بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
مقام النبي الكريم خير الخلق محمد (ص)..
بتبيان القائم أحمد الحسن (ع)..
[ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجوركم بذكرى شهادة الرسول محمد ص الانسان الطاهر الذي استحق المقام الاسمى والاعلى عند الله سبحانه لطهارة نفسه. ]
المصدر: من على صفحة الإمام أحمد الحسن (ع) بالفيسبوك كتبه بتاريخ 31.12.2013
قبل عرض كلمات أحمد الحسن (ع) في مقام الرسول محمد (ص)؛ أودّ أن يتم قراءة كلماته (ع) في مـن الذي سيُبيّن ويُجلّي عظيم شأن محمد (ص) ومقامه، فنشر العلم وتبيان مقام محمد وآل محمد (ع) من أدلة الإمامة التي يُعرف بها قائم آل محمد (ع).
مُظهر مقام محمد (ص)..
سؤال/ 116: ما معنى الصلاة على محمد وآل محمد؟
الجواب:
[ الصلاة معناها الدعاء والتضرع والتوسل إلى الله بطلب شيء منه سبحانه وتعالى، أو التقرب إليه وهو أيضاً طلب، فعندما نقول: اللهم صلِّ على محمد، يعني نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يرفع شأن محمد (ص) ويعلي مقامه، ومن المؤكد أنّ مقام محمد (ص) هو المقام الأقرب الذي ما بعده مقام، فمقامه ثابت وهو صاحب مقام ألقاب قوسين صلوات الله عليه وآله، فيكون الطلب من الله بالصلاة على محمد هو أن يرفع شأن محمد ويعلي مقام محمد (ص) عند الناس، أي أن يعرّف الناس بعظيم شأن محمد (ص)، وهذا يحصل عند ظهور الإمام المهدي (ع)؛ لأنه ينشر خمسة وعشرين حرفاً من العلم، فيعرّف الناس بالتوحيد، ويعرّفهم بالرسل، ويعرّفهم بالكتب، ويعرّفهم بالملائكة ، ويعرّفهم بخلق الله سبحانه وتعالى، ويعرفهم بمحمد (ص)، فعندما نقول: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، أي إننا نقول: يا الله أظهر حق محمد وآل محمد، وأظهر عظيم مقام محمد وآل محمد، أي كأننا نقول: يا الله عجّل فرج محمد وآل محمد ، وكأننا نقول: يا الله أظهر العدل والحق والقسط وأمت الجور والفساد والظلم، ولهذا كان هذا الذكر أي: (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد) هو أفضل الذكر وثوابه عظيم، وما علمته من الإمام المهدي (ع) أنّ أفضل الذكر هو قول: (بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وسلم تسليماً).
ومن قالها خمسين مرة لم يكتب من الغافلين في ذلك اليوم، وإن قالها مائة مرة كتب من الذاكرين في ذلك اليوم، وإن قالها ألف مرة كان من الفائزين عند الله وعند الإمام المهدي (ع).
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾، أي أن يطلب المؤمنون من الله أن يصلي على محمد، فيقولوا: (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وسلّم تسليماً)، ومعنى وسلّم تسليماً: أي أعطهم الأمن والأمان، والأمن هو بيعة القائم (ع)، والأمان يكون في دولة القائم (ع) [1]، قال تعالى: ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً﴾، وقال تعالى: ﴿سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ﴾. ]
المصدر: كتاب المتشابهات (الجزء الثالث)
** ** **
سؤال/98: قال تعالى: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾، كيف يكون النهار هو الذي يجلي الشمس، أو ليست الشمس هي التي تجلي وتظهر النهار؟
الجواب:
[ في هذه الآية الشمس رسول الله محمد (ص)، والقمر الذي تلاه هو علي بن أبي طالب (ع) وصيه وخليفته، والنهار في الآية هو الإمام المهدي (ع). ومن المؤكد أنّ الإمام المهدي (ع) قد ولد من محمد (ص) وعلي (ع)، وظهر وتجلى من رسول الله (ص)، ولكن الإمام المهدي (ع) هو الذي يظهر ويجلي حقيقة رسول الله (ص) أو الشمس للخلق عند ظهوره ويعرف الناس حقيقة الرسول (ص)، فالإمام المهدي (ع) ظهر وتجلى من رسول الله (ص)، وهو أيضاً يظهر ويجلي رسول الله محمد (ص) للخلق . ]
المصدر: المتشابهات (الجزء الرابع)
** ** **
مقام محمد (ص)..
سؤال: ما هو تفسير الآيات الكريمة من سورة طه؟ وما الحكمة من مخاطبة الله سبحانه وتعالى رسول الله (ص) في سورة طه باسم طه (أي بهذين الحرفين)؟
الجواب:
[ بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
هذه الآيات نزلت على الرسول (ص) في وقت كان الرسول محمد (ص) يشتد في عبادته شكرا لله سبحانه وتعالى ولأنه علم أن المعرفة الحقيقية في درس الأنا مقابله هو سبحانه وهذه معركة لا تنتهي طالما نحن موجودون فاشتد (ص) على كل شيء متعلق بالأنا ومنها بدنه (ص) حتى انه قضى ردحاً من الوقت يقوم الليل في الصلاة والدعاء حتى يعجز عن القيام على رجليه من شدة التعب وحتى أحمرت عيناه من سهر الليل وكان أكثر الأوقات يغفو لحظات في موضع سجوده ومع هذا كان يعاتب نفسه ويرى انه غير شاكر لربه ويرى انه يداري أناه مقابل ربه.
في هذا الظرف نزلت هذه الآيات ومنه تعرف مراد الله سبحانه وتعالى فكلمة (طه) هي (طاهر) ويمكنك أن تقرأها كذلك في القرآن وأعتقد أن وصفه (ص) بطاهر مناسب جدا مع حاله صلى الله عليه وآله، فمن يفعل ما تقدم، مَن غيره يستحق هذا الاسم من الله سبحانه على الحقيقة التي يحملها، من يستحق أن يخاطبه الله "طاهر" غير محمد (ص) الذي سحق أناه ودرسها وأجهد بدنه حتى النهاية في عبادة ربه حتى عاتبه الله وطلب منه أن يرفق ببدنه بقوله تعالى ﴿طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾.
أحمد الحسن
شوال / 1433 هـ ]
المصدر: منتدى الإجابة عن الأسئلة في القرآن، الرابط
** ** **
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ ....ومن هنا كلما كان شكر العبد عظيماً كان توفيق الله الذي توجّه به هذا العبد لهذا الشكر أعظم. فأصبحت النعمة على عباد الله المقربين أعظم، وأصبح عملهم وشكرهم نعمة جديدة تحتاج إلى شكر. وهذا الشكر بتوفيق الله وحوله وقوّته فهو نعمة جديدة أعظم من سابقتها تحتاج إلى شكر أعظم، وهكذا حتى ألجمهم الكريم بكرمه، فخرست ألسنتهم، وفاضت أعينهم من الدمع، لمّا عرفوا أنّهم قاصرون عن شكره سبحانه، بل إنّهم في مقاماتهم المحمودة - لمّا عرفوا أنّهم لا يزالون مشوبين بالعدم وظلمته والنقص وحقيقته - عدّوا وجودهم وبقاءهم ذنباً، فاستغفروا الله منه وتابوا إليه وطلبوا عفوه ورحمته. هذا مع أنّ وجودهم رهن بقاء هذا الحجاب، وبقاؤهم رهن تشوبهم بالظلمة والعدم، وهذا أمير المؤمنين علي (ع) يقول: (إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها، فلها الويل إن لم تغفر لها) [إقبال الأعمال : ج3 ص629].
فعدَّ التفاته إلى وجوده ذنباً، بل لعلّي أقول: عدَّ وجوده ذنباً لِمَا فيه من شائبة العدم، التي بدونها لا يبقى له اسم ولا رسم، بل يفنى ولا يبقى إلاّ الله الواحد القهار.
وفي الحديث عن الصادق (ع): (فأوقفه جبرائيل موقفاً فقال له: مكانك يا محمد - أي هذا هو مقامك، فجبرائيل لا يستطيع الوصول إلى مقام النبي فأشار له بالعروج إلى مقامه (ص) - فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قط ولا نبي، إنّ ربك يصلي، فقال: يا جبرئيل وكيف يصلي؟ قال: يقول: سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح، سبقت رحمتي غضبي. فقال: اللهم عفوك، عفوك. قال (ع): وكان كما قال الله ﴿قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾. قيل: وما قاب قوسين أو أدنى؟ قال (ع): ما بين أسّتها إلى رأسها. قال (ع): وكان بينهما حجاب يتلألأ يخفق [3]، ولا أعلمه إلا وقد قال (ع): زبرجد، فنظر في مثل سم الإبرة [4] إلى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى .....) [الكافي : ج1 ص443].
أمّا طلب النبي للعفو فقد تبيّن، وأمّا خفق الحجاب فهو: استجابة منه جلَّ شأنه لطلب النبي للعفو، وإماطة حجاب العدم والظلمة عن صفحة وجوده المباركة، ولكنّها استجابة جزئيّة بما هو أهله سبحانه، فلو رفع الحجاب لما عاد للنبي أسم ولا رسم ولا حقيقة.
ومن هنا تعرف مقام هذا الكريم (ص)، فقد أعطى كلّه لله، فأعطاه الله ما لم يعطِ أحداً من العالمين (فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة).
وهذا يفي بالمقام، لتعلم أنّ الجميع يجب أن يحثوا الخطى إليه سبحانه ناكسي رؤوسهم، نائبين إليه، راجين عفوه ورحمته، متقلبين بين ركوع وسجود وخضوع وتذلل. ]
المصدر: كتاب شيء من تفسير سورة الفاتحة
** ** **
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ ....فالله سبحانه وتعالى ، إذا كان هو الذي يؤله إليه في الحوائج ، وهؤلاء الذين يتألهون إليه أو يقصدونه عصاة مقصرون ، خيّرهم وأفضلهم ناظر إلى نفسه ولو من طرف خفي ، فبماذا يعطيهم أ بالعدل وهو وضع الشيء في موضعه ؟ وهل من وضع الشيء في موضعه أن تعطي السلاح من يقاتلك به وهو ظالم ؟! وكيف ببقية الخلق إذا كان محمد (صلى الله عليه وآله) خير خلق الله سبحانه وتعالى إحتاج في مواجهة الله سبحانه وتعالى الرحمة ، فقدم له سبحانه وتعالى بقوله : ( سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبي ) فقال الرسول (صلى الله عليه وآله) : ( اللهم عفوك عفوك ).
.......ومما طلب العفو صلوات الله عليه ، أمن تقصير ؟ أم أن كلامه صلوات الله عليه لغو لا طائل من ورائه ؟ حاشاه وهو النبي الكريم الحكيم خير ولد آدم صلوات الله عليه ، ولما قدم الله سبحانه وتعالى الرحمة وبين أنها سبقت غضبه ، ولما واجه نبيه الكريم بهذا الكلام الذي يستشعر منه أنه موجه إلى مستحق لمواجهة الغضب ولكن الله يريد أن يواجهه بالرحمة ، ثم إنه سبحانه وتعالى فتح له الفتح المبين ، وغفر له ذنبه الذي استحق به الغضب وهو الأنا ، والذي بدونه لا يبقى إلا الله الواحد القهار ، ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً ﴾.
فشائبة الظلمة والعدم بدونها لا يبقى للإنسان إنسانيته ، ولا يبقى ألا الله الواحد القهـار ، ومحمد (صلى الله عليه وآله) بعد الفتح أخذ يخفق بين فناء فلا يبقى إلا الله الواحد القهار ، وبين عوده إلى الأنا والشخصية فهو صلوات الله عليه حجاب بين الخلق والحق ، وهو البرزخ بين الله وخلقه ، فإذا كان صاحب هذه المرتبة العظيمة محتاجاً أن يواجه بالرحمة فما بالك بمن سواه ، فبالنسبة للخلق الله الذي يتألهون إليه هو الرحمن الرحيم بل لابد أن يكون كذلك وإلا فسيعودون خائبين خاسرين بسبب تقصيرهم....]
المصدر: كتاب التوحيد، تفسير سورة التوحيد
** ** **
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ ....وتعال معي يا أخي المؤمن لنتفكر في حالنا المخزي بين يدي الله سبحانه وتعالى، وليكن أحدنا من يكون، هب أنك أحد الثلاث مائة وثلاثة عشر، وهب أنك أحد النقباء الإثني عشر منهم، وهؤلاء هم خيرة من في الأرض، يقول فيهم أمير المؤمنين (ع) ما معناه: (بأبي وأمي هم من عدة أسماؤهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة …) [نهج البلاغة: ص126 / الخطبة 187]، وقالوا (ع) فيهم: (إنّ الأرض تفتخر بسيرهم عليها) [كمال الدين وتمام النعمة : ص673]، وبكى لأجلهم الصادق (ع) قبل أكثر من ألف عام، ودعا لهم وقال ما معناه: (يا رب إن كنت تريد أن تعبد في أرضك فلا تسلط عليهم عدواً لك)، وقال الصادق (ع) ما معناه: (ما كانوا كذلك لولا أنهم خلقوا من نور خلق منه محمد (ص) ومن طينة خلق منها محمد (ص)) [5].
فتدبّر فضلهم على عامة الناس وعلى عامة شيعة أهل البيت (ع)، فالشيعة خلقوا من نورهم ومن فاضل طينتهم (ع)، وهؤلاء الشيعة المخلصون أصحاب القائم (ع) خلقوا من نور خلق منه محمد (ص)، ومن طينة خلق منها محمد (ص)، ومع هذا الفضل العظيم والمقام الرفيع ومع أنهم من المقربين ومن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ولكن تعال معي إلى عرصات يوم القيامة لنرى حالهم بل حال جميع الخلق سوى محمد (ص)، فإذا قامت القيامة لن يجرؤ أحد على الكلام بين يدي الله حتى يسجد محمد وحتى يحمد الله محمد وحتى يتكلم محمد (ص) ويشفع لخلق الله وعبيده، فلماذا لن يسجد ويحمد ويتكلم في ذلك الموقف أحد إلا بعد سجود وحمد وكلام محمد (ص)؟
أمن تقصير بالخلق سوى محمد (ص)؟؟ أم من ظلم موجود في ساحة الله سبحانه وتعالى عن ذلك علواً عظيماً وكبيراً ؟؟
أخي العزيز:
أمير المؤمنين علي (ع) خير الخلق بعد محمد (ص) يقول: (إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها ، فلها الويل إن لم تغفر لها) [6].
ولو تدبرت كلامي السابق لعلمت أن أمير المؤمنين (ع) يقصد كل ما قال بكل معنى الكلمة فما حالنا نحن؟؟
والحق أقول لك:إنّ الإنسان مهما كان ذو مقام رفيع وجاه وجيه بين يدي الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يعضّ على إصبعه حسرة وندماً على قلة حيائه من الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الحليم الكريم، ويردد هذه الكلمات: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله حتى تقوم القيامة، والحمد لله وحده. ]
المصدر: كتاب المتشابهات (الجزء الثالث): س107
** ** **
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ محمد (ص) ظهور اللّه في فاران..
وردت هذه العبارة في دعاء السمات الوارد عن الأئمة (ع): (.... وأسألك اللهم ....، وبمجدك الذي ظهر على طور سيناء، فكلّمت به عبدك ورسولك موسى بن عمران (ع)، وبطلعتك في ساعير، وظهورك في فاران ...) [مصباح المتهجد : ص416].
وطلعة الله في ساعير بعيسى (ع)، وظهور الله في فاران بمحمد (ع) [7].
ولابد من الالتفات إلى أنّ عبارات الدعاء مرتّبة تصاعديّاً، فمن نبي (كلّمه الله) وهو موسى (ع)، إلى نبي مثّل (طلعة الله) وهو عيسى (ع)، إلى نبي مثّل (ظهور الله ) وهو محمد (ص).
والفرق بين الطلعة والظهور؛ هو أنّ الطلعة هي الإطلالة والظهور الجزئي ، أي إنّ الطلعة هي تجلّي بمرتبة أدنى من الظهور [8]، فكلاهما أي عيسى (ع) ومحمد (ص) مثَّلا الله سبحانه في الخلق ، ولكن عيسى (ع) بمرتبة أدنى من محمد (ص). وبَعث عيسى (ع) كان ضرورياً للتمهيد لظهور، وبَعث محمد (ص) الذي مثَّل الله في الخلق، فكان محمد (ص) خليفة الله حقّاً.
وإذا رجعنا إلى أصل وبداية الخلق وجدنا الله سبحانه وتعالى يخاطب الملائكة: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾.
فإنّه وإن كان آدم خليفة الله وباقي الأنبياء والأوصياء (ع)كذلك، ولكن الهدف الذي يُراد الوصول إليه هو خليفة الله حقّاً، أي الشخص الذي يكون خليفة كامل لله سبحانه وتعالى، فيعكس اللاهوت في مرآة وجوده بشكل أكمل وأتم من كل الأنبياء والأوصياء (ع)
فالمراد الوصول إليه هو شخص يخفق بين (الأنا والإنسانية)، وبين (اللاهوت والذات الإلهية).
سأل أبو بصير أبا عبد الله (ع)، فقال: (جعلت فداك كم عرج برسول الله (ص) ؟
فقال (ع): مرتين، فأوقفه جبرائيل موقفاً فقال له: مكانك يا محمد فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قط ولا نبي، إنّ ربك يصلي ، فقال (ص): يا جبرائيل وكيف يصلي ؟
قال: يقول: سُبوح قدوس أنا رب الملائكة و الروح، سبقت رحمتي غضبي.
فقال (ص): اللهم عفوك عفوك.
قال: وكان كما قال الله: ﴿قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾.
فقال له أبو بصير: جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى ؟
قال (ع): ما بين سيتها إلى رأسها [9]، فقال (ع): كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق [10]، ولا أعلمه إلاّ وقد قال: زبرجد، فنظر في مثل سم الإبرة [11] إلى ما شاء الله من نور العظمة.
فقال الله تبارك وتعالى: يا محمد.
قال: لبيك ربي.
