بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما
معظم الخلافات الإنسانية والآراء الفكرية تحل وتناقش عن طريق الحوار والإدلاء بالأدلة والبراهين وعرض الرأي والرأي المخالف إلى أن يتم التوصل لحل شامل أو في بعض الأحيان لحل وسط , غير أن الواقع المعاش فرض سياسات مخالفة لهذا الانفتاح واستبدله بالقمع والتكميم وحوارات الغرف المغلقة المفبركة...وأفضل نموذج لهذه السياسات هو البلدان العربية و"الإسلامية" التي تجاوزت كل التوقعات وتجلى فيها القمع بشتى مظاهره وعم الجهل وانتشرت جرثومة الفقر التي أصبحت الشغل الشاغل للمواطنين , ومع ذلك تجد أن البعض يرفع شعار الديمقراطية !! ولا ندري حقيقة أي المجالات مشمول بهذا الشعار؟ لكن الظاهر أنها مجالات, إذا وجدت, فهي لا تسمن ولا تغني من جوع !
دائما ما تتواجد ثلة من المحتالين الذين يرتدون أقنعة تخفي حقيقتهم عن المواطن البسيط وغالبا ما تتسم بطابع ديني أو قومي أو وطني...يتم بواسطته الاستيلاء على الحريات الشخصية إلى أن يتسع نفوذ هذا المحتال ومن ثم يمارس سياساته القمعية على معارضيه والعمل على تدميرهم , وآخر ما تجلت فيه الأقنعة هي العمائم وخصوصا السوداء منها التي استطاعت أن تصل بالتأويل الفاسد إلى قمم الاحتيال ثم بدأت تطالب بالديمقراطية , وما لا يقبله عاقل هو المفارقة التي تفرض نفسها على أرض الواقع والتي تتمثل في كون هؤلاء المراجع يدافعون عن مرجعيتهم بادعائهم أن الإمام المعصوم ع قد أمر الناس بالرجوع إليهم في الوقت الذي تجدهم يدفعون الناس إلى سلوك طريق آخر واختيار حاكم غيرهم عن طريق ما يسمى بالديمقراطية , وبالتالي فهم يتبنون مبدأ فصل الدين عن الدولة , بمعنى أنهم (المراجع) سيتكفلون بما هو ديني كالإفتاء بغير علم والتأويل الباطل وجمع ونهب أموال الخمس !! بينما الأمور الدنيوية أو السياسية فهي متروكة لمحتالين آخرين لا يلبسون العمائم ينهبون ما تبقى من نصيب المواطن الغافل.
نفوذ شعبي تعدى نفوذ الملوك والرؤساء العرب, إذ لو أن شخصا شتم أو تعرض بالأذى لأحد المراجع على إحدى شاشات التلفاز , فاحتمال تنظيم مسيرة جماهيرية تطالب بالثأر وتشيد بمن يسمونهم "آيات الله العظمى" هو احتمال وارد بشكل كبير , فكيف لمن ذاق طعم هذا الطغيان أن يتنازل عنه بسهولة , وربما كانت هذه المرجعية لعنة لا ينجو منها إلا من رحمه الله عز وجل.
بالنظر للدعوة اليمانية المباركة , فمضامينها جاءت لتحطم هذا الكيان الوهمي حيث أن المطالبة بحاكمية الله والملك الإلهي ستفلت زمام الأمور من أيدي المحتالين وتمنع عنهم رواتبهم الخمسية... فكأنهم يقولون : " الحقيقة أن هذا الأمر الثالث من قانون معرفة الحجة هو ما حال بيننا وبين الإيمان بهذه الدعوة، ولو تخلى عن المطالبة بحاكمية الله واكتفى بالوصية والعلم لما اعترضنا، ومالنا شأن إن كان وصيا أم لا...المهم أن لا تمس مداخيلنا ونفوذنا".
فلو كانوا طالبي حق للجؤوا إلى نهج الأنبياء والأوصياء ع وهو نهج المناظرة وحل الخلافات بالدليل العلمي والتحق من مطابقة الوصية على الوصي ع ونقاشه في العلم الذي أتى به سواء في قرآن أهل القرآن أو إنجيل وتوراة أهل الإنجيل والتوراة...غير أن ابتعادهم عن هذا النهج القويم واكتفاءهم في حوزاتهم "بعلم" الأصول أعمى بصيرتهم وسود قلوبهم فلم تعد الكلمات تُفقه ولا الآيات تُتدبر, ولا معجزات تُعجز ولا منطق يُفهم, ولا علم يُقنع, فما السبيل إذن لهدايتهم وقد استحوذ الشيطان عليهم وأمسوا كأنهم يملكون شيطنة وليس عقلا و العياذ بالله.
أ فهكذا يعامل وصي ورسول الإمام المهدي عليهما السلام ! يشتم ويطرد ويتابع وفي آخر المطاف يطلب دمه؟ ألا يخاف هؤلاء المراجع من وجود احتمال ولو بواحد من الألف أن يكون حقا وصيا؟ فما مصيرهم لو أن الاحتمال أصبح واقعا؟ ماذا لو كانوا يفنون بقية حياتهم في الضلال؟ ومعروف أن الناصر هو الله سبحانه وتعالى, فمن ينصرهم إذن لو حاربوا ولي الله وخليفته في أرضه وحجته على عباده؟ وليس النصر أنهم هم من سيقتل, فسيد الشهداء الإمام الحسين ع قتل لكنه انتصر, أمير المؤمنين ع قتل لكنه انتصر وقال "فزت ورب الكعبة", النصر هو أن نرتضي لأنفسنا ما ارتضاه الله لنا, فكيف لنا أن نعرض عمن اختاره الله لنا وهو :"وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً".
