الإندبندنت: الغرب يشاهد فى صمت سقوط ليبيا فى الهاوية
الأحد، 02 نوفمبر 2014 - 03:18 م
أعمال العنف فى ليبيا - صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد
انتقدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية صمت الغرب إزاء ما وصفته بسقوط ليبيا فى الهاوية.
وقالت الصحيفة فى مقال كتبه الكاتب البارز باتريك كوكبرون، إنه فى عام 2011 كان هناك ابتهاج بمقتل الرئيس معمر القذافى، لكن لم يعد الأمر كذلك، فأصبحت مرحلة ما بعد التدخل الأجنبى كارثية ودموية.
وذكًر الكاتب بأن الحكومات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والقطرية اعتبرت ليبيا نموذجا واضحا للتدخل الأجنبى الناجح، وكيف أن رئيس الحكومة البريطانى ديفيد كاميرون وقف كمحرر بنى غازى فى سبتمبر 2011، وأشاد بسقوط القذافى، وقال لليبيين فى بنغازى "إن مدينتكم كانت مثالا للعالم وهى تطيح بديكتاتور وتختار الحرية".
إلا أن كاميرون لم يعد إلى بنغازى، ومن غير المرجح ألا يفعل حيث إن الميليشيات المتحاربة تحول ليبيا إلى فوضى بدائية لا أحد فى مأمن فيها، فأغلبية الليبيين أسوأ بشكل واضح اليوم عما كانت عليه فى عهد القذافى، على الرغم من حكمه الاستبدادى.
وذكر الكاتب مرة أخرى أن كاميرون قدم تعهدات لليبيا، التى أمر بالتدخل العسكرى فيها من قبل، عندما تحدث أمام مجلس العموم لتبرير الهجمات الجوية البريطانية ضد داعش فى العراق.
وتوقفت وسائل الإعلام الغربية إلى حد كبير عن تغطية ليبيا لأنها تعتقد، وهى محقة، أنه من الخطر جدا تواجد الصحفيين هناك، إلا أن كوكبرون يقول إنه يتذكر لحظة فى صيف عام 2011 على خطوط المواجهة جنوب بنغازى عندما كان هناك عدد من الصحفيين والمصورين أكثر من رجال المعارضة المسلحين.
واعتاد المصورون أن يطلبوا من زملائهم الصحفيين التنحى جانبا أثناء التصوير حتى لا يبدو هذا واضحا، وفى الواقع كانت الإطاحة بالقذافى عمل الناتو أكثر من المسلحين.
وتابع المقال "منظمات حقوق الإنسان لها سجل فى ليبيا أفضل من الإعلام منذ بداية ثورتهم عام 2011، واكتشفوا أنه لا يوجد دليل على الفظائع التى حظيت بتغطية إعلامية مكثفة والتى يفترض أن قوات القذافى نفذتها وتم استخدامها لإشغال الغضب الشعبى ومن ثم تأييد الحملة الجوية التى تشنها بريطانيا وفرنسا وأمريكا، ومنها قصة عن تعرض نساء لاغتصاب جماعى على يد قوات القذافى، وهو ما قالت أمنستى إنه بلا أساس".
ويرى كوكبرون أن الحكومات والإعلام الغربى لديهم سبب وجيه لنسيان ما قالوا وما فعلوا فى ليبيا عام 2011، لأنه فى أعقاب الإطاحة بالقذافى، أصبح الوضع مروعا، ويرصد هذا الوضع الراهن تقريرين أحدهما لمنظمة العفو عن حكم السلاح فى ليبيا وانتشار الاختطاف والتعذيب وانتهاكات الميليشيات فى غرب ليبيا، والآخر لمنظمة هيومان رايتس ووتش عن الاغتيالات فى ليبيا والتى قد ترقى لكونها جرائم ضد الإنسانية.
الأحد، 02 نوفمبر 2014 - 03:18 م
أعمال العنف فى ليبيا - صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد
انتقدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية صمت الغرب إزاء ما وصفته بسقوط ليبيا فى الهاوية.
وقالت الصحيفة فى مقال كتبه الكاتب البارز باتريك كوكبرون، إنه فى عام 2011 كان هناك ابتهاج بمقتل الرئيس معمر القذافى، لكن لم يعد الأمر كذلك، فأصبحت مرحلة ما بعد التدخل الأجنبى كارثية ودموية.
وذكًر الكاتب بأن الحكومات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والقطرية اعتبرت ليبيا نموذجا واضحا للتدخل الأجنبى الناجح، وكيف أن رئيس الحكومة البريطانى ديفيد كاميرون وقف كمحرر بنى غازى فى سبتمبر 2011، وأشاد بسقوط القذافى، وقال لليبيين فى بنغازى "إن مدينتكم كانت مثالا للعالم وهى تطيح بديكتاتور وتختار الحرية".
إلا أن كاميرون لم يعد إلى بنغازى، ومن غير المرجح ألا يفعل حيث إن الميليشيات المتحاربة تحول ليبيا إلى فوضى بدائية لا أحد فى مأمن فيها، فأغلبية الليبيين أسوأ بشكل واضح اليوم عما كانت عليه فى عهد القذافى، على الرغم من حكمه الاستبدادى.
وذكر الكاتب مرة أخرى أن كاميرون قدم تعهدات لليبيا، التى أمر بالتدخل العسكرى فيها من قبل، عندما تحدث أمام مجلس العموم لتبرير الهجمات الجوية البريطانية ضد داعش فى العراق.
وتوقفت وسائل الإعلام الغربية إلى حد كبير عن تغطية ليبيا لأنها تعتقد، وهى محقة، أنه من الخطر جدا تواجد الصحفيين هناك، إلا أن كوكبرون يقول إنه يتذكر لحظة فى صيف عام 2011 على خطوط المواجهة جنوب بنغازى عندما كان هناك عدد من الصحفيين والمصورين أكثر من رجال المعارضة المسلحين.
واعتاد المصورون أن يطلبوا من زملائهم الصحفيين التنحى جانبا أثناء التصوير حتى لا يبدو هذا واضحا، وفى الواقع كانت الإطاحة بالقذافى عمل الناتو أكثر من المسلحين.
وتابع المقال "منظمات حقوق الإنسان لها سجل فى ليبيا أفضل من الإعلام منذ بداية ثورتهم عام 2011، واكتشفوا أنه لا يوجد دليل على الفظائع التى حظيت بتغطية إعلامية مكثفة والتى يفترض أن قوات القذافى نفذتها وتم استخدامها لإشغال الغضب الشعبى ومن ثم تأييد الحملة الجوية التى تشنها بريطانيا وفرنسا وأمريكا، ومنها قصة عن تعرض نساء لاغتصاب جماعى على يد قوات القذافى، وهو ما قالت أمنستى إنه بلا أساس".
ويرى كوكبرون أن الحكومات والإعلام الغربى لديهم سبب وجيه لنسيان ما قالوا وما فعلوا فى ليبيا عام 2011، لأنه فى أعقاب الإطاحة بالقذافى، أصبح الوضع مروعا، ويرصد هذا الوضع الراهن تقريرين أحدهما لمنظمة العفو عن حكم السلاح فى ليبيا وانتشار الاختطاف والتعذيب وانتهاكات الميليشيات فى غرب ليبيا، والآخر لمنظمة هيومان رايتس ووتش عن الاغتيالات فى ليبيا والتى قد ترقى لكونها جرائم ضد الإنسانية.