بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

الاول من ربيع الأول:
قال المفيد في مسارِّ الشيعة/48: (( شهر ربيع الأول: أول ليلة منه هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة سنة ثلاث عشرة من مبعثه ، وكانت ليلة الخميس. وفيها كان مبيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومواساته له بنفسه حتى نجا (صلى الله عليه وآله) من عدوه ، فحاز بذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) شرف الدنيا والدين ، وأنزل الله تعالى مدحه لذلك في القرآن المبين)).
احداث ما قبل الهجرة:
بعد عام الحزن وهجرة النبي ص الى الطائف ورجوعة منها مكسورا الى مكة بدأت تباشير الفتح الالهي لنبيه ص
ففي السنة العاشرة للبعثة، جاء نفرٌ من يثرب إلى مكة قاصداً الحج، فالتقوا بالرسول عند العقبة، وعرض عليهم (ص) مبادئ الإسلام التي تدعو إلى إقامة العدل والمساواة بين النّاس، وإلى توحيد اللّه عزَّ وجلّ، فما كان منهم إلاَّ أن لبّوا الطلب، وأعلنوا إسلامهم، ووعدوا الرسول(ص) بأنَّهم سيرجعون إلى يثرب ويبشرون بدعوته وقالوا: "إنّا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى اللّه أن يجمعهم بك... فإن يجمعهم اللّه عليك فلا رجل أعزّ منك"، وقفلوا عائدين إلى بلدهم، وراحوا يدعون قومهم إلى الإسلام حتّى فشا فيهم، فلم تبقَ دارٌ من دور الأنصار إلاَّ وفيها ذكر رسول اللّه (ص) .
العقبة الأولى:
وفي السنة التالية، التقى الرسول (ص) وفي المكان نفسه، بوفد ثانٍ من أوس يثرب وخزرجها، اثنا عشر رجلاً من بينهم الستة الذين أسلموا من قبل جاءوا لا ليعلنوا إسلامهم هذه المرة، بل ليبايعوا الرسول (ص) في ما سمي ببيعة العقبة الأولى على الإسلام، على "أن لا يشركوا باللّه شيئاً، ولا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، ولا يعصونه في معروف" ، وأرسل معهم داعيته الشاب مصعب بن عمير لكي يتولّى شؤون الدعوة والتثقيف العقائدي هناك.
ونجح "مصعب" أيّما نجاح في نشر الإسلام وجمع النّاس عليه، واستطاع أن يتخطى الصعاب ويعمل بلا كلل أو ملل، وعندما اقترب موسم الحج من السنة الثانية عشرة للبعثة، غادر مصعب يثرب، وعاد إلى رسول اللّه (ص) بمكة، قبيل الموسم الحافل، واجتمع به وعرض عليه نتائج مساعيه في يثرب، وأنَّه عمّا قريب سيلتقي بوفد كبير منهم تقرّ له عينه ويطمئن به باله.
العقبة الثانية:
انطلق في السنة الثانية من يثرب ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان واجتمع بهم الرسول (ص) في العقبة أيضاً، واتفق معهم سراً أن يوافوه في الثلث الثاني من الليل، حين ينام النّاس وتغفل العيون... يتسللون إليه واحداً واحداً واثنين اثنين، وتمت البيعة الثانية، وعرفت بـ"البيعة الكبرى"، وكانت هذه المرة على الحرب والسلم، ومدّوا إليه أيديهم مصافحين، ومقسمين باللّه الواحد الذي آمنوا به أنَّهم سيحمون الرسول (ص) وينصرونه، وأنَّهم سيرفعون السّلاح مدافعين عنه بوجه أيّ قوّة في الأرض، سوداء كانت أو حمراء، تسعى إلى الفتك به وبدعوته وأصحابه.
وقبل أن يرجعوا اختار الرسول (ص) من بينهم اثني عشر نقيباً، تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس ليشرفوا بأنفسهم على سير الدعوة في يثرب، حيثُ انتشرت دعوة الإسلام هناك وكثر معتنقوه.
وعلمت قريش بما جرى، فاعترضت بعض أهل يثرب الذين باتوا يعرفون بالأنصار: وقالت لأحد المبايعين ممن التقتهم: "يا معشر الخزرج، إنَّه قد بلغنا أنَّكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا، وإنَّه واللّه ما من حيّ من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم"! ولكن أحد اليثربيين حلف باللّه لهم أنه لم تتم مبايعة الرسول(ص) ونفى هذا الأمر، ما دعاهم إلى تصديقه.
ولما كان اليوم التالي تأكدت قريش من صحة الخبر، فنفرت في طلب القوم، فلم يدركوا سوى اثنين: سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو، فأماّ المنذر فقد أعجز القوم، وأمّا سعد فأخذوه وأوثقوه رباطاً حتّى أدخلوه مكة وبدأوا بتعذيبه، لكن سرعان ما تذكر اثنين من تجار قريش، كان يجيرهما لدى مرورهما في يثرب ويحميهما ممن كان يريد ظلمهما هناك، فاستجار بهما فهرعا إليه وخلصاه من أيدي القرشيين، فانطلق إلى يثرب ليلحق برفاقه الذين سبقوه إليها".
انتبهت قريش وخرجت من غفلتها فقد انفتح باب الرجاء في الغلبة في وجه المسلمين بعد تجاوب اهل يثرب , فراحت تزيد من استخدام القسوة والتنكيل والاضطهاد للمسلمين في محاولة منها للقضاء عليهم قبل استفحال الأمر، فشكا المسلمون ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) واستأذنوه للخروج من مكة فاستمهلهم أياماً ثم قال: «لقد أخبرت بدار هجرتكم وهي يثرب فمن أراد الخروج فليخرج إليها.»
وشرع بعض المسلمين يخرجون من مكة إلى يثرب سرّاً كي لا يثيروا هواجس قريش، وبدأت طرقات مكة وبيوتها ونواديها تشهد يوماً بعد يوماً غياباً مستمراً لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله). أمّا هو فكان ينتظر الأمر الإلهي بالهجرة وليضمن سلامة ودقة هجرة المسلمين. وأدركت قريش هدف النبي (صلى الله عليه وآله) وخطته فسعت إلى منع المسلمين من الخروج من مكة ولحقت بالمهاجرين مستخدمة أساليب الإغراء والتعذيب لإعادتهم إلى مكة.
وكانت قريش حريصة في أن يبقى الأمن سائداً في مكة مما جعلها تخشى عواقب قتل المهاجرين خشية وقوع الحرب بينها وبينهم فاكتفت بالتعذيب والحبس للمسلمين.
نعم كانت قريش تحسب ألف حساب لخروج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى يثرب فقد أصبح للمسلمين اليد العليا هناك فإذا لحق بهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو المعروف بالثبات وحسن الرأي والتدبير والقوة والشجاعة حينئذ سوف تحل الكارثة بالمشركين عامة وبقريش بشكل خاص..
فاجتمع اربعون نفرا من دُهاتهم في دار الندوة للمشورة ، فصار رأيهم على أن يختاروا من كل قبيلة رجلاً ويسلّحوه ، فيهجموا عليه ص بغتة ويقتلوه ، فيذهب دمه في قريش جميعا ، فلا يستطيع
بنو هاشم وبنو عبدالمطّلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم ، فيتركوا الامر الى الدية.
فاجتمعوا في أول ليلة من شهر ربيع الاول حول دار النبي صلىاللهعليهوآله ليهجموا عليه ويقتلوه في فراشه ، فهبط عليه جبرئيل وأخبره بمكرهم ، ونزلت هذه الاية المباركة :
« وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروُا لِيُثْبِتوُكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أو يُخْرِجُوكَ ... ») .
فأُمر أن يبيِّت عليا عليهالسلام مكانه ويخرج هو الى المدينة ، فقال صلىاللهعليه وآله لعلي عليهالسلام : انّ الروح هبط عليّ يخبرني أنّ قريشا اجتمعت على قتلي ، وأمرني ربّي أن أهجر دار قومي ، وأن أنطلق الى غار ثور ، وانّه أمرني ان آمرك بالمبيت على مضجعي لتخفى بمبيتك عليه أثري ، فما أنت قائل وصانع ؟ فقال عليّ عليه السلام : أو تسلمن بمبيتي هناك يا نبيّ اللّه ؟ قال : نعم ، فتبّسم علي عليهالسلام ضاحكا وأهوى الى الارض ساجدا شكرا ، فكان أول من سجد للّه شكرا ، فلما رفع رأسه قال : امض لما أمرت فداك نفسي ، ومرني بما شئت أكن فيه بمشيّتك وما توفيقي الاّ باللّه ، ثم ضمّه النبي صلىاللهعليه وآله الى صدره وبكيا معا ، فأخذ جبرئيل يد النبي صلىاللهعليه وآله وأخرجه من الدار وقرأ النبي صلىاللهعليه وآله :
« وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ سَدّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ »).
ونثر التراب على وجوههم وقال : شاهت الوجوه ، وذهب الى غار ثور ، .
اما أمير المؤمنين عليه السلام فانّه بات تلك الليلة على فراش النبي صلىاللهعليه وآله وتغشّى ببرده الأخضر الخضرمي ، فأراد المشركون الهجوم في الليل ، فمنعهم أبو لهب وقال : انّ في البيت نساءا وأطفالاً ، فنحرسه الليلة ونهجم عليه صباحا ، فعند ما أصبح الصباح دخلوا الدار ، فوثب عليّ عليهالسلام في وجوههم ، فقالوا له : أين محمّد ؟ قال : أجعلتموني عليه رقيبا ، ألستم قلتم نخرجه من بلادنا ؟ فقد خرج عنكم ، فنزلت هذه الاية في حق عليّ عليهالسلام :
((ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ))
وهنا سؤال كنت دائما اتساءله في نفسي بعد قراءتي لقصة مبيت الامام علي ع في فراش الرسول ص , ماذا حدث بعد ذلك للامام علي ع هل تركوه هؤلاء الجلاوزة وذهبوا هكذا وبكل بساطه بعد معرفتهم انه ليس هو الشخص المطلوب ؟!
الى ان قرات في احد الاحاديث ماجرى على الامام علي ع بعد دخولهم عليه وهذا المقطع هو الاهم عندي :
"فقالوا له: أين صاحبك؟. قال :لا أدري أ و رقيبا كنت عليه, أمرتموه بالخروج فخرج ..فانتهروه , و ضربوه , و أخرجوه إلى المسجد فحبسوه ساعة ثم تركوه و نجا رسول الله ص"
ومكث رسول اللّه صلىاللهعليه وآله ثلاثة ايام في الغار ، ثم خرج في اليوم الرابع الى المدينة ، فحل بها في الثاني عشر من شهر ربيع الاول ، في السنة الثالثة عشرة من البعثة ، فصارت هذه الهجرة مبدأ تاريخ المسلمين
واقام الرسول الاكرم في قباء (بني فيها بعدها مسجد قباء ) الى حين ورود آخر المهاجرين اعني عليا ع مع الفواطم. ولم يدخل المدينه المنورة الا معه ع
هم النور نور الله جل جلاله * هم التين والزيتون والشفع والوتر
مهابط وحي الله خزان علمه * ميامين في أبياتهم نزل الذكر
وأسمائهم مكتوبة فوق عرشه * ومكنونة من قبل أن يخلق الذر
ولولاهم لم يخلق الله آدما * ولا كان زيد في الأنام ولا عمرو
ولا سطحت أرض ولا رفعت سما * ولا طلعت شمس ولا أشرق البدر. .
منقول بتصرف من مصادر مختلفة - المصادر:
والحمدلله
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

الاول من ربيع الأول:
قال المفيد في مسارِّ الشيعة/48: (( شهر ربيع الأول: أول ليلة منه هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة سنة ثلاث عشرة من مبعثه ، وكانت ليلة الخميس. وفيها كان مبيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومواساته له بنفسه حتى نجا (صلى الله عليه وآله) من عدوه ، فحاز بذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) شرف الدنيا والدين ، وأنزل الله تعالى مدحه لذلك في القرآن المبين)).
احداث ما قبل الهجرة:
بعد عام الحزن وهجرة النبي ص الى الطائف ورجوعة منها مكسورا الى مكة بدأت تباشير الفتح الالهي لنبيه ص
ففي السنة العاشرة للبعثة، جاء نفرٌ من يثرب إلى مكة قاصداً الحج، فالتقوا بالرسول عند العقبة، وعرض عليهم (ص) مبادئ الإسلام التي تدعو إلى إقامة العدل والمساواة بين النّاس، وإلى توحيد اللّه عزَّ وجلّ، فما كان منهم إلاَّ أن لبّوا الطلب، وأعلنوا إسلامهم، ووعدوا الرسول(ص) بأنَّهم سيرجعون إلى يثرب ويبشرون بدعوته وقالوا: "إنّا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى اللّه أن يجمعهم بك... فإن يجمعهم اللّه عليك فلا رجل أعزّ منك"، وقفلوا عائدين إلى بلدهم، وراحوا يدعون قومهم إلى الإسلام حتّى فشا فيهم، فلم تبقَ دارٌ من دور الأنصار إلاَّ وفيها ذكر رسول اللّه (ص) .
العقبة الأولى:
وفي السنة التالية، التقى الرسول (ص) وفي المكان نفسه، بوفد ثانٍ من أوس يثرب وخزرجها، اثنا عشر رجلاً من بينهم الستة الذين أسلموا من قبل جاءوا لا ليعلنوا إسلامهم هذه المرة، بل ليبايعوا الرسول (ص) في ما سمي ببيعة العقبة الأولى على الإسلام، على "أن لا يشركوا باللّه شيئاً، ولا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، ولا يعصونه في معروف" ، وأرسل معهم داعيته الشاب مصعب بن عمير لكي يتولّى شؤون الدعوة والتثقيف العقائدي هناك.
ونجح "مصعب" أيّما نجاح في نشر الإسلام وجمع النّاس عليه، واستطاع أن يتخطى الصعاب ويعمل بلا كلل أو ملل، وعندما اقترب موسم الحج من السنة الثانية عشرة للبعثة، غادر مصعب يثرب، وعاد إلى رسول اللّه (ص) بمكة، قبيل الموسم الحافل، واجتمع به وعرض عليه نتائج مساعيه في يثرب، وأنَّه عمّا قريب سيلتقي بوفد كبير منهم تقرّ له عينه ويطمئن به باله.
العقبة الثانية:
انطلق في السنة الثانية من يثرب ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان واجتمع بهم الرسول (ص) في العقبة أيضاً، واتفق معهم سراً أن يوافوه في الثلث الثاني من الليل، حين ينام النّاس وتغفل العيون... يتسللون إليه واحداً واحداً واثنين اثنين، وتمت البيعة الثانية، وعرفت بـ"البيعة الكبرى"، وكانت هذه المرة على الحرب والسلم، ومدّوا إليه أيديهم مصافحين، ومقسمين باللّه الواحد الذي آمنوا به أنَّهم سيحمون الرسول (ص) وينصرونه، وأنَّهم سيرفعون السّلاح مدافعين عنه بوجه أيّ قوّة في الأرض، سوداء كانت أو حمراء، تسعى إلى الفتك به وبدعوته وأصحابه.
وقبل أن يرجعوا اختار الرسول (ص) من بينهم اثني عشر نقيباً، تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس ليشرفوا بأنفسهم على سير الدعوة في يثرب، حيثُ انتشرت دعوة الإسلام هناك وكثر معتنقوه.
