( ملحوظة : تم كتابة هذا الموضوع فى يوم الخميس الماضى الموافق 12/ 11 ولظروف تعطل المنتدى لم ندرجه إلا الآن وقد فازت مصر فى القاهرة يوم السبت 14 / 11 على الجزائر 2- صفر وفى المباراة الفاصلة فى السودان يوم الأربعاء الموافق 18 / 11 هزمت مصر 1 – صفر ولم تصعد إلى كأس العالم ولم يكن فى بالنا عند كتابة الموضوع أنه ستكون هناك مباراة فاصلة ) .
يعرف المنتخب المصرى لكرة القدم بأنه منتخب الساجدين وذلك لأنه المنتخب الوحيد فى العالم الذى يقوم كل لاعبيه بالسجود شكرا ً اذا أدخل هدفاً فى الفريق المنافس وأيضا اذا دخل فيه هدف بل وإذا أصيب أحد لاعبيه أو أصيب أحد اللاعبين المنافسين وإذا طلعت الكرة آوت أو كورنر وهذا مما لاشك فيه أنه يدل على أن الإسلام بخير ونحمد الله أن أغلب اللاعبين مسلمين وإلا لو كانوا مسيحيين فأنهم لن يتوقفون عن رسم الصلبان فى الهواء ودق الاصلبة على صدورهم ورؤوسهم وهذا مما لاشك فيه كان سيدل أن المسيحية بخير ( فرسم الصلبان فى الهواء أسهل من السجود على الأرض ) . ورغم رأينا أن كرة القدم وسيلة من وسائل الهاء الشعوب عن واقعها المؤلم وشغلها فى خلافات تافهة وواهية الا أنه من الملاحظ أن المبارة التى ستقام بين مصر والجزائر بعد يومين فى تصفيات كأس العالم قد تحولت الى حالة حرب بين البلدين وقام الجزائريون بحرق العلم المصرى وفانلة منتخب مصر ودمروا مصنع للأجهزة المحمولة والتابع لشركة مصرية بعد سرقة ثمانين ألف جهاز محمول وعدد من الكومبيوترات وتقدر الخسائر بعشرات الملايين من الدولارات والآن يجلس آلاف المصريين العاملين فى الجزائر فى حالة رعب خوفاً على حياتهم بسبب غياب الأمن . بل امتد شغب الجزائريين الى مدن باريس ومارسيليا فى فرنسا حيث قاموا بتحطيم عدد من المحلات والعديد من السيارات . ومنذ بضع سنوات شاهدت فيلم فرنسى عن عصابات الشوارع فى باريس وتفكير قائد شرطة باريس فى قذف الحى الجزائرى بقنبلة نووية محدودة . بل وقاموا بالادعاء علينا أن المصريين قاموا بقتل عدد من الجزائريين وقاموا بتصوير الجثث وهو طبعاً افتراء وكذب صريح . وبتحليلنا لتلك الظواهر نقول : أن مصر قد تعرضت الى أبشع وأقسى حملات التشهير فى التاريخ الحديث حيث لاينسى لنا السعوديون الوهابيون الصحراويون أن المصريين هم أول من دمر دولتهم فى صحراء الجزيرة العربية بواسطة الجيش المصرى الباسل الذى أرسله محمد على بقيادة ابنه ابراهيم باشا فى عشرينيات القرن التاسع عشر الميلادى ولكن بعد أن قضى هذا الجيش على الوهابيين اتجه الى تركيا والخلافة العثمانية ( الرجل المريض ) حيث اكتسح الجيش المصرى الاراضى الشامية ثم توغل فى الاراضى التركية براً وبحراً ولكن تكاتفت الدول الأوربية لمنع الجيش المصرى من تحقيق النصر مما أدى إلى انكسار الجيش المصرى وانكفاء مصر على نفسها . فقام الوهابيون بعد ذلك بحوالى مئة سنة بتشكيل دولتهم الثانية والتى هى للآن قائمة ولأن أهل الصحراء لا يحبون الحضارات العظيمة واللون الأصفر لا ينسجم مع اللون الأخضر ( وعندنا فى الموال الشعبى : الخسيس قال للأصيل تعالى أشغلك خدام ) ولأننا منذ قديم الزمان ونحن أصحاب المراقد المقدسة والقبور العظيمة وهؤلاء الوهابيون يعتبرونها شرك وبدعة وكأن هؤلاء الكفرة لم