بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
عن أبي الدرداء:
قال: «شهدت علي بن أبي طالب بشويحطات النجار ، و قد اعتزل عن مواليه، و اختفى ممن يليه، و استتر بمغيلات (3) النخل، فافتقدته، و بعد علي مكانه، فقلت: لحق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين و نغم شجي، وهويقول:
(إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، و كم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك.
إلهي!إن طال في عصيانك عمري، و عظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك، و لا أنا براج غير رضوانك).
فشغلني الصوت، و اقتفيت الأثر، فإذا هو علي بن أبي طالب (ع) بعينه، فاستترت له و أخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغابر، ثم فرغ إلى الدعاء و البكاء و البث و الشكوى، فكان مما ناجى به الله تعالى أن قال:
(إلهي!افكر في عفوك، فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك، فتعظم علي بليتي).
ثم قال: (آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها، و أنت محصيها، فتقول: خذوه، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، و لا تنفعه قبيلته و لا يرحمه الملأ إذا اذن فيه بالنداء). ثم قال: (آه من نار تنضج الأكباد و الكلى، آه من نار نزاعة للشوى، آه من لهبات لظى).
قال أبو الدرداء، ثم أمعن في البكاء، فلم أسمع له حسا، و لا حركة.
فقلت غلب عليه النوم لطول السهر، أو قظه لصلاة الفجر، فأتيته، فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحركته، فلم يتحرك، و زويته فلم ينزوفقلت إنا لله و إنا إليه راجعون، مات و الله علي بن أبي طالب، فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم.
فقالت فاطمة (ع) : (يا أبا الدرداء ما كان من شأنه و ما قصته؟).
فأخبرتها الخبر.
فقالت: (هي و الله ـ يا أبا الدرداء ـ الغشية التي تأخذه من خشية الله).
ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق، و نظر إلي و أنا أبكي فقال: (مما بكاؤك يا أبا الدرداء؟). فقلت مما أراه تنزله بنفسك.
فقال: (يا أبا الدرداء!فكيف لو رأيتني، و دعي بي إلى الحساب، و أيقن أهل الجرائم بالعذاب، و احتوشتني ملائكة غلاظ و زبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبار، قد اسلمني الأحباء و رفضني أهل الدنيا، لكنت أشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
عن أبي الدرداء:
قال: «شهدت علي بن أبي طالب بشويحطات النجار ، و قد اعتزل عن مواليه، و اختفى ممن يليه، و استتر بمغيلات (3) النخل، فافتقدته، و بعد علي مكانه، فقلت: لحق بمنزله، فإذا أنا بصوت حزين و نغم شجي، وهويقول:
(إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك، و كم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك.
إلهي!إن طال في عصيانك عمري، و عظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك، و لا أنا براج غير رضوانك).
فشغلني الصوت، و اقتفيت الأثر، فإذا هو علي بن أبي طالب (ع) بعينه، فاستترت له و أخملت الحركة، فركع ركعات في جوف الليل الغابر، ثم فرغ إلى الدعاء و البكاء و البث و الشكوى، فكان مما ناجى به الله تعالى أن قال:
(إلهي!افكر في عفوك، فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك، فتعظم علي بليتي).
ثم قال: (آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها، و أنت محصيها، فتقول: خذوه، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، و لا تنفعه قبيلته و لا يرحمه الملأ إذا اذن فيه بالنداء). ثم قال: (آه من نار تنضج الأكباد و الكلى، آه من نار نزاعة للشوى، آه من لهبات لظى).
قال أبو الدرداء، ثم أمعن في البكاء، فلم أسمع له حسا، و لا حركة.
فقلت غلب عليه النوم لطول السهر، أو قظه لصلاة الفجر، فأتيته، فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحركته، فلم يتحرك، و زويته فلم ينزوفقلت إنا لله و إنا إليه راجعون، مات و الله علي بن أبي طالب، فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم.
فقالت فاطمة (ع) : (يا أبا الدرداء ما كان من شأنه و ما قصته؟).
فأخبرتها الخبر.
فقالت: (هي و الله ـ يا أبا الدرداء ـ الغشية التي تأخذه من خشية الله).
ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق، و نظر إلي و أنا أبكي فقال: (مما بكاؤك يا أبا الدرداء؟). فقلت مما أراه تنزله بنفسك.
فقال: (يا أبا الدرداء!فكيف لو رأيتني، و دعي بي إلى الحساب، و أيقن أهل الجرائم بالعذاب، و احتوشتني ملائكة غلاظ و زبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك الجبار، قد اسلمني الأحباء و رفضني أهل الدنيا، لكنت أشد رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية