((1))
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ماالهم من معرفته وهدى اليه من سبيل طاعته وصلواته على خيرته من بريته محمد سيد أنبيائه وصفوته وعلى الائمة والمهديين من عترته وسلم تسليما كثيرا.
اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى فاطمة الزهراء وعلى الحسن والحسين امامي الهدى وصل اللهم على الائمة من ذرية الحسين علي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن ومحمد واحمد وعلى المهديين من ذرية احمد صلاة كثيرة دائمة والعن اعدائهم من الاوليين والاخريين .
اخواني الانصار اوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله والمبادرة الى العمل قي تاسيس قواعد دولة العدل الالهي بكل ما اتاكم الله من نعمه وفضله فان افضل مايشكر به العبد ربه لنعمه التي لاتحصى هي ان يسخر هذه النعم في العمل بين يدي القائم ع والدعوة الى الله سبحانه الوهاب لتلك النعم.
بعد استخارة الله سبحانه والتوكل عليه سيكون موضوع الخطبة الاولى هو التطرق لجواب السيد احمد ع في الجزء الاول من كتاب المتشابهات وربطه بما بينه عليه السلام في كتابه مع العبد الصالح والغاية من ذلك هي محاولة لتطوير اذهان الاخوة الانصار لمواكبة مايبثه قائم ال محمد ع من العلوم عن العوالم الاخرى لكون اغلب الناس لديهم تصورات مادية وخاطئة عن امور كثيرة من قبيل تطبيق مصطلحات وقوانين العالم الجسماني على العوالم الاخرى مع ملاحظة ((ان الامثلة التي ترد في الاجوبة هي لتقريب وتبسيط المعنى ليس الا))
سؤال/ 3:
أ- من المعلوم أنّ إبليس طرد من الجنة بسبب عدم سجوده لآدم (ع)، فكيف استطاع أن يدخل إلى الجنة حتى يوسوس لآدم ويجعله يأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، حيث إنّ كلام إبليس مع آدم يدلّ على أنه كان معه في الجنة من إشارته إلى الشجرة بـ (هذا)، ضمير المخاطبة الذي يدل على مباشرة المتكلم للمخاطب الحاضر؟!
ب- ما هي الشجرة التي أكل منها آدم (ع)؟!
ج- هل أن آدم وحواء كانت سوأتهما ظاهـرة من غير لباس، وعندما أكلا من الشجرة بدت لهما سوأتهما، فأخذوا يتسترون بورق الجنة؟! وما هو ذلك الورق الذي تستروا به؟!
للإجابة على هذه الأسئلة نحتاج مقدمة، وهي: إن آدم (ع) خلق من طين، أي من هذه الأرض، ولكنه لم يبقَ على هذه الأرض فقط، وإنما رفع إلى أقصى السماء الدنيا، أي السماء الأولى، أو قل
((2))
إلى باب السماء الثانية، وهي الجنة الملكوتية أو على تعبير الروايات عنهم (ع): (وضع في باب الجنة - أي الجنة الملكوتية - تطأه الملائكة)).
وهذا الرفع لطينة آدم يلزم إشراق طينته (ع) بنور ربها ولطافتها، وبالتالي لما بثّ الله فيه الروح أول مرة كان جسمه لطيفاً، متنعماً بالجنة المادية الجسمانية، ولم يكن في هذه الجنة من الظلمة ما يستوجب خروج فضلات من جسم آدم (ع).
وأما روح آدم (ع) فقد كانت تتنعّم بالجنة الملكوتية ، أو الجنان الملكوتية؛ لأنها كثيرة ﴿جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾، والجنة الجسمانية والجنة الملكوتية هما اللتان ذُكرتا في سورة الرحمان ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ... ذَوَاتَا أَفْنَانٍ)وهما أيضا ﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ... مُدْهَامَّتَانِ﴾
والرفع هو رفع تجلٍ (ظهور) وليس رفع تجافٍ (أي مكاني)، وبالتالي فإن آدم ليس بمعدوم في الأرض الجسمانية التي نعيش فيها بل موجود فيها، ولو كان معدوماً فيها لكان ميتاً.