قال: من لأمتك من بعدك ؟
قال: الله أعلم.
قال: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين.
ثم قال أبو عبد الله لأبي بصير: يا أبا محمد والله ما جاءت ولاية علي (ع) من الأرض، ولكن جاءت من السماء مشافهة) [الكافي: ج1 ص442].
فمحمد (ص) في الآن الذي يفنى في الذات الإلهية لا يبقى إلاّ الله الواحد القهّار، ولا يبق إلاّ نور لا ظلمة معه، وهو الله سبحانه وتعالى، فيكون هذا العبد قد كشف عنه الغطاء حتى عرف الله حق معرفته. فهو فقط الذي يمكن أن يُعرّف الخلق بالله بشكل كامل وتام، وكذلك هو فقط خليفة الله الكامل، أي الذي تجلّى فيه اللاهوت، أو الذات الإلهية بأكمل ما هو ممكن للإنسان. ]
المصدر: كتاب النبوة الخاتمة
** ** **
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ وخير خلق الله محمد (ص) يمتد بصفحة وجوده من سرادق العرش الأعظم إلى السماء الدنيا، فأول مراحل التجلي هي: النقطة الأولى (البرزخ) أو سرادق العرش الأعظم، ثم مرحلة التجلي الثانية هي وعاء النون أو العرش الأعظم، ثم مرحلة التجلي الثالثة وهي وعاء الباء أو الكرسي، ثم مرحلة التجلي الرابعة وهي النقطة الثانية في الخلق، وجميع هذه المراحل الأربعة هي محمد (ص) فهو نقطة النون والنون، وهو الباء ونقطة الباء، أو قل هو الفيض النازل من الحق إلى الخلق، وهو أي محمداً (ص) في المراحل الثلاث الأولى (سرادق, العرش, الكرسي) برزخ بين الحق والخلق فهو يخفق فساعة لا يبقى إلا الله الواحد القهار وساعة يعود إلى الأنا والشخصية، أما في مرتبة العرش العظيم فهو مستقر في الخلق وهو عبد الله.
ويجب الالتفات إلى أن النقطة الأولى هي القرآن وهي الحجاب الذي بين محمد (ص) وبين الله (كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق) وعند الفتح (فنظر في مثل سم الإبرة) [الكافي : ج1 ص442]، قال تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً﴾، رفع هذا الحجاب بأن احتواه محمد (ص) فأصبح القرآن ومحمد (ص) واحداً، وهو يخفق بين فناء فلا يبقى إلا الله الواحد القهار وبين عودة الأنا والشخصية الإنسية.
فإن عرفنا ما تقدم تبين لنا أن محمداً (ص) هو مرتبة البرزخ بين الحق والخلق، ولذلك توهم به لما رآه ابراهيم (ع) والملائكة وظنوا أنه الله سبحانه وتعالى، وذلك لأنه (ص) صورة تحاكي الذات الإلهية وتظهر اللاهوت المطلق للخلق ليعرفوا (..... وبطلعتك في ساعير وظهورك في جبل فاران .....) [دعاء السمات]، وقال (ص): (الله خلق آدم على صورته) [الكافي : ج1 ص134].
فهو (ص) الله في الخلق وكذلك أهل بيته (ع) في مرتبة دون مرتبة الرسول الأعظم صلوات الله عليه، فهم أيضاً وجه الله وأسماء الله الحسنى، فهم يمثلون الله في الخلق وكل منهم يؤله إليه ويقصد في قضاء الحاجات وسد النقص وبلوغ الكمال، فهم على درجة عالية من الكمالات الإلهية ولكنها مقيدة بالحاجة والفقر لله سبحانه وتعالى، أما ألوهيته سبحانه وتعالى فهي ألوهية مطلقة وهي كمال وغنى مطلق وعطاء وفيض غير مقيد إلا بمشيئته سبحانه وتعالى.
وقد ورد في القرآن ما يدل على هذا المعنى، قال تعالى: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾، أي أن هناك خالقين وهو سبحانه وتعالى أحسنهم وأفضلهم، وهؤلاء هم محمد وآل محمد (ع)، وفي الدعاء: (..... يارب الأرباب وإله الآلهة .....) [الكافي : ج2 ص566].
وكذلك ورد: (..... الإله الأكبر .....) [الباقيات الصالحات : دعاء السفر ص815]، وهذا من أدعية السر وهي واحد وثلاثون دعاء لحوائج الدنيا والآخرة مسندة متصلة وصحيحة السند، مذكورة في مصباح المتهجد، ومصباح الكفعمي، والبحار، وذكرها الحر العاملي في الجواهر السنية.
وفي الحديث القدسي في فضلها: (يا محمد، قل للذين يريدون التقرب إلي إعلموا علم اليقين أن هذا الكلام أفضل ما أنتم متقربون به إلي بعد الفرائض) [الجواهر السنية : ص188].
ولا شك أن ورود الإله الأكبر في الدعاء القدسي وهو من الله سبحانه وتعالى ونظير القرآن الكريم يدل بشكل يقيني قاطع لمن أراد النص على ما قدمت، حيث أن مخاطبة الله سبحانه وتعالى بالإله الأكبر دال على أن خلقه سبحانه يتصفون بصفة اللاهوت؛ وذلك لأن الأكبر صفة تفضيل دالة على وجود الأقل عند ذكرها وإلا فلا معنى لورودها في الكلام، فأفعل التفضيل أو صفات التفضيل دالة على المشاركة وزيادة كما هو بين وواضح، وقد ذكره علماء اللغة العربية بل هو بين لكل من قرأ الدعاء وتمعن فيه.
بين الله سبحانه وتعالى ووجه الله أو الله في الخلق
محمد (ص) عبد الله ورسوله، ليس في هذا العالم السفلي الجسماني فقط بل هو رسول الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق بقية الخلق، والرسول إذا كان وجه المُرسِل وصورة المُرسِل، قال الإمام الباقر (ع): (نحن المثاني الذي أعطاه الله نبينا محمداً (ص)، ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم، ونحن عين الله في خلقه ويده المبسوطة بالرحمة على عباده، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا ...) [الكافي : ج1 ص143]. وفي الحديث: (الله خلق آدم على صورته) [12].
والرسول إذا كان أمره أمر المُرسِل - قال الإمام المهدي (ع): (قلوبنا أوعية لمشيئة الله، فإذا شاء الله شئنا، والله عز وجل يقول: ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ﴾) [غيبة الطوسي : ص246] - كان إرسال الرسول هو إرسال المُرسِل ومواجهة الرسول هي مواجهة المُرسِل، ومن هنا يتبين أن جميع الأنبياء والمرسلين (ع) من الله سبحانه وتعالى هم مُرسَلين من محمد (ص) إسرائيل أو عبد الله ووجه الله أو الله في الخلق، فالأنبياء والمُرسَلون (ع) واجهوا الله في الخلق وهو محمد (ص) ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾، ومعلمهم هو الله في الخلق وهو محمد (ص) ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾، بل إن مواجهتهم لم تكن إلا مع باب محمد (ص) وهو علي (ع)، فعن أبي جعفر (ع) عن آبائه (ع) قال: (قال رسول الله (ص): أنا مدينة العلم وهي الجنة، وأنت يا علي بابها، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنة ولا يهتدي إليها إلا من بابها) [مستدرك سفينة البحار : ج9 ص351].
وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص): (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب) [المصدر نفسه].
وفي الكافي عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: قال رسول الله (ص): (أنا المدينة وعلي الباب، وكذب من زعم أنه يدخل المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض علياً (ع)) [الكافي : ج2 ص239 ح27].
وعنه (ص): (أنا مدينة العلم (الحكمة) وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها) [مستدرك سفينة البحار : ج9 ص351].
فمحمد هو مَن عرَف الله وعرَّف الخلق بالله ولم تتم المعرفة إلا من باب محمد وهو علي، ومحمد هو البرزخ بين الحق والخلق (يخفق بين الإنسانية والفناء في الذات الإلهية)، وعلي هو الإنسان الأول في الخلق، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾، فالبشر هو علي والحجاب هو محمد، وأيضاً البشر هم الأئمة والحجاب علي والمتكلم محمد أو الله في الخلق، وأيضاً البشر هم الأنبياء والمرسلون والحجاب هم الأئمة والمتكلم علي أو الرحمن في الخلق، قال علي (ع) الإمام الذي ظلمه حتى من يدَّعون موالاته: (أنا أؤدي من النبيين إلى الوصيين، ومن الوصيين إلى النبيين، وما بعث الله نبياً إلا وأنا أقضي دينه وأنجز عداته، ولقد اصطفاني ربي بالعلم والظفر، ولقد وفدت إلى ربي اثنتي عشرة وفادة فعرفني نفسه وأعطاني مفاتيح الغيب) [بحار الأنوار : ج39 ص350].
فيمكن أن نقول: إن علياً هو من كلم موسى (ع)، بل إن من كلم موسى (ع) من آل محمد (ع) يأتمر بأمر علي (ع)، وعلي يأتمر بأمر محمد (ص)، ومحمد يأتمر بأمر الله سبحانه وتعالى.