يقرأوا كتاب الله ولا مرة فى حياتهم بل هم يقرأونه ولكن لايفقهون قولا , قال تعالى ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) فهذا للتبرك بمكان إبراهيم ع فما بالك إذا كان جثمان إبراهيم ع فى هذا المكان وفى سورة الكهف وعندما تغلب رأى المؤمنين على رأى المشركين قاموا ببناء مسجد على أولياء الله أصحاب الكهف قال تعالى ( وقال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) وهذه الآية تعارض الحديث المشهور المكذوب على رسول الله ص : لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ولنا أن نتسائل وأين هى قبور هؤلاء الأنبياء حتى نعظمها . وقصة تابوت بنى إسرائيل فى القرآن وكيف طلبوه من نبيهم للرحمة والبركة والنصر ولم يقل لهم نبيهم يا مشركين يا مبتدعين والرسول ص كانت تبنى أمامه القباب والقبور العظيمة وهو يرى ولا ينهى بل فى إحدى الروايات قام بسد القبر بالطوب ( الطابوق ) بيده الشريفة وهذه شعوب العالم كلها تقدس قبور الآباء والأجداد ... وكمثال قبر الجندى المجهول فى أى دولة ... وكمثال روسيا الملحدة تحنط جسد لينين وتعرضه للزوار فى عرض فخم ... بل إن قبائل الهنود الحمر تعتبر أن تدنيس قبور الآباء جريمة عقوبتها الموت .
وقامت أغلب الدول العربية بقيادة العراق الشقيق ( ملحوظة لن نتحدث الآن عن النعوش الطائرة لجثث المصريين المقتولين والتى أتت من العراق الشقيق فلذلك قصة أخرى ) سنة 1979 بقطع علاقتها مع مصر ( ولم تكن السودان من ضمنهم ) عقب توقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل وتم نقل مقر الجامعة العربية من مصر الى تونس وأشاعوا عنا أننا غدرنا بسوريا فى حرب السادس من اكتوبر سنة 1973 ( ونعلم أنه فى حرب ثمانية وأربعين تم تسليم قيادة الجيوش العربية الى الملك عبد الله ملك الأردن والذى سلمها الى الجنرال الانجليزي جلوب والذى كانت قراراته متضاربة وعكسية وفيها شبهة التواطىء بل هى تواطىء صريح وخزى وعار مما أدى الى هزيمة الجيوش العربية ولم يقل أحد أن شعب الجبال نقصد شعب الاردن الشقيق خائن أو الملك عبدالله غادر لاسمح الله ... والفلسطينيون الاشقاء الذين باعوا أراضيهم لليهود لم نسمع عن أى اتهام لهم ... بل قام الملك حسين ملك الأردن بركوب طائرته الخاصة قبل حرب اكتوبروذهب الى العدو وابلغ الإسرائيليين بميعاد الهجوم المصرى والسورى قبلها ببضعة أيام فى قصة معروفة ومشهورة ولم تقاطع الأردن الشقيق أى دولة عربية شقيقة ) و حيث يزعمون أننا لم نطور الهجوم على جبهة سيناء مما أدى الى استعادة اسرائيل لمرتفعات الجولان من الطرف السورى ونقول لمن لايعلم ويجهل أن الجيش المصرى كان مدمر بسبب هزيمة 1967 وتم بناء الجيش مرة أخرى فى خلال ست سنين وأن اتخاذ قرار الحرب فى سنة 1973 كان أشبه بالمعجزة فى حد ذاته حيث كان عندنا نقص فى الامدادات وقطع الغيار ففى حرب سنة 1973 كان الصاروخ الذى ينطلق لايوجد له بديل والسيارات والمعدات والدبابات لم يكن لها قطع غيار أى أن الدبابة يمكن أن تتعطل كلياً بسبب بسيط هو عدم وجود مسمار أو صامولة . وكان هدف مصر الاساسى من الحرب هو تحريك العملية السياسية الراكدة ونجحنا فى الخطة المرسومة لنا ( جرانيت 1 ) واحتللنا قناة السويس مع شريط فى