وبالتالي كان آدم (ع) يعيش في هذه الحياة الدنيا بجسم لطيف في البداية، ولكنه عاد كثيفاً إلى الأرض التي رفع منها لما عصى ربه سبحانه.
جواب (ب): الشجرة التي أكل منها آدم (ع) هي: الحنطة والتفاح والتمر والتين و ... ، وهي شجرة علم آل محمد (ع).
فهذه الفواكـه في العوالم العلوية ترمز إلى العلم، وهذه الشجرة المباركة المذكورة في القـرآن كانت تحمل العلم الخاص بمحمد وآل محمد (ع).
***
جواب (ج): قال تعالى: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْر﴾ ، اللباس الذي نزع عن آدم وحواء
هو لباس التقوى، ففي العوالم العلوية التي كانا يعيشان فيها تستر العورة بالتقوى؛ لأنها تصبح لباساً يستر جسم الإنسان في تلك العوالم، فلما عصى آدم (ع) وحواء (ع) بالأكل من الشجرة المباركة - شجرة علم آل محمد (ع) التي تصبح نقمة على من أكلها بدون إذن الله سبحانه وتعالى - فقدا لباس التقوى، فبدت لهما عوراتهما.
أما ورق الجنة الذي تستروا به فهو الدين؛ حيث الورق الأخضر في العوالم العلوية يرمـز إلى الدين وهذا الورق الذي تستر به آدم (ع) وتسترت به حواء (ع) هو الاستغفار وطلب المغفرة من الله بحق أصحاب الكساء (ع) الذين قرأ آدم (ع) أسماءهم مكتوبة على ساق العرش
***
((3))
جواب (أ): الجنة التي طرد منها إبليس (لعنه الله) هي الجنة الملكوتية، وأيضاً الجنة الملكية (الدنيوية)، ولكن آدم (ع) موجود في كل العوالم الملكية (الدنيوية)، وبالتالي فإنّ وسوسة إبليس لعنه الله كانت لآدم الموجود في العوالم الدنيوية التي هي دون الجنة الملكية (الدنيوية)
أما إشارته للشجرة وكأنها حاضرة عنده (لعنه الله)، فلأن ثمار الأشجار على هذه الأرض إنما هي ظهور وتجلي لعلم آل محمد (ع)، فالتفاحة والحنطة والتين .. إنما هي بركات علم آل محمد (ع) (بهم ترزقون)، كما ورد في الدعاء في الرواية عنهم (ع)
لكي نستطيع ان نتصور الجواب يجب اولا ان نعرف ان الانسان عبارة عن وجود تجلياته عددها قريب من لامتناهي الان يجب ان نعرف ماهو القريب من اللامتناهي هب ان هناك شخصا يملك شاحنة فيها 40 طن من الحنطة وقال ساعطيك كل ما موجود في الشاحنة اذا استطعت ان تعد عدد الحبات فيها وبشكل دقيق اي لايقبل اي نسبة خطأ طبعا عدد الحبات معدود ولكن يستحيل احصاءه لانك لو اردت ان تعد عدد الحبات بدقة ستحتاج الى بضعة الاف سنة في حال كل حبة استغرقت ثانية واحدة ولهذا فان نعم الله سبحانه هو قريب من المالانهاية وقد بين السيد ع هذه الحقيقة عن الاية (وان تعدو نعمة الله لاتحصوها ) اي انها قابلة للعد نظريا ولكن يستحيل ذلك عمليا. السيد ع افترض ان الانسان عبارة عن ضوء اريد له الوصول الى مكان وفتح مصدر الضوء فمسار الضوء يتجلى خطوة خطوة الى ان يصل الى المكان ولتبسيط الصورة نفترض
ان وجود ادم ع في السماء الاولى ((مثلا)) يرسل الضوء والهدف هو العالم الجسماني فبين نقطة الارسال والهدف هناك عدد قريب من لامتناهي من التجليات ولو تصورنا حالة التجلي لادم ع قبل وصول هذا الضوء الى عالم الاجسام ماذا يحصل سيكون ادم ع غير مرئي وجسده اكثر نورانية وغير مثقل بالظلمة وعند ذلك لن يستوجب خروج الفضلات من جسم ادم ع وهذا هو الرفع الذي لم يبينه احد قبل ظهور قائم ال محمد ع ونعم الله سبحانه تلازم الانسان