عن علي أمير المؤمنين (ع): (.... وعقدت الراية لعماليق كردان، ....، فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور، فيظهر هذا ظاهر مكشوف، ومعاين موصوف ....) [بحار الأنوار : ج82 ص272].
قال تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾.
فكما أن المتوفي هو الله في كل تلك الأحوال كذلك فإن المتكلم هو الله في كل تلك الأحوال، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
فتنـزه سبحانه وتعالى أن يكلّم بشراً إلا من وراء حجاب، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾، فلم يكتب كلام الله سبحانه وتعالى مباشرة ومن غير حجاب إلا في صفحة وجود محمد (ص) ولذلك كان علي (ع) هو الإنسان الأول والبشر الأول، ومحمد (ص) هو الحجاب بين الحق والخلق لفنائه في القرآن، ثم خفقه بين الإنسانية وبين الذات الإلهية فلا يبقى إلا الله الواحد القهار، ولم أقل: فلا يبقى إلا الله الرحمن الرحيم؛ لأن محمداً (ص) هو الرحمة في الخلق فإذا فني في الذات الإلهية لم تبق إلا النقمة والقهر، حيث إن نظر الله سبحانه وتعالى إلى محمد (ص)، قال تعالى: ﴿فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾. ]
المصدر: كتاب التوحيد
-----------------------------------------
هامش:
[1]- في محاورة الامام الصادق (ع) مع أبي حنيفة جاء في آخرها : (... فقال أبو بكر الحضرمي جعلت فداك الجواب في المسألتين فقال يا أبا بكر سيروا فيها ليالي وأياما آمنين، فقال: مع قائمنا أهل البيت، وأما قوله ومن دخله كان آمنا، فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد أصحابه كان آمناً) علل الشرائع : ج1.
[3]- يخفق : أي يتحرّك ويضطرب.
[4]- سم الإبرة : ثقبتها.
[5]- الكافي : ج1 ص402 ح5، وإليك الروايـة بتمامـها: (عن محمد بن عبد الخالـق وأبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (ع) : يا أبا محمد إن عندنا والله سراً من سرّ الله، وعلماً من علم الله، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، والله ما كلّف الله ذلك أحداً غيرنا ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا. وإن عندنا سراً من سر الله وعلماً من علم الله، أمرنا الله بتبليغه، فبلغنا عن الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه، فلم نجد له موضعاً ولا أهلاً ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواماً، خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته عليهم السلام ومن نور خلق الله منه محمداً وذريته وصنعهم بفضل رحمته التي صنع منها محمداً وذريته، فبلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه، فقبلوه واحتملوا ذلك [فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه] وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا، فلولا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك، لا والله ما احتملوه، ثم قال: إن الله خلق أقواماً لجهنم والنار، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق، فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ليكون ذلك دفعاً عن أوليائه وأهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه، قال: ثم رفع يده وبكى وقال: اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدواً لك فتفجعنا بهم، فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبداً في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً).
[6]- مقطع من المناجاة الشعبانية لأمير المؤمنين (ع)، بحار الأنوار : ج91 ص97.
[7]- جاء في احتجاج الإمام الرضـا (ع) على رأس الجالوت: (.. فقال له الرضا (ع): هل تنكر أنّ التوراة تقول لكم: " قد جاء النور من جبل طور سيناء، وأضاء لنا من جبل ساعير، واستعلن علينا من جبل فاران" ؟ قال رأس الجالوت: أعرف هذه الكلمات، وما أعرف تفسيرها.
قال الرضا (ع): أنا أخبرك به، أمّا قوله: " جاء النور من قبل طور سيناء "، فذلك وحي الله تبارك وتعالى الذي أنزله على موسى (ع) على جبل طور سيناء، وأمّا قوله: " وأضاء الناس من جبل ساعير"، فهو الجبل الذي أوحى الله (عز وجل) إلى عيسى بن مريم وهو عليه، وأمّا قوله: "واستعلن علينا من جبل فاران"، فذاك جبل من جبال مكة بينه وبينها يوم. وقال شعيا النبي فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة: "رأيت راكبين أضاء لهما الأرض، أحدهما على حمار، والآخر على جمل"، فمن راكب الحمار ؟ ومن راكب الجمل ؟ قال رأس الجالوت: لا أعرفهما فخبرني بهما.
قال (ع): أمّا راكب الحمار فعيسى، وأمّا راكب الجمل فمحمد. أتنكر هذا من التوراة ؟ قال: لا، ما أنكره ...) التوحيد للصدوق: ص447، عيون أخبار الرضا (ع): ج2 ص148، بحار الأنوار: ج10 ص308.
[8]- قال الجوهري: (الطلعة: الرؤية) الصحاح: ج3 ص1254، وقال ابن منظور: (طلع فلان علينا من بعيد، وطلعته: رؤيته. يقال: حيا الله طلعتك) لسان العرب:ج8 ص236. وقال الجوهري: (وظهر الشيء بالفتح ظهوراً: تبيّن ... وأظهرت الشيء: بينته ..) الصحاح: ج2 ص732. وقال ابن فارس: (ظهر، الظاء والهاء والراء أصل صحيح واحد يدل على قوّة وبروز، من ذلك ظهر الشيء يظهر ظهوراً فهو ظاهر إذا انكشف وبرز؛ ولذلك سمي وقت الظهر والظهيرة وهو أظهر أوقات النهار وأضوؤها) معجم مقاييس اللغة: ج3 ص471.
[7]- جاء في احتجاج الإمام الرضـا (ع) على رأس الجالوت: (.. فقال له الرضا (ع): هل تنكر أنّ التوراة تقول لكم: " قد جاء النور من جبل طور سيناء، وأضاء لنا من جبل ساعير، واستعلن علينا من جبل فاران" ؟ قال رأس الجالوت: أعرف هذه الكلمات، وما أعرف تفسيرها.
قال الرضا (ع): أنا أخبرك به، أمّا قوله: " جاء النور من قبل طور سيناء "، فذلك وحي الله تبارك وتعالى الذي أنزله على موسى (ع) على جبل طور سيناء، وأمّا قوله: " وأضاء الناس من جبل ساعير "، فهو الجبل الذي أوحى الله (عز وجل) إلى عيسى بن مريم وهو عليه، وأمّا قوله: "واستعلن علينا من جبل فاران"، فذاك جبل من جبال مكة بينه وبينها يوم. وقال شعيا النبي فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة: "رأيت راكبين أضاء لهما الأرض، أحدهما على حمار، والآخر على جمل"، فمن راكب الحمار ؟ ومن راكب الجمل ؟ قال رأس الجالوت: لا أعرفهما فخبرني بهما.
قال (ع): أمّا راكب الحمار فعيسى، وأمّا راكب الجمل فمحمد. أتنكر هذا من التوراة ؟ قال: لا، ما أنكره ...) التوحيد للصدوق: ص447، عيون أخبار الرضا (ع): ج2 ص148، بحار الأنوار: ج10 ص308.
[8]- قال الجوهري: (الطلعة: الرؤية) الصحاح: ج3 ص1254، وقال ابن منظور: (طلع فلان علينا من بعيد، وطلعته: رؤيته. يقال: حيا الله طلعتك) لسان العرب:ج8 ص236. وقال الجوهري: (وظهر الشيء بالفتح ظهوراً: تبيّن ... وأظهرت الشيء: بينته ..) الصحاح: ج2 ص732. وقال ابن فارس: (ظهر، الظاء والهاء والراء أصل صحيح واحد يدل على قوّة وبروز، من ذلك ظهر الشيء يظهر ظهوراً فهو ظاهر إذا انكشف وبرز؛ ولذلك سمي وقت الظهر والظهيرة وهو أظهر أوقات النهار وأضوؤها) معجم مقاييس اللغة: ج3 ص471.
[9]- قال ابن منظور: بينهما قاب قوس، وقيب قوس، وقاد قوس، وقيد قوس، أي قدر قوس. والقاب: ما بين المقبض والسية. ولكل قوس قابان، وهما ما بين المقبض والسية) لسان العرب: ج1 ص693. وسية القوس: ما عطف من طرفيه .
[10]- الخفق: التحرك والاضطراب.
[11]- سم الإبرة: ثقبها
[12]- موجود في التوراة أيضاً وهو حديث متواتر رواه السنة والشيعة وهذه بعض الروايات من مصادر السنة والشيعة: عن محمـد بن مسلم، قـال: سألت أبا جعفـر (ع) عما يروون أن الله خلق آدم على صورته، فقال: (هي: صورة، محدثة، مخلوقة واصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) ) الكافي: ج1ص134، وتوحيد الصدوق: ص103.
روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ، فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن).
وروى مسلم (2612) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ).
وروى ابن أبي عاصم في السنة (517) عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن). قـال الشيخ عبد الله الغنيمان: (هذا حديـث صحيح صححه الأئمـة، الإمام أحمد وإسحاق بن راهوية وليس لمن ضعفه دليل إلا قول ابن خزيمة، وقد خالفه من هو أجل منه).
وروى ابن أبي عاصم (516) أيضاً عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه)، وقال الشيخ الألباني: إسناده صحيح.].
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
مقام النبي الكريم خير الخلق محمد (ص)..