وعلمت قريش بما جرى، فاعترضت بعض أهل يثرب الذين باتوا يعرفون بالأنصار: وقالت لأحد المبايعين ممن التقتهم: "يا معشر الخزرج، إنَّه قد بلغنا أنَّكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا، وإنَّه واللّه ما من حيّ من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم"! ولكن أحد اليثربيين حلف باللّه لهم أنه لم تتم مبايعة الرسول(ص) ونفى هذا الأمر، ما دعاهم إلى تصديقه.
ولما كان اليوم التالي تأكدت قريش من صحة الخبر، فنفرت في طلب القوم، فلم يدركوا سوى اثنين: سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو، فأماّ المنذر فقد أعجز القوم، وأمّا سعد فأخذوه وأوثقوه رباطاً حتّى أدخلوه مكة وبدأوا بتعذيبه، لكن سرعان ما تذكر اثنين من تجار قريش، كان يجيرهما لدى مرورهما في يثرب ويحميهما ممن كان يريد ظلمهما هناك، فاستجار بهما فهرعا إليه وخلصاه من أيدي القرشيين، فانطلق إلى يثرب ليلحق برفاقه الذين سبقوه إليها".
انتبهت قريش وخرجت من غفلتها فقد انفتح باب الرجاء في الغلبة في وجه المسلمين بعد تجاوب اهل يثرب , فراحت تزيد من استخدام القسوة والتنكيل والاضطهاد للمسلمين في محاولة منها للقضاء عليهم قبل استفحال الأمر، فشكا المسلمون ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) واستأذنوه للخروج من مكة فاستمهلهم أياماً ثم قال: «لقد أخبرت بدار هجرتكم وهي يثرب فمن أراد الخروج فليخرج إليها.»
وشرع بعض المسلمين يخرجون من مكة إلى يثرب سرّاً كي لا يثيروا هواجس قريش، وبدأت طرقات مكة وبيوتها ونواديها تشهد يوماً بعد يوماً غياباً مستمراً لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله). أمّا هو فكان ينتظر الأمر الإلهي بالهجرة وليضمن سلامة ودقة هجرة المسلمين. وأدركت قريش هدف النبي (صلى الله عليه وآله) وخطته فسعت إلى منع المسلمين من الخروج من مكة ولحقت بالمهاجرين مستخدمة أساليب الإغراء والتعذيب لإعادتهم إلى مكة.
وكانت قريش حريصة في أن يبقى الأمن سائداً في مكة مما جعلها تخشى عواقب قتل المهاجرين خشية وقوع الحرب بينها وبينهم فاكتفت بالتعذيب والحبس للمسلمين.
نعم كانت قريش تحسب ألف حساب لخروج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى يثرب فقد أصبح للمسلمين اليد العليا هناك فإذا لحق بهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو المعروف بالثبات وحسن الرأي والتدبير والقوة والشجاعة حينئذ سوف تحل الكارثة بالمشركين عامة وبقريش بشكل خاص..
فاجتمع اربعون نفرا من دُهاتهم في دار الندوة للمشورة ، فصار رأيهم على أن يختاروا من كل قبيلة رجلاً ويسلّحوه ، فيهجموا عليه ص بغتة ويقتلوه ، فيذهب دمه في قريش جميعا ، فلا يستطيع
بنو هاشم وبنو عبدالمطّلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم ، فيتركوا الامر الى الدية.
فاجتمعوا في أول ليلة من شهر ربيع الاول حول دار النبي صلىاللهعليهوآله ليهجموا عليه ويقتلوه في فراشه ، فهبط عليه جبرئيل وأخبره بمكرهم ، ونزلت هذه الاية المباركة :
« وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروُا لِيُثْبِتوُكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أو يُخْرِجُوكَ ... ») .