عمق سيناء قدره عشرة كيلومترات ولكن الاشقاء السوريين طلبوا تطوير الهجوم لأن عندهم بدأت اسرائيل تتوازن وتنتصر مما أدى بعد مشاورات عصيبة بين الرئيس السادات وقادة الجيوش استمرت يومين حيث أجمع كل القادة العسكريين على عدم إمكانية تطوير الهجوم بسبب نقص الإمدادات والسبب الأهم أن حائط الصواريخ المضادة للطائرات يحتاج الى فترة زمنية طويلة لبنائه على خط العشرة كيلومترات فى عمق سيناء حيث كان لقوات الدفاع الجوى الدور الأهم والأبرز فى الحرب وليس القوات الجوية كما هو الشائع . مما حدى بالرئيس محمد أنور السادات بالانفراد بالقرار وهو العمل بالخطة ( جرانيت 2 ) والمعدة سلفاً ولكن كانت بحاجة للمزيد من الوقت . وهو تطوير الهجوم حتى منطقة المضايق فى وسط سيناء ومخالفاً رأى الخبراء العسكريين وبدون أى دفاع جوى لنصرة الأشقاء مما أدى الى تكسير وتدمير الارتال العسكرية وبانتظام وواحداً بعد الآخر وبعض الكتائب لم يرجع منها سوى ظابط واحد أو جندى واحد لاغير .ونجحت بعض الوحدات العسكرية فى تنفيذ مهامها ووصلت الى نقاط تمركزها والحقت خسائر فادحة فى الجانب الاسرائيلى . وحيث قامت امريكا بالتدخل علانية بعد اسبوع من بداية القتال حيث قاموا بعمل جسر جوى وبحرى وقاموا بأنزال دبابات على الزيرو وبأطقمها الفنية من الامريكان للمشاركة فى المعارك . ( ومن العجيب ومن المريب أن يحب العرب الاشقاء الدكتاتور الدموى جمال عبد الناصر صاحب الهزائم المشهورات ويكرهون السادات والذى قد يكون صاحب الانتصار الوحيد فى خلال أكثر من ستين سنة ) . بينما على الجانب السورى وبعد أن نجح الأشقاء فى استعادة مرتفعات الجولان قامت اسرائيل بالهجوم المضاد ونجحوا فى استعادة الجولان مرة أخرى بل قاموا بتطوير الهجوم والنزول لاحتلال العاصمة دمشق حيث أبلى العراقيون بلاءاً حسناً بصد الهجوم الاسرائيلى باتجاه العاصمة دمشق ( حيث أرسل العراق لواءين مدرعين قبل الحرب للدفاع عن دمشق .... وحيث تدمرا تماماً وتم تكسيرهما كلياً فى الدفاع عن دمشق ) . وهذه قصة الحرب ببساطة وقصة الانتصار المصرى والإخفاق السورى . ( ونعتذر لشعب موزمبيق الشقيق وكذلك شعب بوركينا فاسو الشقيق عن خيانتنا لهم مما أدى الى نكباتهم وانتكاساتهم وهى طبعاً معلومة للجميع . ولشعب جواتيمالا الشقيق وشعب الإكوادور الشقيق قصة أخرى ولكن لايتسع المجال لذكرها ) . وغير خافى على المتتبع لمسار الأحداث الآن على الأقل الأصابع الخفية لجهاز الموساد والصهاينة بالاشتراك مع الجماعات السلفية والإخوان المسلمين فى سوريا عموماً ودمشق خصوصاً وما اغتيال القائد عماد مغنية ببعيد وتلك كانت ضربة قاسية جداً ومؤلمة لحزب الله . وما تسليم الأنصار العراقيين فى سوريا إلى الحكومة العراقية ببعيد . وبسبب الآلة الإعلامية الجبارة والأموال الطائلة التى بيد هؤلاء الصحراويين قاموا بنشر فكرهم الى بقية الدول العربية التى تتوافق معهم فى الأمزجة والمزاج الصحراوى وبسبب فقر الشعب المصرى ... ولو كان الفقر رجلاً لقتلته ... وما يفعله أثرياء الخليج فى بلدنا من شتى أنواع الفساد وتهاون الحكومات الظالمة عن اتخاذ أى رد فعل لأنهم تم شراؤهم بالهدايا والأموال ليبيعوا الشعب المصرى العريق وأدى كل ذلك الى التقليل من قيمة مصر