بين نقطة المصدر والهدف فيكون عدها ممكنا واحصاؤها غير ممكن واذا تمكنا ان نفهم مابينه السيد ع نستطيع ان نفهم كيفية رفع عيسى ع وحاولوا الابتعاد دائما عن التصورات المادية فعيسى ع عندما رفع رفع تجلي (ظهور) وليس مكاني (فابليس لعنه الله وسوس لادم ع الموجود في العوالم الدنيوية التي هي دون الجنة الدنيوية ). والانسان له تجليات ووجودات كثيرة فمثلا تجلي واحد من التجليات يكفي ليكون وجودا ثالثا ومؤثرا مثال الشخص الذي يحسد اخر فيسبب له ضررا بوجوده الثالث او وجوده الجسماني غير المرئي ونعمة واحدة على اي تجلي من تجلياته يمكن اعتبارها غير قابل للاحصاء والمثال الاخرالذي افترضه السيد ع هو خط عمودى نهايته العليا هو نفس انسان ما ( او اعلى مقام لذلك الانسان) والنهاية السفلى هو الجسد ولو قسمنا هذا الخط الى شرايح سمك الشريحة 1سم فانه يمكن تقسيم الشريحة الى شرايح سمكها 1ملم ويمكن تصور ان الشريحة بسمك 1ملم تقسيمها الى عشرة اجزاء اخرى وهكذا لاننا نريد ان نقسمه على عدد
((4))
قريب من الصفر للحصول على افضل حالة فيكون لدينا رقم قريب من اللامتناهي ولنتصور ان كل شريحة يمثل تجلي للانسان ونعم الله تفاض على كل هذه التجليات ولكنه قابل للعد غير قابل للاحصاء في( الرياضيات عندما يراد ايجاد مساحة محصورة بحدود منحنية ومتعرجة نحتاج ان نقسم المساحة الى مربعات صغيرة (ورق بياني) وكلما كانت المربعات اصغر واكثر تزداد الدقة
واذا كان للخط المنحني معادلة فيمكن ايجاد المساحة بالتكامل بدقة 100% لان الشريحة عندها صفراذا تصورتم هذا الامر ستتصورون كيف ان قائم ال محمد ع كلم موسى ع وعلمه واكرر ثانية ان هذا ليس هو الواقع وانما لتقريب المعنى
سورة قصيرة
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الارض وعمارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها اللهم صل على محمد وعلى ال محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يامن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتاخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق
دعاء قصير
بعد ان عرفنا الله سبحانه الحق بفضله يجب علينا العمل بما علمنا فقد روى عنهم عليهم السلام(من عمل بما علم اورثه الله علم مالايعلم) واتذكر رواية اخرى (عد في الملكوت عظيما)
واقصد العمل بقسميه من محاربة الانا والالتزام بالواجبات والمستحبات واجتناب المحرمات والمكروهات والاخر هو نشر ما من الله عليكم من معرفة الحق والعلوم التي تعلمتموها من قائم ال محمد ع والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وهذا العمل بحد ذاته نعمة من الله سبحانه ان جعلكم سببا في هداية الاخرين واذكركم واذكر نفسي بهذه الامور (فان الذكرى تنفع المؤمنين)
اولا- الاقتداء بانصار الحجج السابقين ولاسيما الحسين ع وانصاره واخرجوا حب الدنيا من قلوبكم لانها فانية فالذين نصروا الحسين ع قتلوا والذين خذلوه ماتوا او قتلوا وشتان بين الفريقين
ثانيا- الجهاد بالمال (لايستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل) ففضيلة الانفاق الان اكثر اجرا لكم واشد فائدة للدين
((5))
