حلف الأطلسي يدين إسقاط سوريا طائرة تركية
Tue Jun 26, 2012 12:44pm GMT
بروكسل (رويترز) - أدانت دول حلف شمال الاطلسي يوم الثلاثاء إسقاط سوريا طائرة عسكرية تركية ووصفته بأنه "غير مقبول" لكنها لم تصل إلى حد التهديد بأي رد عسكري.
وقال اندرس فو راسموسن الامين العام للحلف بعد اجتماع طارئ في بروكسل لسفراء من الدول الأعضاء في الحلف وعددها 28 دولة إن تركيا حصلت على دعم كل شركائها.
وقال راسموسن "أمن الحلف لا يتجزأ.. نقف مع تركيا بروح التضامن."
وطلبت انقرة عقد اجتماع الحلف لبحث الواقعة التي وصفتها بأنها عمل عدواني. وقالت دمشق إنها أسقطت الطائرة دفاعا عن النفس بعد أن دخلت إلى المجال الجوي السوري.
وكان هذا الاجتماع هو المرة الثانية في تاريخ الحلف الممتد 63 عاما التي تجتمع فيها الدول الأعضاء بموجب المادة الرابعة من ميثاق الحلف والتي تنص على إجراء مشاورات عندما تشعر إحدى الدول الأعضاء بأن سلامة أراضيها او استقلالها السياسي أو أمنها معرض للخطر.
وفي حين ان الحلف دعم تركيا فإنه حاول أن يتعامل بحرص مع الواقعة لتوجسه من تفاقم الصراع الذي لا ترغب الحكومات الغربية في التدخل فيه عسكريا خشية اندلاع حرب طائفية بالمنطقة.
وقالت كلارا مارينا أودونيل وهي زميلة في معهد بروكينجز بواشنطن "ليست هناك رغبة تذكر من الحلف لخوض ما نصفها بحرب الأهواء."
ويشير قرار تركيا إلى التشاور بموجب المادة الرابعة بدلا من طلب المساعدة العسكرية بموجب المادة الخامسة للدفاع المشترك إلى أن أنقرة تأمل أيضا في الإحجام عن إذكاء الصراع.
وقالت أودونيل "هذا مؤشر من تركيا على أنها لا ترغب كثيرا في أن تسلك المسار العسكري في هذه المرحلة. إنها تحاول عدم تصعيد الوضع."
وقال راسموسن خلال إفادة بعد مشاورات يوم الثلاثاء إن المادة الخامسة لم تناقش في المباحثات.
وقال "توقعاتي الواضحة هي عدم استمرار التصعيد... أتوقع أن تتخذ سوريا كل الخطوات الضرورية لتجنب مثل تلك الأحداث في المستقبل فيما يتعلق بالتطورات في المنطقة."
وبينما كان الاجتماع منعقدا حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سوريا من تصعيد التوترات.
وقال في كلمة امام نواب البرلمان من حزب العدالة والتنمية "يجب أن يعلم الجميع أن غضب تركيا قوي ومدمر."
ومضى يقول "كل عنصر عسكري يقترب من تركيا قادما من الحدود السورية ويمثل خطورة وخطرا أمنيا سيجري اعتباره تهديدا عسكريا وسيعامل كهدف عسكري."
ورفضت تركيا تأكيدات من دمشق بان قواتها لم يكن أمامها خيار آخر سوى إطلاق النار على الطائرة اف-4 بينما كانت تحلق فوق المياه السورية قرب الساحل يوم الجمعة ووصفت أنقرة إسقاط الطائرة بأنه "عمل عدواني". وتقول تركيا إن الطائرة كانت طائرة استطلاع غير مسلحة تحلق فوق المياه الدولية.
وفي رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أدانت تركيا "العمل العدواني الذي قامت به السلطات السورية ضد الأمن القومي التركي" قائلة إنه يشكل "تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة."
وحذرت سوريا تركيا وحلف الأطلسي من الرد. وحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تركيا أمس الاثنين على ضبط النفس قائلين إنهم سيزيدون من الضغط على الأسد.
وكانت المرة الأولى التي انعقد فيها حلف الأطلسي بموجب المادة الرابعة في 2003 لبحث الحرب في العراق بناء على طلب من تركيا أيضا.
وقال بولنت ارينج نائب رئيس الوزراء التركي إن طائرة الاستطلاع غير المسلحة دخلت المجال الجوي السوري لفترة قصيرة عندما اقتربت من البر بعد تمشيط شرق البحر المتوسط لكن اجهزة الرادار التركية حذرتها وابتعدت على الفور وعادت مرة اخرى للبحر.
وأضاف أن الطائرة بعد ذلك اقتربت مرة أخرى من البر عندما تم إسقاطها على بعد 13 ميلا من الساحل في المجال الجوي الدولي بعيدا عن مدى المدافع السورية المضادة للطائرات.
وقال ارينج "طبقا للبيانات المتاحة لنا فإن هذا يشير إلى أن صاروخا أرض-جو موجه بالليزر أو الحرارة هو الذي أسقط طائرتنا. ويظهر عدم توجيه إنذار مبكر من أجهزة الرادار لطائرتنا أنه لم يكن صاروخا موجها بالرادار."
(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)
من جوستينا بولاك وسباستيان موفيت
© Thomson Reuters 2012 All rights reserved.