فأُمر أن يبيِّت عليا عليهالسلام مكانه ويخرج هو الى المدينة ، فقال صلىاللهعليه وآله لعلي عليهالسلام : انّ الروح هبط عليّ يخبرني أنّ قريشا اجتمعت على قتلي ، وأمرني ربّي أن أهجر دار قومي ، وأن أنطلق الى غار ثور ، وانّه أمرني ان آمرك بالمبيت على مضجعي لتخفى بمبيتك عليه أثري ، فما أنت قائل وصانع ؟ فقال عليّ عليه السلام : أو تسلمن بمبيتي هناك يا نبيّ اللّه ؟ قال : نعم ، فتبّسم علي عليهالسلام ضاحكا وأهوى الى الارض ساجدا شكرا ، فكان أول من سجد للّه شكرا ، فلما رفع رأسه قال : امض لما أمرت فداك نفسي ، ومرني بما شئت أكن فيه بمشيّتك وما توفيقي الاّ باللّه ، ثم ضمّه النبي صلىاللهعليه وآله الى صدره وبكيا معا ، فأخذ جبرئيل يد النبي صلىاللهعليه وآله وأخرجه من الدار وقرأ النبي صلىاللهعليه وآله :
« وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ سَدّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ »).
ونثر التراب على وجوههم وقال : شاهت الوجوه ، وذهب الى غار ثور ، .
اما أمير المؤمنين عليه السلام فانّه بات تلك الليلة على فراش النبي صلىاللهعليه وآله وتغشّى ببرده الأخضر الخضرمي ، فأراد المشركون الهجوم في الليل ، فمنعهم أبو لهب وقال : انّ في البيت نساءا وأطفالاً ، فنحرسه الليلة ونهجم عليه صباحا ، فعند ما أصبح الصباح دخلوا الدار ، فوثب عليّ عليهالسلام في وجوههم ، فقالوا له : أين محمّد ؟ قال : أجعلتموني عليه رقيبا ، ألستم قلتم نخرجه من بلادنا ؟ فقد خرج عنكم ، فنزلت هذه الاية في حق عليّ عليهالسلام :
((ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ))
وهنا سؤال كنت دائما اتساءله في نفسي بعد قراءتي لقصة مبيت الامام علي ع في فراش الرسول ص , ماذا حدث بعد ذلك للامام علي ع هل تركوه هؤلاء الجلاوزة وذهبوا هكذا وبكل بساطه بعد معرفتهم انه ليس هو الشخص المطلوب ؟!
الى ان قرات في احد الاحاديث ماجرى على الامام علي ع بعد دخولهم عليه وهذا المقطع هو الاهم عندي :
"فقالوا له: أين صاحبك؟. قال :لا أدري أ و رقيبا كنت عليه, أمرتموه بالخروج فخرج ..فانتهروه , و ضربوه , و أخرجوه إلى المسجد فحبسوه ساعة ثم تركوه و نجا رسول الله ص"
ومكث رسول اللّه صلىاللهعليه وآله ثلاثة ايام في الغار ، ثم خرج في اليوم الرابع الى المدينة ، فحل بها في الثاني عشر من شهر ربيع الاول ، في السنة الثالثة عشرة من البعثة ، فصارت هذه الهجرة مبدأ تاريخ المسلمين
واقام الرسول الاكرم في قباء (بني فيها بعدها مسجد قباء ) الى حين ورود آخر المهاجرين اعني عليا ع مع الفواطم. ولم يدخل المدينه المنورة الا معه ع
هم النور نور الله جل جلاله * هم التين والزيتون والشفع والوتر
مهابط وحي الله خزان علمه * ميامين في أبياتهم نزل الذكر
وأسمائهم مكتوبة فوق عرشه * ومكنونة من قبل أن يخلق الذر
ولولاهم لم يخلق الله آدما * ولا كان زيد في الأنام ولا عمرو
ولا سطحت أرض ولا رفعت سما * ولا طلعت شمس ولا أشرق البدر. .
منقول بتصرف من مصادر مختلفة - المصادر: