الصورة البشعة التي يقدمها السفيانيون لدينهم الشيطاني ليست بلا خلفية، كما يحاول الجميع، ربما، أن يخدعوا أنفسهم. وأكثر من ذلك، إذا سمحنا لأنفسنا بإستعارة من معجم مختبرات التصوير، أقول إن الوصول للصورة السالبة (Negative) لمشاهد الفظاعة التي تنشرها العصب الأموية لا يحتاج لعبقرية تحليلية من أي نوع، فهي، بالمتناول، بل إنها تصطدم بأنوفنا يومياً، تقريباً، ولكننا نتجنب الاعتراف بها عن عمد!
ما أتحدث عنه، وهنا سأستعير من علم البيولوجيا، نمط من الجينات التاريخية تتحكم بالمسوخ الشيطانية لاستنساخ تجارب تاريخية عصابية. فقتل الأسرى صبراً، والفتك المجاني بالأطفال والنساء والشيوخ، كل ذلك تاريخ يسبح في الدماء، والضمائر، كما تسبح سحابة بيضاء في سماء المخيلة الناصعة الزرقة!
لا تستغربوا هذه الصورة التي تصف أكثر المشاهد بشاعة بلغة شاعرية، فهي صورة تحاول استبطان رؤوس السفيانيين المنتشية بأفيون التاريخ. فهؤلاء نتيجة لثقافة تصور الفتك فروسية، والغدر مهارة، والقتل الذريع فتحاً! ثقافة عكفت على استنبات بذورها المسمومة المئات، بل الآلاف من الكتب، والعمائم واللحى وببلاغة وتنميق قلّ نظيرهما. فهم ليسوا أبداً نبتة مسمومة طفت على سطح التاريخ بفعل المصادفة المحضة، أو وليداً مشوهاً خلقته ظروف معقدة، فهذه المسوخ البشرية التي تتحرك بيننا، وإن لم يشأ الكثير، ليست سوى المارد المشوه المخبوء في قمقم التاريخ المزيف.
ما أتحدث عنه، وهنا سأستعير من علم البيولوجيا، نمط من الجينات التاريخية تتحكم بالمسوخ الشيطانية لاستنساخ تجارب تاريخية عصابية. فقتل الأسرى صبراً، والفتك المجاني بالأطفال والنساء والشيوخ، كل ذلك تاريخ يسبح في الدماء، والضمائر، كما تسبح سحابة بيضاء في سماء المخيلة الناصعة الزرقة!
لا تستغربوا هذه الصورة التي تصف أكثر المشاهد بشاعة بلغة شاعرية، فهي صورة تحاول استبطان رؤوس السفيانيين المنتشية بأفيون التاريخ. فهؤلاء نتيجة لثقافة تصور الفتك فروسية، والغدر مهارة، والقتل الذريع فتحاً! ثقافة عكفت على استنبات بذورها المسمومة المئات، بل الآلاف من الكتب، والعمائم واللحى وببلاغة وتنميق قلّ نظيرهما. فهم ليسوا أبداً نبتة مسمومة طفت على سطح التاريخ بفعل المصادفة المحضة، أو وليداً مشوهاً خلقته ظروف معقدة، فهذه المسوخ البشرية التي تتحرك بيننا، وإن لم يشأ الكثير، ليست سوى المارد المشوه المخبوء في قمقم التاريخ المزيف.