ثالثا-قال الرسول (ص)( ليس منا من لم يهتم بامور المسلمين)يجب علينا ان نحس ونعيش الام الاخرين وخاصة من المؤمنين وحتى من بني البشر فكثيرون يعيشون ماساة حقيقية في افريقيا وغيرها وقد التصق جلودهم بعظامهم وليس بمقدورنا ان نفعل شيئا لهم ولكن يمكننا ان نعمل عملا حثيثا عن طريق ايصال الحق الى الناس وهذا مما يعجل بالتمكين للقائم وبالتالي اختفاء الظلم والجوع على الاقل في الاجيال القادمة
رابعا-اتخذوا شعار لاقوة الا بالله كما علمكم امامكم احمد ع ولاتخافوا احدا فان الله مع المؤمنين وهو الضار النافع والخير والشر بيده وهو القادر على ان يحفظكم من شر كل ذي شرقال علي ع (من قصر بالعمل ابتلي بالهم ولاحاجة لله في ما ليس لله في نفسه وماله نصيب)فالذين يقصرون في العمل بخلا اوخوفا لم يضمنوا ان لايصيبهم شيء في اموالهم اوانفسهم اواهليهم
خامسا-(( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه) وتذكروا ان هناك في بعض البلدان انصاري واحد او اثنين فقط .
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات اللهم فرج عن المسجونين من انصارك وارحم شهدائنا وانزل الصبر والسلوان على ذويهم اللهم اشف مرضى المؤمنين والمؤمنات اللهم مكن لقائم ال محمد ع في الارض واجعلنا من انصاره
سورة قصيرة .
عباس ياسين الموسوي
خطبة الجمعة الاول من جمادي الثاني 1434هجري
12 نيسان 2013
العراق / تلعفر
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ماالهم من معرفته وهدى اليه من سبيل طاعته وصلواته على خيرته من بريته محمد سيد أنبيائه وصفوته وعلى الائمة والمهديين من عترته وسلم تسليما كثيرا.
اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى فاطمة الزهراء وعلى الحسن والحسين امامي الهدى وصل اللهم على الائمة من ذرية الحسين علي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن ومحمد واحمد وعلى المهديين من ذرية احمد صلاة كثيرة دائمة والعن اعدائهم من الاوليين والاخريين .
اخواني الانصار اوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله والمبادرة الى العمل قي تاسيس قواعد دولة العدل الالهي بكل ما اتاكم الله من نعمه وفضله فان افضل مايشكر به العبد ربه لنعمه التي لاتحصى هي ان يسخر هذه النعم في العمل بين يدي القائم ع والدعوة الى الله سبحانه الوهاب لتلك النعم.
بعد استخارة الله سبحانه والتوكل عليه سيكون موضوع الخطبة الاولى هو التطرق لجواب السيد احمد ع في الجزء الاول من كتاب المتشابهات وربطه بما بينه عليه السلام في كتابه مع العبد الصالح والغاية من ذلك هي محاولة لتطوير اذهان الاخوة الانصار لمواكبة مايبثه قائم ال محمد ع من العلوم عن العوالم الاخرى لكون اغلب الناس لديهم تصورات مادية وخاطئة عن امور كثيرة من قبيل تطبيق مصطلحات وقوانين العالم الجسماني على العوالم الاخرى مع ملاحظة ((ان الامثلة التي ترد في الاجوبة هي لتقريب وتبسيط المعنى ليس الا))
سؤال/ 3:
أ- من المعلوم أنّ إبليس طرد من الجنة بسبب عدم سجوده لآدم (ع)، فكيف استطاع أن يدخل إلى الجنة حتى يوسوس لآدم ويجعله يأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، حيث إنّ كلام إبليس مع آدم يدلّ على أنه كان معه في الجنة من إشارته إلى الشجرة بـ (هذا)، ضمير المخاطبة الذي يدل على مباشرة المتكلم للمخاطب الحاضر؟!
