المعارضة تستعد لمهاجمة دمشق وواشنطن لا تستبعد أي خيار في سوريا
دبابة تابعة
دبابة تابعة "للجيش السوري الحر" خلال المعارك في مدينة حماة.(أ ف ب)
العواصم الاخرى - الوكالات
واشنطن - هشام ملحم
19 شباط 2014
بعد أيام من فشل الجولة الثانية من المفاوضات بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة الأسبوع الماضي في جنيف وفي ظل معلومات تقديم دول خليجية أسلحة متطورة لمقاتلي المعارضة، أفادت "وكالة الصحافة الفرنسية" ان مقاتلي المعارضة في جنوب البلاد يستعدون لشن هجوم واسع النطاق على دمشق بمؤازرة مجموعات مقاتلة تدربت في الاردن. وقالت استناداً الى مصادر المعارضة ان الجيش النظامي بدأ عملية اعادة انتشار وتكثيف قصف معاقل مقاتلي المعارضة لمواجهة هذا الهجوم.
ونقلت عن مصادر من النظام السوري واخرى من المعارضة ان آلاف المقاتلين المعارضين الذين تدربوا في الأردن طوال أكثر من سنة على يد الولايات المتحدة ودول غربية سيشاركون في العملية على دمشق.
وفي المعسكر الاخر، قال الضابط عبد الله الكرازي الذي انشق عن القوات النظامية والذي يقود حاليا غرفة عمليات في محافظة درعا التي يسيطر المقاتلون على جزء منها "ان درعا هي المدخل الى دمشق، معركة دمشق تبدأ من هنا". واضاف: "في الوقت الحاضر، لدينا ضمانات من الدول الداعمة لتوريد الأسلحة"، مشيراً الى انه "ان وفت بوعودها سنصل الى قلب العاصمة بعون الله". وأوضح ان "الهدف الرئيسي هو كسر الحصار المفروض على الغوطة الشرقية والغربية" المنطقتين الزراعيتين المتاخمتين للعاصمة.
وقال سياسي سوري ان "المعركة الكبيرة ستجري قبل انعقاد الجولة المقبلة من التفاوض" منتصف آذار كما رجّح.
وفي واشنطن، واصل البيت الابيض انتقاداته القوية لموسكو لعرقلتها مشروع قرار جديد في مجلس الامن لتوفير المساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة في سوريا، ولمواصلتها تسليح نظام الرئيس بشار الاسد. كما أكد الموقف الاميركي الاساسي من ضرورة حل النزاع السوري بالطرق السلمية، لكنه كرر ان الولايات المتحدة تواصل درس الخيارات المتوافرة لديها وانها لم تستبعد أي خيار، وذلك في اشارة ضمنية الى الخيار العسكري . لكن البيت الابيض أبدى قلق واشنطن التقليدي من تزويد المعارضة أي اسلحة نوعية مثل الصواريخ المحمولة على الكتف.
وكانت صحيفة "الوول ستريت جورنال" نشرت الجمعة أن السعودية عرضت تزويد المعارضة السورية أنظمة دفاع جوي محمولة صينية الصنع وصواريخ موجهة مضادة للدبابات من روسيا. ونسبت هذه المعلومات الى ديبلوماسي عربي وعدد من مصادر المعارضة على علم بهذه المساعي.
وجدد الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني رفض واشنطن القوي لبقاء الاسد في السلطة في حال تشكيل الهيئة الانتقالية التي كان يفترض ان تناقش في مؤتمر جنيف، وقال: "لا امكان هناك في رأينا، وهذا يعكس موقف الشعب السوري والمعارضة، ان تشمل الحكومة الانتقالية الاسد... هدفنا هو إنهاء النزاع عبر تسوية سياسية من خلال المفاوضات وهذا ممكن فقط اذا لم يبق الاسد في السلطة". وأكد ان الرئيس باراك اوباما لم يسحب الخيار العسكري عن الطاولة، لكنه ذكر بان الرئيس لا يرى أي مجال لزج قوات اميركية برية في النزاع، وان التدخل العسكري يتطلب ان نفكر فيه بعيون مفتوحة بالنسبة الى الاهداف التي نريد تحقيقها". ولفت الى ان مراجعة الخيارات التي كثر الحديث عنها اخيراً " ليست جديدة بل هي مسألة مستمرة".
