفة يصف الإمام المهدي u وقلّة ممن يتمسّكون بالحق قبل قيامه u: (اللهم وإني لأعلم أنّ العلم لا يأزر كلّه، ولا ينقطع موارده، وأنّك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بمطاع أو خائفاً مغمور، كيلا تبطل حجتك ولا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم بل أين هم وكم ؟ أولئك الأقلون عدداً والأعظمون عند الله جل ذكره قدراً)الكافي: ج1 ص335، مصباح البلاغة: ج2 ص213، تفسير نور الثقلين: ج2 ص498.
ولقلة هذه الثلة المؤمنه الذين يخافون ان يتخطفهم الناس لقلتهم وصفهم ال محمد ع بان احدهم له اجر خمسين رجلا لتحملهم الاذى والمشقة في ذات الله
وعن الصادق u قال: (قال رسول الله لأصحابه: سيأتي قوم من بعدكم، الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم . قالوا: يا رسول الله نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين، ونزل فينا القرآن!! فقال : إنّكم لو تحملوا لما حملوا لم تصبروا صبرهم) غيبة الطوسي : ص456، الخرائجوالجرائح :ج3/ص1149،بحار الأنوار : ج52/ص130.
والصبر الذي عناه مولاي صادق العترة ع ليس الصبر على الفقر او الصبر على التعب او الصبر على المشقة بل الصبر على الطاعة وهو اعظم صبر لان سبب تحملهم للفقر او التعب او الالم هو في ذات الله ولاجل خليفة الله ولولا ايمانهم بخليفة الله لما نبذهم الناس بل واقرب الناس اليهم ولما قاطعوهم وطردوهم وشردوهم وقتلوهم كل ذلك لانهم قالوا ربنا الله ثم استقاموا ولاجل هذا يوصينا مولاي احمد ع
قال الامام احمد الحسن ع (أيها المؤمنون اصبروا وصابروا ورابطوا وارجوا الله سبحانه وتعالى، وليكن رضاكم في الله وغضبكم في الله، وحبكم في الله وبغضكم في الله، كونوا أشداءً على الكفار رحماءً بينكم، ولا تأخذكم في الله لومة لائم. وتحصنوا بكلمة الله فيكن أحدكم بألف، تزول الجبال ولا يزول عن أمر الله سبحانه وتعالى، والجهاد في سبيله، فإنّ وليكم الله، وأعداءكم وليهم الشيطان (لعنه الله) وسينكص على عقبيه لما يتراءى الجمعان، وسيهزم الجمع ويولون الدبر عما قريب إن شاء الله وبقوة الله الواحد القهار. فلا يكن آخر صبركم الجزع، ونهاية رجائكم اليأس، فتخسروا الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.
رحم الله امرئً نصر آل محمد بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. المتشابهات ج2 ص 64
قال الامام احمد الحسن ع ( أيها الاخوة الأعزاء، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، تواضعوا في الأرض تعرفوا في السماء، واعلموا أنّ الخلق عيال الله، وأحبّ الخلق إلى الله أرأفهم بعياله.
كونوا رحماء بينكم ، أشداء على الكفار، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ.................﴾).[1]- يوسف : 21.
تعلموا تعاليم الأنبياء، واعملوا بها، فسيرى الله عملكم ورسوله والأئمة والأنبيـاء والمرسلون وعباد الله الصالحون، ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى﴾(.[1]- النجم : 39 – 41.
وتيقنوا ، فباليقين يأخذ ابن آدم ويغترف من رحمة الله، هكذا قال نوح النبي وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى المسيح ومحمد عبد الله والأئمة الأطهار : (خذ على قدر يقينك) وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، فباليقين أولياء الله يُحيون الموتى ويُشفون المرضى.
واعلموا أيها الأحبة أنّ اليقين مفتاح باب الله الأعظم، فمن تيقن أن لا قوة إلا بالله أصبح في عينه الفراعنة - أمريكا وأذنابها الأراذل - أهون من الذبابة وأحقر، وكيف لا تكون كذلك في عين من ينام في كهف الله الحصين.