ب- ما هي الشجرة التي أكل منها آدم (ع)؟!
ج- هل أن آدم وحواء كانت سوأتهما ظاهـرة من غير لباس، وعندما أكلا من الشجرة بدت لهما سوأتهما، فأخذوا يتسترون بورق الجنة؟! وما هو ذلك الورق الذي تستروا به؟!
للإجابة على هذه الأسئلة نحتاج مقدمة، وهي: إن آدم (ع) خلق من طين، أي من هذه الأرض، ولكنه لم يبقَ على هذه الأرض فقط، وإنما رفع إلى أقصى السماء الدنيا، أي السماء الأولى، أو قل
((2))
إلى باب السماء الثانية، وهي الجنة الملكوتية أو على تعبير الروايات عنهم (ع): (وضع في باب الجنة - أي الجنة الملكوتية - تطأه الملائكة)).
وهذا الرفع لطينة آدم يلزم إشراق طينته (ع) بنور ربها ولطافتها، وبالتالي لما بثّ الله فيه الروح أول مرة كان جسمه لطيفاً، متنعماً بالجنة المادية الجسمانية، ولم يكن في هذه الجنة من الظلمة ما يستوجب خروج فضلات من جسم آدم (ع).
وأما روح آدم (ع) فقد كانت تتنعّم بالجنة الملكوتية ، أو الجنان الملكوتية؛ لأنها كثيرة ﴿جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾، والجنة الجسمانية والجنة الملكوتية هما اللتان ذُكرتا في سورة الرحمان ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ... ذَوَاتَا أَفْنَانٍ)وهما أيضا ﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ... مُدْهَامَّتَانِ﴾
والرفع هو رفع تجلٍ (ظهور) وليس رفع تجافٍ (أي مكاني)، وبالتالي فإن آدم ليس بمعدوم في الأرض الجسمانية التي نعيش فيها بل موجود فيها، ولو كان معدوماً فيها لكان ميتاً.
وبالتالي كان آدم (ع) يعيش في هذه الحياة الدنيا بجسم لطيف في البداية، ولكنه عاد كثيفاً إلى الأرض التي رفع منها لما عصى ربه سبحانه.
جواب (ب): الشجرة التي أكل منها آدم (ع) هي: الحنطة والتفاح والتمر والتين و ... ، وهي شجرة علم آل محمد (ع).
فهذه الفواكـه في العوالم العلوية ترمز إلى العلم، وهذه الشجرة المباركة المذكورة في القـرآن كانت تحمل العلم الخاص بمحمد وآل محمد (ع).
***
جواب (ج): قال تعالى: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْر﴾ ، اللباس الذي نزع عن آدم وحواء
هو لباس التقوى، ففي العوالم العلوية التي كانا يعيشان فيها تستر العورة بالتقوى؛ لأنها تصبح لباساً يستر جسم الإنسان في تلك العوالم، فلما عصى آدم (ع) وحواء (ع) بالأكل من الشجرة المباركة - شجرة علم آل محمد (ع) التي تصبح نقمة على من أكلها بدون إذن الله سبحانه وتعالى - فقدا لباس التقوى، فبدت لهما عوراتهما.