بتبيان القائم أحمد الحسن (ع)..
[ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجوركم بذكرى شهادة الرسول محمد ص الانسان الطاهر الذي استحق المقام الاسمى والاعلى عند الله سبحانه لطهارة نفسه. ]
المصدر: من على صفحة الإمام أحمد الحسن (ع) بالفيسبوك كتبه بتاريخ 31.12.2013
قبل عرض كلمات أحمد الحسن (ع) في مقام الرسول محمد (ص)؛ أودّ أن يتم قراءة كلماته (ع) في مـن الذي سيُبيّن ويُجلّي عظيم شأن محمد (ص) ومقامه، فنشر العلم وتبيان مقام محمد وآل محمد (ع) من أدلة الإمامة التي يُعرف بها قائم آل محمد (ع).
مُظهر مقام محمد (ص)..
سؤال/ 116: ما معنى الصلاة على محمد وآل محمد؟
الجواب:
[ الصلاة معناها الدعاء والتضرع والتوسل إلى الله بطلب شيء منه سبحانه وتعالى، أو التقرب إليه وهو أيضاً طلب، فعندما نقول: اللهم صلِّ على محمد، يعني نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يرفع شأن محمد (ص) ويعلي مقامه، ومن المؤكد أنّ مقام محمد (ص) هو المقام الأقرب الذي ما بعده مقام، فمقامه ثابت وهو صاحب مقام ألقاب قوسين صلوات الله عليه وآله، فيكون الطلب من الله بالصلاة على محمد هو أن يرفع شأن محمد ويعلي مقام محمد (ص) عند الناس، أي أن يعرّف الناس بعظيم شأن محمد (ص)، وهذا يحصل عند ظهور الإمام المهدي (ع)؛ لأنه ينشر خمسة وعشرين حرفاً من العلم، فيعرّف الناس بالتوحيد، ويعرّفهم بالرسل، ويعرّفهم بالكتب، ويعرّفهم بالملائكة ، ويعرّفهم بخلق الله سبحانه وتعالى، ويعرفهم بمحمد (ص)، فعندما نقول: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، أي إننا نقول: يا الله أظهر حق محمد وآل محمد، وأظهر عظيم مقام محمد وآل محمد، أي كأننا نقول: يا الله عجّل فرج محمد وآل محمد ، وكأننا نقول: يا الله أظهر العدل والحق والقسط وأمت الجور والفساد والظلم، ولهذا كان هذا الذكر أي: (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد) هو أفضل الذكر وثوابه عظيم، وما علمته من الإمام المهدي (ع) أنّ أفضل الذكر هو قول: (بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وسلم تسليماً).
ومن قالها خمسين مرة لم يكتب من الغافلين في ذلك اليوم، وإن قالها مائة مرة كتب من الذاكرين في ذلك اليوم، وإن قالها ألف مرة كان من الفائزين عند الله وعند الإمام المهدي (ع).
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾، أي أن يطلب المؤمنون من الله أن يصلي على محمد، فيقولوا: (اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وسلّم تسليماً)، ومعنى وسلّم تسليماً: أي أعطهم الأمن والأمان، والأمن هو بيعة القائم (ع)، والأمان يكون في دولة القائم (ع) [1]، قال تعالى: ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً﴾، وقال تعالى: ﴿سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ﴾. ]
المصدر: كتاب المتشابهات (الجزء الثالث)
** ** **
سؤال/98: قال تعالى: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾، كيف يكون النهار هو الذي يجلي الشمس، أو ليست الشمس هي التي تجلي وتظهر النهار؟
الجواب:
[ في هذه الآية الشمس رسول الله محمد (ص)، والقمر الذي تلاه هو علي بن أبي طالب (ع) وصيه وخليفته، والنهار في الآية هو الإمام المهدي (ع). ومن المؤكد أنّ الإمام المهدي (ع) قد ولد من محمد (ص) وعلي (ع)، وظهر وتجلى من رسول الله (ص)، ولكن الإمام المهدي (ع) هو الذي يظهر ويجلي حقيقة رسول الله (ص) أو الشمس للخلق عند ظهوره ويعرف الناس حقيقة الرسول (ص)، فالإمام المهدي (ع) ظهر وتجلى من رسول الله (ص)، وهو أيضاً يظهر ويجلي رسول الله محمد (ص) للخلق . ]
المصدر: المتشابهات (الجزء الرابع)
** ** **
مقام محمد (ص)..
سؤال: ما هو تفسير الآيات الكريمة من سورة طه؟ وما الحكمة من مخاطبة الله سبحانه وتعالى رسول الله (ص) في سورة طه باسم طه (أي بهذين الحرفين)؟
الجواب:
[ بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
هذه الآيات نزلت على الرسول (ص) في وقت كان الرسول محمد (ص) يشتد في عبادته شكرا لله سبحانه وتعالى ولأنه علم أن المعرفة الحقيقية في درس الأنا مقابله هو سبحانه وهذه معركة لا تنتهي طالما نحن موجودون فاشتد (ص) على كل شيء متعلق بالأنا ومنها بدنه (ص) حتى انه قضى ردحاً من الوقت يقوم الليل في الصلاة والدعاء حتى يعجز عن القيام على رجليه من شدة التعب وحتى أحمرت عيناه من سهر الليل وكان أكثر الأوقات يغفو لحظات في موضع سجوده ومع هذا كان يعاتب نفسه ويرى انه غير شاكر لربه ويرى انه يداري أناه مقابل ربه.
في هذا الظرف نزلت هذه الآيات ومنه تعرف مراد الله سبحانه وتعالى فكلمة (طه) هي (طاهر) ويمكنك أن تقرأها كذلك في القرآن وأعتقد أن وصفه (ص) بطاهر مناسب جدا مع حاله صلى الله عليه وآله، فمن يفعل ما تقدم، مَن غيره يستحق هذا الاسم من الله سبحانه على الحقيقة التي يحملها، من يستحق أن يخاطبه الله "طاهر" غير محمد (ص) الذي سحق أناه ودرسها وأجهد بدنه حتى النهاية في عبادة ربه حتى عاتبه الله وطلب منه أن يرفق ببدنه بقوله تعالى ﴿طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾.
أحمد الحسن
شوال / 1433 هـ ]
المصدر: منتدى الإجابة عن الأسئلة في القرآن، الرابط
** ** **
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ ....ومن هنا كلما كان شكر العبد عظيماً كان توفيق الله الذي توجّه به هذا العبد لهذا الشكر أعظم. فأصبحت النعمة على عباد الله المقربين أعظم، وأصبح عملهم وشكرهم نعمة جديدة تحتاج إلى شكر. وهذا الشكر بتوفيق الله وحوله وقوّته فهو نعمة جديدة أعظم من سابقتها تحتاج إلى شكر أعظم، وهكذا حتى ألجمهم الكريم بكرمه، فخرست ألسنتهم، وفاضت أعينهم من الدمع، لمّا عرفوا أنّهم قاصرون عن شكره سبحانه، بل إنّهم في مقاماتهم المحمودة - لمّا عرفوا أنّهم لا يزالون مشوبين بالعدم وظلمته والنقص وحقيقته - عدّوا وجودهم وبقاءهم ذنباً، فاستغفروا الله منه وتابوا إليه وطلبوا عفوه ورحمته. هذا مع أنّ وجودهم رهن بقاء هذا الحجاب، وبقاؤهم رهن تشوبهم بالظلمة والعدم، وهذا أمير المؤمنين علي (ع) يقول: (إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها، فلها الويل إن لم تغفر لها) [إقبال الأعمال : ج3 ص629].
فعدَّ التفاته إلى وجوده ذنباً، بل لعلّي أقول: عدَّ وجوده ذنباً لِمَا فيه من شائبة العدم، التي بدونها لا يبقى له اسم ولا رسم، بل يفنى ولا يبقى إلاّ الله الواحد القهار.
وفي الحديث عن الصادق (ع): (فأوقفه جبرائيل موقفاً فقال له: مكانك يا محمد - أي هذا هو مقامك، فجبرائيل لا يستطيع الوصول إلى مقام النبي فأشار له بالعروج إلى مقامه (ص) - فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قط ولا نبي، إنّ ربك يصلي، فقال: يا جبرئيل وكيف يصلي؟ قال: يقول: سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح، سبقت رحمتي غضبي. فقال: اللهم عفوك، عفوك. قال (ع): وكان كما قال الله ﴿قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾. قيل: وما قاب قوسين أو أدنى؟ قال (ع): ما بين أسّتها إلى رأسها. قال (ع): وكان بينهما حجاب يتلألأ يخفق [3]، ولا أعلمه إلا وقد قال (ع): زبرجد، فنظر في مثل سم الإبرة [4] إلى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى .....) [الكافي : ج1 ص443].
أمّا طلب النبي للعفو فقد تبيّن، وأمّا خفق الحجاب فهو: استجابة منه جلَّ شأنه لطلب النبي للعفو، وإماطة حجاب العدم والظلمة عن صفحة وجوده المباركة، ولكنّها استجابة جزئيّة بما هو أهله سبحانه، فلو رفع الحجاب لما عاد للنبي أسم ولا رسم ولا حقيقة.