Tue Jun 26, 2012 12:44pm GMT
بروكسل (رويترز) - أدانت دول حلف شمال الاطلسي يوم الثلاثاء إسقاط سوريا طائرة عسكرية تركية ووصفته بأنه "غير مقبول" لكنها لم تصل إلى حد التهديد بأي رد عسكري.
وقال اندرس فو راسموسن الامين العام للحلف بعد اجتماع طارئ في بروكسل لسفراء من الدول الأعضاء في الحلف وعددها 28 دولة إن تركيا حصلت على دعم كل شركائها.
وقال راسموسن "أمن الحلف لا يتجزأ.. نقف مع تركيا بروح التضامن."
وطلبت انقرة عقد اجتماع الحلف لبحث الواقعة التي وصفتها بأنها عمل عدواني. وقالت دمشق إنها أسقطت الطائرة دفاعا عن النفس بعد أن دخلت إلى المجال الجوي السوري.
وكان هذا الاجتماع هو المرة الثانية في تاريخ الحلف الممتد 63 عاما التي تجتمع فيها الدول الأعضاء بموجب المادة الرابعة من ميثاق الحلف والتي تنص على إجراء مشاورات عندما تشعر إحدى الدول الأعضاء بأن سلامة أراضيها او استقلالها السياسي أو أمنها معرض للخطر.
وفي حين ان الحلف دعم تركيا فإنه حاول أن يتعامل بحرص مع الواقعة لتوجسه من تفاقم الصراع الذي لا ترغب الحكومات الغربية في التدخل فيه عسكريا خشية اندلاع حرب طائفية بالمنطقة.
وقالت كلارا مارينا أودونيل وهي زميلة في معهد بروكينجز بواشنطن "ليست هناك رغبة تذكر من الحلف لخوض ما نصفها بحرب الأهواء."
ويشير قرار تركيا إلى التشاور بموجب المادة الرابعة بدلا من طلب المساعدة العسكرية بموجب المادة الخامسة للدفاع المشترك إلى أن أنقرة تأمل أيضا في الإحجام عن إذكاء الصراع.
وقالت أودونيل "هذا مؤشر من تركيا على أنها لا ترغب كثيرا في أن تسلك المسار العسكري في هذه المرحلة. إنها تحاول عدم تصعيد الوضع."
وقال راسموسن خلال إفادة بعد مشاورات يوم الثلاثاء إن المادة الخامسة لم تناقش في المباحثات.
وقال "توقعاتي الواضحة هي عدم استمرار التصعيد... أتوقع أن تتخذ سوريا كل الخطوات الضرورية لتجنب مثل تلك الأحداث في المستقبل فيما يتعلق بالتطورات في المنطقة."
وبينما كان الاجتماع منعقدا حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سوريا من تصعيد التوترات.
وقال في كلمة امام نواب البرلمان من حزب العدالة والتنمية "يجب أن يعلم الجميع أن غضب تركيا قوي ومدمر."
ومضى يقول "كل عنصر عسكري يقترب من تركيا قادما من الحدود السورية ويمثل خطورة وخطرا أمنيا سيجري اعتباره تهديدا عسكريا وسيعامل كهدف عسكري."
ورفضت تركيا تأكيدات من دمشق بان قواتها لم يكن أمامها خيار آخر سوى إطلاق النار على الطائرة اف-4 بينما كانت تحلق فوق المياه السورية قرب الساحل يوم الجمعة ووصفت أنقرة إسقاط الطائرة بأنه "عمل عدواني". وتقول تركيا إن الطائرة كانت طائرة استطلاع غير مسلحة تحلق فوق المياه الدولية.
وفي رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أدانت تركيا "العمل العدواني الذي قامت به السلطات السورية ضد الأمن القومي التركي" قائلة إنه يشكل "تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة."
وحذرت سوريا تركيا وحلف الأطلسي من الرد. وحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تركيا أمس الاثنين على ضبط النفس قائلين إنهم سيزيدون من الضغط على الأسد.
وكانت المرة الأولى التي انعقد فيها حلف الأطلسي بموجب المادة الرابعة في 2003 لبحث الحرب في العراق بناء على طلب من تركيا أيضا.
وقال بولنت ارينج نائب رئيس الوزراء التركي إن طائرة الاستطلاع غير المسلحة دخلت المجال الجوي السوري لفترة قصيرة عندما اقتربت من البر بعد تمشيط شرق البحر المتوسط لكن اجهزة الرادار التركية حذرتها وابتعدت على الفور وعادت مرة اخرى للبحر.
وأضاف أن الطائرة بعد ذلك اقتربت مرة أخرى من البر عندما تم إسقاطها على بعد 13 ميلا من الساحل في المجال الجوي الدولي بعيدا عن مدى المدافع السورية المضادة للطائرات.
وقال ارينج "طبقا للبيانات المتاحة لنا فإن هذا يشير إلى أن صاروخا أرض-جو موجه بالليزر أو الحرارة هو الذي أسقط طائرتنا. ويظهر عدم توجيه إنذار مبكر من أجهزة الرادار لطائرتنا أنه لم يكن صاروخا موجها بالرادار."
(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)
من جوستينا بولاك وسباستيان موفيت
© Thomson Reuters 2012 All rights reserved.