وزنوا أنفسكم واعرضوها على الحق، لتعلموا مدى اليقين الذي توصلتم له، انظروا هل أنتم على استعداد لأنْ تعرضوا أنفسكم وأموالكم للتلف مع الحسيـن بن علي u اليوم، أم أنتم مترددون في غياهب ظلمات الدنيا الدنية من حب الحياة والجاه والمال والولد. ( المتشابهات ج3 ص 122
ما هو حقيقة اليقين الذي قاله مولاي احمد ع (وتيقنوا،فباليقينيأخذابنآدمويغترفمنرحمةالله)
هل اليقين ان الله موجود ام ان النبي محمد ص حق ام ان اهل البيت ع حق ؟؟
يقينا لا بل اليقين ان احمد الحسن ع حق وهو من الله فمن تيقن ان يماني ال محمد ع حق وهو خليفة الله يقسم على الحجر يكلمه وعلى الجبل يزيله وعلى الميت يحيه وهذا ما حصل مع احد الاخوة في حسينية الزبيديه رغم انه ليس من انصار الامام احمد الحسن ع لكنه اقسم على الله بحق احمد ع على ولده الذي مات غرقا وبقى ساعات وهو ميت فرد الله له الروح وكما فعلها من قبل يهوديا عندما اراد عبور النهر فاقسم على الله بحق وصي محمد ص فمشى على الماء وكما كان يفعل بني اسرائيل عندما كان فرعون لعنه الله يستعملهم لبناء الاهرامات وكانوا يسقطون من فوق السلالم فاوحى الله لموسى ع ان يا موسى اخبري عبادي من اراد منهم ان لا يموت حتى وان سقط فليصلي على محمد واله عشر مرات وهو لا يموت حتى وان سقط من فوق السلالم .
اذا احبتي انصار الله نحن نريد ان نصل الى اليقين ولا طريق لليقين الا بالمعرفة ولا معرفة الا بالتقرب والاقتباس من هذا النور من احمد ع وعلم احمد ع والا كيف نتيقن من شئ لا نعرفه والمثال الذي ضربه مولاي احمد ع في كتبه هو ابسط مثال لليقين وهو قوله ع في مثال النار ومن سمع بها ومن راى دخانها ومن رئاها ومن احترق بعضه بها ومن احترق بها فمن من هؤلاء اكثر يقينا من سمع بالنار ام من احترق بالنار وكان نارا ؟؟
ونتيجة الاحتراق بالنار أي المعرفة الحقة بالامام ع وبما جاء به من تعاليم ووصايا فيها النجاة والا ما هو فرقنا عن من يزعم انه منتظر للامام ع بلسانه فقط خوفا على دنيا دنيه او تحجج باولاد وزوجة واموال وملك
ومن قال منكم انا مستعد ان اكون ممن بذل نفسه بين يدي الامام واتمنى ان اكون من المقربين لكن لي زوجة واولاد واموال ودار وما لاهل الدنيا فكيف اصنع يجيبه مولاي احمد ع
قال الامام احمد الحسن ع (ويبقى السبيل لأنْ يكون الإنسان من المقربين مع أن له زوجة ومال وولد ودار وما لأهل الدنيا هو أن ينهج بماله منهج الأئمة عندما أنفقوا على الفقراء والمساكين وخصوصاً اليتامى بلا حدود. وأما الأولاد فينذرهم لوجه الله سبحانه مجاهدين يجاهدون لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، لعلَّ الله يتقبلهم بقبول حسن وينبتهم نباتاً حسناً. وأما الزوجة فيجعل صداقها هو السعي بها إلى الله سبحانه وتعالى، ويتحرى أن يوصلها إلى مقامات عالية في طاعة الله سبحانه وتعالى ومعرفة الله سبحانه وتعالى ما أمكنه ذلك.) كتاب المتشابهات ج2 ص 68
والحمد لله وحده
شيخ نعيم الشمري