التحالف بقيادة السعودية يشن ضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن
Thu Mar 26, 2015 4:06pm GMT
السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير اثناء مؤتمر صحفي يوم الاربعاء. تصوير: جوشوا روبرتس - رويترز
من خالد عبد الله وسامي عابودي
صنعاء/عدن (رويترز) - قصفت طائرات من السعودية والدول العربية المتحالفة معها يوم الخميس المقاتلين الحوثيين الذين تدعمهم إيران ويسعون للاطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مسعى من جانب المملكة للحد من نفوذ ايران في منطقة هي بمثابة فنائها الخلفي وذلك دون دعم عسكري مباشر من واشنطن.
وأدانت ايران الهجوم المفاجىء على جماعة الحوثي التي تدعمها وأوضحت أن عمليات التحالف بقيادة السعودية ستعقد الجهود لإنهاء الصراع ولن تؤدي الا لإذكاء الكراهية الطائفية التي تعد وقود الحروب في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط.
واستبعد مسؤول إيراني كبير التدخل العسكري.
وقال سكان إن طائرات حربية شنت غارات جوية على المطار الرئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية العسكرية التي يسيطر عليها الحوثيون في مسعى فيما يبدو لاضعاف قوتهم الجوية وقدرتهم على اطلاق الصواريخ.
وقال شاهد من رويترز في العاصمة اليمنية إن أربعة أو خمسة منازل قرب مطار صنعاء لحقت بها أضرار. وقدر عمال الانقاذ عدد القتلى من الغارات الجوية بما يصل إلى 13 شخصا من بينهم طبيب انتشلت جثته من تحت أنقاض عيادة أصيبت بأضرار من جراء القصف.
وقالت مصادر قبلية ومصادر من الحوثيين لرويترز إن الطائرات الحربية قصفت المقاتلين الحوثيين قرب حدود اليمن مع السعودية.
وعلى المشارف الشمالية لعدن خاض الحوثيون وموالون لهم من الجيش معارك بالأسلحة النارية مع مقاتلي ميليشيا موالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وقال مقاتلو الميليشيا إن 13 مقاتلا من الموالين للحوثيين وثلاثة من أفراد الميليشيا قتلوا.
وفي عدن قال مسؤول محلي إن القوات الموالية لهادي استعادت السيطرة على مطار عدن بعد يوم من سقوطه في ايدي قوات متحالفة مع الحوثيين. وظل مطار عدن مغلقا وألغيت كل الرحلات. وألغت المملكة العربية السعودية الرحلات الجوية الى المطارات الواقعة في جنوبها.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة في الحوطة عاصمة محافظة لحج الى الشمال من عدن قتل فيها خمسة من المسلحين الموالين للحوثيين وأربعة من أفراد الميليشيا.
وتجمع آلاف من أنصار الحوثيين للتنديد بالضربات الجوية عند بوابة صنعاء القديمة ولوحوا بأعلام الحوثيين وهتفوا "الموت لأمريكا".
ويمثل التدخل السعودي تصعيدا خطيرا في الأزمة اليمنية حيث تدعم ايران الحوثيين وتساند الدول السنية بالخليج هادي والموالين له من السنة في جنوب اليمن.
وقال سفير السعودية بالولايات المتحدة عادل الجبير في مؤتمر صحفي في واشنطن "سنفعل كل ما يلزم من أجل حماية الحكومة الشرعية في اليمن من السقوط."
وفي إشارة الى ايران على ما يبدو قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن العملية تهدف الى مواجهة "عدوان" ميليشيات الحوثي المدعومة من قوى إقليمية.
وقالت قناة العربية التلفزيونية يوم الخميس إن السعودية تشارك في العملية العسكرية في اليمن التي اطلق عليه اسم "عاصفة الحزم" بمئة طائرة حربية. والى جانب ذلك 85 طائرة من الامارات وقطر والبحرين والكويت والاردن والمغرب والسودان.
وقال الأردن والسودان إن قواتهما تشارك في العملية. وتشارك القوات الجوية المصرية ايضا واتجهت أربع سفن حربية لتأمين خليج عدن.
وتدرس باكستان طلبا لإرسال قوات برية.
وقال مسؤول سعودي على دراية بالشؤون الدفاعية لرويترز "قد تكون هناك حاجة إلى هجوم بري لاستعادة النظام."
ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية عن المتحدثة باسم الخارجية مرضية أفخم قولها "إيران تريد وقفا فوريا لكل الاعتداءات العسكرية والضربات الجوية على اليمن وشعبه... الأعمال العسكرية باليمن الذي يواجه أزمة داخلية... ستزيد تعقيد الوضع... وستعوق جهود حل الأزمة بالسبل السلمية."
وقال مسؤول ايراني كبير لرويترز "ستستخدم ايران كل السبل السياسية الممكنة لتهدئة التوتر في اليمن. التدخل العسكري ليس خيارا مطروحا بالنسبة لطهران.
ورفض العراق التدخل العسكري في اليمن. وفي لبنان ندد حزب الله المدعوم من ايران بالضربات.
وعبر مسؤول إماراتي عن قلق دول الخليج العربية من نفوذ ايران في اليمن.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية انور محمد قرقاش على صفحته على موقع تويتر "التغير الاستراتيجي في المنطقة لصالح ايران والذي حمل لواءه الحوثيون لم يمكن السكوت عليه والغلو و التغول الحوثي أغلق الخيارات السياسية."
وقال سعود السرحان مدير الأبحاث في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية إن هذه رسالة واضحة عن العقيدة الدفاعية السعودية مفادها أن الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة العربية خط احمر وأن السعودية لا تتهاون مع اي محاولة لزعزعة استقرار المنطقة.
*الرئيس في حالة معنوية جيدة
وأدى انزلاق اليمن صوب حرب أهلية إلى تحوله إلى جبهة حاسمة في المنافسة بين السعودية السنية وإيران الشيعية التي تتهمها الرياض بإذكاء التوترات الطائفية في المنطقة كلها وفي اليمن بدعمها للحوثيين. وتنفي ايران تمويل او تدريب الحوثيين.
واتسع نطاق القتال في اليمن منذ سبتمبر أيلول الماضي حين سيطر الحوثيون على العاصمة مما أجبر الرئيس على الفرار من صنعاء.
وقال السفير السعودي الجبير إن الهجوم جاء استجابة لطلب مباشر من هادي.
وقال البيت الأبيض في وقت متأخر يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تدعم العملية العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن وإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجاز تقديم مساعدة في مجال الامداد والتموين ومعلومات المخابرات.
وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن القوات الأمريكية لا تقوم بعمليات عسكرية مباشرة في اليمن. وأيدت كل من فرنسا وبريطانيا العملية لكن الاتحاد الأوروبي قال إن العمل العسكري ليس حلا.
وتحصن هادي مع قوات موالية له في عدن منذ فراره الشهر الماضي من العاصمة صنعاء بعد أن وضعه الحوثيون قيد الإقامة الجبرية.
وأكد مساعد لهادي أنه في حالة معنوية عالية بعد أن بدأت العملية.
وقال التلفزيون السعودي في وقت لاحق إن هادي غادر الى منتجع شرم الشيخ المصري للمشاركة في القمة العربية.
وقال محمد البخيتي القيادي في جماعة الحوثي إن الضربات الجوية السعودية تمثل عدوانا على اليمن وحذر من أنها ستجر المنطقة إلى "حرب واسعة".
وذكرت قناة المسيرة التلفزيونية التي يديرها الحوثيون أن الضربات الجوية استهدفت منطقة سكنية شمالي العاصمة صنعاء مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا. ووجهت نداء الى العاملين في القطاع الطبي بالتوجه إلى مستشفيات صنعاء فورا.
وعرضت القناة صورا لجثة فتاة ولعدد من المصابين بينهم رجل كان يبكي وقال إن الضربات أسفرت عن مقتل ابنه وهدم منزله.
ولم يتسن التحقق من سقوط قتلى وجرحى من مصدر مستقل.
وقد يمثل اتساع نطاق الصراع اليمني خطرا على إمدادات النفط العالمية وزاد سعر خام برنت بأكثر من أربعة في المئة يوم الخميس. وشددت الكويت الإجراءات الأمنية حول منشآتها النفطية.
وقال جنرال امريكي إن الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء على بقاء مضيق باب المندب مفتوحا امام حركة الملاحة التجارية.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)
© Thomson Reuters 2015 All rights reserved.