وفي نيويورك، صرح مارتن نيسيركي الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون بان الامين العام لا يزال مقتنعا بان مفاوضات جنيف هي السبيل الافضل لتسوية النزاع ولا بد من مواصلة هذه العملية. وقال انه على رغم فشل الجولة الثانية من المفاوضات فان بان "يظل مقتنعا بان جنيف 2 هو السبيل السليم ويأمل في ان يفكر الجانبان مليا ويعودا سريعا" الى طاولة التفاوض.
وبدا ان الناطق يقلل اهمية الاخفاق الذي منيت به المفاوضات، ملاحظاً انها "عملية تتطلب وقتاً"، ومشيراً الى ان بان "يبقى عازما على المضي قدماً مثل (الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر) الابرهيمي". وقال ان "الابراهيمي سيحضر الى نيويورك" ليبلغ بان كي - مون ومجلس الامن نتائج مهمته، من غير ان يحدد موعدا لهذه الزيارة.
ومن صحيفة النهار اللبنانية الى السي ان ان العربي
محللون لـCNN: علينا التدخل بالحرب السورية.. أو جمع إيران والسعودية
حصري آخر تحديث الثلاثاء, 18 فبراير/شباط 2014; 01:54 (GMT +0400
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- رأى محللون أمريكيون أن أدارة الرئيس باراك أوباما، ارتكبت الكثير من الأخطاء حيال الملف السوري، وذلك من خلال بقائها مكتوفة الأيدي، داعين إلى ضرورة الضغط على روسيا لوقف ما يجري على الأرض باعتبار أن تلكؤ واشنطن واضطراب موقفها في الفترة الماضية جعل الصراع أكثر خطورة.
وقالت سارة إليزابيث كاب، المحللة السياسية الأمريكية لـCNN: "الحرب في سوريا مستمرة منذ أكثر من عامين ونحن نعلم منذ ذلك الوقت بمدى الفظائع المرتكبة، ونعلم أن بشار الأسد يقتل شعبه ونعلم أن لديه سلاحا كيماويا ويحظى بدعم من حزب الله وإيران وروسيا، كما ندرك أيضا أن تنظيمات مثل داعش وجبهة النصرة تستفيد من هذا الصراع والفوضى."
وتابعت كاب بالقول: "المشكلة أن أوباما لم يقم بما يسرّ أي طرف، فهو لم يطلب التدخل العسكري المباشر، كما أنه حدد خطوطا حمراء بالنسبة للوضع في سوريا، ما يتنافى مع عدم التدخل، كما أنه طالب بتنحي (الرئيس السوري بشار) الأسد بالتزامن مع السماح للروس بعقد صفقة حول ترسانته الكيماوية، ولذلك فإن الموقف الأمريكي مضطرب ومعطل وقد ساعد على جعل الصراع أكثر خطورة."
ولدى سؤالها حول التكلفة الباهظة للتدخل العسكري في سوريا بعد ما جرى بأفغانستان والعراق ردت كاب بالقول: "أظن أن عواقب عدم التدخل ستكون أكبر بكثير من التداعيات المترتبة على شن عمليات عسكرية ."
من جانبه، قال المحلل فان جونز، إنه يعارض التدخل العسكري الأمريكي "نظرا لتكلفة ذلك والمدة التي تستغرقها العملية" ودعا إلى "استنفاد كل الطرق الدبلوماسية" مع الإقرار في الوقت عينه بأن حصيلة مفاوضات جنيف كانت "كارثية."
وحول انتقادات بعض الدول الخليجية، وخاصة السعودية والإمارات، للاستراتيجية الأمريكية قال جونز: "الفارق بيننا وبين بعض حلفائنا المتحفزين للقتال هو أننا لا نعتقد بضرورة خوض المعارك في كل الحالات، لذلك فعلينا زيادة المساعدات الإنسانية التي نقدمها، وكذلك وقف المخادعة الروسية، فإذا كانت موسكو ترغب باستعادة دور القوى العظمى العالمية فعليها السماح بدخول المساعدات الإنسانية، كما علينا دفع السعودية وإيران إلى الجلوس على طاولة المفاوضات لأننا أمام حرب بالوكالة بينهما."