بســم الله الرحمــن الرحيــم
اللهــم صـلِ علـى محمــد وآل محمــد الأئمــه والمهدييــن وسلــم تسليمــاً كثيــراً
خطبــة أميـر المؤمنيــن عـلـي عليـه السـلآم مـن 700 كلمـة بـدون حـرف الألـف
حمدت وعظمت من عظمت منته ، وسبغت نعمته ، وسبقت غضبه رحمته ، وتمت كلمته ، ونفذت مشيئته ، وبلغت قضيته . حمدته حمد مقر بتوحيده ، ومؤمن من ربه مغفرة تنجيه ، يوم يشغل عن فصيلته وبنيه . ونستعينه ونسترشده ونشهد به ، ونؤمن به ، ونتوكل عليه ، ونشهد له تشهد مخلص موقن ، وتفريد ممتن ، وتوحيد عبد مذعن ، ليس له شريك في ملكه ، ولم يكن له ولي في صنعه ، جل عن وزير ومشير ، وعون ومعين ونظير ، علم فستر ، ونظر فجبر ، وملك فقهر ، وعصي فغفر ، وحكم فعدل ، لم يزل ولم يزول ، ليس كمثله شئ ، وهو قبل كل شئ ، وبعد كل شئ ، رب متفرد بعزته ، متمكن بقوته ، متقدس بعلوه ، متكبر بسموه ، ليس يدركه بصر ، وليس يحيطه نظر ، قوي منيع ، رؤوف رحيم ، عجز عن وصفه من يصفه ، وصل به من نعمته من يعرفه ، قرب فبعد ، وبعد فقرب ، مجيب دعوة من يدعوه ، ويرزقه ويحبوه ، ذو لطف خفي ، وبطش قوي ، ورحمته موسعه ، وعقوبته موجعه ، رحمته جنة ، عريضة مونقه ، وعقوبته جحيم ممدودة موثقة . وشهدت ببعث محمد عبده وروسوله ، وصفيه ونبيه وحبيبه وخليله ، صلة تحظيه ، وتزلفه وتعليه ، وتقربه وتدنيه ، بعثه في خير عصر ، وحين فترة كفر ، رحمة لعبيدة ، ومنه لمزيده ، ختم به نبوته ، ووضح به حجته فوعظ ونصح ، وبلغ وكدح ، رؤوف بكل مؤمن رحيم رضي ولي زكي عليه رحمة وتسليم ، وبركة وتكريم ، من رب رؤوف رحيم ، قريب مجيب ، موصيكم جميع من حضر ، بوصية ربكم ، ومذكركم بسنة نبيكم ، فعليكم برهبة تسكن قلوبكم ، وخشية تذرف دموعكم وتنجيكم ، قبل يوم تذهلكم وتبدلكم ، يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته ، وخف وزن سيئته ، وليكن سؤلكم سؤل ذلة وخضوع ، وشكر خشوع ، وتوبة ونزوع ، وندم ورجوع ، وليغتنم كل منكم صحته قبل سقمه ، وشبيبته قبل هرمه فكبره ومرضه ، وسعته وفرغته قبل شغله وثروته قبل فقره ، وحضره قبل سفره ، من قبل يكبر ويهرم ويمرض ويسقم ويمله طبيبه ويعرض عنه حبيبه ، وينقطع عمره ويتغير عقله . قبل قولهم هو معلوم ، وجسمه مكهول ، وقبل وجوده في نزع شديد ، وحضور كل قريب وبعيد ، وقلب شخوص بصره ، وطموح نظره ، ورشح جبينه ، وخطف عرينه ، وسكون حنينه ، وحديث نفسه ، وحفر رسمه ، وبكي عرسه ، ويتم منه ولده ، وتفرق عنه عدوه وصديقه ، وقسم جمعه ، وذهب بصره وسمعه ، ولقي مدد ، ووجه جرد ، وعري وغسل ، وجفف وسجى ، وبسط له وهيئ ، ونشر عليه كفنه ، وشد منه ذقنه ، وقبض وودع وسلم عليه ، وحمل فوق سريره وصلى عليه ، ونقل من دور مزخرفة وقصور مشيدة ، وحجر متحدة ، فجعل في طريح ملحود ، ضيق موصود ، بلبن منضود ، مسعف بجلمود ، وهيل عليه عفره ، وحشي عليه مره ، وتخفق صدره ، ونسي خبره ، ورجع عنه وليه وصفيه ونديمه ونسيبه ، وتبدل به قريبه وحبيبه ، فهو حشو قبر ، ورهين قفر ، يسعى في جسمه دود قبره ، ويسيل صديده على صدره ونحره ، يسحق تربة لحمه ، وينشف دمه ويرم عظمه ، حتى يوم محشرة ونشره ، فينشر من قبره وينفخ في صوره ، ويدعي لحشره ونشوره ، فتلم بعزه قبور ، وتحصل سريرة صدور ، وجئ بكل صديق ، وشهيد ونطيق ، وقعد للفصل قدير ، وبعبده خبير بصير ، فكم من زفرة تعنيه ، وحسره تقصيه في موقف مهيل ومشهد جليل بين يدي ملك عظيم بكل صغيرة وكبيرة عليم ، حينئذ يجمعه عرفه ومصيره ، قلعه عبرته غير مرحومة ، وصرختة غير مسموعة ، وحجته غير مقبولة ، تنشر صحيفته ، وتبين جريرته ، حين نطر في سور عمله ، وشهدت عينه بنظره ، ويده ببطشه ، ورجله بخطوه ، وفرجه بلمسه ، وجلده بمسه ، وشهد منكر ونكير ، وكشف له من حيث يصير ، وغلل ملكه يده ، وسيق وسحب وحده ، فورد جهنم بكرب وشده ، فظل يعذب في جحيم ، ويسقى شربة من حميم ، يشوي وجهه ، ويسلخ جلده ، ويضربه زبينه بمعقمة من حديد ، يعود جلده بعد نضجه وهو جلد جديد ، يستغيث فيعرض عنه خزنة جهنم ، ويستصرخ فلم يجده ندم ، ولم ينفعه حينئذ ندمه . نعوذ برب قدير من شر كل مضير ، ونطلب منه عفو من رضي عنه ، ومغفره من قبل منه ، فهو ولي سؤلي ، ومنجح طلبتي ، فمن زحزح عن تعذيب ربه ، جعل في جنة قربه ، خلد في قصور مشيده ، وملك حور عين وعده ، وطيف عليه بكؤوس ، وسكن في جنة فردوس ، وتقلب في نعيم ، وسقي من تسنيم وشرب من عين سلسبيل قد مزج بزنجبيل ، ختم بمسك ، مستديم للملك ، مستشعر بسرور ، يشرب من خمور ، في روض مغدق ، ليس يبرق ، فهذه منزلة من خشي ربه ، وحذر ذنبه ونفسه ، قوله قول فصل ، وحكمه حكم عدل ، قص قصص ، ووعظ نص ، بتنزيل من حكيم حميد ، نزل به روح قدس متين ، مبين من عند رب كريم ، على نبي مهدي رحمة للمؤمنين ، وسيد حلت عليه سفره ، مكرمون برره ، وعذب برب عليم حكيم ، قدير رحيم ، من شر عدو ولعين رجيم ، يتضرع متضرع كل منكم ، ويبتهل مبتهلكم ، ويستغفر رب كل مذنوب لي ولكم .
والحمــــــد لله وحــــــده