Thu Mar 26, 2015 4:06pm GMT
السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير اثناء مؤتمر صحفي يوم الاربعاء. تصوير: جوشوا روبرتس - رويترز
من خالد عبد الله وسامي عابودي
صنعاء/عدن (رويترز) - قصفت طائرات من السعودية والدول العربية المتحالفة معها يوم الخميس المقاتلين الحوثيين الذين تدعمهم إيران ويسعون للاطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مسعى من جانب المملكة للحد من نفوذ ايران في منطقة هي بمثابة فنائها الخلفي وذلك دون دعم عسكري مباشر من واشنطن.
وأدانت ايران الهجوم المفاجىء على جماعة الحوثي التي تدعمها وأوضحت أن عمليات التحالف بقيادة السعودية ستعقد الجهود لإنهاء الصراع ولن تؤدي الا لإذكاء الكراهية الطائفية التي تعد وقود الحروب في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط.
واستبعد مسؤول إيراني كبير التدخل العسكري.
وقال سكان إن طائرات حربية شنت غارات جوية على المطار الرئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية العسكرية التي يسيطر عليها الحوثيون في مسعى فيما يبدو لاضعاف قوتهم الجوية وقدرتهم على اطلاق الصواريخ.
وقال شاهد من رويترز في العاصمة اليمنية إن أربعة أو خمسة منازل قرب مطار صنعاء لحقت بها أضرار. وقدر عمال الانقاذ عدد القتلى من الغارات الجوية بما يصل إلى 13 شخصا من بينهم طبيب انتشلت جثته من تحت أنقاض عيادة أصيبت بأضرار من جراء القصف.
وقالت مصادر قبلية ومصادر من الحوثيين لرويترز إن الطائرات الحربية قصفت المقاتلين الحوثيين قرب حدود اليمن مع السعودية.
وعلى المشارف الشمالية لعدن خاض الحوثيون وموالون لهم من الجيش معارك بالأسلحة النارية مع مقاتلي ميليشيا موالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وقال مقاتلو الميليشيا إن 13 مقاتلا من الموالين للحوثيين وثلاثة من أفراد الميليشيا قتلوا.
وفي عدن قال مسؤول محلي إن القوات الموالية لهادي استعادت السيطرة على مطار عدن بعد يوم من سقوطه في ايدي قوات متحالفة مع الحوثيين. وظل مطار عدن مغلقا وألغيت كل الرحلات. وألغت المملكة العربية السعودية الرحلات الجوية الى المطارات الواقعة في جنوبها.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة في الحوطة عاصمة محافظة لحج الى الشمال من عدن قتل فيها خمسة من المسلحين الموالين للحوثيين وأربعة من أفراد الميليشيا.
وتجمع آلاف من أنصار الحوثيين للتنديد بالضربات الجوية عند بوابة صنعاء القديمة ولوحوا بأعلام الحوثيين وهتفوا "الموت لأمريكا".
ويمثل التدخل السعودي تصعيدا خطيرا في الأزمة اليمنية حيث تدعم ايران الحوثيين وتساند الدول السنية بالخليج هادي والموالين له من السنة في جنوب اليمن.
وقال سفير السعودية بالولايات المتحدة عادل الجبير في مؤتمر صحفي في واشنطن "سنفعل كل ما يلزم من أجل حماية الحكومة الشرعية في اليمن من السقوط."
وفي إشارة الى ايران على ما يبدو قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن العملية تهدف الى مواجهة "عدوان" ميليشيات الحوثي المدعومة من قوى إقليمية.
وقالت قناة العربية التلفزيونية يوم الخميس إن السعودية تشارك في العملية العسكرية في اليمن التي اطلق عليه اسم "عاصفة الحزم" بمئة طائرة حربية. والى جانب ذلك 85 طائرة من الامارات وقطر والبحرين والكويت والاردن والمغرب والسودان.
وقال الأردن والسودان إن قواتهما تشارك في العملية. وتشارك القوات الجوية المصرية ايضا واتجهت أربع سفن حربية لتأمين خليج عدن.
وتدرس باكستان طلبا لإرسال قوات برية.
وقال مسؤول سعودي على دراية بالشؤون الدفاعية لرويترز "قد تكون هناك حاجة إلى هجوم بري لاستعادة النظام."
ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية عن المتحدثة باسم الخارجية مرضية أفخم قولها "إيران تريد وقفا فوريا لكل الاعتداءات العسكرية والضربات الجوية على اليمن وشعبه... الأعمال العسكرية باليمن الذي يواجه أزمة داخلية... ستزيد تعقيد الوضع... وستعوق جهود حل الأزمة بالسبل السلمية."
وقال مسؤول ايراني كبير لرويترز "ستستخدم ايران كل السبل السياسية الممكنة لتهدئة التوتر في اليمن. التدخل العسكري ليس خيارا مطروحا بالنسبة لطهران.
ورفض العراق التدخل العسكري في اليمن. وفي لبنان ندد حزب الله المدعوم من ايران بالضربات.
وعبر مسؤول إماراتي عن قلق دول الخليج العربية من نفوذ ايران في اليمن.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية انور محمد قرقاش على صفحته على موقع تويتر "التغير الاستراتيجي في المنطقة لصالح ايران والذي حمل لواءه الحوثيون لم يمكن السكوت عليه والغلو و التغول الحوثي أغلق الخيارات السياسية."
وقال سعود السرحان مدير الأبحاث في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية إن هذه رسالة واضحة عن العقيدة الدفاعية السعودية مفادها أن الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة العربية خط احمر وأن السعودية لا تتهاون مع اي محاولة لزعزعة استقرار المنطقة.
*الرئيس في حالة معنوية جيدة
وأدى انزلاق اليمن صوب حرب أهلية إلى تحوله إلى جبهة حاسمة في المنافسة بين السعودية السنية وإيران الشيعية التي تتهمها الرياض بإذكاء التوترات الطائفية في المنطقة كلها وفي اليمن بدعمها للحوثيين. وتنفي ايران تمويل او تدريب الحوثيين.
واتسع نطاق القتال في اليمن منذ سبتمبر أيلول الماضي حين سيطر الحوثيون على العاصمة مما أجبر الرئيس على الفرار من صنعاء.
وقال السفير السعودي الجبير إن الهجوم جاء استجابة لطلب مباشر من هادي.
وقال البيت الأبيض في وقت متأخر يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تدعم العملية العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن وإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجاز تقديم مساعدة في مجال الامداد والتموين ومعلومات المخابرات.
وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إن القوات الأمريكية لا تقوم بعمليات عسكرية مباشرة في اليمن. وأيدت كل من فرنسا وبريطانيا العملية لكن الاتحاد الأوروبي قال إن العمل العسكري ليس حلا.
وتحصن هادي مع قوات موالية له في عدن منذ فراره الشهر الماضي من العاصمة صنعاء بعد أن وضعه الحوثيون قيد الإقامة الجبرية.
وأكد مساعد لهادي أنه في حالة معنوية عالية بعد أن بدأت العملية.
وقال التلفزيون السعودي في وقت لاحق إن هادي غادر الى منتجع شرم الشيخ المصري للمشاركة في القمة العربية.
وقال محمد البخيتي القيادي في جماعة الحوثي إن الضربات الجوية السعودية تمثل عدوانا على اليمن وحذر من أنها ستجر المنطقة إلى "حرب واسعة".
وذكرت قناة المسيرة التلفزيونية التي يديرها الحوثيون أن الضربات الجوية استهدفت منطقة سكنية شمالي العاصمة صنعاء مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا. ووجهت نداء الى العاملين في القطاع الطبي بالتوجه إلى مستشفيات صنعاء فورا.
وعرضت القناة صورا لجثة فتاة ولعدد من المصابين بينهم رجل كان يبكي وقال إن الضربات أسفرت عن مقتل ابنه وهدم منزله.
ولم يتسن التحقق من سقوط قتلى وجرحى من مصدر مستقل.
وقد يمثل اتساع نطاق الصراع اليمني خطرا على إمدادات النفط العالمية وزاد سعر خام برنت بأكثر من أربعة في المئة يوم الخميس. وشددت الكويت الإجراءات الأمنية حول منشآتها النفطية.
وقال جنرال امريكي إن الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء على بقاء مضيق باب المندب مفتوحا امام حركة الملاحة التجارية.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)
© Thomson Reuters 2015 All rights reserved.