أما ورق الجنة الذي تستروا به فهو الدين؛ حيث الورق الأخضر في العوالم العلوية يرمـز إلى الدين وهذا الورق الذي تستر به آدم (ع) وتسترت به حواء (ع) هو الاستغفار وطلب المغفرة من الله بحق أصحاب الكساء (ع) الذين قرأ آدم (ع) أسماءهم مكتوبة على ساق العرش
***
((3))
جواب (أ): الجنة التي طرد منها إبليس (لعنه الله) هي الجنة الملكوتية، وأيضاً الجنة الملكية (الدنيوية)، ولكن آدم (ع) موجود في كل العوالم الملكية (الدنيوية)، وبالتالي فإنّ وسوسة إبليس لعنه الله كانت لآدم الموجود في العوالم الدنيوية التي هي دون الجنة الملكية (الدنيوية)
أما إشارته للشجرة وكأنها حاضرة عنده (لعنه الله)، فلأن ثمار الأشجار على هذه الأرض إنما هي ظهور وتجلي لعلم آل محمد (ع)، فالتفاحة والحنطة والتين .. إنما هي بركات علم آل محمد (ع) (بهم ترزقون)، كما ورد في الدعاء في الرواية عنهم (ع)
لكي نستطيع ان نتصور الجواب يجب اولا ان نعرف ان الانسان عبارة عن وجود تجلياته عددها قريب من لامتناهي الان يجب ان نعرف ماهو القريب من اللامتناهي هب ان هناك شخصا يملك شاحنة فيها 40 طن من الحنطة وقال ساعطيك كل ما موجود في الشاحنة اذا استطعت ان تعد عدد الحبات فيها وبشكل دقيق اي لايقبل اي نسبة خطأ طبعا عدد الحبات معدود ولكن يستحيل احصاءه لانك لو اردت ان تعد عدد الحبات بدقة ستحتاج الى بضعة الاف سنة في حال كل حبة استغرقت ثانية واحدة ولهذا فان نعم الله سبحانه هو قريب من المالانهاية وقد بين السيد ع هذه الحقيقة عن الاية (وان تعدو نعمة الله لاتحصوها ) اي انها قابلة للعد نظريا ولكن يستحيل ذلك عمليا. السيد ع افترض ان الانسان عبارة عن ضوء اريد له الوصول الى مكان وفتح مصدر الضوء فمسار الضوء يتجلى خطوة خطوة الى ان يصل الى المكان ولتبسيط الصورة نفترض
ان وجود ادم ع في السماء الاولى ((مثلا)) يرسل الضوء والهدف هو العالم الجسماني فبين نقطة الارسال والهدف هناك عدد قريب من لامتناهي من التجليات ولو تصورنا حالة التجلي لادم ع قبل وصول هذا الضوء الى عالم الاجسام ماذا يحصل سيكون ادم ع غير مرئي وجسده اكثر نورانية وغير مثقل بالظلمة وعند ذلك لن يستوجب خروج الفضلات من جسم ادم ع وهذا هو الرفع الذي لم يبينه احد قبل ظهور قائم ال محمد ع ونعم الله سبحانه تلازم الانسان بين نقطة المصدر والهدف فيكون عدها ممكنا واحصاؤها غير ممكن واذا تمكنا ان نفهم مابينه السيد ع نستطيع ان نفهم كيفية رفع عيسى ع وحاولوا الابتعاد دائما عن التصورات المادية فعيسى ع عندما رفع رفع تجلي (ظهور) وليس مكاني (فابليس لعنه الله وسوس لادم ع الموجود في العوالم الدنيوية التي هي دون الجنة الدنيوية ). والانسان له تجليات ووجودات كثيرة فمثلا تجلي واحد من التجليات يكفي ليكون وجودا ثالثا ومؤثرا مثال الشخص الذي يحسد اخر فيسبب له ضررا بوجوده الثالث او وجوده الجسماني غير المرئي ونعمة واحدة على اي تجلي من تجلياته يمكن اعتبارها غير قابل للاحصاء والمثال الاخرالذي افترضه السيد ع هو خط عمودى نهايته العليا هو نفس انسان ما ( او اعلى مقام لذلك الانسان) والنهاية السفلى هو الجسد ولو قسمنا هذا الخط الى شرايح سمك الشريحة 1سم فانه يمكن تقسيم الشريحة الى شرايح سمكها 1ملم ويمكن تصور ان الشريحة بسمك 1ملم تقسيمها الى عشرة اجزاء اخرى وهكذا لاننا نريد ان نقسمه على عدد
((4))