والحمد لله وحده
اللهم صل على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما
معظم الخلافات الإنسانية والآراء الفكرية تحل وتناقش عن طريق الحوار والإدلاء بالأدلة والبراهين وعرض الرأي والرأي المخالف إلى أن يتم التوصل لحل شامل أو في بعض الأحيان لحل وسط , غير أن الواقع المعاش فرض سياسات مخالفة لهذا الانفتاح واستبدله بالقمع والتكميم وحوارات الغرف المغلقة المفبركة...وأفضل نموذج لهذه السياسات هو البلدان العربية و"الإسلامية" التي تجاوزت كل التوقعات وتجلى فيها القمع بشتى مظاهره وعم الجهل وانتشرت جرثومة الفقر التي أصبحت الشغل الشاغل للمواطنين , ومع ذلك تجد أن البعض يرفع شعار الديمقراطية !! ولا ندري حقيقة أي المجالات مشمول بهذا الشعار؟ لكن الظاهر أنها مجالات, إذا وجدت, فهي لا تسمن ولا تغني من جوع !
دائما ما تتواجد ثلة من المحتالين الذين يرتدون أقنعة تخفي حقيقتهم عن المواطن البسيط وغالبا ما تتسم بطابع ديني أو قومي أو وطني...يتم بواسطته الاستيلاء على الحريات الشخصية إلى أن يتسع نفوذ هذا المحتال ومن ثم يمارس سياساته القمعية على معارضيه والعمل على تدميرهم , وآخر ما تجلت فيه الأقنعة هي العمائم وخصوصا السوداء منها التي استطاعت أن تصل بالتأويل الفاسد إلى قمم الاحتيال ثم بدأت تطالب بالديمقراطية , وما لا يقبله عاقل هو المفارقة التي تفرض نفسها على أرض الواقع والتي تتمثل في كون هؤلاء المراجع يدافعون عن مرجعيتهم بادعائهم أن الإمام المعصوم ع قد أمر الناس بالرجوع إليهم في الوقت الذي تجدهم يدفعون الناس إلى سلوك طريق آخر واختيار حاكم غيرهم عن طريق ما يسمى بالديمقراطية , وبالتالي فهم يتبنون مبدأ فصل الدين عن الدولة , بمعنى أنهم (المراجع) سيتكفلون بما هو ديني كالإفتاء بغير علم والتأويل الباطل وجمع ونهب أموال الخمس !! بينما الأمور الدنيوية أو السياسية فهي متروكة لمحتالين آخرين لا يلبسون العمائم ينهبون ما تبقى من نصيب المواطن الغافل.
نفوذ شعبي تعدى نفوذ الملوك والرؤساء العرب, إذ لو أن شخصا شتم أو تعرض بالأذى لأحد المراجع على إحدى شاشات التلفاز , فاحتمال تنظيم مسيرة جماهيرية تطالب بالثأر وتشيد بمن يسمونهم "آيات الله العظمى" هو احتمال وارد بشكل كبير , فكيف لمن ذاق طعم هذا الطغيان أن يتنازل عنه بسهولة , وربما كانت هذه المرجعية لعنة لا ينجو منها إلا من رحمه الله عز وجل.
بالنظر للدعوة اليمانية المباركة , فمضامينها جاءت لتحطم هذا الكيان الوهمي حيث أن المطالبة بحاكمية الله والملك الإلهي ستفلت زمام الأمور من أيدي المحتالين وتمنع عنهم رواتبهم الخمسية... فكأنهم يقولون : " الحقيقة أن هذا الأمر الثالث من قانون معرفة الحجة هو ما حال بيننا وبين الإيمان بهذه الدعوة، ولو تخلى عن المطالبة بحاكمية الله واكتفى بالوصية والعلم لما اعترضنا، ومالنا شأن إن كان وصيا أم لا...المهم أن لا تمس مداخيلنا ونفوذنا".
فلو كانوا طالبي حق للجؤوا إلى نهج الأنبياء والأوصياء ع وهو نهج المناظرة وحل الخلافات بالدليل العلمي والتحق من مطابقة الوصية على الوصي ع ونقاشه في العلم الذي أتى به سواء في قرآن أهل القرآن أو إنجيل وتوراة أهل الإنجيل والتوراة...غير أن ابتعادهم عن هذا النهج القويم واكتفاءهم في حوزاتهم "بعلم" الأصول أعمى بصيرتهم وسود قلوبهم فلم تعد الكلمات تُفقه ولا الآيات تُتدبر, ولا معجزات تُعجز ولا منطق يُفهم, ولا علم يُقنع, فما السبيل إذن لهدايتهم وقد استحوذ الشيطان عليهم وأمسوا كأنهم يملكون شيطنة وليس عقلا و العياذ بالله.
أ فهكذا يعامل وصي ورسول الإمام المهدي عليهما السلام ! يشتم ويطرد ويتابع وفي آخر المطاف يطلب دمه؟ ألا يخاف هؤلاء المراجع من وجود احتمال ولو بواحد من الألف أن يكون حقا وصيا؟ فما مصيرهم لو أن الاحتمال أصبح واقعا؟ ماذا لو كانوا يفنون بقية حياتهم في الضلال؟ ومعروف أن الناصر هو الله سبحانه وتعالى, فمن ينصرهم إذن لو حاربوا ولي الله وخليفته في أرضه وحجته على عباده؟ وليس النصر أنهم هم من سيقتل, فسيد الشهداء الإمام الحسين ع قتل لكنه انتصر, أمير المؤمنين ع قتل لكنه انتصر وقال "فزت ورب الكعبة", النصر هو أن نرتضي لأنفسنا ما ارتضاه الله لنا, فكيف لنا أن نعرض عمن اختاره الله لنا وهو :"وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً".
والحمد لله وحده