أعور و يتقعور
بعد سقوط الطاغية صدام (لع) بشهور رأيت الشوارع مزدحمة بالسيارات و مكتظة بالناس قد قطعت الطرقات و تهستر من في الحافلة بين معلول و موظف و كلٌ تأخر عن عمله و موعده أثر هذا الإزحام ، فسألت احد المارة :
ماذا يجري ما سبب هذا الازدحام ؟؟
فأجاب قائلاً : (( عبد الباقي السعدون و حمايته قطعوا الطريق )) !!!!!
فاستغربت من كلامه لأنه عبد الباقي السعدون هو من قيادات حزب البعث الكافر و كل أذناب صدام الملعون الآن فارين خارج الدول ؟؟
فأجابني شخص كان يجلس بجانبي و قد سمع ما دار بيني و بين الرجل قائلاً : يقصد عبد العزيز الحكيم و حمايته .
و عندها ضحكت و ضحك من في الحافلة و بعضهم اخذ يسب و يشتم عبد العزيز و آخر يقول (((راح اعور و جاء اعور منه ))) .... الخ المهم كانت لحظات أسكنت الضجر و الملل عمن كان في السيارة بعد أن أصبحت الحافلة مسرحية كوميدية لمهازل عبد العزيز التي لا تختلف عن مهازل أذناب صدام الملعون في حب السلطة و التناحر على الكرسي و سرقة أموال الشعب و احتكار النفط و تهريب الكاز الذي يدر في جيوبهم أموالا طائلة هي بالحقيقة أموال الفقراء و المساكين و ليست ملك لعبد العزيز الحكيم و من لف لفه ؟؟؟
حقيقة الأمر هو إن الطاغية صدام و حكمة الأسود لم يتغير بل ان ما حصل هو تبادل الأدوار !!!
لأنه لم يشهد حال العراق أي تغيير من تحسين الخدمات بل شهد مرحلة اعتم ظلمة من حكم صدام (لع)
ان ما جرى هو ذهب التلميذ (صدام ) و جاء المعلم (أمريكا)!!
لإن أمريكا هي من جندت صدام (لع) و مهدت له رئاسة العراق و كانت تملي عليه و ترسم له الدور المسرحي في الحكم و ادخلت الشيعة في حرب طاحنه لمدة ثمان سنوات مع أيران و لا احد مستفيد من هذه الحرب غير امريكا و اذنابها و بالمقابل مراجع الشيعة صامتون و غارقون في سبات التقية و لم تصدر من احدهم كلمة واحده عما يجري في ساحة الحرب من ذبح ابناء الشعب و سفك دماء الشيعة خوفاً على مناصبهم و على زوال الهالة القدسية الزائفة على يد ازلام صدام (لع) هذا إن لم يكن بعضهم من المتآمرين مع صدام و أمريكا في إشعال هذه الحرب !!
خصوصا و قد شهدت الساحة اعتقال الشهيد محمد باقر الصدر (قد) و أخته بنت الهدى (رحمها الله ) و اغتيالهما على يد صدام (لع ) و بالاشتراك مع بعض المتآمرين من داخل الحوزة الدينية في النجف الذين يمثلون رموز الحوزة في ذلك الوقت كان لهم الدور البارز في تسقيط شخصية السيد محمد باقر الصدر (قد) و بالتالي قتل الشخصية ثم قتل الشخص ، هذا ما حصل .
و ذاق الشعب العراقي الأمرَّين من تسلط الطاغوت (الطاغوت الديني ) الذي يمثله فقهاء السوء و علماء الضلالة و الطاغوت الروماني الذي يمثله صدام (لع) . و طحنت دماء الشيعة الأبرياء في حرب ضروس لمدة ثمان سنوات فُقد فيها الأخ و الوالد و الولد و الحبيب و يتمت الأطفال و ترملت النساء و .....و.....أخذت رحى الحرب تطحن و العراقيين بين المطرقة و السندان بين صدام (لع) و سكوت فقهاء السوء .
نعم فقهاء السوء الذين حذرنا منهم كل الأنبياء و الأوصياء .
قال رسول الله (ص) ( لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال الأئمة المضلون، و سفك دماء عترتي من بعدي، أنا حرب لمن حاربهم، و سلم لمن سالمهم ) الامالي للطوسي مج 18 ص 512 .
وعنهم (ع) ( زلة العالم تفسد عوالم) تحف العقول ص 325 . ( زلة العالم كانكسار السفينة تغرق و تغرق معها غيرها )( زلة العالم كبيرة الجناية ) غرر الحكم . ( زلة العالم كانكسار السفينة تغرق و تغرق ) كنز الفوائد . وعنه (ص) (إن أشد ما أتخوف على أمتي من بعدي ثلاث خلال أن تتأولوا القرآن غير تأويله و تتبعوا زلة العالم …) معدن الجواهر ص31.
وعن رسول الله (ص) قال : ( الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ، قيل : يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا قال (ص) إتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم عن دينكم ) . أصول الكافي ج1 ص46 .
و جاء اليوم من هم شر فقهاء تسربلوا بلباس الدين و أخذوا يكملون المشهد الثاني لمسرحية صدام (لع) و ينفذون ما تمليه أمريكا عليهم أمثال عبد العزيز اللاحكيم (الأعور) و المالكي !!
و شهدت ساحة العراق أضعاف ما فعله صدام (لع) من سفك دماء و زج السجون بالأبرياء من هذا الشعب و قمع كل من يقول :
(كلا لأمريكا .. كلا لإنتخابات أمريكا و عملائها ... كلا للسفياني .... كلا للدجال ).
و كان مشروع الانتخابات الأمريكية و لعبة صناديق الاقتراع هو ورقة الضمان لبقاء عبد العزيز اللاحكيم و كل طاغوت على طاولة الحكم فلا تبقى حجة للناس على من تريده أمريكا حاكما على العراق لان الناس هم من اختار و يبقى الحال على ما هو عليه
( أعور يذهب و أعور يأتي )