ومن هنا تعرف مقام هذا الكريم (ص)، فقد أعطى كلّه لله، فأعطاه الله ما لم يعطِ أحداً من العالمين (فنظر في مثل سم الإبرة إلى ما شاء الله من نور العظمة).
وهذا يفي بالمقام، لتعلم أنّ الجميع يجب أن يحثوا الخطى إليه سبحانه ناكسي رؤوسهم، نائبين إليه، راجين عفوه ورحمته، متقلبين بين ركوع وسجود وخضوع وتذلل. ]
المصدر: كتاب شيء من تفسير سورة الفاتحة
** ** **
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ ....فالله سبحانه وتعالى ، إذا كان هو الذي يؤله إليه في الحوائج ، وهؤلاء الذين يتألهون إليه أو يقصدونه عصاة مقصرون ، خيّرهم وأفضلهم ناظر إلى نفسه ولو من طرف خفي ، فبماذا يعطيهم أ بالعدل وهو وضع الشيء في موضعه ؟ وهل من وضع الشيء في موضعه أن تعطي السلاح من يقاتلك به وهو ظالم ؟! وكيف ببقية الخلق إذا كان محمد (صلى الله عليه وآله) خير خلق الله سبحانه وتعالى إحتاج في مواجهة الله سبحانه وتعالى الرحمة ، فقدم له سبحانه وتعالى بقوله : ( سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبي ) فقال الرسول (صلى الله عليه وآله) : ( اللهم عفوك عفوك ).
.......ومما طلب العفو صلوات الله عليه ، أمن تقصير ؟ أم أن كلامه صلوات الله عليه لغو لا طائل من ورائه ؟ حاشاه وهو النبي الكريم الحكيم خير ولد آدم صلوات الله عليه ، ولما قدم الله سبحانه وتعالى الرحمة وبين أنها سبقت غضبه ، ولما واجه نبيه الكريم بهذا الكلام الذي يستشعر منه أنه موجه إلى مستحق لمواجهة الغضب ولكن الله يريد أن يواجهه بالرحمة ، ثم إنه سبحانه وتعالى فتح له الفتح المبين ، وغفر له ذنبه الذي استحق به الغضب وهو الأنا ، والذي بدونه لا يبقى إلا الله الواحد القهار ، ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً ﴾.
فشائبة الظلمة والعدم بدونها لا يبقى للإنسان إنسانيته ، ولا يبقى ألا الله الواحد القهـار ، ومحمد (صلى الله عليه وآله) بعد الفتح أخذ يخفق بين فناء فلا يبقى إلا الله الواحد القهار ، وبين عوده إلى الأنا والشخصية فهو صلوات الله عليه حجاب بين الخلق والحق ، وهو البرزخ بين الله وخلقه ، فإذا كان صاحب هذه المرتبة العظيمة محتاجاً أن يواجه بالرحمة فما بالك بمن سواه ، فبالنسبة للخلق الله الذي يتألهون إليه هو الرحمن الرحيم بل لابد أن يكون كذلك وإلا فسيعودون خائبين خاسرين بسبب تقصيرهم....]
المصدر: كتاب التوحيد، تفسير سورة التوحيد
** ** **
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ ....وتعال معي يا أخي المؤمن لنتفكر في حالنا المخزي بين يدي الله سبحانه وتعالى، وليكن أحدنا من يكون، هب أنك أحد الثلاث مائة وثلاثة عشر، وهب أنك أحد النقباء الإثني عشر منهم، وهؤلاء هم خيرة من في الأرض، يقول فيهم أمير المؤمنين (ع) ما معناه: (بأبي وأمي هم من عدة أسماؤهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة …) [نهج البلاغة: ص126 / الخطبة 187]، وقالوا (ع) فيهم: (إنّ الأرض تفتخر بسيرهم عليها) [كمال الدين وتمام النعمة : ص673]، وبكى لأجلهم الصادق (ع) قبل أكثر من ألف عام، ودعا لهم وقال ما معناه: (يا رب إن كنت تريد أن تعبد في أرضك فلا تسلط عليهم عدواً لك)، وقال الصادق (ع) ما معناه: (ما كانوا كذلك لولا أنهم خلقوا من نور خلق منه محمد (ص) ومن طينة خلق منها محمد (ص)) [5].
فتدبّر فضلهم على عامة الناس وعلى عامة شيعة أهل البيت (ع)، فالشيعة خلقوا من نورهم ومن فاضل طينتهم (ع)، وهؤلاء الشيعة المخلصون أصحاب القائم (ع) خلقوا من نور خلق منه محمد (ص)، ومن طينة خلق منها محمد (ص)، ومع هذا الفضل العظيم والمقام الرفيع ومع أنهم من المقربين ومن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ولكن تعال معي إلى عرصات يوم القيامة لنرى حالهم بل حال جميع الخلق سوى محمد (ص)، فإذا قامت القيامة لن يجرؤ أحد على الكلام بين يدي الله حتى يسجد محمد وحتى يحمد الله محمد وحتى يتكلم محمد (ص) ويشفع لخلق الله وعبيده، فلماذا لن يسجد ويحمد ويتكلم في ذلك الموقف أحد إلا بعد سجود وحمد وكلام محمد (ص)؟
أمن تقصير بالخلق سوى محمد (ص)؟؟ أم من ظلم موجود في ساحة الله سبحانه وتعالى عن ذلك علواً عظيماً وكبيراً ؟؟
أخي العزيز:
أمير المؤمنين علي (ع) خير الخلق بعد محمد (ص) يقول: (إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها ، فلها الويل إن لم تغفر لها) [6].
ولو تدبرت كلامي السابق لعلمت أن أمير المؤمنين (ع) يقصد كل ما قال بكل معنى الكلمة فما حالنا نحن؟؟
والحق أقول لك:إنّ الإنسان مهما كان ذو مقام رفيع وجاه وجيه بين يدي الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يعضّ على إصبعه حسرة وندماً على قلة حيائه من الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الحليم الكريم، ويردد هذه الكلمات: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله حتى تقوم القيامة، والحمد لله وحده. ]
المصدر: كتاب المتشابهات (الجزء الثالث): س107
** ** **
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ محمد (ص) ظهور اللّه في فاران..
وردت هذه العبارة في دعاء السمات الوارد عن الأئمة (ع): (.... وأسألك اللهم ....، وبمجدك الذي ظهر على طور سيناء، فكلّمت به عبدك ورسولك موسى بن عمران (ع)، وبطلعتك في ساعير، وظهورك في فاران ...) [مصباح المتهجد : ص416].
وطلعة الله في ساعير بعيسى (ع)، وظهور الله في فاران بمحمد (ع) [7].
ولابد من الالتفات إلى أنّ عبارات الدعاء مرتّبة تصاعديّاً، فمن نبي (كلّمه الله) وهو موسى (ع)، إلى نبي مثّل (طلعة الله) وهو عيسى (ع)، إلى نبي مثّل (ظهور الله ) وهو محمد (ص).
والفرق بين الطلعة والظهور؛ هو أنّ الطلعة هي الإطلالة والظهور الجزئي ، أي إنّ الطلعة هي تجلّي بمرتبة أدنى من الظهور [8]، فكلاهما أي عيسى (ع) ومحمد (ص) مثَّلا الله سبحانه في الخلق ، ولكن عيسى (ع) بمرتبة أدنى من محمد (ص). وبَعث عيسى (ع) كان ضرورياً للتمهيد لظهور، وبَعث محمد (ص) الذي مثَّل الله في الخلق، فكان محمد (ص) خليفة الله حقّاً.
وإذا رجعنا إلى أصل وبداية الخلق وجدنا الله سبحانه وتعالى يخاطب الملائكة: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾.
فإنّه وإن كان آدم خليفة الله وباقي الأنبياء والأوصياء (ع)كذلك، ولكن الهدف الذي يُراد الوصول إليه هو خليفة الله حقّاً، أي الشخص الذي يكون خليفة كامل لله سبحانه وتعالى، فيعكس اللاهوت في مرآة وجوده بشكل أكمل وأتم من كل الأنبياء والأوصياء (ع)
فالمراد الوصول إليه هو شخص يخفق بين (الأنا والإنسانية)، وبين (اللاهوت والذات الإلهية).
سأل أبو بصير أبا عبد الله (ع)، فقال: (جعلت فداك كم عرج برسول الله (ص) ؟
فقال (ع): مرتين، فأوقفه جبرائيل موقفاً فقال له: مكانك يا محمد فلقد وقفت موقفاً ما وقفه ملك قط ولا نبي، إنّ ربك يصلي ، فقال (ص): يا جبرائيل وكيف يصلي ؟
قال: يقول: سُبوح قدوس أنا رب الملائكة و الروح، سبقت رحمتي غضبي.
فقال (ص): اللهم عفوك عفوك.
قال: وكان كما قال الله: ﴿قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾.
فقال له أبو بصير: جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى ؟
قال (ع): ما بين سيتها إلى رأسها [9]، فقال (ع): كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق [10]، ولا أعلمه إلاّ وقد قال: زبرجد، فنظر في مثل سم الإبرة [11] إلى ما شاء الله من نور العظمة.
فقال الله تبارك وتعالى: يا محمد.
