كلمة الله العليا
أول ما خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان قال للملائكةِ: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ البقرة: 30. وهذا الخليفة الأول في هذه الأرض هو نبي الله آدم (ع).
ولم تنقطع هذه الخلافة فيما مضى ولا تنقطع إلى يوم القيامة، وكما انقسم الملائكة إلى مقر بهذه الخلافة ومنكر جاحد كافر بكلمة الله كذلك عاد الأمر الأول ليتكرّر كل مرّة على هذه الأرض لينقسم الناس على هذه الأرض إلى قسمين، قسم اتبع المنكر الأول (إبليس) للأمر الأول، وقسم اتبع المقرّين الأوائل (الملائكة) للأمر الأول، هذه هي كلمة الله العليا التي تتكرر في كل زمان فينقسم الناس إلى مقر بها ومنكر لها.
خليفة الله في أرضه هو كلمة الله فمن أقرّه كان من الموحدين ومن أنكره كان من المشركين، هكذا وببساطة وبدون أي تعقيد. ففي كل زمان يوجد موسى وعيسى ومحمد والحسين (ع)، بل كل الأنبياء والأوصياء متمثلون في شخص خليفة الله في أرضه، فمن أنكر خليفة الله في أرضه فهو منكر لموسى (ع) وإن ادعى أنه يهودي، ومنكر لعيسى وإن ادعى أنه مسيحي، ومنكر لمحمد وإن ادعى أنه مسلم، ومنكر للحسين وإن ادعى أنه من شيعة الحسين بن علي (ع) ، وهكذا يكون الجهاد لإعلاء وإظهار أمر خليفة الله في أرضه؛ لأنه كلمة الله وخليفة الله الذي عينه الله سبحانه وتعالى. ولأنّ التوحيد يكون بمعرفته فبهم يعرف الله فمن عرف خلفاء الله عرف الله ومن أنكرهم أنكر الله ومن جهلهم جهل الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم أسماء الله الحسنى ووجه الله ويد الله سبحانه وتعالى.
المصدر : كتاب الجهاد باب الجنة للسيد أحمد الحسن (عليه السلام)
Comment