كما ينبغى لها أن تكون كقيمة عظمى لايساويها أحد كبر أو صغر فى تلك المكانة . وبالنسبة للجزائر فأذكر أنى سألت زوجة عمى رحمها الله منذ سنين عديدة عن الدول العربية التى زارتها بوصف أن عمى اشتغل فى العديد من الدول العربية وعندما سألتها عن الجزائر تغير وجهها وقالت لى أن ناسها سيئين وأنها لم تكن مبسوطة هناك ( وطبعا مع مجموعة من الشتائم التى يعاقب عليها القانون ) ومن العجيب والغريب بالنسبة لى فى وقتها أنها مدحت لى فى السودان وطيبة السودانيين ووداعة شعبها وأنها قضت هناك أفضل وأجمل أيام حياتها وأرجو ألا تكون الصورة تغيرت هناك ( فى السودان ) الآن بعد سيطرة التيارات السلفية على وسائل الاعلام وعلى المناصب الحكومية . ولا نعلم من المسئول عن الترويج لكذبة أن الجزائر بلد المليون شهيد مع احترامنا لكل من يدافع عن وطنه من الأحرار حتى لو كان من شعب الفيتنام ولكن كم عدد الجزائريين الآن وكم كان عددهم فى الخمسينات والستينات حتى يقتل منهم مليون بل أن تقديراتنا ان قتلاهم لايتجاوزون العشرين ألفاً بأى حال من الأحوال وفى عدة سنوات بل من الواضح أن مقاومتهم كانت ضعيفة جداً بدليل خروج القوات الفرنسية الضعيفة أصلا فى أوائل الستينات أى أن مصر تحررت قبلها بعقد من الزمان بل من قبل هذا وان شئنا الدقة العلمية فقد خرجت القوات الانجليزية من مصر قبل الخمسينات وسكنت على خط قناة السويس منذ سنة 1936ويمكن للقارىء الكريم أن يطرح اثنين وستين من ستة وثلاثين بل ومن العجيب والغريب أن فرنسا نفسها كانت محتلة من الألمان لمدة خمس سنوات كاملة أثناء الحرب العالمية الثانية ولكنها ويا للعجب كانت محتفظة بسيطرتها على الجزائر فأى مقاومة تلك . يذكرنا ذلك بتفسير القرآن من قبل شيوخ السمنة والمجاعة حيث يقولون أن بنى إسرائيل الذين خرجوا مع موسى ع كانوا قرابة السبعمائة ألف شخص .أقرأوا إن شئتم أى تفسير من تفاسير المسلمين ستجدون أقل رقم لبنى إسرائيل عند الخروج هو نصف مليون ولنا أن نتسائل كيف أن بنى إسرائيل عند دخولهم مصر كانوا حوالى سبعين شخص ( رجال ونساء و شيوخ وأطفال ) فكيف بعد مئتى سنة تقريباً يصبحون سبعمائة ألف نسمة وفرعون نفسه يقول ان هؤلاء لشرذمة قليلون وانهم لنا لغائظون بل إن بنى إسرائيل فى أقصى التقديرات ولو كانوا يتوالدون كالأرانب فسيكونون ألف نسمة لا أكثر وربما أقل بل والأكيد أنهم أقل فأضحك إن شئت على علماء المسلمين وشيوخ السمنة والمجاعة . ولولا التعجل لقلنا المزيد وذلك لأننا ذاهبون للتجهز للماتش بشراء الزعابيط و القبعات والألعاب النارية والصواريخ وسندهن وجوهنا بألوان علم مصر وذلك عملية طويلة ومعقدة وسنذهب الى الإستاد قبلها بيوم ونفترش الطرقات وننام على أبواب المدرجات وحتى لو أتغلبنا فالنصر قادم قادم . وأخيراً .... من الغباء الشديد أن يقوموا باستفزازنا والمباراة الاخيرة على أرضنا وبين جماهيرنا . و ربما تكون قد تغيرت المشيئة فأصبح الشرب من نيل مصر يورث العزة والكرامة ... وربما ندخل الجبل أذلاء ونخرج منه أعزاء ... ونسعد ونتمنى فى المستقبل أن نتكلم عن دولة عربية أخرى . وفى النهاية ومع احترامنا للقلة القليلة المتبقية من الشرفاء لنا أن نتسائل هوة الجزائريين ولاد ..... دولم سنة ولا شيعة .