قريب من الصفر للحصول على افضل حالة فيكون لدينا رقم قريب من اللامتناهي ولنتصور ان كل شريحة يمثل تجلي للانسان ونعم الله تفاض على كل هذه التجليات ولكنه قابل للعد غير قابل للاحصاء في( الرياضيات عندما يراد ايجاد مساحة محصورة بحدود منحنية ومتعرجة نحتاج ان نقسم المساحة الى مربعات صغيرة (ورق بياني) وكلما كانت المربعات اصغر واكثر تزداد الدقة
واذا كان للخط المنحني معادلة فيمكن ايجاد المساحة بالتكامل بدقة 100% لان الشريحة عندها صفراذا تصورتم هذا الامر ستتصورون كيف ان قائم ال محمد ع كلم موسى ع وعلمه واكرر ثانية ان هذا ليس هو الواقع وانما لتقريب المعنى
سورة قصيرة
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الارض وعمارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها اللهم صل على محمد وعلى ال محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يامن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتاخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق
دعاء قصير
بعد ان عرفنا الله سبحانه الحق بفضله يجب علينا العمل بما علمنا فقد روى عنهم عليهم السلام(من عمل بما علم اورثه الله علم مالايعلم) واتذكر رواية اخرى (عد في الملكوت عظيما)
واقصد العمل بقسميه من محاربة الانا والالتزام بالواجبات والمستحبات واجتناب المحرمات والمكروهات والاخر هو نشر ما من الله عليكم من معرفة الحق والعلوم التي تعلمتموها من قائم ال محمد ع والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وهذا العمل بحد ذاته نعمة من الله سبحانه ان جعلكم سببا في هداية الاخرين واذكركم واذكر نفسي بهذه الامور (فان الذكرى تنفع المؤمنين)
اولا- الاقتداء بانصار الحجج السابقين ولاسيما الحسين ع وانصاره واخرجوا حب الدنيا من قلوبكم لانها فانية فالذين نصروا الحسين ع قتلوا والذين خذلوه ماتوا او قتلوا وشتان بين الفريقين
ثانيا- الجهاد بالمال (لايستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل) ففضيلة الانفاق الان اكثر اجرا لكم واشد فائدة للدين
((5))
ثالثا-قال الرسول (ص)( ليس منا من لم يهتم بامور المسلمين)يجب علينا ان نحس ونعيش الام الاخرين وخاصة من المؤمنين وحتى من بني البشر فكثيرون يعيشون ماساة حقيقية في افريقيا وغيرها وقد التصق جلودهم بعظامهم وليس بمقدورنا ان نفعل شيئا لهم ولكن يمكننا ان نعمل عملا حثيثا عن طريق ايصال الحق الى الناس وهذا مما يعجل بالتمكين للقائم وبالتالي اختفاء الظلم والجوع على الاقل في الاجيال القادمة
رابعا-اتخذوا شعار لاقوة الا بالله كما علمكم امامكم احمد ع ولاتخافوا احدا فان الله مع المؤمنين وهو الضار النافع والخير والشر بيده وهو القادر على ان يحفظكم من شر كل ذي شرقال علي ع (من قصر بالعمل ابتلي بالهم ولاحاجة لله في ما ليس لله في نفسه وماله نصيب)فالذين يقصرون في العمل بخلا اوخوفا لم يضمنوا ان لايصيبهم شيء في اموالهم اوانفسهم اواهليهم
خامسا-(( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه) وتذكروا ان هناك في بعض البلدان انصاري واحد او اثنين فقط .
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات اللهم فرج عن المسجونين من انصارك وارحم شهدائنا وانزل الصبر والسلوان على ذويهم اللهم اشف مرضى المؤمنين والمؤمنات اللهم مكن لقائم ال محمد ع في الارض واجعلنا من انصاره
سورة قصيرة .
عباس ياسين الموسوي
خطبة الجمعة الاول من جمادي الثاني 1434هجري
12 نيسان 2013
العراق / تلعفر