قال: لبيك ربي.
قال: من لأمتك من بعدك ؟
قال: الله أعلم.
قال: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين.
ثم قال أبو عبد الله لأبي بصير: يا أبا محمد والله ما جاءت ولاية علي (ع) من الأرض، ولكن جاءت من السماء مشافهة) [الكافي: ج1 ص442].
فمحمد (ص) في الآن الذي يفنى في الذات الإلهية لا يبقى إلاّ الله الواحد القهّار، ولا يبق إلاّ نور لا ظلمة معه، وهو الله سبحانه وتعالى، فيكون هذا العبد قد كشف عنه الغطاء حتى عرف الله حق معرفته. فهو فقط الذي يمكن أن يُعرّف الخلق بالله بشكل كامل وتام، وكذلك هو فقط خليفة الله الكامل، أي الذي تجلّى فيه اللاهوت، أو الذات الإلهية بأكمل ما هو ممكن للإنسان. ]
المصدر: كتاب النبوة الخاتمة
** ** **
قال الإمام أحمد الحسن (ع):
[ وخير خلق الله محمد (ص) يمتد بصفحة وجوده من سرادق العرش الأعظم إلى السماء الدنيا، فأول مراحل التجلي هي: النقطة الأولى (البرزخ) أو سرادق العرش الأعظم، ثم مرحلة التجلي الثانية هي وعاء النون أو العرش الأعظم، ثم مرحلة التجلي الثالثة وهي وعاء الباء أو الكرسي، ثم مرحلة التجلي الرابعة وهي النقطة الثانية في الخلق، وجميع هذه المراحل الأربعة هي محمد (ص) فهو نقطة النون والنون، وهو الباء ونقطة الباء، أو قل هو الفيض النازل من الحق إلى الخلق، وهو أي محمداً (ص) في المراحل الثلاث الأولى (سرادق, العرش, الكرسي) برزخ بين الحق والخلق فهو يخفق فساعة لا يبقى إلا الله الواحد القهار وساعة يعود إلى الأنا والشخصية، أما في مرتبة العرش العظيم فهو مستقر في الخلق وهو عبد الله.
ويجب الالتفات إلى أن النقطة الأولى هي القرآن وهي الحجاب الذي بين محمد (ص) وبين الله (كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق) وعند الفتح (فنظر في مثل سم الإبرة) [الكافي : ج1 ص442]، قال تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً﴾، رفع هذا الحجاب بأن احتواه محمد (ص) فأصبح القرآن ومحمد (ص) واحداً، وهو يخفق بين فناء فلا يبقى إلا الله الواحد القهار وبين عودة الأنا والشخصية الإنسية.
فإن عرفنا ما تقدم تبين لنا أن محمداً (ص) هو مرتبة البرزخ بين الحق والخلق، ولذلك توهم به لما رآه ابراهيم (ع) والملائكة وظنوا أنه الله سبحانه وتعالى، وذلك لأنه (ص) صورة تحاكي الذات الإلهية وتظهر اللاهوت المطلق للخلق ليعرفوا (..... وبطلعتك في ساعير وظهورك في جبل فاران .....) [دعاء السمات]، وقال (ص): (الله خلق آدم على صورته) [الكافي : ج1 ص134].
فهو (ص) الله في الخلق وكذلك أهل بيته (ع) في مرتبة دون مرتبة الرسول الأعظم صلوات الله عليه، فهم أيضاً وجه الله وأسماء الله الحسنى، فهم يمثلون الله في الخلق وكل منهم يؤله إليه ويقصد في قضاء الحاجات وسد النقص وبلوغ الكمال، فهم على درجة عالية من الكمالات الإلهية ولكنها مقيدة بالحاجة والفقر لله سبحانه وتعالى، أما ألوهيته سبحانه وتعالى فهي ألوهية مطلقة وهي كمال وغنى مطلق وعطاء وفيض غير مقيد إلا بمشيئته سبحانه وتعالى.
وقد ورد في القرآن ما يدل على هذا المعنى، قال تعالى: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾، أي أن هناك خالقين وهو سبحانه وتعالى أحسنهم وأفضلهم، وهؤلاء هم محمد وآل محمد (ع)، وفي الدعاء: (..... يارب الأرباب وإله الآلهة .....) [الكافي : ج2 ص566].
وكذلك ورد: (..... الإله الأكبر .....) [الباقيات الصالحات : دعاء السفر ص815]، وهذا من أدعية السر وهي واحد وثلاثون دعاء لحوائج الدنيا والآخرة مسندة متصلة وصحيحة السند، مذكورة في مصباح المتهجد، ومصباح الكفعمي، والبحار، وذكرها الحر العاملي في الجواهر السنية.
وفي الحديث القدسي في فضلها: (يا محمد، قل للذين يريدون التقرب إلي إعلموا علم اليقين أن هذا الكلام أفضل ما أنتم متقربون به إلي بعد الفرائض) [الجواهر السنية : ص188].
ولا شك أن ورود الإله الأكبر في الدعاء القدسي وهو من الله سبحانه وتعالى ونظير القرآن الكريم يدل بشكل يقيني قاطع لمن أراد النص على ما قدمت، حيث أن مخاطبة الله سبحانه وتعالى بالإله الأكبر دال على أن خلقه سبحانه يتصفون بصفة اللاهوت؛ وذلك لأن الأكبر صفة تفضيل دالة على وجود الأقل عند ذكرها وإلا فلا معنى لورودها في الكلام، فأفعل التفضيل أو صفات التفضيل دالة على المشاركة وزيادة كما هو بين وواضح، وقد ذكره علماء اللغة العربية بل هو بين لكل من قرأ الدعاء وتمعن فيه.
بين الله سبحانه وتعالى ووجه الله أو الله في الخلق
محمد (ص) عبد الله ورسوله، ليس في هذا العالم السفلي الجسماني فقط بل هو رسول الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق بقية الخلق، والرسول إذا كان وجه المُرسِل وصورة المُرسِل، قال الإمام الباقر (ع): (نحن المثاني الذي أعطاه الله نبينا محمداً (ص)، ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم، ونحن عين الله في خلقه ويده المبسوطة بالرحمة على عباده، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا ...) [الكافي : ج1 ص143]. وفي الحديث: (الله خلق آدم على صورته) [12].
والرسول إذا كان أمره أمر المُرسِل - قال الإمام المهدي (ع): (قلوبنا أوعية لمشيئة الله، فإذا شاء الله شئنا، والله عز وجل يقول: ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ﴾) [غيبة الطوسي : ص246] - كان إرسال الرسول هو إرسال المُرسِل ومواجهة الرسول هي مواجهة المُرسِل، ومن هنا يتبين أن جميع الأنبياء والمرسلين (ع) من الله سبحانه وتعالى هم مُرسَلين من محمد (ص) إسرائيل أو عبد الله ووجه الله أو الله في الخلق، فالأنبياء والمُرسَلون (ع) واجهوا الله في الخلق وهو محمد (ص) ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾، ومعلمهم هو الله في الخلق وهو محمد (ص) ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾، بل إن مواجهتهم لم تكن إلا مع باب محمد (ص) وهو علي (ع)، فعن أبي جعفر (ع) عن آبائه (ع) قال: (قال رسول الله (ص): أنا مدينة العلم وهي الجنة، وأنت يا علي بابها، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنة ولا يهتدي إليها إلا من بابها) [مستدرك سفينة البحار : ج9 ص351].
وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص): (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب) [المصدر نفسه].
وفي الكافي عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: قال رسول الله (ص): (أنا المدينة وعلي الباب، وكذب من زعم أنه يدخل المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض علياً (ع)) [الكافي : ج2 ص239 ح27].
وعنه (ص): (أنا مدينة العلم (الحكمة) وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها) [مستدرك سفينة البحار : ج9 ص351].
فمحمد هو مَن عرَف الله وعرَّف الخلق بالله ولم تتم المعرفة إلا من باب محمد وهو علي، ومحمد هو البرزخ بين الحق والخلق (يخفق بين الإنسانية والفناء في الذات الإلهية)، وعلي هو الإنسان الأول في الخلق، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾، فالبشر هو علي والحجاب هو محمد، وأيضاً البشر هم الأئمة والحجاب علي والمتكلم محمد أو الله في الخلق، وأيضاً البشر هم الأنبياء والمرسلون والحجاب هم الأئمة والمتكلم علي أو الرحمن في الخلق، قال علي (ع) الإمام الذي ظلمه حتى من يدَّعون موالاته: (أنا أؤدي من النبيين إلى الوصيين، ومن الوصيين إلى النبيين، وما بعث الله نبياً إلا وأنا أقضي دينه وأنجز عداته، ولقد اصطفاني ربي بالعلم والظفر، ولقد وفدت إلى ربي اثنتي عشرة وفادة فعرفني نفسه وأعطاني مفاتيح الغيب) [بحار الأنوار : ج39 ص350].
فيمكن أن نقول: إن علياً هو من كلم موسى (ع)، بل إن من كلم موسى (ع) من آل محمد (ع) يأتمر بأمر علي (ع)، وعلي يأتمر بأمر محمد (ص)، ومحمد يأتمر بأمر الله سبحانه وتعالى.
عن علي أمير المؤمنين (ع): (.... وعقدت الراية لعماليق كردان، ....، فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور، فيظهر هذا ظاهر مكشوف، ومعاين موصوف ....) [بحار الأنوار : ج82 ص272].
قال تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾.
فكما أن المتوفي هو الله في كل تلك الأحوال كذلك فإن المتكلم هو الله في كل تلك الأحوال، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
فتنـزه سبحانه وتعالى أن يكلّم بشراً إلا من وراء حجاب، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾، فلم يكتب كلام الله سبحانه وتعالى مباشرة ومن غير حجاب إلا في صفحة وجود محمد (ص) ولذلك كان علي (ع) هو الإنسان الأول والبشر الأول، ومحمد (ص) هو الحجاب بين الحق والخلق لفنائه في القرآن، ثم خفقه بين الإنسانية وبين الذات الإلهية فلا يبقى إلا الله الواحد القهار، ولم أقل: فلا يبقى إلا الله الرحمن الرحيم؛ لأن محمداً (ص) هو الرحمة في الخلق فإذا فني في الذات الإلهية لم تبق إلا النقمة والقهر، حيث إن نظر الله سبحانه وتعالى إلى محمد (ص)، قال تعالى: ﴿فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾. ]
المصدر: كتاب التوحيد
-----------------------------------------
هامش:
[1]- في محاورة الامام الصادق (ع) مع أبي حنيفة جاء في آخرها : (... فقال أبو بكر الحضرمي جعلت فداك الجواب في المسألتين فقال يا أبا بكر سيروا فيها ليالي وأياما آمنين، فقال: مع قائمنا أهل البيت، وأما قوله ومن دخله كان آمنا، فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد أصحابه كان آمناً) علل الشرائع : ج1.
[3]- يخفق : أي يتحرّك ويضطرب.
[4]- سم الإبرة : ثقبتها.
[5]- الكافي : ج1 ص402 ح5، وإليك الروايـة بتمامـها: (عن محمد بن عبد الخالـق وأبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (ع) : يا أبا محمد إن عندنا والله سراً من سرّ الله، وعلماً من علم الله، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، والله ما كلّف الله ذلك أحداً غيرنا ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا. وإن عندنا سراً من سر الله وعلماً من علم الله، أمرنا الله بتبليغه، فبلغنا عن الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه، فلم نجد له موضعاً ولا أهلاً ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواماً، خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته عليهم السلام ومن نور خلق الله منه محمداً وذريته وصنعهم بفضل رحمته التي صنع منها محمداً وذريته، فبلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه، فقبلوه واحتملوا ذلك [فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه] وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا، فلولا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك، لا والله ما احتملوه، ثم قال: إن الله خلق أقواماً لجهنم والنار، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق، فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ليكون ذلك دفعاً عن أوليائه وأهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه، قال: ثم رفع يده وبكى وقال: اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدواً لك فتفجعنا بهم، فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبداً في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً).
[6]- مقطع من المناجاة الشعبانية لأمير المؤمنين (ع)، بحار الأنوار : ج91 ص97.
[7]- جاء في احتجاج الإمام الرضـا (ع) على رأس الجالوت: (.. فقال له الرضا (ع): هل تنكر أنّ التوراة تقول لكم: " قد جاء النور من جبل طور سيناء، وأضاء لنا من جبل ساعير، واستعلن علينا من جبل فاران" ؟ قال رأس الجالوت: أعرف هذه الكلمات، وما أعرف تفسيرها.
قال الرضا (ع): أنا أخبرك به، أمّا قوله: " جاء النور من قبل طور سيناء "، فذلك وحي الله تبارك وتعالى الذي أنزله على موسى (ع) على جبل طور سيناء، وأمّا قوله: " وأضاء الناس من جبل ساعير"، فهو الجبل الذي أوحى الله (عز وجل) إلى عيسى بن مريم وهو عليه، وأمّا قوله: "واستعلن علينا من جبل فاران"، فذاك جبل من جبال مكة بينه وبينها يوم. وقال شعيا النبي فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة: "رأيت راكبين أضاء لهما الأرض، أحدهما على حمار، والآخر على جمل"، فمن راكب الحمار ؟ ومن راكب الجمل ؟ قال رأس الجالوت: لا أعرفهما فخبرني بهما.
قال (ع): أمّا راكب الحمار فعيسى، وأمّا راكب الجمل فمحمد. أتنكر هذا من التوراة ؟ قال: لا، ما أنكره ...) التوحيد للصدوق: ص447، عيون أخبار الرضا (ع): ج2 ص148، بحار الأنوار: ج10 ص308.
[8]- قال الجوهري: (الطلعة: الرؤية) الصحاح: ج3 ص1254، وقال ابن منظور: (طلع فلان علينا من بعيد، وطلعته: رؤيته. يقال: حيا الله طلعتك) لسان العرب:ج8 ص236. وقال الجوهري: (وظهر الشيء بالفتح ظهوراً: تبيّن ... وأظهرت الشيء: بينته ..) الصحاح: ج2 ص732. وقال ابن فارس: (ظهر، الظاء والهاء والراء أصل صحيح واحد يدل على قوّة وبروز، من ذلك ظهر الشيء يظهر ظهوراً فهو ظاهر إذا انكشف وبرز؛ ولذلك سمي وقت الظهر والظهيرة وهو أظهر أوقات النهار وأضوؤها) معجم مقاييس اللغة: ج3 ص471.
[7]- جاء في احتجاج الإمام الرضـا (ع) على رأس الجالوت: (.. فقال له الرضا (ع): هل تنكر أنّ التوراة تقول لكم: " قد جاء النور من جبل طور سيناء، وأضاء لنا من جبل ساعير، واستعلن علينا من جبل فاران" ؟ قال رأس الجالوت: أعرف هذه الكلمات، وما أعرف تفسيرها.
قال الرضا (ع): أنا أخبرك به، أمّا قوله: " جاء النور من قبل طور سيناء "، فذلك وحي الله تبارك وتعالى الذي أنزله على موسى (ع) على جبل طور سيناء، وأمّا قوله: " وأضاء الناس من جبل ساعير "، فهو الجبل الذي أوحى الله (عز وجل) إلى عيسى بن مريم وهو عليه، وأمّا قوله: "واستعلن علينا من جبل فاران"، فذاك جبل من جبال مكة بينه وبينها يوم. وقال شعيا النبي فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة: "رأيت راكبين أضاء لهما الأرض، أحدهما على حمار، والآخر على جمل"، فمن راكب الحمار ؟ ومن راكب الجمل ؟ قال رأس الجالوت: لا أعرفهما فخبرني بهما.
قال (ع): أمّا راكب الحمار فعيسى، وأمّا راكب الجمل فمحمد. أتنكر هذا من التوراة ؟ قال: لا، ما أنكره ...) التوحيد للصدوق: ص447، عيون أخبار الرضا (ع): ج2 ص148، بحار الأنوار: ج10 ص308.
[8]- قال الجوهري: (الطلعة: الرؤية) الصحاح: ج3 ص1254، وقال ابن منظور: (طلع فلان علينا من بعيد، وطلعته: رؤيته. يقال: حيا الله طلعتك) لسان العرب:ج8 ص236. وقال الجوهري: (وظهر الشيء بالفتح ظهوراً: تبيّن ... وأظهرت الشيء: بينته ..) الصحاح: ج2 ص732. وقال ابن فارس: (ظهر، الظاء والهاء والراء أصل صحيح واحد يدل على قوّة وبروز، من ذلك ظهر الشيء يظهر ظهوراً فهو ظاهر إذا انكشف وبرز؛ ولذلك سمي وقت الظهر والظهيرة وهو أظهر أوقات النهار وأضوؤها) معجم مقاييس اللغة: ج3 ص471.
[9]- قال ابن منظور: بينهما قاب قوس، وقيب قوس، وقاد قوس، وقيد قوس، أي قدر قوس. والقاب: ما بين المقبض والسية. ولكل قوس قابان، وهما ما بين المقبض والسية) لسان العرب: ج1 ص693. وسية القوس: ما عطف من طرفيه .
[10]- الخفق: التحرك والاضطراب.
[11]- سم الإبرة: ثقبها
[12]- موجود في التوراة أيضاً وهو حديث متواتر رواه السنة والشيعة وهذه بعض الروايات من مصادر السنة والشيعة: عن محمـد بن مسلم، قـال: سألت أبا جعفـر (ع) عما يروون أن الله خلق آدم على صورته، فقال: (هي: صورة، محدثة، مخلوقة واصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) ) الكافي: ج1ص134، وتوحيد الصدوق: ص103.
روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ، فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن).
وروى مسلم (2612) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ).
وروى ابن أبي عاصم في السنة (517) عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن). قـال الشيخ عبد الله الغنيمان: (هذا حديـث صحيح صححه الأئمـة، الإمام أحمد وإسحاق بن راهوية وليس لمن ضعفه دليل إلا قول ابن خزيمة، وقد خالفه من هو أجل منه).
وروى ابن أبي عاصم (516) أيضاً عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه)، وقال الشيخ الألباني: إسناده صحيح.].